- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اهلا يالفراشات
- ماذا علينا أن نفعل؟
- هل يحدث النينو هذا العام ؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا يالفراشات
هل سمعتي بالنينو ؟! هو حقيقة ليس لقب لأحد لاعبي كرة القدم ولا هو لأحد ممثلي هوليود ، فرغم مايحمله الاسم من انطباع بالرقة والدلال إلا أنه للأسف أسم لأحد الظواهر الطبيعية المناخية الأكثر حدة وعصفاً باستقرار الإنسان على الأرض . فمن خلفه تأتى الفيضانات العنيفة، والجفاف الطاحن، والأعاصير العاتية، والحرائق المدمرة .. فكيف يحدث كل هذا ؟!
الولد الشقي كلمة النينو Nino هي إسبانية ، وتعنى الولد أو ابن المسيح ، أطلقها الصيادون في الإكوادور على ظاهرة تغير المناخ في سواحلهم في شهر ديسمبر، وهو مايصادف أعياد ميلاد المسيح علية السلام ، بل وبعضهم أسمى هذه الظاهرة " الولد الشقي " وذلك لكثرة ماتسببه من خسائر في صيدهم، وذلك لهروب ونفور الاسماك من الساحل .. والان هذا الاسم تجاوز صيادو الإكوادور وأصبح يطلق على مجمل التأثيرات المناخية التي تحدث في كل العالم .
التردد والإنكارلم يكن التعرف على هذه الظاهرة بالشيء السهل والمتاح رغم تطور علم المناخ وتقدم وسائل البحث والقياس في منتصف القرن الماضي ، فقد كانت ملاحظة صيادو الإكوادور لهذه الظاهرة معزولة ولا تعدو أن تكون محلية لايتبعها أي بحث أو تقصى علمي متسق ومبنى على أسس دقيقة ، لكن أول من ربط بين متغيرات مناخية مختلفة في مناطق متباعدة من الأرض هو العالم الانجليزي جيلبرت ووكر Gilbert Wallcer عندما كان في الهند، فقد لاحظ ارتباط قراءة البارومتر " جهاز قياس الضغط الجوى" الذي وضعه في الشرق بمثيله الموضوع في الغرب، فمثلاً عندما يرتفع الضغط في الشرق ينخفض في الغرب والعكس ، وأطلق على هذه الملاحظة المهمة إسم التذبذب الجنوبي Southern Oscillation وقد لاحظ في نفس الوقت ارتباط علاقة ثلاثية الأطراف، وهى هبوب الرياح الموسمية في أسيا كطرف أول ، وحدوث جفافه في كل من استراليا ، وإندونيسيا ، والهند وبعض المناطق في أفريقيا (غالباً شرقها) وهذا يمثل الطرف الثاني ، أما الطرف الثالث فهو دفء الشتاء نسبياً في غرب كندا ، لكن كانت استنتاجات جيلبرت في ذلك الحين غير مقبولة لدى العديد من العلماء ولم يعترفوا بها .. وقد جاء العالم النرويجي جاكوب جركنز Jacob Bjerknes بعد خمسين عاماً ليثبت وجود هذه العلاقة الوثيقة في التغيرات المناخية، وأطلق عليها جملة أسم ELNino Southern Oscillation (ENSO) .
وحتى نفسر ظاهرة النينو يجب أولاً أن نعرف ماذا يحدث في المناخ بشكل روتيني ، ففي العادة تهب الرياح التجارية تجاه الغرب على طول خط الاستواء ، وهذه الرياح تجمّع مياه السطح الدافئة غرب المحيط ، فيرتفع السطح حوالي نصف متر عما في الشرق ، وعندما تتجمع مياه السطح في الغرب تصعد المياه الباردة فتحل محلها آتيةًَ بالمواد الغذائية من قاع المحيط إلى السطح ، فتكثر الأسماك عند الساحل الاكوادورى ، وبيرو ، وكولومبيا، أما المياه الدافئة المتجمعة فتسخن الهواء الذي يعلوها ، وتكوّن كمية بخار الماء الكبيرة سحباً تأتى بالأمطار لجنوب شرق أسيا ، ويبقى الساحل الغربي لأمريكا اللاتينية خالياُ من الإمطار .
