روااااااااااااابي
05-11-2022 - 07:42 am
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته **
شعور بالغربة .. هي ليست غربة وطن و لا غربة مكان و لا ناس .. بل غربة ذات .. و غربة روح .. تهاجر تبحث عنك أنت .. أين أنت ..؟ و من تكون .؟ .. عن ذاتك و عن كونك .. لتدرك بعدها أنك كنت في مكانك الصحيح لكنك لم تتعلم ما يسمى بالإنتماء ..
تعيش بالظلام و تتخبط فيه .. تتسائل و تستنجد يا إلهي متى ينقشع الظلام ..؟؟ و سأرى الضياء ..
تضطر للإنتظار و الإنتظار .. إلى أن يتم " انبلاج النور " ..
فأهلاً و سهلاً بكن غالياتي بين جنبات روايتي ...
" انبلاج النور "
و أتمنى ألاقي تفاعلكم معاي ... لأني من غيره ما أستمر ..
أختكن :
روابي
ها أنا امسك القلم من جديد ليس لي غاية إلا عادتي القديمة... التي الجأ إليها عندما اشعر بأنني وحيدة.... وهي أن احتضن قلمي بين أصابعي لأخط ما يختلج في دواخلي ...
في طفولتي كثيرا ما كانت أمي تذهب بعيدا عني ... اجل هي تحبني لكنها منشغلة عني... ابحث عنها دوما ... منذ أن استيقظ أجدها نائمة ... أزعجها إلى أن تنهرني وتأمرني بالخروج من غرفتها ... لكن قلبها لا يحتمل الصراخ علي ... فتخرج لتراضيني ولتلعب معي قليلا ثم تذهب لتستعد لحضور حفلة ما الليلة ... وكثير ا ما أنام على الدرج وأنا انتظرها ... وتحملني الخادمة ... أو يحملني بسام أخي الأكبر... كم أحب بسام أخي كثيرا .... فهو دائم اللعب معي .... ونكون أنا وهو فريق ... ضد سامي وفنن ... هذه هي عائلتي الصغيرة ...
بسام هو الابن الأكبر لوالدي صقر .... ومن ثم فنن .... وبعدها سامي ... ومن ثم أنا أصغرهم سنا ... وأكثرهم شقاوة ....
أجبرت أمي الآخرين على أن يعاملوننا معاملة أخرى ... معاملة مختلفة ... فنحن ...أبناء الطبقة المخملية... ومكانتنا في نظر أمي.. أعلى مقام.... سامي وفنن ... يتعاملون مع الآخرين بتكبر .... وغرور ... لكنني كثيرا ما أحب الاختلاط بالآخرين .... ومن عامة الشعب ... حاولت أمي إن تصورهم لي على أنهم ... أشخاص يودون... أن يستغلوا طيبتي ليحققوا مآرب شخصية .... لكن هذا الكلام لم يقنعني في يوم من الأيام ...
. كنت اعشق عائلتي كثيرا أحب أمي وأحب أبي ... وبسام وفنن وسامي ... أبي لم أتحدث عنه منذ أمسكت بقلمي... أبي أطيب أب ... واحن أب ....وأقسى أب .... وأكرم أب .... وابخل أب .... كل الصفات تجتمع بابي .... كان يحبني أكثر من إخوتي ... ويعاملني معاملة تختلف عنهم جميعا وهذا ما يشعل الغيرة بقلب فنن وسامي .... كثيرا ما يقف أبي في صفي ضد سامي وفنن ... حتى لو كان معهم الحق ... كنت مشاغبة مجنونة .. شقية ... طفلة مزعجة ... أخذت بطريقها إلى الهدوء عندما بدأت تدخل سن المراهقة .... هذه أنا ... بدأت إميل إلى الهدوء ... والى العزلة ... لا احد قريب مني كثيرا عدا بسام الذي يرأف بحالي بعض الأحيان ويأتي للحديث معي قليلا أو الدراسة لي ... و أبي الذي يضل طوال يومه يعمل ... وعندما يعود استقبله بدموعي اشكوا إليه وحدتي ... أمي كانت قريبة بعيدة لااعلم كيف ... هي أمي .... لم تكن تبين لي حبها .... لكن أتعلم ... دائما ما تأتي إلى غرفتي وتغطيني جيدا... وتقصر من درجة برودة المكيف .... كم أنت حنون يا أمي ...
