الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
روااااااااااااابي
05-11-2022 - 07:42 am
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته **
شعور بالغربة .. هي ليست غربة وطن و لا غربة مكان و لا ناس .. بل غربة ذات .. و غربة روح .. تهاجر تبحث عنك أنت .. أين أنت ..؟ و من تكون .؟ .. عن ذاتك و عن كونك .. لتدرك بعدها أنك كنت في مكانك الصحيح لكنك لم تتعلم ما يسمى بالإنتماء ..
تعيش بالظلام و تتخبط فيه .. تتسائل و تستنجد يا إلهي متى ينقشع الظلام ..؟؟ و سأرى الضياء ..
تضطر للإنتظار و الإنتظار .. إلى أن يتم " انبلاج النور " ..
فأهلاً و سهلاً بكن غالياتي بين جنبات روايتي ...
" انبلاج النور "
و أتمنى ألاقي تفاعلكم معاي ... لأني من غيره ما أستمر ..
أختكن :
روابي


التعليقات (9)
روااااااااااااابي
روااااااااااااابي
الحلقة الأولى ***
ها أنا امسك القلم من جديد ليس لي غاية إلا عادتي القديمة... التي الجأ إليها عندما اشعر بأنني وحيدة.... وهي أن احتضن قلمي بين أصابعي لأخط ما يختلج في دواخلي ...
في طفولتي كثيرا ما كانت أمي تذهب بعيدا عني ... اجل هي تحبني لكنها منشغلة عني... ابحث عنها دوما ... منذ أن استيقظ أجدها نائمة ... أزعجها إلى أن تنهرني وتأمرني بالخروج من غرفتها ... لكن قلبها لا يحتمل الصراخ علي ... فتخرج لتراضيني ولتلعب معي قليلا ثم تذهب لتستعد لحضور حفلة ما الليلة ... وكثير ا ما أنام على الدرج وأنا انتظرها ... وتحملني الخادمة ... أو يحملني بسام أخي الأكبر... كم أحب بسام أخي كثيرا .... فهو دائم اللعب معي .... ونكون أنا وهو فريق ... ضد سامي وفنن ... هذه هي عائلتي الصغيرة ...
بسام هو الابن الأكبر لوالدي صقر .... ومن ثم فنن .... وبعدها سامي ... ومن ثم أنا أصغرهم سنا ... وأكثرهم شقاوة ....
أجبرت أمي الآخرين على أن يعاملوننا معاملة أخرى ... معاملة مختلفة ... فنحن ...أبناء الطبقة المخملية... ومكانتنا في نظر أمي.. أعلى مقام.... سامي وفنن ... يتعاملون مع الآخرين بتكبر .... وغرور ... لكنني كثيرا ما أحب الاختلاط بالآخرين .... ومن عامة الشعب ... حاولت أمي إن تصورهم لي على أنهم ... أشخاص يودون... أن يستغلوا طيبتي ليحققوا مآرب شخصية .... لكن هذا الكلام لم يقنعني في يوم من الأيام ...
. كنت اعشق عائلتي كثيرا أحب أمي وأحب أبي ... وبسام وفنن وسامي ... أبي لم أتحدث عنه منذ أمسكت بقلمي... أبي أطيب أب ... واحن أب ....وأقسى أب .... وأكرم أب .... وابخل أب .... كل الصفات تجتمع بابي .... كان يحبني أكثر من إخوتي ... ويعاملني معاملة تختلف عنهم جميعا وهذا ما يشعل الغيرة بقلب فنن وسامي .... كثيرا ما يقف أبي في صفي ضد سامي وفنن ... حتى لو كان معهم الحق ... كنت مشاغبة مجنونة .. شقية ... طفلة مزعجة ... أخذت بطريقها إلى الهدوء عندما بدأت تدخل سن المراهقة .... هذه أنا ... بدأت إميل إلى الهدوء ... والى العزلة ... لا احد قريب مني كثيرا عدا بسام الذي يرأف بحالي بعض الأحيان ويأتي للحديث معي قليلا أو الدراسة لي ... و أبي الذي يضل طوال يومه يعمل ... وعندما يعود استقبله بدموعي اشكوا إليه وحدتي ... أمي كانت قريبة بعيدة لااعلم كيف ... هي أمي .... لم تكن تبين لي حبها .... لكن أتعلم ... دائما ما تأتي إلى غرفتي وتغطيني جيدا... وتقصر من درجة برودة المكيف .... كم أنت حنون يا أمي ...