أما عندما يبدأ النينو فإن الرياح التجارية تفشل في إزاحة مياه السطح الدافئة ، وهو مايعاكس النظام الجوى لهذه المنطقة الواسعة بالكامل ، فيظهر الجفاف في جنوب شرق أسيا حتى شرق أفريقيا وتعم الفيضانات أمريكا اللاتينية ، وتقل الثروة السمكية في شواطئ الإكوادور وكولومبيا ، وتنشأ الحرائق المدمرة في استراليا وجنوب شرق أسيا وتضرب الأعاصير وسط الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد لاحظ العلماء إن النينو يحدث عادة بشكل روتيني كل ثلاثة إلى عشر سنوات ويذكر إن ظاهرة النينو قد تشكلت حوالي "12" مرة منذ العام 1951م وأشدها كانت في موسم (1997م – 1998م ) وهو موسم الفيضان الكبير لنهر النيل على مستوى السودان ، وأيضاً كانت أشد في موسم (1982م – 1983م) وهو عام المجاعة الطاحنة في السودان ومعظم شرق إفريقيا ، وقد حدث النينو أخر مرة في موسم (2002م 2003م) .
ماذا علينا أن نفعل؟
!لاشك أن هذه الظاهرة تحتاج لكثير من البحث والتقصي وهذا يتطلب الاهتمام بأدوات الرصد والقياس والتقصي ، وقد رأينا الآثار السالبة المدمرة للبيئة والاقتصاد والصحة التي يحدثها النينو، الذي بدوره يؤثر سلباً على النشاط الانسانى ، وقد ذكر احد أصحاب المزارع الضخمة في الولايات المتحدة الأمريكية كيف أنه يولى هذه الظاهرة اهتماما كبيرا ويتابع كل مايتعلق بها ، فأكسبه ذلك وعى كبير في نشاطه الزراعي والرعوي وذلك مما يتخذه من ترتيبات عند اقتراب نشؤ النينو، فيزرع المحاصيل التي تتحمل الجفاف ويزيد رقعة المساحات المخصصة للرعي والاتجاه لشراء الماشية بشكل كثيف وذلك لتدنى سعرها أثناء الجفاف ومن ثم يبيعها لاحقاً بعد انقضاء النينو بأسعار أكبر، هذه الاحتياطات تذكرني بقصة نبي الله يوسف في القرآن الكريم وكيف أنه احتاط للجفاف وجنب بلاده الجوع عندما اوّل رؤيا الملك في اتجاهها الصحيح ..
هل يحدث النينو هذا العام ؟!
شهدت درجات حرارة مياه البحر في وسط وشرق المحيط الهادي إزدياداً غير طبيعي في الشهرين الماضيين (اغسطس وسبتمبر) ، وقد ذكرت تقارير رصد صينية بأن مياه المحيط الهادي عند خط الاستواء زادت بمقدار (0.6) درجة مئوية في شهر أغسطس 2006م الماضي مقارنة مع العام الماضي ، وهناك مؤشرات زيادة متوقعة لدرجات الحرارة في تلك المياه في (6) أشهر القادمة.
هل هذه القراءات تنبئ بظاهرة النينو هذا الموسم ؟
ليس علينا الانتظار لنرى ، بل علينا إعداد التحوطات على كل حال، فالامر لا يحتمل الانتظار ..
دمتن بخير
هل هذه القراءات تنبئ بظاهرة النينو هذا الموسم ؟
ليس علينا الانتظار لنرى ، بل علينا إعداد التحوطات على كل حال، فالامر لا يحتمل الانتظار ..
يا الهي ...لكن ماذا من الممكن ان يحدث؟
اسال الله الامن والسلامة في الاوطان
بارك الله بك