- هل يلعب السجن دورا في خلق العبقرية وبلورة الأفكار العظيمة!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بكن يالفراشات
هل تسائلتم يوما لماذا يكون " السجن " منعطفا مميزا وعنصرا مشتركا لدى معظم العباقرة !؟
هل يلعب السجن دورا في خلق العبقرية وبلورة الأفكار العظيمة!؟
أن نسبة دخول السجن بين العباقرة والخالدين أكثر بكثير من عامة الناس و"المغمورين"؛ فالمتنبي مثلا دخل السجن، والبيروني دخل السجن، وابن سينا دخل السجن، وسقراط وفولتير وغاندي وهتلر وماوتسي تونج وماركوبولو وفيدل كاسترو وجواهر لال نهرو جميعهم دخلوا السجن ( ولم يسلم من ذلك حتى نبي الله يوسف ) !!
والتفسير الأقرب للذهن حاليا يشير إلى أنه : كلما زادت شهرة المرء زادت فرصة تقربه من الحكام ورجال السلطة (وكانت العين عليه أكثر) .. وكلما زادت فرص اتصاله باصحاب السلطة اصبحت نسبة الرضا والسخط عليه مرتفعة.. وهذا يعني أنه يملك (أكثر من أي فرد عادي) فرصة مقدارها 50% في أن ينال الحظوة والرضا، أو السخط والسجن حين يحدث الزلل ويحل الغضب ويتدخل الوشاة !!
وحالة الامام احمد بن حنبل خير نموذج يمكن الاستشهاد به ؛ فقد أصبحت له مكانة جليلة ومؤثرة زمن المأمون (وهذا يعني انه اصبح مشهورا وتحت العين) وحين تبنى المأمون رأي المعتزلة بخلق القرآن استدعاه لأخذ موافقته على هذا الرأي .. وحتى لحظة استجوابه أتصور ان (نسبة الرضا والسخط ضده) كانتا متعادلتين .. فإن وافق على رأي المأمون كان من المحظيين وزمرته المقربين، وان اعترض وخالفه الرأي نكل به وادخله السجن (وهذا ماحدث فعلا)!!
وحين نراجع سير الشخصيات الأخرى نجد نفس السيناريو يتكرر دائما ؛ فالبيروني مثلا سجنه السلطان محمود الغزنوي قبل ان يستجيب لطلباته فيخرج من السجن ويصبح من المقربين .. والمتنبي سجنه "لؤلؤ " امير حمص لادعائه النبوة ثم رضي عنه حين تاب وتراجع .. وفولتير سجنه ولي عهد فرنسا لنظمه قصائد ضده ثم اصبح من جلسائه الخاصين (.. وهكذا يوجد دائما على الطرف الآخر صاحب سلطة يراقب غريمه جيدا) !!
الخبر الجيد أن ( السجن ) غالبا ما يعمل كعنصر إيجابي في مسيرة العبقري والمفكر ذاته - لدرجة أن مالكوم إكس كان يقول دائما: لو لم أسجن لقتلت حتما على يد عصابات المخدرات ولما أصبحت ما أنا عليه الآن.
فالسجن يعني العزلة والوحدة والتعمق في قضايا العصر . وفترة السجن سرعان ما تصبح فرصة للتأمل والنضج ومراجعة الذات ووضع الخطط .. بل إن كثيرا من العباقرة رأوا في هذه الفترة فرصة للابداع والانتاج الفعلي : ففولتير مثلا (الذي سجن عام 1717) كتب في السجن رائعته الادبية " الهنرياد ".. والاديب الانجليزي دانيال دوفوي الف خلال سجنه عام 1703" نشيد البيلوري ".. والزعيم الهندي جواهرلال نهرو سجنه الانجليز لعشرة اعوام ألف خلالها " نظره على تاريخ العالم ".. والزعيم النازي ادولف هتلر سجن عام 1923في قلعة لندسبرغ الف خلالها كتاب " كفاحي ".. والاسباني دو سرفانتس ألف خلال سجنه عام 1597رائعته " دون كيشوت ".. والفرنسي فرانسوا ميلون حكم عليه بالمؤبد والف خلال سجنه رائعته " المذكرات الكبرى " .. وماركوبولو سجن عام 1298فقرر تدوين رحلاته إلى الصين .. وأوسكار وايلد سجن لعامين الف خلالهما بروفندس وابولوجي ورقصة السجان - وهبط مستواه كثيرا بعد خروجه من السجن عام 1897
اما في عصرنا الحاضر فهناك نماذج كثيرة منها الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا الذي كان مصدر الهام لشعبه طوال سبعة وعشرين عاما قضاها في السجن، والزعيم البوسني علي عزت بيغوفتش الذي وضع تصوراته عن النظام السياسي للاسلام في السجن، والملاكم العالمي المعروف مايك تايسون الذي دخل السجن وهو لا يجيد القراءة وخرج منه شخصية متزنة مثقفة تعتنق الإسلام !!!
بدون شك "السجن" لا يخلق العبقرية نفسها ولكنه بالتأكيد يساهم في اكتشافها
وإبرازها وطبخها على نار هادئة
اخيرا اخواتي ليس بالضروروة ان يكون السجن هو مااقصده بالسجون المتعارف عليها,,بالتاكيد لا
احيانا هنالك سجون عديدة من نوع اخر تستطيعن من خلالها ان تمدي نفسك بالطاقه والحب
وستشعري انك لست مقيدة وقادرة على صنع الكثير!!
وهذا نتاج الذي قراته عن هذه الكتب الممتعه حقا..
تحياتي لكن,,
الله يكفينا شر السجون