- مرحبا اخواتي الفراشات
مرحبا اخواتي الفراشات
إن الباحث البيولوجي تشارلز ارنتزن مقتنع تماما بأن المسحوق الأحمر الذي يحمله في يده سيجعل العالم مكانا أكثر أمانا، وارنتزن بيولوجي بجامعة ولاية أريزونا ويعمل منذ حوالي خمس سنوات لتكوين ما هو أساسا عصير طماطم مجفف بالتجميد، ولكن ليس من أي طماطم عادية،
فهذه الفاكهة (نعم، إن الطماطم ثمار فاكهة وليست خضارا) تحمل جينا من سلالة بكتريا إيشيريشيا كولاي، ويمكن أن تسبب بعض هذه السلالات إسهالا عنيفا قد يؤدي إلى الوفاة، عند شرب جرعات من العصير بعد أن تتم إعادة تكوينه، يقوم الجين بإنتاج بروتين يعمل كلقاح حيث يقوم بتنبيه الجهاز المناعي ليميز ويقاوم المرض الحقيقي.
ولكن ما هي الفائدة والميزة؟ إن اللقاحات التقليدية تتكلف كثيرا في صناعتها وتوزيعها في بلدان العالم الثالث الفقيرة التي هي أكثر البلدان حاجة لهذه اللقاحات، وهذا هو السبب الذي جعل ارنتزن وغيره من الباحثين يبدؤون التفكير في استخدام نباتات بدلا من الحقن، والتي ستكون من السهل زراعتها محليا في فيتنام أو بنجلاديش مثلا،
وقد ركز ارنتزن على الإسهال بالذات لأنه يقتل على الأقل مليوني شخص حول العالم سنويا، غالبيتهم من الأطفال، وقد اختارالطماطم لأن الطماطم التي تتم زراعتها ونموها في بيت زجاجي للزراعة ليس من السهل نقل جيناتها المعدلة إلى المحاصيل الأخرى ولأن أجهزة معالجة الطماطم رخيصة نسبيا، ورغم أنه من الأسهل أن نتناول الطماطم كاملة كما هي، لكن قد يؤدي هذا إلى كارثة، إذ إن ثمار الطماطم تكون بأحجام مختلفة وهناك تفاوت في مستوى البروتين بها، والتساوي في الجرعة هو المفتاح للقاح الفعال، يقول ارنتزن «سأندم دائما على تسميتها اللقاحات الصالحة للأكل، لأن هذا هو المفهوم الذي يتبادر إلى الأذهان»، ويأمل ارنتزن أن يختبر عصيرالطماطم على الحيوانات خلال العام الجاري، ثم يتبعها بالتجربة على الإنسان، وهو يفكر أيضا بلقاحات لمرض الكوليرا، والتهاب الكبد الوبائي، وفيروس الأورام (الحميدة) البشرية والحصبة، وهو ليس الوحيد فهناك حوالي 48 مختبرا حول العالم تعمل على تصنيع اللقاحات الخاصة بها مما يفضل ارنتزن أن يطلق عليهم «لقاحات مشتقة من النبات» وهي تعتمد على الطماطم والموز والبطاطس، ونحن نأمل أن يتم خلال بضعة أعوام أن تتراجع أكثر الأمراض فتكا على كوكب الأرض
دمتم بصحة وعافية
على هذه المعلومة
وجزاك الله كل خير
لما تقدمينه لنا من علم ننتفع به
تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية