- وبسم الله ابتدينا
- الفصل الاول...
السلام عليكم
كيفكم اخباركم .......... الخ
لطشت لكم قصة روعة كل اللي اقدر اقوله لاتفووتكم
وبسم الله ابتدينا
الفصل الاول...
كنت مو مصدقة إني داخلة مع بوابة الجامعة....عيوني تلفتت بفرح حولي....رغم أن أبوي قام يلعن ويسب طول الطريق للجامعة بسبة الزحمة....ومن كثر ماعصب وقفني برا... وتهاوش مع السكيروتي اللي قفل البوابة رقم 4...اصغر بوابات الجامعة....بس بالاخير...دخلوني..اول ما دخلت الجامعة....شفت انواع الزحمة....فوقفت عند كرسي..وحطيت شنطتي عليه...فصخت عبايتي..الجديدة....اللي شريتها خصوصا للجامعة...كانت اطرافها مطرزة بلون احمر...واذكر ان ابوي عصب يوم شافني طالعة من غرفتي بها..بس اقنعته امي...وقالت انها بتروح الجامعة فيها ميب رايحة أي مكان ثاني...طالعت شكلي بالشبابيك المضللة للبوابة..وانعكست صورتي عليها...كنت كاشخة على الاخير...تنورة سوداء جديدة....وقميص ابيض...شاريته من دكني....ههه....ابوي بغا يذبحني يوم شاف سعره..بس بعدين رضا بالامر الواقع..وقال وهو يدفع الحساب...ناقصات عقل....مشطت شعري بيدي...شعري الاحمر مدرج لحد نص ظهري.... تراه احمر طبيعي...من الحنه والله...حطيت من عطري جيوفاني...وطلعت من البوابة....سألت وحدة واقفة بجنب الباب مع خويتها...عن مبنى اللغات والترجمة...فدلتني عليه...طلع مرة قريب من بوابة اربعة...كان قلبي متفرقع من الفرح...حلم حياتي اكون طالبة بجامعة الملك سعود..ولا....مو أي طالبة...طالبة لغات وترجمة...طالبة ترجمة انجليزي...كنت ابي فرنسي....بس رفض ابوي....وقالي مانت بنتي ولا اعرفك إذا دخلت فرنسي...فاضطريت اني اترك لغة الادب والشعر واروح للغة العلم والسياسة...
اول ما دخلت..ارتجفت بسبب المكيفات الباردة اللي تضرب على الظهر....لقيت الساحة فاضية ما فيها احد...طالعت بساعتي...وعرفت اني جيت امبكر... فرحت اديور بالكلية حقتي....ما اعجبتني مرة...صراحة كانت حيل قديمة...ومو كشخة...بس شنسوي...لقيت سيب...دخلته وشفت طاولة كبيرة عليها اوراق خضرة....قعدت اطالع بالاوراق...عرفت انها الجداول فقعدت ادور على اسمي...يوم سمعت صرخة من وراي" ملكة؟....." التفتت اشوف من قال اسمي....لقيت صديقة عمري سارا...فرحت وضميتها بقوة من الفرح وقمنا نصارخ مبسوطين....مو مصدقين...قالت سارا وهي تصفر" وش هالحلا؟؟؟"..." ضحكت وانا ارد عليها" موب احلى منك..." قالت وهي تطالع بنفسها بالقزاز اللي انعكست عليه صورتنا" يا حلوك يا ملكة...ليتني اجي نصك..." ثمن اضافت وهي تمزح" بس انا شحليلي...الجمال مو مطلوب هاليومين.." ضحكت من قلب على رد سارا...يا حليلها والله....اني اموت عليها...ًصديقة عمري من كنا صغار.... كل احداث حياتي المهمة...