ذات ليلة ... بعد أن انتهت المدرسة ... لم أجد ما يشغلني.... فنن تقضي معظم وقتها في بيت أعمامي .... وبسام وسامي في السفر مع الأصدقاء ... وأبي في عمله الذي لا ينتهي .... وأمي في اجتماعاتها ... .... وقتها كان عمري 15 فقط ... وقد انتقلت من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية بتفوق ... تلك الليلة ضللت أجول في المنزل بلا هدف .... كنت احتاج إلى شخص بجانبي .... الدموع تملا عيني الخضراوتين المختلفتين عن لون أعين باقي إخوتي .... لا احد في المنزل يملك عينين مثل عيني ... كثيرا ما ينعتني سامي ب " القطوة " .... سامي سامي سامي سامي .... إلا تلاحظون إنني كثيرا ما عاديت سامي منذ بدأت بكتابة قصتي .... ضل سامي مدللا 8 أعوام إلى إن ولدتني أمي .... وقتها حدث له كما يقال عندنا بالعامية " طاح كرته " .... لكنني الآن اعترف وبشدة .... افتقد سامي .... وبقوة ... لا يهم يبدو أنني لا أريد أن أكمل ما حدث تلك الليلة .....
شعرت بان احد من أهلي لا يحبني .... الجميع يكرهني ... أمي وأبي لا يهتمان لأمري ... فنن لا تكلف لنفسها عناء السؤال عني .... وسامي وبسام منذ أن سافرا لا احد اتصل ليهاتفني .... لو أنني مت لا احد سيشعر بي إلا بعد أن تتعفن جثتي ... وتفوح رائحتها .... هكذا شعرت ... جلست بمكان منزوي في قصر والدي .... رأيت مربيتي تبحث عني لقد اشتقت إلى نورية ... مربيتي أنا التي ابتعدت عنها .... أنا كبرت .... نورية تحبني كثيرا لكنني لا أحب اهتمامها بي ... دفنت وجهي بين ركبتي وبكيت كثيرا ليلتها .... لااجد أحدا حولي .... ضللت ابكي مدة طويلة ... إلى أن نمت في مكاني ذاك ... شعرت بصوت أبي يناديني ...
: راما وش تسوين عندك ... الساعة 11 وأنت برا القصر ....
عندما رأيت أبي شعرت بالألم يعتصر قلبي ... وقفت وقلت له ...
: ليش يهمك ... أصلا إنا محد يحبني ... لا أنت ولا أمي ... لو تحبوني محد تركني ... و و و و
واوات كثيرة قلتها لأبي ... صدقوني لا اعلم ما قلته لأبي ... لكنني كنت اصرخ في وجهه .... لم اشعر بنفسي إلا وأنا في حضن أبي ... ضمني إلى صدره بقوة وبدا يسمي علي ... ويقرا علي القران ... حملني إلى غرفتي ... وضعني على سريري وأنا أتظاهر بالنوم ... 10 دقائق وتركني وذهب ... لم انم شعرت بالذنب لأنني قمت برفع صوتي على أبي ... نظرت إلى ساعة يدي ذات الأرقام الفسفورية ... إنها تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل ... حملتني قدماي إلى جناح أمي وأبي ... وقفت أمام الباب قبل أن اطرق الباب .... تناهى إلى مسمعي النقاش الحد بين أمي وأبي ...
: يوه يا صقر لا تدوشني اهتمي بها اهتمي بها ... هذي بنتك وأنت اللي اهتم فيها ... يكفي 15 سنة متحملتها ....
