تعريف المرأة السعود ية: مخلوقة كثيرة التشره والجحاده. تتعذى على الشاهي والفصفص. تتواجد في محلات ابوريالين. كثيرة الاوجاع. قليلة الابداع. لا تمل من الاسواق والطلبات. شعارها في الحياة (خلنا نسوي جمعية). هذه رسالة وردتني على جهازي الجوال وهي واحدة من عدد لا يحصى من الرسائل التي تتفق على شيء واحد فقط: تصوير المرأة السعودية في ابشع صورة. وانا هنا اتساءل ما مصدر هذه الرسائل ومن يروج هذه النكات الشنيعة عن بنت بلادي. بالتاكيد ليست المرأة السعودية, فهل هو الرجل السعودي؟
ولماذا جميع النساء افضل منها؟ فالمرأة السعودية تظهر دائما في رسائل الجوال المهينة هذه بمظهر الانسانة الهمجية البدائية النكدية التي تفتقد لكل وسائل الدبلوماسية بينما نجد هذه الرسائل تصور نظيراتها من جنسيات نعرفها جميعا بمظهر المرأة الراقية الانثوية المتحضرة. الهذه الدرجة يزدرينا رجالنا؟
لا اجدني في حاجة لان اقول ان المرأة السعودية وصلت اليوم الى اعلى المراتب في العلم والعمل. وهي قطعا لا تقل عن نظيراتها جمالا او اناقة او تحضرا ان لم تكن تتفوق عليهن في كثير من الجوانب. وهي الى جانب ذلك كله امرأة صبورة, مكافحة, مخلصة. وهل احتاج الى تذكير رجالنا بان المرأة في بلادنا اليوم تتحمل الكثير من الاعباء المادية فهي التي تصرف في كثير من البيوت واسألوا المعلمات اين تذهب رواتبهن.
ثم الا يكفيها حياؤها وحشمتها التي تباهي بها امما من النساء من جنسيات اخرى.
بل عندما زار مالكوم اكس احدى المدن العربية الشهيرة بتغنج نسائها والتي لا تنفك تصدر لنا النماذج الهابطة من النساء الفضائيات اللاتي للاسف يتهافت عليهن شبابنا قال كلمة مهمة جدا وهو الذي كان قد زار ذلك البلد بعد ان انتهى لتوه من اداء مناسك الحج في بلادنا فراعه الفرق بين البلدين حيث قال: :»عرفت ان مدى المستوى الخلقي لبلد ما يظهر من لباس واخلاقيات نسائه».
ثم بعد ذلك كله تظهر لنا رسائل تحت مسميات (الفرق بين المرأة السعودية والمرأة ......) و(ماذا يوجد على تسريحة السعودية وتسريحة ......).
يا جماعة المسالة اخطر من مجرد نكات عابرة ولو كان الامر كذلك لهان. ولكنها في الحقيقة هي تعبير قوي لما يضمره رجالنا نحونا وتصريح خفي لما يعتمل في نفوسهم من نظرة دونية تجاه مواطنتهم المغلوبة على امرها بعد ان اغرتهم نماذج هابطة تسوقها لهم الفضائيات.
المشكلة اننا نتحدث دائما عن حقوق المرأة في بلادنا ولكننا في الوقت نفسه نمارس معها فعلا نقيضا عندما نطالب بحقوقها في النهار لنسخر منها في الليل واكاد اجزم ان الكثير من السلوكيات التي بدأت تطرأ على اخلاقيات كثير من فتياتنا هي نتيجة لهذه النظرة الدونية التي ان لم تظهر في فلتات اللسان فلن تخفيها العيون.
فاذا كانوا اليوم مثلا يرثون لتكشف بعض نسائنا وانسياقهن الاعمى وراء الموضة فالرجل يتحمل جزءا كبيرا من هذه المسئولية. فكثير من رجالنا يتشدقون بالاخلاقيات ويلقون على نسائهم محاضرات طويلة عن الحشمة والحياء بينما عيونهم (وقلوبهم) معلقة بهيفا ونانسي؟ اليست هذه ازدواجية عجيبة تمارس بحق المرأة السعودية التي هي ايضا قد تحاول ان تتشبه بهذه وتلك ممن تصدرهن لنا الفضائيات ليل نهار لتنال اعجاب رجلها هي الاخرى.
واذا كانت المراة السعودية تفتقد اللباقة مع شريك حياتها كما تصرح تلك الرسائل فماذا عن الرجل السعودي؟ اليس هو الآخر يجهل في كثير من الاحيان ابجديات التعبير العاطفي التي يبرع بها نظيره الاجنبي؟ اذهب الى السوق لتشاهد كيف يقف الرجل السعودي مع زوجته وهو متوتر الاعصاب مكفهر الوجه يهدر صوته من وقت لآخر وهو يقول: «بسرعة يا مرة. خلصينا». بينما يقف نظيره الاجنبي جنبا الى جنب مع زوجته في انسجام واضح يختار معها الملابس.
اما عمليات التجميل التي فتنت بها كثير من فتياتنا فهي ليواكبن مقاييس الجمال التي وضعتها لنا الفضائيات وروجت لها بنماذج نسائية هجينة سحرت لب شبابنا حتى زهد الكثير منهم في بنات بلدهم رغم انهن لا يقللن في الواقع جمالا ودلالا عن تلك النسوة اللاتي اعادت رسمهن ايدي مصففي الشعر وواضعي المكياج واعادت نحت وجوههن ايدي جراحي التجميل حتى غدون خلقا اخر.
ثم ماذا عن النماذج الرجالية التي تروجها تلك الفضائيات. اليست هي الاخرى نماذج جميلة, رقيقة, جذابة يتضاءل امامها رجالنا؟ اليس في مقابل هيفا ونانسي واليسا هناك فلان اللبناني وعلان السوري والاخر المصري؟ الا يحق للمرأة ان تقارن هي الاخرى بين رجالنا واولئك الرجال؟
النظرة الدونية للمرأة السعودية من قبل رجالنا هي المسئول الاول عن حالة عدم القناعة والرضا في العلاقات الزوجية الذي هو اول مسمار يدق في نعش الزوجية وهي التي جعلت المراة السعودية تفتقد الكثير من الثقة بالنفس وتحاول ان تبحث عنها عند من هو ليس اهلا لها.
يا اعزائي الرجال ما تنشدونه في تلك النسوة هو صورة لن تجدوها على ارض الواقع. صورة لن تلبث ان تزول وتتلاشى عندما تغادر شاشة التلفاز. واسألوا من اقترن بهن! ولا يفهم القارىء انني اقصد التقليل من شأن غير السعوديات ولكني فقط اريد ان اقول انه «ما حك جلدك مثل ظفرك». نعم هن (غير) اما المرأة السعودية فهي غير وغير وغير وغير. فقط انظروا لها بعين وروح جديدة وستعرفون.
ماقصرت بصراحه هالكاتبه كتبت كل الى نبي نقوله
والشكر لكى غاليتى على نقلك الموفق والرائع