شاركتني فيها...الموهيم....اخذنا جداولنا واحنا قاعدين نسولف...ومن حلاة حظنا طلعنا بنفس.... الشعبة بالضبط....رحنا ندور على الشعبة حقتنا بالدور الثالث...عرفت ان سارا...سافرت بالعطلة ل جوهانسبرغ... وقالت وهي امعصبة" وانتي؟؟...وعدتيني تجين جوهانسبرغ ولا جيتي...ليش؟؟"...رديت عليها ابحرارة وانا احاول ابرر " والله ما قدرت اغير جدول رحلتنا....ابوي كان مخطط على مونتريال...عشان آخذ لغة هناك..." ردت سارا موب مقتنعة" اقول سكتي....هالحين ابوك....قال كذا...ليش جوهانسبرغ...مافيها معاهد انتي ووجهك..." رديت عليها وانا عارفة ان سارا امعصبة" يا سوسو...يا حبيبتي...ابوي راسه يابس...ماقدرت اقنعه...ماقدرت..اسوي شي...والله..." طالعتني وسكتت....ودخلنا الclass اللي راح ندرس فيه...جلسنا ورا بالركن عند الشبابيك....وعدا اليوم بطوله...ودخلوا علينا الاستاذات من كل الجنسيات...مصرية...سورية..فلسطينية...سعودية..سودان ية...هندية وامريكية...ودعت سارا ابحرارة قبل لا اطلع....وطلعت اراكض لأن ابوي كان يصارخ علي علشان اطلع ابسرعة...دخلت الجيب الاندكروزر... وقلت لبوي وانا اعتذر" السلام عليكم...آسفة...كنت بعيدة شوي..." ما قال ابوي شي....طلع وهو يسب ويلعن... .فحاولت اطلعه من الجو اللي هو فيها... وسولفتله مبسوطة عن استاذاتي...والجداول والزحمة وكل شي...فبدا ينسى الزحمة اللي كنا فيها قبل شوي...وابوي من الناس اللي يعشق العلم...حتى انه سافر امريكا وتحمل الغربة...عشان ياخذلهم الشهادة اللي يتمنونها...يمكن عشان كذا كان شديد علينا بالدراسه...وكان حالف انه ما يزوجني ليما اخلص ادراستي واتوظف....
رجعنا البيت...فصخت ملابسي... واخذتلي شاور....ولبستلي بيجاما سماوي...ورفعت شعري فووق راسي ذيل حصان....... ورحت بست امي فوق راسها وقعدت اسولف لها عن الجامعة والبنات وكل شي....طبعا امي حلم حياتها تشوفني بالجامعة عشان كذا كانت مبسووطة على الاخير...ودردشت مع اخواني شوي.. .. واخذت اساعد امي وهي تقشر البطاطا عشان تسويلنا محشي...يا حبيلك يمه والله...ربي اعطاها عيال يموتون عليها...حتى ابوي على انه شديد...إلا انه يحترم امي بشكل كبير.... وما اذكر شفتهم يتهاوشون إلا فيما ندر...وصح ان امي ميب متعلمة...وماعندها غير الشهادة الابتدائية....لكن عمري ما سمعت ابوي يستهتر بافكارها...عشان كذا رغم شدة ابوي...وشخصيته المهيبة كانت اعشقه بجنون واتمنى اتزوج واحد مثله...بعد ما ساعدت امي بالغدا...وتغدينا احلى محشي في الدنيا......روحت لغرفتي.. ودخلت الحمام...فرشت اسناني....ومشطت شعري زين...وتمددت على سريري....والافكار تاخذني وتجيبني من فرحتي بالجامعه....بس بعدها...نمت نوم عميق....