ذات ليلة ... بعد أن انتهت المدرسة ... لم أجد ما يشغلني.... فنن تقضي معظم وقتها في بيت أعمامي .... وبسام وسامي في السفر مع الأصدقاء ... وأبي في عمله الذي لا ينتهي .... وأمي في اجتماعاتها ... .... وقتها كان عمري 15 فقط ... وقد انتقلت من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية بتفوق ... تلك الليلة ضللت أجول في المنزل بلا هدف .... كنت احتاج إلى شخص بجانبي .... الدموع تملا عيني الخضراوتين المختلفتين عن لون أعين باقي إخوتي .... لا احد في المنزل يملك عينين مثل عيني ... كثيرا ما ينعتني سامي ب " القطوة " .... سامي سامي سامي سامي .... إلا تلاحظون إنني كثيرا ما عاديت سامي منذ بدأت بكتابة قصتي .... ضل سامي مدللا 8 أعوام إلى إن ولدتني أمي .... وقتها حدث له كما يقال عندنا بالعامية " طاح كرته " .... لكنني الآن اعترف وبشدة .... افتقد سامي .... وبقوة ... لا يهم يبدو أنني لا أريد أن أكمل ما حدث تلك الليلة .....
شعرت بان احد من أهلي لا يحبني .... الجميع يكرهني ... أمي وأبي لا يهتمان لأمري ... فنن لا تكلف لنفسها عناء السؤال عني .... وسامي وبسام منذ أن سافرا لا احد اتصل ليهاتفني .... لو أنني مت لا احد سيشعر بي إلا بعد أن تتعفن جثتي ... وتفوح رائحتها .... هكذا شعرت ... جلست بمكان منزوي في قصر والدي .... رأيت مربيتي تبحث عني لقد اشتقت إلى نورية ... مربيتي أنا التي ابتعدت عنها .... أنا كبرت .... نورية تحبني كثيرا لكنني لا أحب اهتمامها بي ... دفنت وجهي بين ركبتي وبكيت كثيرا ليلتها .... لااجد أحدا حولي .... ضللت ابكي مدة طويلة ... إلى أن نمت في مكاني ذاك ... شعرت بصوت أبي يناديني ...
: راما وش تسوين عندك ... الساعة 11 وأنت برا القصر ....
عندما رأيت أبي شعرت بالألم يعتصر قلبي ... وقفت وقلت له ...
: ليش يهمك ... أصلا إنا محد يحبني ... لا أنت ولا أمي ... لو تحبوني محد تركني ... و و و و
واوات كثيرة قلتها لأبي ... صدقوني لا اعلم ما قلته لأبي ... لكنني كنت اصرخ في وجهه .... لم اشعر بنفسي إلا وأنا في حضن أبي ... ضمني إلى صدره بقوة وبدا يسمي علي ... ويقرا علي القران ... حملني إلى غرفتي ... وضعني على سريري وأنا أتظاهر بالنوم ... 10 دقائق وتركني وذهب ... لم انم شعرت بالذنب لأنني قمت برفع صوتي على أبي ... نظرت إلى ساعة يدي ذات الأرقام الفسفورية ... إنها تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل ... حملتني قدماي إلى جناح أمي وأبي ... وقفت أمام الباب قبل أن اطرق الباب .... تناهى إلى مسمعي النقاش الحد بين أمي وأبي ...
: يوه يا صقر لا تدوشني اهتمي بها اهتمي بها ... هذي بنتك وأنت اللي اهتم فيها ... يكفي 15 سنة متحملتها ....
