- الموقف الثالث:
- إحداى المعلمات في المرحلة الثانوية..
- هناك ظاهرة غريبة
- و هي ظاهرة الخروج من الفصل بين الحصص
الموقف الأول:بين أسوار تلك المدرسة المتوسطة..
كنت أعبق في الداخل..
و في نشوة المراهقة..
بين جدران ذلك القفص المسمى بالفصل الدراسي كنت هناك..
نمرح نضحك ببراءة..
عكر صفونا تلك المدرسة الشمطاء تدرس الأدب..
تصرخ بأعلى صوتها و كأنه زئير الأسد الذي يرجف بأبدننا..
و تشرح جالسة على الطاولة و كأنها دكتورة في الجامعة..
تقرأ من الكتاب بأسلوب ممل و روتين محفز للنوم..
الذي ما يلبث المرء أن يغفو قليلا إلا يستيقظ على صرختها على إحداى التلميذات أو صوت أقدامها و هي تسير نحو السبورة لتكتب العنوان الذي نسيته
..كنا نعيش معها حالات اضطهاد عنيفة و خشية كبيرة..
قررنا يوما أن نخدش كبريائها و أن نكسر رأسها..
فاتفقنا أن نحضر غلافا لاصقا و نقلبه و نلصق أطرافه بالطاولة بحيث أول ما تجلس عليها يلصق بها لنضحك عليها و تمت الإتفاقية بسلام و سرنا على ترتيبات الخطة..
ودخل الوحش الكاسر ليجلس كعادته هناك على الطاولة و لم تشعر بنفسها فتذكرت كعادتها العنوان لتقوم و تكتبه على اللوح لتخر الطالبات ضاحكات من مشهد التصاق الغلاف بها ...
أحست بأن هناك خللا ما
لتلتفت إلى الورى
و ترى العجب لتركض خارجة من هول الموقف!!
نغرق في بحر ضحكاتنا و تعليقاتنا عليها..
الموقف الثاني :طالبة من طالبات الكلية متحمسة لآخر درجة دخلت على صفنا لتهنأ بالإزعاج و الترحيب الممزوج بالصراخ..
حاولت تهدئتنا إلى أن صمتنا..
بدأت تشرح فانغرقنا معها في غياهب الشرح
و لم يعكر انغماسنا إلا ضحكة من إحداى الطالبات
التفتنا نحوها في ذهول
لتشير إلى ظهور جزء كبير من جسد الأستاذة أمام الملأ فارتبكت خارجة من الفصل
و الدموع من عينيها تنهمر..
الموقف الثالث:
إحداى المعلمات في المرحلة الثانوية..
تحمست كثيرا لشرح الدرس و بدأت تحفظنا مفرداته مفردة مفردة و من الغد دخلت علينا على غير عادتها مستعجلة مرتبكة لتقول : يا بنات لقد كتبت الإستنتاج البارحة بصورة خاطئة ليس هكذا بل هكذا و بدأت تشرح و حفظتنا الدرس أيضا لتأتينا من الغد مستنكرة لا لا خطأ هذا الإستنتاج و تشرحه مجددا و هكذا كل يوم تشرح لنا الإستنتاج بطريقة خاطئة إلى أن قررت حذفه و أراحت نفسها من عناء شرحه!!
الموقف الرابع:في الصف الثالث ثانوي..
غابت أستاذة الرياضيات في أحد الأيام
فانتهزت الفرصة طالبة من الطالبات
لتلقي الإشاعات
فأتت إلى فصلنا قائلة :علينا غدا استغلال حصتي الرياضيات فالأستاذة ستغيب ما رأيكن أن تحضرن معكن القهوة و شيئنا من الحلوى
ففرحنا بخبر كهذا و أنسنا و طرنا طربا و تحمست الطالبات لفكرة القهوة هذه و بدأنا بتوزيع العمل بيننا و من الصباح الباكر قدمنا إلى المدرسة و مع الحماس لم نصطف في الطابور الصباحي!!
فأرجعنا الطاولات و الكراسي إلى الخلف و فرشنا البساط لنجلس عليه و تبرعت واحدة منا بصب القهوة و أخرى بتوزيع الحلى..
و فجأة و من غير سابق إنذار تدخل علينا أستاذة الرياضيات بشحمها و لحمها
انبهرنا كثيرا بل فجعنا حينما رأيناها
و أكملت فجعتنا بتوبيخنا
و الصراخ علينا :أبحق أمامي طالبات ثالث ثانوي علمي ؟! أمعقول ما أرى؟!
هذه جلسات عجائز ليس إلا؟!
و بعد أن زفتنا برنين صوتها الموبخ
انهلنا ضربا و ركلا و رفسا لتلك الفتاة الكاذبة!!
الموقف الخامس:أمام خشبة المسرح المدرسي
و بكل حماس تجد الطالبات يتحدثن
منهن من تجيد دورها و منهن من تصطنع..