كانت هاذي حياتي باختصار...مثل أي بنت سعودية...حياة عادية...هادية...يتخللها بعض المسموحات والكثير من الممنوعات...لكني كنت راضية وما اذكر شكيت بيوم لحد....او اعترضت علي شي....هاذي خلقتي...ارضى باي شي..وكانت امي دايم تقول ملكة طالعه لجدتها....راضيه باللي يجي...ودايم اتحمد ربها وتشكره.....ويمكن عشان كذا...كانت ناس كثير تحبني....وشكلي بعد حبوب...الناس تقول كذا موب انا..والله...كنت دايم مبتسمة...واحب الاطفال موت...ولي عدد مهول من الصديقات..وش اقول ان عايلتي بعد...تتكون من امي وابوي...واخواني الاربعة....كلهم عيال...الاحب لقلبي...هو بندر الصغير...وبعده خالد ومحمد وسلمان...كل واحد من اخواني فيه مميزاته وعيوبه...لكنهم كانوا يحبوني بشكل كبير ويحترموني ويعزوني...وما اذكر انهم كسروا بخاطري ابد.....الموهييم.. خلوكم من الماضي البعيد وخلونا نروح للماضي القريب....عدت علي اول سنة بالجامعة...وخذيت معدل عالي...رفع راس اهلي فيني...وكانت حياتي بعدها حلوة...تتخلها الكثير من الضحكات والقليل القليل من الدموع والبكاء....لكن مافي شيء يتم على حاله بهالدنيا.. انقلبت حياتي فوق حدر....او راسا على عقب زي ما يقولون باللغة الفصحى....كنا طايرين من الفرح تو العطلة الصيفية بدت...وقررنا ننزل المدينة وبعدين جدة...وبعدها نروح بالعبارة لمصر....اذكر يوم كنا قاعدين نجهز الشنط....ونسوي الفطاير والقهوة والشاي....عشان الرحلة بررية....مثل ما الوالدة تححب.........لعدة اسباب..منها....ان امي تكره الطيارات...وإذا سافرنا برا تقعد طول الوقت تقرا قرآن وتسبح...وإذا نامت تشوف كوابيس...فابوي وعدها ان رحلاتنا داخل المملكة...تكون برية.....طلعنا من الرياض...ومسكنا خط القصيم....و.كنا مشغلين المسجل حق السيارة باعلى صوت.....على اغنية يا طير لخالد عبدالرحمن...كانت اغنية ابوي المفضلة...وكان حالف إلا يفهم كل كلماتها....طبعا الاغنية اماراتية...وكلماتها شوي صعبة...وانا وابوي نحب الاماراتيين موت.. يمكن لأن عمي الكبير...عايش في الامارات من زمان...وتعودنا عليه.....وكنا نصفق انا واخواني الاربعة ونردد ورا ابوي... وامي كانت تقول بصوت عالي يطغى على صوت المسجل" الرجل واعياله استخفوا...نعنبوداركم بدل ما تسمعون لشي يطمئن القلوب...تسمعون لها ال.." كانت بتسب خالد عبدالرحمن ف فزعناله كلنا...ههه...كان شي غبي...بس عاد شنسوي...معجبين فيه الله لا يبلا المسلمين....اذكر اخواني قاموا يحبون راس امي...عشان ما تخلي ابوي يطفي المسجل...وبالاخير وافقت....انا كانت عندي عادة....احب اتامل الصحراء...واحب اقرا اسماء القرى والهجر اللي انمر فيها...بنبان...صلبوخ....اسماء عجيبة غريبة...وعلى كثر ما مرينا من هالخط إلا اني ما حفظتها...قربنا من القصيم وقمنا نناقز مبسوطين...اخيرا راح ننزل من السيارة ونرتاح ونريح...وابوي كان يحب ياخذ راحته بالسفر...عشان كذا بدل الرحلة ما تكون ساعة تصير ساعتين وهكذا.....وصلنا القصيم وريحنا فيها شوي....وقفنا عبينا بنزين...وشرينالنا عشا من كودو...وواصلنا الرحلة.. بدوا خواني يتسدحون ينامون...واحد على رجلي اليمين والثاني على رجلي اليسار..تركتهم ونقزت ورا عشان ارتاح...ماكان فيه ورا إلا الشغالة حقتنا...صبرية....