: مو أنت اللي اصريت تربى بيننا ... حتى أمها حرمتها منها ... وعدتيني تعاملينها مثل راما الله يرحمها ... غيرت اسمها من نوف لراما عشان خاطرك ... خدعناها كل هالسنين وأبعدناها عن أمها مها عشان خاطرك ... واللحين تقولين لي أنت ما أنت ملزومة براما ...
ترى ماذا يقصدان براما ... أنا راما ... ومن نوف من مها من راما الله يرحمها .... بدون شعور وجدت نفسي افتح الباب بأقصى قوة... أرعبت الاثنان ... يبدو انه من عيني المملوءة بالدمع أنني عرفت الأمر بالنسبة لهما بالطبع .... كانت عين الاثنان علي ... كانت نظراتي تتحول بين أبي ومن كانت أمي ... طال وقوفي ... لم يتحرك احد فصدمتهما بأنني عرفت بالموضوع شلتهما .... لم اعد اشعر بشئ بعد أن أطلقت صرخة مدوية صداها انتشر في أرجاء القصر ... نعم اغشي علي ... وعيت إنسانة محطمة ... أنا نوف ولست راما .... أمي مها وليست الجازي .... بسام وفنن وسامي ليسوا أشقائي ... لم أطيق النظر في وجه إي احد
... كانت الجازي زوجة أبي " أمي سابقا " تحاول زيارتي في غرفتي التي أغلقت على نفسي بها منذ عرفت بالخبر.... لكنني منذ أن أرى وجهها اصرخ آمرة إياها بالخروج .... حاول الجميع الاتصال بي لكنني قطعت جميع الوسائل ..... حتى سامي الذي كان يبلغ ذاك الوقت 22 عاما ... حاول أن يتقرب مني ... لكنني لا أتحدث ... و لا آكل .... ليس لي هدف في الحياة ... ذات ليلة دخل والدي إلى الغرفة وبدا يقرا القران فوق راسي ... شعرت بالهدوء يتسلل الى نفسي المضطربة ... وبعد ان انتهى ابي التفت اليه ونظرت الى وجهه ..
: راما تبين شئ اجيبه لك ..
: انا نوف ....
: اسمك في شهادة الميلاد راما ...
: ما يهمني .... ليش ابعدتوني عن امي ....
: اسمعيني يا راما ... انا تزوجت امك على سنة الله ورسوله ... ولما حملت فيك كان في نفس الوقت امك الجازي حامل باختك راما الله يرحمها ... لكن وامك الجازي كانت بالشهر السادس ... طاحت من على الدرج تعبت وصار لها نزيف ودخلت المستشفى .... اضطر الاطباء يولدونها .... لكن في نفس الوقت شالوا رحمها ... يعني مستحيل ابد تحمل ... سميت اختك براما .... ورحت للامارات بعد ان بشروني بخبر ولادتك ... وسميتك نوف .... توفت اختك راما الله يرحمها ... كانت صغيرة وما تتحمل ... انصدمت امك الجازي بصدمتين ... انها ما بتحمل والاهم انه راما ماتت ...
مرت شهرين وامك الجازي بحزنها .... وامك مها بمشاكل معي الين طلقتها لكن اخذتك منها وحرقت قلبها ... اخذتك وجبتك عند امك الجازي اللي فرحت فيك فرحة ما بعدها وغيرت اسمك لراما .. جبرة خاطر للجازي ..
دفنت وجهي في وسادتي بكيت كثيرا ... خرج ابي من الغرفة وتركني ... مها مها مها مها مها مها تردد الاسم هذا في مخيلتي ... دائما كنت اقول عندما اكبر سانجب ابنة واسميها الجازي ... على اسم امي ... لكنني ساسميها مها على اسم والدتي الحقيقية ...
ظللت ليلتي تلك سارحة سارحة لا افكر في شئ سوى امي ... وبعدها ظللت اياما احن على راس ابي لاجل ان اذهب لوالدتي في الامارات ... ووافق ... جهزت اغراضي ولبست عبائتي لاذهب مع ابي الى امي ...
