المجروحه قصه

1. روتينه المعتاد وجوّه المعكر الكئيب!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان من الرجال من أساء استقلال الشرع لما لهم في أمور الزواج ,وهذه القصه حدثت في مجتمعنا وجرحت كثيرامن الزوجات ,فوددت ان انقلها لكم لتبادل الاراء..

• كانت مفعمة بالأمل رغم بؤس المكان ووطأة الزمان.. أما هو فلا يمل ولا يكل،

روتينه المعتاد وجوّه المعكر الكئيب!!

• راحت سنون العمر، وهي تأمل وتتأمل فصول حياتها الجريحة. فلم تكن راضية عن صباها وما اعتراه من طقوس الفقر والحاجة، وها هي تتخطى حاجز الصبا لتعبر محطة الشباب والنضارة حيث النظرة الأعمق في نواحي الحياة. فتبدّلت أمانيها بتبدل الوقت والمرحلة العمرية.
• شاءت الأقدار لها الاستقرار في بيت لا يختلف في شيء عن عشها القديم؛ فلا جمال فيه

ولا جديد.. ولم تكن لتستعجل تحقيق حلمها في السعادة، فكانت تردّد : "غدًا سيكون أجمل"
وفي داخلها رزمة أحلام ومعها ألف سؤال وسؤال. فهل حقًا سيأتي اليوم الذي طالما رتّبته
في مخيلتها؟! ذلك البيت الفسيح، وزواياه المكسوة بأرقى الأثاث والتحف. وحتى الألوان قد اختارتها.. وتلك حديقة غناء قد مُلئت وردًا وريحانًا و.... ياه.. نسيت زوجها لتصحو من خيالاتها على صوته المعهود ومناداته لها.. ب "هيا أين ذهبت؟ أنتِ.. أين أنتِ؟؟"

• هرولت مسرعة نحوه.. كان يتكئ على أثاث قديم، تتألم حين ترمقه بعينين باتت مأوى للحسرة تزداد يومًا بعد يوم.. لا وقت لديها لتضيعه، بل إنها لا تجلس معه لارتشاف فنجان الشاي الذي أحضرته له. ولم يكن يسألها مشاركته ذلك؛ فهو لا يكترث بذلك الرابط العاطفي، ولم يُقِم لمشاعرها وزنًا.. أما هي فتتمنى ذلك لولا أنها قد وزعت وقتها في التنقل في أرجاء البيت ومشاغله المتواصلة يزداد حملها مع وجود الأبناء فيه، فقد كبروا وكبرت معهم الهموم والآمال في غرف مرتّبة وتغيّر نحو الأفضل حسبما تقتضيه الحاجة، الكل منهم في وجهته يرتب لمستقبله الدراسي. لم يشكُ يومًا تصرفاتها، فهي وإن باتت منضغطة، فهي متزنة تبتسم في وجهه على الرغم من التعب. وكلما سألته: هل من جديد؟ يرد بأن الكل يعيشون كما تعيش فلا يعترضون!

الكل يحب التقدّم، وأنت مستطيع فلماذا لا يتغيّر حالنا؟!
هذا حالي وأنا راضٍ به. إن كان يعجبك وإلا...!!
توقف الحوار لتغيّر مجراه. فهو عصبي حاد المزاج، غريب الطباع
لا يدخل معركة إلا كسبها لصالحة؛ فلديه أسلوب عجيب في معالجة الأمور وحسب ذوقه هو.. متعديًا في ذلك
كل مصالح الآخرين؛ ليظفر هو بالغنيمة فينتصر، ولا يبالي مَن الظالم، ومَن المظلوم..
أما هي فتعاني مع الصبر والحرمان. ونظرة الآخرين لها ولأولادها.
في كل يوم ترى فيه أشياء تتغير أمام ناظريها لدى الآخرين، أما هي ففي نفس الدائرة تقف وآمالها تذيّل أوراقها وتجف..
إلى إن جاء اليوم الذي لم تحسب له حساب ولم تكن تتوقعه..
صُدمت حين اكتشفت أنها كانت تتكئ على جدار خانها فهو... فخور فقد وقع.. لتقع ولتصاب بخيبة أمل مريرة..
لقد فاجأها ذات يوم بقراره المجنون. فهو يريد الزواج بأخرى!! ماذا ؟! أنا التي صبرت
وتحمّلت وتأملت وكظمت يتزوج عليّ؟ قد رتب أموره في شراء بيت جميل كالتي كانت تحلم به لكنه ليس لها بل لعروسه المرتقبة.. تتساءل: لم ذلك؟ أنا لم أقصر معه في شيء. كما وأني جميلة ومنجبة ومحببة لدى الآخرين.. فلماذا يحكم عليّ بالأحزان؟!
ذهبت سنون العمر ترقب فرحة
في ناظريه.. فحطّم شاني
مجروحة من ذا يداوي علتي
ومن تراه يعيد كياني؟