وكانت قاعدة تقرا قرآن.... كانت رحلة عادية...مثل أي رحلة..بس الخوف...ان الخط كان رايح جاي...وكانت امي تدعي ربي بخوف...وهي تشوف الشاحنات الكبار...والتريلات....انا ماكنت خايفة ولا خواني الصغار...اللي كانوا قاعدون يتهاوشون.....لكن ابوي...ٌقفل المسجل... وحسيت انه متوتر...بزيادة...وقف على جنب...وكان الظلام يغطي المكان...صلينا...المغرب والعشا...جمع وقصر.....وقام يقرا اذكار وادعية...ونزلوا خواني يتمغطون برا ويركضون شوية...ثمن رجعنا للجيب...وراحوا كلهم في نوم عميق..... وواصلنا الرحلة.... ما ادري شلون اتكلملكم او احكيلكم عن اللي صار... كانت امي تسولف مع ابوي...وابوي يمازحها ويقولها انه إذا نزل المدينة بيروح يخطب بنت عمه...وكانت معصصبة عليه حيل وتقوله ترى مزحك بايخ... وبعدين سكتت وبلعت ريقها وسالته بخوف" ابو خالد؟؟؟.." طالعها ابوي قبل ما يرجع ويحط عينه على الطريق" نعم؟؟..." قالت بتردد وهي تحط ايدها على بطنها المنتفخة" يقولون المرة ما تدخل الجنة إلا إذا زوجها راضي عليها؟؟..." وسكتت وكملت وهي تمد له فنجال القهوة" وانت راضي علي يا ابو خالد؟..." ما مدى ابوي يرد عليها بنعم...إلا وانا احس بشي غريب...لحظات مرت علي بسرعة...صدمة قوية....صرخات عالية اسمعها...احاسيس شتى تتصارع فيني...ما ادري ابكي...ولا افكر...كانت تفكيري..مشلول...لقيت نفسي خارج الجيب.....والجيب يحترق قدامي... وسمعت صوت امي وهي تصارخ واخواني.. وصبرية....صراخها وصال يرج في اذني.....صرخاتهم والنيران قاعدة تشتعل في اجسامهم...انقبض قلبي....مديت ايدي لهم ...ما قدرت اروحلهم....ما قدرت...كانت التريلا اللي صادمين فيها كبيرة...حيل....قعدت صارخ وانا احاول امشي لهم..الخفو شلني....شلني لاخير...حاولت احرك جسمي...لكن ما قدرت....حاولت ..اتسحب على الارض لهم....مرت دقائق...كنها ساعات....وانا اسمع الاصوات تختفي من قدامي الصرخات...والنار بدت تخمد...والارواح...ارواحهم....ارواح ابوي وامي واخواني......اخواني الصغار وهم يموتون قدامي.. لالالالالالالالالالا......لالالالالالا لا تروحون لا تخلوني ...لوحدي....انا احبكم والله...روحت اركض...والنار قاعدة تبلع كل شي قدامي.....يبا سامحني...يبا الله يخليك لا تتركني.......كانت طلباتي ي كثييرة.. يمه....يمه حبيبتي...لا تتركين ملكه للحياه الغدارة....انت سندي يمه...والله انا من بعدك ولا شي....خالد....يا خالد اطلع...انا افديك بروحي...يا خالد....انت تستاهل تعيش اكثر...مني....انت تحب بنت جيرانا....اشواق....واهي قاعدة تنتظر تخرجك عشان تعرسون....محمد....محمد لا تروح دخيلك لا تموت.....ماكان قصدي اكون قاسية وياك يوم كنا بالرياض...يوم طلبتني الابتوب... والله لعطيك كل شي تبيه....بس لا تروح....قاعد انتحب وانا مو قادرة اسوي شي...بندر....بندر....اطلع يا بندرر...اختك لوحدها....قعدت اصارخ.. صبريه.....صبريه...اطلعي يا صبريه..اهلك ينتظرونك لا تموتين......صبريه شيلي سلمان واطلعوا.....صوتي يقطع الليل ودموعي...كان جسمي كله الآلالام لكني ما كنت احس فيها....نار تضرب بصدري....وقلبي يعتصر بالم.....يا الله لها الدرجة الحياة غدارة....تونا كنا مبسوطين نسولف ونضحك....ليه يا ربي؟؟...ليه انا الحية وهم راحو؟؟؟...هم احق مني بالحياة.....