وقفت إحداهن و بكل براءة مؤدية دورها
و فجأة توقفت محاولة التركيز و التذكر
ثم و بجرأة نادرة
قالت بصوت مرتفع: لقد نسيت دوري!!
لتنعم بنغمات رائعة من ضحكات الجمهور!!
الموقف السادس:إحداى الفصول المزعجة لم يصدقوا أن تأتي لهم حصة فارغ ليغلقوا الباب و يلعبوا لعبة العروسين و يطبقوا واقعا عرسا كاملا
فهذه تغني
و تلك ترقص
و أخرى تطبل
و رابعة تشاهد
و زفة العروسين
و حركات تافهة
ليصعق الجميع بدخول مديرة المدرسة عليهن صارخة
فتعاقبهن أمام الملأ بضرب كف كل طالبة بتلك المسطرة الخشبية الطويلة!!
الموقف السابع:في مبنى المدرسة المتهالك الذي طالما أخرج أجيالا عديدة
و مضى على لبنته الأولى قرونا مديدة..
لا أدري كيف له تحمل الأجيال الصاعدة جيلا يلوه جيل؟!!
و في إحداى سلالمه التي تحوي درجات مكسورة تتجنبها الطالبات و المعلمات و الإداريات في صعودهن و نزولهن
و في يوم من الأيام
و بينما كانت إحداى المعلمات منهمكة في التفكير الطويل العميق الذي أنساها مكان تواجدها الحالي
و بين يديها كتب كثيرة كادت يداها ألا تقويان على حمل تلك الأسفار
صعدت تلقائيا إلى درجات السلم الخرب لتسقط منه كما صعدته..
و تناثرت الكتب حولها في مشهد لا يحسدها عليه أحد!!
الموقف الثامن:وضعت إدارة إحداى المدارس فصل ثاني ثانوي علمي مقابل الصف الثاني ثانوي الأدبي..
و قدمت إلى تلك المدرسة معلمة تاريخ جديدة
و كانت ترتدي نظارات طبية...
أخبرتها الإدارة عن مكان الأدبي لتذهب إلى الموقع
فتغالطت عليها الأمور
لتدخل إلى الفصل العلمي
و تبدأ و بعد السلام
و بكل حماس بالشرح لهم دون عنوان
فقالت لهن:سنراجع بعضا من تاريخ الماضي الذي ألميتم به
فظنن الطالبات أنها معلمة كيمياء أو فيزياء تحاول اختلاق أجواء حيوية و تختبر معلوماتهن في التاريخ!!
فأيقنت بعضهن أنها معلمة كيمياء خصوصا أن الحصة لمعلمة الكيمياء الغائبة و النظارات لم تدع لهن مجالا للشك
أما الأستاذة فنغرقت في الشرح و التفاصيل و أعجبها صمت الطالبات الغريب و كأنهن مفجوعات بشيء مريب
و قبل نهاية الحصة بعشر دقائق قالت: يا تلميذات بعد كل هذا الماضي الذي وقفنا عليه على عجل لمراجعة ما سبق سأدرسكن التاريخ
فاذلهمين مما سمعنه : أي تاريخ يا أستاذة!!
نحن علمي لا ندرس تاريخ
فصعقت قائلة : ماذا و أين الأدبي ؟!:118:لتخرج إحداى الطالبات مشيرة لها إلى فصل الأدبي الذي ما صدق خبرا أن تأتيه حصة فراغ ليخرجن هاربات إلى الساحات ليتجولن فيها!!
فتناقل الطالبات الخبر ليصل إلى الأدبي فكلما أطلت بوجهها عليهن صرخن بها :نحن علمي يا أستاذة
الموقف التاسع:في المرحلة المتوسطة..
في مختبر المدرسة!!
و أمام الطاولة الكبيرة
وقفنا لنشاهد إحداى التجارب..
إلا أن المعلمة كانت مرتبكة قليلا فلم تحسن التصرف لتنكسر الأنبوبة بفعل الحرارة الساخنة التي اصطدمت بكيانها
لتصرف الأستاذة الموضوع و تقول :هذه نهاية التجربة!! و تلم مسرعة في ضم الأغراض و إرجاعها إلى مكانها
و لما فتحت و صديقتي الكتاب لنجد أن النهاية هي تفاعل المحلولين و ليس كسر زجاج الأنبوبة!!!
الموقف العاشر:كانت البارحة متعبة للآخر درجة..
استيقظت في الصباح
رتبت دروسها في الحقيبة
و قبلها صلت الفجر و انطلقت إلى المدرسة!!
في أول حصة أدب قلبت الحقيبة يمينا و شمالا تبحث عن الكتاب هي متأكدة أنها رتبت الحقيبة على جدول اليوم لتدقق فترى أن اليوم الثلاثاء و رتبت حقيبتها على جدول الأربعاء!! و تتعرض لتوبيخ طوال اليوم!!
الموقف الحادي عشر:لا أدري ما الحكمة؟!! ..