قبل ان اخرج قابلت في طريقي فنن والحسرة في عينيها ... وامي اقصد زوجة ابي والدموع تكاد تنزل من عينيها ... لم اكلف نفسي عناء وداعهما ... خرجت مع ابي فقط حتى دون ان التفت ... ركبت السيارة مع ابي لكن .. ما ان بدات السيارة تمشي حتى شعرنا بطرقات عليها اوقف السائق السيارة .. التفتت اعيننا الى الطارق ... رباه انها نورية ... نزلت من السيارة ... واحتضنتها بقوة ... كانت تبكي وتتفوه بكلام غير مفهوم بالنسبة لي .. لكنني ملتزمة الصمت ...
تركت نورية وعدت الى السيارة ... وعيني لا تفارقان عينيها السابحتان بالدموع .. اطرقت بصري الى الاسفل انا لا احتمل .. نورية تعني لي الكثير ... ندمت على تجاهلي لها طواال تلك الفترة ...
وصلنا الامارات ... كان ابي يمسك يمسك بيدي ويسحبني معه وانا فكري سارح باشياء عدة ... لا استطيع ان احصيها ... وعيت بيد ابي الكبيرة على كتفي ..
: راما انزلي وصلنا .....
نظرت الى المنزل المتواضع الذي وقفنا امامه ...
: ما انت بنازلة ...
: الا بنزل ...
فتحت الباب ونزلت .. طرق ابي على الجرس ... ثواني وفتح لنا الباب ... ياالهي انه طفل يبدو بالتاسعة من العمر ... وعيناه خضراوتين كما لون عيني ..
: نعم
اجابه والدي ...
: من فيه داخل ...
: منو تبي ...
: قول لامك صقر عبدالرحمن ..
: لحظة ..
ذهب ثم عاد ومعه رجل كبير في السن ... ونظر في وجه ابي بصرامة ... لكن ما لبثت الا ان انقلبت نظراته الى نظرات حنونة عندما نظر الي ... ظل ينظر الي بحنان واقترب ووضع يديه المجعدتين على وجهي ..
: هاي انت نوف فديتج كبرتي وايد ..
نظرت الى ابي الذي اقترب من الرجل وقبل راسه وقال :
: شلونك عمي ... ؟ انا جبت لك نوف تشوفها ..
والتفت الي وقال ..
: نوف هذا جدك سلمي عليه ...
قبلت راس العجوز الذي احتضنني بقوة وقبل راسي ...
استغربت كثيرا من ابي كيف يناديني بنوف .. لقد قال لي ان اسمي في شهادة الميلاد راما .. وايضا في جواز سفري اسمي راما ... كيف يدعوني بنوف ...
دخلت مع ابي والرجل العجوز الى الداخل ...
كان المنزل متواضعا جدا ... بدا الرجل العجوز يحادثني ويسالني عن مرحلتي الدراسية ... وهل نجحت بتفوق ام لا ...؟ فجاة دخلت فتاة يبدو انها في نفس سني ..
الفتاة : يدي انا ييت ...
لكنها انتبهت لوجودي انا وابي ... وخرجت منحرجة ... نادا ".. ج د ي "... ودخلت على استحياء ..
جدي : نورة تعالي هاي بنت خالوتج نوف ...وابوها ..
نظرت الي بصدمة ... وظلت تحدق بي ..
شعرت بالحرج .. من نظراتها ... وقفت لكي اسلم عليها ...
راما : شخبارك نورة ..؟؟
ابتسمت بانحراج وتقدمت لتصافحني ..
نورة : بخير , انت شحالج ...؟
ابتسمت لكن دخول امراة افزعني ... كان دخولها مباغتا ... كانت تنظر الي بعينين ملأى بالدموع ... عرفت انها امي ... بكيت بدوري عندما سمعت ابي يهمس ... " مها " ....
نهاية الحلقة ...

المتميزة07
المتميزة07
بداية جميلة ورائعة
والأهم مختصرة
والذي زادها جمالا دخول اللون الامارتي
لأني أحبة وايد
نحن في الانتظار
عزيزتي

روااااااااااااابي
روااااااااااااابي
المتميزة07
وجودك الأجمل و الأروع ..