احلامهم اكبر مني....طلباتهم اكثر مني..هم اصغر مني.....ليه.؟؟؟ وقعدت انتحب بصوت عالي....وانا لوحدي بالصحراء اطالع من حولي...الليل والظلام...عبايتي متقطعة....وماشية حافية....حاولت اوصل للجيب اللي انخمدت الاصوات اللي فيه....هالني اللي شفته...جثث منحرقة....اصابع ابوي متمسكة بأمي... وجثث صغيرة متفحمه...سودا....آآآآآآآآآآآآآآآه.....لالالا....ال له يعافيكم لا....رحت اركض على الخط السريع...ادور مساعدة...يمكن يكونون لسه ما ماتوا....وادعي ربي من كل قلبي...انه ياخذني معهم لو هم راحوا....جت سيارة فيها اربع شباب....يوم شافوني...وقفوا بتردد...رحت لهم وانا اصيح.....حاولي يفهمون شي ما قدروا...اشرتلهم على التريلا...فوقفوا على جنب ولحقوني وانا ااشر لهم على السيارة...حاطه ايدي على حلقي....انتفض...انتفض بقوة...كل مافيني يتألم...روحي ماتت....والله ماتت مع اهلي... قال واحد من الشباب بصوت عالي" لاحول ولا قوة إلا بالله...انا لله واليه راجعون..." صرخت من قلبي....ابوي...ابوي....يبه....انا دونك ولا شي والله....شفت الشباب يقولون كلام وانا مو فاهمة شي...شوي يوم وقفت سيارة ثانية كان فيها عايلة....وبدت السيارات تتجمع....وانا مخنوقة....قاعدة اشوفهم يضربون كف بكف...واللي رمى شماغه على الارض وهو يتحسب على سايق التريلا الهندي.. وجا الامن والشرطة.....وما قلت لهم شي....ما قدرت ارد على اسالتهم...وخفت منهم ومن نظراتهم لي...صدق الدنيا مافيها امان.. حتى وانا محتاسه....وحزينة...في ناس تحاول تحرش فيك...طالعت عباتي المنحررقة...والمتقطعة....حاولت استر نفسي قد ما اقدر....كل اللي حولي رجال.....جاني رجال كبير بالسن...وجهه ابيض ومنور...وقالي يا بنتي...تعالي معي ناخذك لاهلك....رديت وانا ابعد عنه...ماعندي اهلي...هذيلا اهلي...واشرت وانا الدنيا تعصف فيني للاندكرورز اللي فححم...شفت بنت صغيرة تقرب منه وتلزق فيه...وتقوله" بابا..ليش البنت تبكي..؟؟؟"" بعد عني وتوقعته راح ...لكن بعد دقايق او ساعات او ثواني...والله ما ادري....رجع ومعه حرمته اللي اخذت تسحبني وانا اولول واصيح.. اتركوني....خلوني معاهم....امي حامل....يمكن تحتاجني.. اخواني يا ناس....اخواني....خالد...لا تموت....لا تخليني اقابل الناس لوحدي....بندر....آآآآآآآآآآآآه يبه......ركبت سيارتهم وقعدت اشاهق طول الطريق.. يمه....يمه....يمه...لا....لا تروحين....مديت ايدي اناجيهم...وكانهم قدامي..قمت اهذي....ما ادري وش اخربط واقول...الحزن يعصرني بقوة....ورافض يتركني...والله مخنوقة.....والرجال مشغل القرآن....صوت الآيات...زادني بكا....وتحول هالبكا لنحيب عالي...والاطفال الصغار يطالعون فيني... والحرمة تحاول تهديني وتقرا علي بصوتها.. الحنون المنهار....وتضمني علشان اسكت....لكني ما كنت اقدر اسكت...حاولت افتح الباب عشان ارمي نفسي...وقعدت صارخ عليهم.....اتركوني.....ابي اموت...ابي اموت....يا ربي خذني...خذني عند اهلي....سكروا الباب....وحاولت الحرمة.....تشربني موية...لكن رميت الموية عني..وقعدت اتنافض بقوة وانا حاطه ايدي على راسي.......وبدت الدنيا تدور فعيني..بقوة....وشفت امي تبتسم لي وعيونها مدمعة.... فمدت ايدي لها......واختفى كل شي من قدامي...
يتبع.......
