- اللحظات الأخيرة
- البقاء كان رجولة كان حياة
- استغرقت ثلاثين سنة لتستوعب انك عقيم انك جبان انك ميت.....!
- ههه! - ضحك بصوت عال-
- سيقولون ارهابي سيقولون فقد الامل سيقولون مجنون!
اللحظات الأخيرة
على مقعد خشبي ، كان قد رمى نفسه في مقهى على تقاطع احدى طرقات المدينة رجل حرثت سنونه الخمسون في وجهه تجاعيداً وغضون مبهمة، كانت تعابير وجهه تتغير وكان يرتشف قهوته وقد شرد في عالم أخر، لطالما كان وجهه لغزاً.
وغاص في أعماق ذاكرته ومآسي حياته ، خمسون عاما وقت كثير.... لطالما كان في حياته متأملا
- ولكن لما، أكل هذا الوقت استغرقت لتفهم ؟؟!!!
- إنها لعبة الايام انها كذبة الامل.
- اركض! اركض! ياأبا محروس تأخرنا!... وينتفض ويسقط رأسه بين ذراعيه، وتمزق صرخات صاحبه اذنيه.
- الأن ....... باابا. محروس!! ... الأن ! ويتذكر المشهد بكل آلامه لطالما كان فاشلاً وغير ذي نفع ومتردداً. !!.
واستغرق ثلاثين عاما ليفهم أطرق برأسه وأخذ نفسا عميقا أحس بالمتفجرات تحيط بجسده كانت تريحه بشكل غريب كانت تعطيه دفئا ممتعا.
- لحظات باأبا محروس ستقف الحافلة أمامك لتأخذ الضابط وخلال لحظات ستلحق به وتفجرالقتلة.
- قضاء الله وقدره لكن لو رميت ....... لم تكن رصاصاتهم لتمزق جسده قضاء الله وقدره – يصرخ -
ثلاثون عاما مرت لتستوعب عقم القضية انها قوانينهم هم من وضوعها قتل الأطفال وهدم المنازل شجيرة الياسمين تدوسها مجنزراتهم ويغتالون الأحلام في مقل الاطفال ويعيثون في الأرض فساداً وحجارة تضرب دبابتهم –يشد عضلات وجهه، ويطرق رأسه- ماذا حصل هناك ياابامحروس تكلم:
- لقد قتلوه! ..... لقد استشهد- واحتفظ بالسر ثلاثين عاما لم يبح لاحد به-
كانت غلطته والان!، الان فقط سيصلح غلطته أكل هذا الوقت استغرقت؟! ...... لقد كانت لحظات واستغرقت سنينا لتستوعب عقم الحالة.
ينظر الى الضابط امامه ويبتلع ريقه لطالما أحب قهوتها كانت تعمل له قهوة بنكهة خاصة ولكن مذ ذلك اليوم ، مذ موت اخيها لم يعد يجد الطعم لم يعد يستمتع بالنكهة .
هدموا بيتهم في اليوم التالي ماتت هناك كيف لا أحد يعلم ماتت فقط ، ماتت كيف ماتت هكذا احلام الناس في بلادنا تموت هكذا تغتال ، كان بمجرد ان يمرر لحظاته الاخيرة معها يرتعش قلبه وتدب فيه سعادة غريبة كانت كل حياته معها لحظات ولكن ماتت هكذا يموت الناس في فلسطين في لحظات ، ويبقون في ضميرالشرفاء الدهر كله.
انه عقم الحياة عندما ينتصر جبن الانسان وحبه لنفسه على شجاعته ومبادئه يموت يصبح عقيما ويصبح عاجزا عن شعوره بمتعة الحياة.
- اركض!..... اركض أبا محروس اركض !...
- أهربت كان البقاء موتاوكان الفرار موتا بشكل او باخر!.
البقاء كان رجولة كان حياة
استغرقت ثلاثين سنة لتستوعب انك عقيم انك جبان انك ميت.....!
ياخذ نفسا عميقا ويحس بالمتفجرات تغطي صدره وظهره ، ويأخذ نفساً عميقاً ويرتعش رغم دفئه انها لحظاتي من قال ان الحياة سنين ان الحياة لحظات سيموتون هذه لحظاتهم الأخيرة وفي لحظات سأصبح حديث الناس وتملأ صوري الدنيا وسأصبح بطلا.
ههه! - ضحك بصوت عال-
سيقولون ارهابي سيقولون فقد الامل سيقولون مجنون!
- ههه لطاما كنت جبانا ولكن مجنون لا لست مجنونا!، سيستنكرون ويشجبون لطالما أكثروا من الكلام وسيثبت للناس جميعا ولها بانه ليس بجبان ..... جبان نحن لسنا جبناء بالمطلق نحن جبناء بشكل مؤقت وهنا بعد لحظات فقط سيموت جبني وستولد شجاعتي واصبح رجلاً وسأميط لثام الرجولة عن وجوه الأذلاء.
كانت لحظات هادئة بل هادئة جداً كان يرمقونه بنظرات مبهمة لطالما كانت تعابير وجهه لغزاً ويرمق الضابط بنظرة عابرة ويبتسم كل شئ على مايرام الضابط هناك وينتظر الحافلة.
- الصيد ثمين! الصيد ثمين رحمك الله ، الصيد ثمين ياابا محروس، تأخرت كثيراً وهاأنذا ياصديقي هنا ألحق بك!
وفي لحظة تقف الحافلة امامه ويتوجه الضابط اليها ، ويقفز أبو محروس اليها ويصعد ينظر اليهم يجفلون جميعا وفي لحظات تتحدث العيون ويهمون ليطلقوا عليه النار كيف وصل انه الموت انه القصاص لايقدم عذرا ولايطلب اذناً ويأتي فجأة يقبل بخيلاء وكبر وشماتة لقد أتيت أنا القادم الأخير، وفي لحظات يفهمون انه موتهم يحدقون به ولكن انها لحظات يصرخون ولكن من يجيب في لحظات، تمزق رصاصتهم جسده في لحظات، ويده تشد حزامه وتتطاير الاشلاء في لحظات ترتسم على وجوهم نظرات الخوف ويموتون ألف مرة في لحظات حتى من يبقى حي منهم وينجو يكون قد مات للحظات.
ويومض برق شديد في لحظات ، ويسيل دمه على أرضه في لحظات وتعلو وجهه ابتسامة ، حيرتهم ولم يستطيعوا فهمها لو استغرقوا سنين او استغرقوا لحظات ، كانت كابتسامة صديقه منذ ثلاثين عاماً.
لطالما كانت تعابير وجهه لغزا
موت كبرياء
فكم من ابو محروس ينتظر أجله!!
وكم من دوي القنابل ينتظر
سلمتي غاليتي
سأنتظر محطتك الثانية
دمتي بود