و عندي لك بشارة بعد " نصف أحداث الرواية بتكون بالإمارات بعد "
شتآمرين عليه بعد ...
و الحلقة الثانية بتنزل بكرة لعيونك ..

Lẩđy..506
Lẩđy..506
روآيه آكثر من رآآئعه ..
فوجود اللغة العربية الفصحى ..
آضآف شيئآ من الرقي ..
وآيضآ اضآفتك للون الإمآرآتي ..
جعل منهآ روآيه تستحق القرآءة..والمتآبعه ..
وأحب أن آضيف آن عنوآن الروآيه ..
رآآئع جدآ..وغآآمض..
روآيه تستحق وبكل جدآرة النجوم الخمسة ..
همسه:
لكي لاتصبح ممله سارعي بوضع الحلقآت ..
الواحده تلو الأخرى ..
لك مني اجمل وارق تحيه ..
وإلى الأمآم ..
>>متآبعه بشوق ..

Lẩđy..506
Lẩđy..506
>> في مفضلتي ..

روااااااااااااابي
روااااااااااااابي
L y..506
أخيتي الغالية : L y..506
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
و جودك و ردك الأكثر من رائع ..
بس عندي لك خبر ....> ( راح يتغير السرد بعد حوالي 9 أو 10 حلقات من مذكرات راما " نوف " باللغة العربية الفصحى إلى سرد بالعامي ) و أتمنى هذا ما يأثر على أسلوب القصة في نظرك ..
و من ناحية اللون الإماراتي ف مثل ما قلت للأخت " المتميزة07 " نصف القصة بالإماراتي ..
و من ناحية إنك تممللين من تأخير تنزيل الأجزاء .. أبشرك أنا الليلة ببدأ في كتابة الحلقة الخامسة عشر ..
و بكرة بإذن الله الحلقة الثانية ..
و أتشرف غاليتي بأنه روايتي مضافة إلى مفضلتك ..
:ق1::ق1:

Lẩđy..506
Lẩđy..506
رغم ذلك سأتآبعهآ ..
والعاميه لن تفسد للود قضيه ..
شآكرة ً لكِ سرعتك في انزآل الحلقآت ..

روااااااااااااابي
روااااااااااااابي
الحلقة الثانية
ابتسمت لكن دخول امرأة أفزعني ... كان دخولها مباغتا ... كانت تنظر إلي بعينين ملأى بالدموع ... عرفت أنها أمي ... بكيت بدوري عندما سمعت أبي يهمس ... مها ....
تقدمت مني و أمسكت بوجهي بين راحتي يديها ... كانت تبكي ... وأنا انظر إلى عينيها اللتان تبدوان كنسخة كربون من عيني ...
رأيت في عينيها الحب الصادق الذي لم أره في عيني أمي الجازي... والأمان الذي افتقدته طوال تلك الأيام ... بعد اتضاح الحقيقة ...
نظرت إلى أبي وقالت بصوت بدا مبحوحا من نحيبها ...
أمي : هاي نوف صح ..
لم تنتظر إجابة أبي بل عادت لتنظر إلي .. وقبلت وجنتي المليئة بالدموع التي هجرت مقلتاي ..تأثرا ..
أمي : فديتج كبرتي .. وايد تشبهيني ..
احتضنتني بقووة إلى صدرها وبكت كطفل صغير ...
أمي : 15 سنة انحرمت منج آنا .. خذاج ابوج مني بلا رحمة و حرمني منج .. سنين وأنا أعاني من فرقاج ..
كنت لا افهم ما تقول كانت بعض الكلمات لا أكاد سماعها بسبب بكائها وبحة صوتها ... لكنني كنت انظر إلى أبي وانأ في حضن والدتي بنظرات اللوم والعتاب ..
كان أبي يتحاشى النظر في عيني ويصرف نظره بأي شئ .. ويحاول أن يداري دموعه بسبب الموقف الذي أبكى جميع من في المجلس ...