فتحت عيوني بتعب.... احس جسمي متشنج.. عرفت ان اللي شفته حللم...او...يمكن كابوس؟؟..ما كنت مستوعبة انا وين بالضبط؟؟...غرفة صغيرة بيضاء قذرة....وحرمتين لابسين عبايات على الراس ويصيحون....حاولت اتكلم بس حسيت بحلقي جاف...كنت بسأل عن اهلي...وليش انا هنا؟؟؟...مرت لحظات ثقيلة على قلبي وانا اقول للنيرس المصرية اللي دخلت" ماء..." سمعتني على طول واسقتني ماء...بعد ما شربت كثير وكأن لي سنين ما شربت....سألت بصوت واطي..." وين...انا؟..." قالت وحده من الحريم اللي متغطيات...وهي تمسك يدي بحنان" ملكه...عظم الله اجرك.." طالعتها...باستغراب...عظم الله اجري...وش قاعدة تقول هاذي؟؟؟...هزيت راسي مستغربة للنيرس اللي طالعت بقههر للحرمه وقالت بصوت مرتفع" الست...ملكه محتاجه للراحه..." وش قاعدين يخربطون هاذولي؟؟ ليش انا متمددة هنا؟؟؟.. وين امي؟؟...ابوي؟؟...مين هاذولي؟؟ تصارعت الاسئلة براسي...وشفت الحريم يطلعوون وهم يشاهقوون... ..لكن انتهت الاسئلة يوم دخل الدكتور علي....تعلققت عيوني فيه وكأنه شيطاان...كنت مفزوعة...انا من خلقتي اكره الابر واخافها موت...وكان ماسك ابرة كبيرة .. .... مسك ذراعي وانا اطالعه بهلعع... قال الدكتور بلهجة عملية باردة" ازايك يا ست ملكة؟..."
فتحت فمي بتكلم ما قدرت... فكمل بلهجة عملية..." ملكه...انت انسانة مؤمنة بقزاء الله وئدره..." شلت ايدي من ايده وارتجففت...وش صاير؟....وش صاير؟؟...ليش الناس تصيح.. مين ذوليك الحريم....ليش الدنيا متشحه بالسوااد....والحزن مالي القلوب....انا فيني شي..... عكست عيوني الاسئلة اللي تدور براسي...فكمل وهو يمسح على ذراعي بالمطهر.." الحادس اللي حصل...كان جامد...واهلك ...." وسكت لحظات ثمن كمل بتردد..." مائدرناش للاسف ننقز اهلك..." وكمل وعيوني توسعت على الاخير وشفتي السفلى ترتعش بجنون" من حسن حزك...ان الحادس ما اسر عليكي...لانك كنتي خارج السيارة..." حطيت ايدي على فمي....اكتم صيحتي المفزوعه...ياويلي...موب كابوس....كان واقع..الاصوات.... المفزوعه... هالصرخات المتعذبه. ...وقعدت اصارخ...بقوة....فمسكوني النيرسز بقوة.... علشان الدكتور يغرس الابرة فيني...لحظات والكل راح عني..مديت ايدي لوجه امي.....كانت تصيح....وشفت ابوي جنبها.....واخواني كلهم....يطالعوني وعيونهم مليانة دموع.....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه....
طلعت من مستوصف عقلة الصقور المركزي....( عقلة الصقور...قرية تبعد عن القصيم ....حوالي المية او الميتين كيلو)....كان الحزن يعصف فيني...وينهشني مثل ما ينهش الدود الميت....طلعت بعد اسوأ ثلاث ايام قضيتها بحياتي.. ثلاث ايام كلها كوابيس....وابر مهدئة ومغذيات...كانت مرت ولد عم ابوي نايمة عندي خلال الايام الثلاثة...تضمني.. .وتشغل القرآن بغرفتي...وتقرالي عن الصبر والايمان بالله وقضاء الله وقدره... وكانت تقولي انهم باذن الله من اهل الجنة...وانهم شهداء...ماكنت ارد عليها...قلبي وعقلي....ماتوا.... والله ماتوا في الحادث....انحرقوا مع ميمتي وابوي...هالحين انا حيه....لكن روحي ماتت....روحي طارت...طلعت من الارض ولحقت هلي...سبحان الله. .. . كنت اسمع هالجمل كثير...لكني ماكنت افهمها...كيف تموت الروح والانسان حي...كيف القلب ينبض وانا ميتة...لكن هاذي هي حال ملكة...هاذي هي حالي...انا...ما تدرون شلون كانت الثلاث ايام الماضية ثقيلة على القلب...تسم البدن....لدرجة احس كأن احد ماسك قلبي بقوة لا ينبض....تذكرت وانا اركب الجيب الرمادي....ابوي...فصرخت... ما قدرت اركبه.... خايفة.. وحاولوا الحريم يدخلوني الجيب وانا رففضت....لالالالا....وقعدت ابعدهم عني....قد ما اقدرر...رجولي حسيتها مشلولة من الخوف....جيب ابوي....جيب ابوي...هذا الجيب اشتراه منصور ولم عم ابوي معه....ياويلي.....