: مو أنت اللي اصريت تربى بيننا ... حتى أمها حرمتها منها ... وعدتيني تعاملينها مثل راما الله يرحمها ... غيرت اسمها من نوف لراما عشان خاطرك ... خدعناها كل هالسنين وأبعدناها عن أمها مها عشان خاطرك ... واللحين تقولين لي أنت ما أنت ملزومة براما ...
ترى ماذا يقصدان براما ... أنا راما ... ومن نوف من مها من راما الله يرحمها .... بدون شعور وجدت نفسي افتح الباب بأقصى قوة... أرعبت الاثنان ... يبدو انه من عيني المملوءة بالدمع أنني عرفت الأمر بالنسبة لهما بالطبع .... كانت عين الاثنان علي ... كانت نظراتي تتحول بين أبي ومن كانت أمي ... طال وقوفي ... لم يتحرك احد فصدمتهما بأنني عرفت بالموضوع شلتهما .... لم اعد اشعر بشئ بعد أن أطلقت صرخة مدوية صداها انتشر في أرجاء القصر ... نعم اغشي علي ... وعيت إنسانة محطمة ... أنا نوف ولست راما .... أمي مها وليست الجازي .... بسام وفنن وسامي ليسوا أشقائي ... لم أطيق النظر في وجه إي احد
... كانت الجازي زوجة أبي " أمي سابقا " تحاول زيارتي في غرفتي التي أغلقت على نفسي بها منذ عرفت بالخبر.... لكنني منذ أن أرى وجهها اصرخ آمرة إياها بالخروج .... حاول الجميع الاتصال بي لكنني قطعت جميع الوسائل ..... حتى سامي الذي كان يبلغ ذاك الوقت 22 عاما ... حاول أن يتقرب مني ... لكنني لا أتحدث ... و لا آكل .... ليس لي هدف في الحياة ... ذات ليلة دخل والدي إلى الغرفة وبدا يقرا القران فوق راسي ... شعرت بالهدوء يتسلل الى نفسي المضطربة ... وبعد ان انتهى ابي التفت اليه ونظرت الى وجهه ..
: راما تبين شئ اجيبه لك ..
: انا نوف ....
: اسمك في شهادة الميلاد راما ...
: ما يهمني .... ليش ابعدتوني عن امي ....
: اسمعيني يا راما ... انا تزوجت امك على سنة الله ورسوله ... ولما حملت فيك كان في نفس الوقت امك الجازي حامل باختك راما الله يرحمها ... لكن وامك الجازي كانت بالشهر السادس ... طاحت من على الدرج تعبت وصار لها نزيف ودخلت المستشفى .... اضطر الاطباء يولدونها .... لكن في نفس الوقت شالوا رحمها ... يعني مستحيل ابد تحمل ... سميت اختك براما .... ورحت للامارات بعد ان بشروني بخبر ولادتك ... وسميتك نوف .... توفت اختك راما الله يرحمها ... كانت صغيرة وما تتحمل ... انصدمت امك الجازي بصدمتين ... انها ما بتحمل والاهم انه راما ماتت ...
مرت شهرين وامك الجازي بحزنها .... وامك مها بمشاكل معي الين طلقتها لكن اخذتك منها وحرقت قلبها ... اخذتك وجبتك عند امك الجازي اللي فرحت فيك فرحة ما بعدها وغيرت اسمك لراما .. جبرة خاطر للجازي ..
دفنت وجهي في وسادتي بكيت كثيرا ... خرج ابي من الغرفة وتركني ... مها مها مها مها مها مها تردد الاسم هذا في مخيلتي ... دائما كنت اقول عندما اكبر سانجب ابنة واسميها الجازي ... على اسم امي ... لكنني ساسميها مها على اسم والدتي الحقيقية ...
ظللت ليلتي تلك سارحة سارحة لا افكر في شئ سوى امي ... وبعدها ظللت اياما احن على راس ابي لاجل ان اذهب لوالدتي في الامارات ... ووافق ... جهزت اغراضي ولبست عبائتي لاذهب مع ابي الى امي ...