طال مكوثي في حضن أمي كنت ابكي و هي تبكي ... لم اعلم أن أبي قاس إلى هذه الدرجة ليحرمني من والدتي
إلى أن سمعت صوت من خلفي ..
............: قرت عينج يا أم عمر ..
التفت إلى مصدر الصوت كانت امرأة سمحة الملامح ..
قالت لي أمي وهي تضع يديها على كتفاي : هاي خالتج سعاد ... ؟
نورة : هاي أمي نوف ...
ابتسمت لنورة التي ردت الابتسامة لي .. وتقدمت للسلام على خالتي سعاد ... التي حيتني بود ظاهر ..
نظرت إلى أبي .. كان ينظر إلى والدتي نظرات تعبر عن شوق دفين ... انتبه لي وابعد بصره ..
بعد هذا السلام الحار جلسنا وكنت ملتصقة بوالدتي ...
كانت الجلسة في بدايتها صامتة ... لكن تكلمت والدتي قائلة ..
أمي : شو طرا عليك يا صقر تييب لي بنتي عقب هالسنين ...
لم يجب والدي أبدا لكنني قلت ..
راما : أنا اللي قلت له بجي لك ..
مها : فديت قلبج أكيد تعذبتي عند مرت ابوج ..
رأيت نظرات الاستنكار في عيني والدي لكنني قلت ...
راما : أصلا أبوي أخذني للرياض عشان مرته وغير اسمي من نوف لراما ... وتوني من شهر وكم أسبوع عرفت انه الجازي مو أمي وأنت أمي ... وطحت مريضة لما عرفت والحيت على أبوي انه يأخذني عندك .. لأني ما أبي أعيش في السعودية أبي أعيش عندك ...
ضمتني والدتي بفرح .. لكن عينا والدي لم تكف عن التحديق بي باستنكار .. وما لبث أن قال ...
صقر : ومن قال انك بتقعدين عند أمك كثير ... على نهاية هذا الأسبوع بنرجع للرياض ...
التصقت بوالدتي وقلت : لا لا ما أبي أروح .. أنا ما شفت أمي من 15 سنة مرت ما أبي أشوفك إلا بعد 15 سنة زي ما أمي انحرمت مني ..
نظر إلي والدي بذهول وما لبث إلا أن أطلق ضحكة عالية ... ووجه حديثة إلى والدتي ..
صقر : ما عليك من كلامها صغيرة ما تدري وش تقول ..
ونظر إلي وقال ...
: شفيك نسيتي انك قلتي لي في الرياض انك تبين تشوفين أمك .. ما قلت بتعيشين عندها ...
راما : بالعربي أنا ما أبي ارجع معك ...
صقر : تبين تعيشين هنا ...
ونظر نظرة ازدراء إلى سقف المجلس و أردف ..
الملاحق عندنا بالقصر وهي الملاحق أحسن من ذا الخرابة ...
شعرت أن والدي يتحدث بمنطق سخيف محاولا إثنائي عن العيش مع والدتي .....لكنني فعلا ارغب بالعيش مع والدتي ...
كما أنني أريد معاقبة أمي الجازي بابتعادي عنها ... وأعاقب إخوتي الذين لم يهتموا بي ... أريدهم أن يجربوا العيش بدوني ...
أنا لا أريدهم ... أريد فقط العيش مع أمي الحقيقية ... وكما أني أريد الانتقام منهم بسبب خديعتهم لي ..
الكل كان يعلم أنني لست ابنة الجازي .. بسام وفنن وسامي وحتى نورية ....
دقائق واستأذن والدي وأراد اخذي معه إلى شقته ... رفضت والتصقت بأمي ..
وأمام إصراري وإلحاحي وافق أبي على مضض ... وخرج وهو يقول بأنه سيأتي غدا ...
كم فرحت بأنني سأبقى مع والدتي وسأنام بجانبها الليلة ...
تعرفت على إخوتي عمر الذي فتح لنا الباب ويبلغ من العمر 8 أعوام ونصف ... ومن ثم سيف ذو 5 سنوات ... و ندى ذات العامين ...