في الشخبطة و الرسوم على الجدار في دورات المياه و الفصول والقاعات
سلوك سلبي مائة بالمائة
نتمنى أن يتلاشى لننعم بجدران نظيفة!!
الموقف الثاني عشر:كانت قد قلبت دفتر اللغة العربية من الخلف إلى دفتر خواطر و مشاعر..فتمحصت فيه معلمة اللغة العربية لتعجب فيما تكتب و تطلب إليها أن تمسك الإذاعة الصباحية و تنسق مواضيعها..فهي تمتك الأسلوب الجيد في اللغة!!
القصة الثالثة عشرة:بعد فرحة العيد رجع الطلبة إلى مدارسهم كئيبين
يريدون استمرار إجازة العيد وقت أطول
و في الأسابيع الأولى بعد العودة إحداى الطالبات تحمل في جيبها فراقيع أطلعتها على صديقتها
لتدبرا خطة في وضعها أمام باب الفصل
حتى كل من يدخل من الأستاذات تصطدم قدمها بالفراقيع لتفرقع في رجليها و تطبل في أذنيها..
و نفذتا الخطة الجهنمية و بالفعل أتت إحداى المدرسات
و هي تسير في ذلك الدهليز المظلم لترتعب بصوت الفراقع الصادر من وقع أقدامها على الأرض خافت و لم تحضر إلى الفصل لتقلي درسها..
و شعرت الطالبتان المشاكستان بالإنتصار!!
القصة الرابعة عشرة:في أيام الإختبارات النهائية تشن الإدارة حملة تفتشية قوية لحقائب و أغراض الطالبات
إحداى الطالبات أحضرت كومة من المخالفات
فشريط فيديو لفيلم مرعب
و قرص مضغوط لقصص حب وهمية
و مجلات أزياء
فرمتها وراء حائط تابع لساحة المدرسة
سدته المديرة لتحصر أكثر حركة الطالبات في الساحات الرئيسية..
و بعد أدائها الإختبار و انهاء المدرسة من حملة التفتيش الصارمة التي فازت فيها بغنائم كثيرة من أداوت الطالبات الشخصية..
قامت تلك الطالبة بمغامرة خطيرة تسلقت الجدار الصغير
لتحصل على أغراضها و بعد أن التقطت أغراضها من الأرض و أرادت العودة لتتسلق الجدار
فتتفاجأ
بفتح إحداى المعلمات النافذة المطلة على تلك الساحة المغلقة لتفزع من رؤية هذه الطالبة فتخبرعنها الإدارة لتقع مجددا في شر أعمالها بتهمتين : إحضار المخالفات و إخفاؤها
و تسلق الجدار!!
القصة الخامسة عشرة:في أيام الإختبارات النهائية..
و بعد اصطفاف الطالبات في القاعة..
وزعت الأسئلة ..
في محاولة غش يائسة من إحداى الطالبات..
تكشفها المراقبة ليكون الرسوب في المادة حليفها في الإجازة!!
القصة السادسة عشرة:في المرحلة الإبتدائية..
في الصف الأول الإبتدائي
لن أذهب إلى المدرسة يا أمي هذا الصباح..
تسألها الأم في استنكار : لماذا يا عزيزتي ؟!
بغضب تجيب :لا أحب المدرسة..
تحاول الأم معها و تحاول إلى أن حملت الفتاة حقيبتها و إلى المدرسة ذاهبة..
و ما إن وصلت إلى و أشغلت رنين صوتها الجميل
لتبكي: أريد أمي..أريد أمي ..
و تواصل باكية..
بكت الصغيرات..
و الأستاذة تنظر إليهن في ذهول:كيف ستسكت هؤلاء المزعجات؟!!
فأخرجتهن في الساحة ليلعبن و ترتاح من صراخهن!!
القصة السابعة عشرة:في المرحلة المتوسطة..
و تحديدا في الصف الأول متوسط..
يال الفرحة الغامرة ستدرس الطالبات اللغة الإنجليزية
و لأول مرة..
دخلت عليهن الأستاذة فرحن بها و أرخينا أذنهن لها و ما إن بدأت تشرح و تكتب الكلمات الجديدة على السبورة و ترفع صوتها و تطلب من الطالبات أن يعدن خلفها بصوت جماعي..
و بعد أن قالت لهن :agin
صرخن بصوت عالي :agin
فاستغربت الأستاذة لتنفجر ضاحكة!!
القصة الثامنة عشرة:هناك ظاهرة غريبة
و هي ظاهرة الخروج من الفصل بين الحصص
فإن تأخرت الأستاذة تجد الطالبات يخرجن في الأسياب و يتجمعن فيها و ما إن تأت أستاذتهن إلا و يركضن جريا إلى فصولهن و يرفعن أصواتهن..لا أدري ما الحكمة من هذه الحركة و متى سيعقلن ليكفن عن هذه الأفعال المشينة