لالالا....ما ابي.....روحووا عني....كانت الناس البعيدة عني تطالعني وهم يضربون كف بكف.... اكيد انجنت البنت.... واللي يقول....يا حرام تذكرت هلها...ماحد يلومها....ركضوا علي النيرسز يحاولون يهدووني...وانا مو قادرة....عيوني بارزة قاعدة اطالع الجيب كأنه شبح....شفت ابوي داخل يبتسملي.. .جزعت... لالالا...الله يخليكم لالا...لا تسون فيني كذا...نزلت على رجل ولد عم ابوي...ابي ابوسها عشان ما يركبني الجيب... كان ولده واقف ومعاه مرته....تكلمت مرته منيرة وقالت بصوت عاقل متزن..." خلوها تجي معنا في السيارة.." طالع منصور في ولده عبدالعزيز... وقاله..." خذوها...وانتبهوا لها...." وكمل... وهو يشووف منيرة تاخذني وتسحبني على سيارتهم" انا بخلص اوراقها والحقكم..." رد عليه عبدالعزيز بثقل وعقل" ان شاء الله يبه..." ولحق زوجته اللي تزاحل فيني علشان ادخل السيارة...كنت مرعوبة على الاخير....بس اضطريت ادخل سيارتهم...وانا ارتعش...تمسكت بمقعدها الامامي...وانا ادعي ربي بهلع...ابي الحق هلي...لكن ما ابي انحرق...ما ابي انحرق... مشى عبد العزيز... بسيارتهم ومسك خط وهو مسرع....كان صوت القرآن....سورة البقرة...حسيت نفسي المتحطمة الكسيرة...بدت تنتعش شوي....كان صوت الشيخ علي الحذيفي وهو يقرا الآيات...يدخل الطمأنينه على القلووب..." وإذ سألك عبادي عني...فأني قريب أجيب دعوة ألداع إذا دعان...فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" صدق الله العظيم...صوت القرآن وتسبيح منيرة مرت عبدالعزيز...والابر المهدئة اللي انغرزت فيني قبل لا اطلع وانواع الحبوب اللي كنت آكلها كل الثلاث ايام اللي فاتت...خلتني انهار....وانوم نوم عميق...
حالي وانا اشوف قبب ومنارات الحرم النبوي يوم دخلنا المدينة...كان اسوأ بكثير من حالي يوم خرجت من المستوصف....لأني سمعت صوت ابوي وهو يردد انه مشتاق للحرم...وكان واعدنا انه اول مانوصل نصلي فيه الفجرر...صوت الآذان يخترق اذني....عشان يرجعني للواقع....قعدت ابكي من جديد...سبحان الله...وصلنا الفجر مثل ماكان ابوي يبي...قلت بصوت متقطع" ابي الحرم....ابي الحرم....ابي اصلي..." طالع عزيز بزوجته...فهزت راسها...والتفتلي تقول..." ملكه...سمي بالرحمن...انت تعبانة...تدخلين هالحين تطيحين هناك..." قلتلها وعيوني على الحررم" ابي اصلي...بدعيلهم يا منيره...بدعيلهم بالجنه..." وافق عزيز على طول بعد كلمتي..وراحوا الحرم...وقف بعيد عن الحرم شوي....لأنه ما يحب يوقف بالمواقف...قطعنا الطريق مشي...كنت اعدي الناس بسرعة..كأن الحرم بيطير عني....دخلت داخل الحرم من جهة الحريم ومنيرة تراكض وراي بكرشتها وهي حامل بالثامن...فتشوني...الحريم اللي عند الباب....دخلت ركض داخل الحرم...وقعدت اتلفت حولي....خنقتني العبرة التفت لمنيرة...وكأني فجأة استوعبت حالي..؟....شهههقت بقوة.....حطت ايدها على فمها تصيح وضمتني بقوة...قعدت اصيح...والناس حولي يهدوني...لكني ما قدرت اهدا...ما قدررت...بدت الناس توقف صفوف عشان تصلي...فوقفت جنب منيرة...بس ما قدرت فطحت على الارض...عشان اصلي جالسة....رجولي ما شالتني...طول ما الامام قاعد يصلي وانا ابكي....آآآآآآآآه يا دنيا تركتيني ووحيدة....بعد ما خلص صلاة...قعدت منيرة تقرا علي قرآن وهي جالسة جنبي...ما ادري كم ساعة مرت...بس بدا الجو يحتر...والناس طلعت...فووقفت بعد ما هدني التعب....والحزن...والجوع...طلعنا لقينا عزيز يطالع الناس يدورنا...عرفنا من شافنا ودلنا على السيارة اللي قربها...كان مشتري فطور...بس ما قدرت آكل...حاولت..والنتيجة كانت اني رجعت كل اللي اكلته....صدق كانوا صبورين ما اتوقع اني في احد بيحتملني مثل منيرة وعزيز....وصلنا لبيت منصور...في حي الهجرة....مشاء الله كان ربي منعم عليه وبيته كبير يرد الروح....دخلت.....