أما والدهم فقد توفي قبيل ولادة ندى بعدة أشهر ... ومات غرقا .. هكذا سمعت ..
وأيضا علمت إن زوج والدتي علي يكون شقيق زوج خالتي سالم ....
إذن نورة تصبح ابنة عم إخوتي ...
أنا و عمر ووالدتي لنا نفس العينين الخضراوتين ... وورثناها من جدتي الإيرانية ...
علمت أشياء كثيرة تخصني ... جدتي إيرانية ... وإخوتي .. و ,,,
كله عرفته بسبب حديثي الطويل مع والدتي إلى مشارف الفجر ..
كنت أتحدث إلى والدتي وأتحدث .. لم تقاطعني بل كانت تسمع لكل ما أقول باهتمام ..
أخبرتها عن كل ما حدث لي ... أخبرتها عن بسام وفنن وسامي و زوجة أبي ... ونوريه أيضا ..
أشياء كثيرة أخبرت والدتي عنها ...
كنت بحاجة إلى الحديث وإخراج ما في نفسي .. حتى إنني ضحكت على بعض أحاديث والدتي من كل قلبي ... لااعلم متى آخر مرة ضحكت فيها بهذا الشكل ...
في اليوم التالي لم يكذب والدي أتى ... أتى ومعه أكياس كثيرة ادخلها السائق ... مواد غذائية .. وشراشف وأغطية ...
وأيضا حقيبتي الصغيرة التي نسيت أمرها ولم أتذكرها إلا عندما استيقظت ...
لم تتمكن والدتي من رد المواد التي احضرها أبي لأنه حادثني قليلا عند الباب وذهب بسرعة ...
لكنها قامت بتوزيعها على الجيران ...
ومر اليوم بسعادة بالغة ... قضينا وقتنا سوية أنا وأمي وإخوتي و خالتي سعاد و نورة التي أصبحنا أكثر من أختين في اقل من يومين ...
كنا نتحدث أنا ونورة وأخذتني إلى الشارع و عرفتني بصديقاتها ... كثيرات هن صديقاتها .. لكننا قضينا وقتا ممتعا ..
لم اشعر أبدا بالخجل من الظهور بالشارع .. حيث الكل يراني ... فهنا يجتمع كبار السن و يتناولون المعسل والشاي على الفحم . ...
وأشياء جميلة لم أتخيل أنني في يوم ما سأعيش أجواءها ...
مشينا أنا ونورة في الشارع كان ينبض بالحياة .. والكل يعرف الآخر ..
كانت نورة تمشي بجانبي وترفع يديها لتحيي الناس ..
مرة تحيي أبو خالد .. و مرة تسلم على أم عبادي ..
كنت اضحك على حركاتها وطريقة مشيها الصبيانية ..
قابلتني والدتي كانت خارجة من المنزل .. وأخذتني معها إلى اجتماع نساء ..
كنت جدا خجلة .. كانت تعرفني أمي على النساء .. ودرت عليهن جميعا للسلام ..
فهذه تطبع جبلي على وجنتي .. وهذه تنفث علي وهي تذكر الله ...
عند انتهائي من السلام ... بدأت الأسئلة على والدتي ...
متى أحضرني أبي ...؟ غريب لماذا أحضرني ....؟ و و و و الخ الخ
أخبرتهن والدتي أن والدي أحضرني لها ..
وبدأت بالرد على ما استطاعت من الأسئلة ..
ههه ... مسكينة هي والدتي .. دخلت دوامة من الأسئلة ...
كن أيضا يسألني من أسئلة ثقيلة من نوع ... زوجة أبيك كيف كانت معك ... هل هي من طلبت من والدك أن يحضرك إلى هنا ..؟
كنت لا أجيب عن البعض لكن أجيب عن البعض الأخر بإجابات مقتضبة ..
خرجنا من هذا الاجتماع اليومي ... كا قالت لي نورة ...
ومنذ خروجنا أمسكت بي خالتي وبدأت تقرا وتنفث علي ..
مها : سعاد شتسوين بالبنت ..؟
كنت أضع يدي على فمي لأكتم ضحكاتي ...