قبل ان اخرج قابلت في طريقي فنن والحسرة في عينيها ... وامي اقصد زوجة ابي والدموع تكاد تنزل من عينيها ... لم اكلف نفسي عناء وداعهما ... خرجت مع ابي فقط حتى دون ان التفت ... ركبت السيارة مع ابي لكن .. ما ان بدات السيارة تمشي حتى شعرنا بطرقات عليها اوقف السائق السيارة .. التفتت اعيننا الى الطارق ... رباه انها نورية ... نزلت من السيارة ... واحتضنتها بقوة ... كانت تبكي وتتفوه بكلام غير مفهوم بالنسبة لي .. لكنني ملتزمة الصمت ...
تركت نورية وعدت الى السيارة ... وعيني لا تفارقان عينيها السابحتان بالدموع .. اطرقت بصري الى الاسفل انا لا احتمل .. نورية تعني لي الكثير ... ندمت على تجاهلي لها طواال تلك الفترة ...
وصلنا الامارات ... كان ابي يمسك يمسك بيدي ويسحبني معه وانا فكري سارح باشياء عدة ... لا استطيع ان احصيها ... وعيت بيد ابي الكبيرة على كتفي ..
: راما انزلي وصلنا .....
نظرت الى المنزل المتواضع الذي وقفنا امامه ...
: ما انت بنازلة ...
: الا بنزل ...
فتحت الباب ونزلت .. طرق ابي على الجرس ... ثواني وفتح لنا الباب ... ياالهي انه طفل يبدو بالتاسعة من العمر ... وعيناه خضراوتين كما لون عيني ..
: نعم
اجابه والدي ...
: من فيه داخل ...
: منو تبي ...
: قول لامك صقر عبدالرحمن ..
: لحظة ..
ذهب ثم عاد ومعه رجل كبير في السن ... ونظر في وجه ابي بصرامة ... لكن ما لبثت الا ان انقلبت نظراته الى نظرات حنونة عندما نظر الي ... ظل ينظر الي بحنان واقترب ووضع يديه المجعدتين على وجهي ..
: هاي انت نوف فديتج كبرتي وايد ..
نظرت الى ابي الذي اقترب من الرجل وقبل راسه وقال :
: شلونك عمي ... ؟ انا جبت لك نوف تشوفها ..
والتفت الي وقال ..
: نوف هذا جدك سلمي عليه ...
قبلت راس العجوز الذي احتضنني بقوة وقبل راسي ...
استغربت كثيرا من ابي كيف يناديني بنوف .. لقد قال لي ان اسمي في شهادة الميلاد راما .. وايضا في جواز سفري اسمي راما ... كيف يدعوني بنوف ...
دخلت مع ابي والرجل العجوز الى الداخل ...
كان المنزل متواضعا جدا ... بدا الرجل العجوز يحادثني ويسالني عن مرحلتي الدراسية ... وهل نجحت بتفوق ام لا ...؟ فجاة دخلت فتاة يبدو انها في نفس سني ..
الفتاة : يدي انا ييت ...
لكنها انتبهت لوجودي انا وابي ... وخرجت منحرجة ... نادا ".. ج د ي "... ودخلت على استحياء ..
جدي : نورة تعالي هاي بنت خالوتج نوف ...وابوها ..
نظرت الي بصدمة ... وظلت تحدق بي ..
شعرت بالحرج .. من نظراتها ... وقفت لكي اسلم عليها ...
راما : شخبارك نورة ..؟؟
ابتسمت بانحراج وتقدمت لتصافحني ..
نورة : بخير , انت شحالج ...؟
ابتسمت لكن دخول امراة افزعني ... كان دخولها مباغتا ... كانت تنظر الي بعينين ملأى بالدموع ... عرفت انها امي ... بكيت بدوري عندما سمعت ابي يهمس ... " مها " ....
نهاية الحلقة ...