رجعت فكري تايه شبه مفقود........متخدر قلبي وجسمي وبالي...
ساعة دخلت البيت بالناس محشود....والكل منهم يزعج الصوت عالي...
حتى الصغير اللي من ايام مولود....يبكي ودمعه فوق الاوجان سالي...
من هرجهم حبل الحزن صار معقود...في خافقي والموت وقته طرالي...
حاولت اجامل كل من كان موجود...لا شك حزني ترجم احوال حالي..
ياليتني في قبرهم اليوم ممدود....وهم على الخد الوسيعة بدالي...
لاشك حكم الرب ماعنه مردود..آمنت به ربي...عليه اتكالي....
ياه...وانا اشوف الناس حولي لابسه الغامق...والرجال دمووعهم حمررة وهم يعزوني...لها الدرجة اهلي غاليين عند الناس.... كان بيت عمي زحمة خلال ايام العزا الثلاثة...وانا خلال ذيك الايام ما ذقت النوم...ولا قربته... الحريم يجوون يواسيني .. ..وبعضهم يجوون عشان يتعشون بس....والبعض...كانت الشفقة تملا عيونهم...والبعض كانت السخرية تحركهم...سبحان الله...في ناس عقلها ضعييفة لها الدرجة....يتشمتون حتى من المووت؟؟؟.. ...حتى الجوع ماكنت احس فيه....والغريبة...ايام العزا ما بكيت....كنت ساكتة...كنت اطالع الناس حوولي...وفعيوني حززن ودموع مو راضية تنزل...كنت لابسه جلابيه كحلي ولافة على راسي شيلة....والحززن زاد عمري كثير....كنت اشوف الاطفال يبكون...من بكا اهلهم.... صدق انا المعنية بالحزن...كنت مذهولة...وعشان كذا ما بكيت؟؟...يمكن...انا ما ادري ليش؟...يمكن بكيت كثير خلال الايام اللي قبل...حتى حسيت ان دموعي خللصت...يمكن...عيوني المنتفخة...وجفوني المتجرحة...كانوا شاهدين على حزني...صوتي المبحوح ولمستي المهزوزة كانوا شاهدين علي بعد...اللي ذبحني...يوم شفت دموع رجال العايلة....يمكن انا من النوع اللي يتاثر بدمووع الرجال.... هالني الموقف...يوم شفت منصور يرمي شماغه على الارض بالحوش على التراب ويدعسسه بقوة وهو ينتفض....كان متماسك عشان الناس لكن انا اللي شفت دموعه...حطيت ايدي على قلبي وشفتي تهتز...نزلت دمعه وحده حارة على خدي..وشهقت ودخلت داخل....كنت اشوف مرت منصور موضي....قاعدة على الكنب وجنبها منيرة وثنتين من بناتها....كانوا يتهامسون....لمن وصللت وقف الهمس...انحرجت وعرفت اني مقصودة بالحكي..ابتسمتلي منيرة واشرت لي عشان اجالسهم...فجلست يمهم...وصبتلي عزيزة قهوة ومدت لي الفنجال...شلته وقعدت اطالعه...القهووة....ريحة القهوة رميتها على الارض بسرعة فانكسرت...وقمت مذعوورة ورحت اركض لغرفة عزيزة اللي انوم فيها... وقبل ما اطلع.....سمعتهم يقولون" لا حول ولا قوة إلا بالله..."...
يتبع........