- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- "امبراطوريات المستقبل ستكون امبراطوريات عقل." - - ونستون تشرتشل.
- هل تريدون مثالا قريبا لنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"امبراطوريات المستقبل ستكون امبراطوريات عقل." - - ونستون تشرتشل.
الدولة التي تسعى للثراء لاتحتاج لمخزون من الذهب أو الماس.. أو الأراضي الشاسعة أو الملايين من الناس. بل تحتاج إلى تعليم شعبها لكي يكون مستثمر ذكي ومبتكر . بل إن الثروات الطبيعية والأراضي الشاسعة تعد نقطة ضعف اليوم...
انظر للاتحاد السوفييتي، الذي كان من أغنى الدول في الثروات الطبيعية. وقامت الحكومة السوفييتية باستغلال الشعب كأدوات لاستخراج الثروات الطبيعية. وحتى علماؤهم ومهندسيهم عملوا في مشاريع سرية ولم يتمكنوا من تبادل الخبرات مع غيرهم..
وبينما ازدادت الاستثمارات الذكية في العالم وحرية الاتصالات بين الناس، استنفذت روسيا ثرواتها وأصبحت أكثر فقرا..
حتى سقط الاتحاد السوفييتي. ولا يعد الاتحاد السوفييتي استثناءا بل هناك أمثلة عديدة: فنيجيريا كانت تملك النفط، وأندونيسيا كانت تملك الأخشاب، وجنوب أفريقيا اشتهرت بماسها وذهبها، والبرازيل كانت لديها غاباتها ومعادنها، والأرجنتين أراضيها الخصبة، والكونغو المعادن والجواهر، والمكسيك اشتهرت بالفضة والنفط، وكولومبيا بزمردها، والسعودية بنفطها وفنزويلا بنفطها... ولكن معظم سكان هذه الدول أفقر اليوم عن ماكانوا عليه منذ 20 عام.
في 1965 كانت سنغافورة جزيرة صغيرة منعزلة وفقيرة.. حتى أنها لم تكن دولة. حاول قادة سنغافورة أن ينضموا لماليزيا، ولكن ماليزيا رفضت ضم تلك الجزيرة الفقيرة... فقررت سنغافورة أن تجتهد في تعليم شعبها وإصلاح حكومتها واستقطاب المعرفة. في خلال عشرة سنوات أصبحت شركة جنرال إلكتريك أكبر مصدر للوظائف في سنغافورة، مما جعلها رائدة في مجال تصنيع الإلكترونيات... وفي خلال عشرة سنوات أخرى كان معدل إنتاج الفرد الواحد 8116 دولار.. بينما كان معدل الإنتاج في بريطانيا (سادتهم الاستعماريين سابقا) 11237 دولار... وفي 1999 كانت سنغافورة أكثر ثراء من بريطانيا بنسبة 2%. . وماذا عن ماليزيا التي رفضت ضم سنغافورة؟ إنها الدولة الثانية والثمانين من حيث معدل ثروة الفرد، بينما تعتبر سنغافورة في المرتبة التاسعة عالميا. وللعلم، في 1998 احتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة العاشرة من حيث ثروة الفرد، بينما جاءت كندا في المرتبة السادسة والعشرين.
حاولت الدراسات البحث في سبب سقوط الدول ذات الثروات الطبيعية في فخ الفقر. طبعا بالإضافة إلى الفساد وسوء الإدارة، اتضح أن هذه الدولة تستند على ثرواتها أولا وتستنفذها قبل أن تفكر في تعليم شعوبها... ولكن هذا الاعتماد على البضائع يعد توجه خاطئ فمعظم البضائع اليوم تساوي خمس ماكانت تساويه قبل 150 عاما.
هل سمعتم هذه القصة الحقيقية الطريفة: في 1600 تقاتلت أكبر ثلاث أساطيل في العالم (بريطانيا وهولندا والبرتغال) على منطقة صغيرة اسمها "رون" لأنها مصدر لجوزة الطيب. وفي 1667 انتصر الأسطول الهولندي.. وفي محاولة من الإمبراطورية البريطانية لحفظ ماء وجهها طالبت بملكية أرض جديدة استعمرتها هولندا وهي "أمستردام الجديدة".. اليوم الكل يعرفها بإسم مانهاتن.. ولا تستطيع أن تجد "رون" في معظم أطالس العالم.
المستقبل ملك للشعوب الصغيرة التي تبني امبراطوريات العقل وتتجنب فخ الثروات الطبيعية..
ولكن سلطنة بروناي ليست من هذه الدول..يعد سلطان بروناي أغنى رجل في العالم. فقد بنى أكبر قصر في العالم بتكلفة ملياري دولار.. وتدير قصره شركة "حياة ريجنسي"، وتعيش السلطنة على مبيعات النفط لشركة "شل" وغيرها .. ولكن يعمل 75% من شعبها في وظائف حكومية.. ويستورد الكل سيارات البي ام دبليو وغيرها من البضائع الفخمة .. وعندما ينضب نفطها؟ سيتحول قصرها لأطلال جميلة.
ولكن الأفكار ثروة من نوع مختلف عن الثروات الطبيعية والبضائع.. فكلما وزعتها زادت قيمتها، وكل من يملك هذه الأفكار تزداد ثروته.. .
هل تريدون مثالا قريبا لنا؟
انظروا للدولة الإسلامية.. حيث استطاع علماؤها ترجمة الكتب والمخطوطات القديمة والاستفادة منها لبناء علوم ودراسات وأفكار.. في الوقت الذي كانت أوروبا تفتقر لمكتبة واحدة، كان العالم الإسلامي يملك في الأندلس وحدها 17 مكتبة.. إحداها كانت تملك ما يقارب 400 ألف كتابا. الجبر والكيمياء كلمات أصلها عربي.. وعندما توقفت هذه الدول عن البحث والتفكير.. اضمحلت واختفت.
ليس لدي تعليق اتركه لكن
دمتن بحفظ الله
...... زينة العقل
أنا أفكر إذا أنا موجود
بالفعل هذه ستكون امبراطوريات قوية ومتينه لانها تعتمد على الذكاء والحنكة و التعليم والثقافه والافكار
كلمات رائعه زرعت وحفرت في عقلي لانها كلمات قيمة وثمينة لا تقدر بثمن .. تبني مستقبل ناجح ودول غنية بجميع الحالات
لكي مني شكري وتقديري ها انا يزداد احترامي وتقديري واعجابي بكتاباتك وثقافتك واخلاقك يوم بعد يوم
دمتي بكل الود
تحياتي