سعاد : ياختج ما جفتي نظرات حليموه حق البنت خفت تصك بنتج بعين شعاد يفكج من لسان أبوها ..
سحبتني أمي من معها وهي تقول ..
مها : لا إن شاء الله بنتي مب صايبنها شئ أنا قريت عليها الصبح ...و حصنتها
شعرت بالدموع تملا عيناي ... كم أنت حنون يا أمي وكم إنا بحاجة إلى حنانك ...
لا اذكر انه في يوم من الأيام بينت لي أمي الجازي حبها لي .. اعلم في قرارة نفسي أنها تحبني ..
عدنا إلى المنزل تلك الليلة أنا وأمي أما خالتي سعاد و نورة فعادتا إلى منزلهما بعد أن طلب منهما سالم ذلك ..
عندما دخلت أنا ووالدتي إلى المنزل ... كان الجميع نائم .. جدي وإخوتي ..
وما لبثت أنا ووالدتي حتى استسلمنا أيضا للنوم ...
استيقظت متأخرة كنت اسمع إزعاج بالأسفل ... يا الهي هذه إحدى مساوئ كون لديك إخوة صغار لا تعرف للنوم الهانئ طريقا ..
بعد أدائي لفروضي .. نزلت للأسفل وجدت أناس مع جدي ووالدتي ...
كنت أراقب من على السلم حيث هم لا يلاحظوا وجودي ...
كان هناك فتاة تبدو في 12 من العمر وأيضا شاب طويل لم أر وجهه .. ورجل سمح الملامح يشبه خالتي سعاد وامرأة بدا لي أنها متغطرسة من نظراتها وطريقة جلوسها ...
و كان إخوتي الثلاثة يلعبون بالدراجات في الخارج ..
وأيضا يوجد خادمة لم اعلم من أين أتت هذه الخادمة ربما مع الضيوف ...
ذهبت للأعلى .. ولبست طرحتي ونزلت للأسفل حيث هم ...
دخلت وقلت ..
راما : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
ردوا السلام علي ...
مها : تعالي حبيبتي ها خالج احمد ومرته وعياله تعالي اقربي ...
تقدمت من الرجل الذي حياني بود ظاهر ...
احمد : شحالج نوف ...؟
راما : أنا بخير أنت شلونك ...
احمد : أنا بخير فديتج ..
والتفت حيث أمي ...
احمد : ما قلتي لنا يا مها انه بنتج بهالجمال والحلاوة ...
تورد خداي خجلا من جملته تركته وذهبت إلى المرأة التي وقفت وصافحتني بإطراف أصابعها ...
مها : وهاي شيخة مرت خالج ..
راما : كيفك ..
أجابت بإجابة مختصرة : بخير ..
تحولت إلى الفتاة التي تشبه أمها في كل شئ حتى في طريقة الجلوس ...
مددت يدي مصافحة لها وصافحتي مثل والدتها ...
مها : هاي غاية بنت خالج ... راحت لصف أول إعدادي ... وها أخوها بدر في الجامعة يدرس ..
التفت إلى الشاب الطويل .. وقلت له من غير مصافحة ..
راما : شلونك بدر .. ؟
بدر : بخير يا بنت العمة ...
ابتسمت له بود وذهبت لأجلس ... بجانب والدتي ...
كان الكبار يتبادلون أطراف الحديث ...
دقائق وسمعت صوت إغلاق الباب الخارجي بقوة ... ابتسمت لا بد أنها نورة .. ولم يخب توقعي ... دخلت نورة وهي تصرخ ..
نورة : السلا ....
لكن سلامها انقطع بعد أن لاحظت وجود خالي احمد ..
نورة : اوه ... منو هني اليوم .... خالي احمد بجلالة قدره وحرمة ولا بعد يايب عياله معه ... وآنا أقول الفريج مظلم ...
جدي : نورة عيب ... تعالي سلمي على خالج ...
تقدمت نورة وقبلت رأس خالي بطريقة مضحكة ... وذهبت تجلس دون أن تسلم على البقية ..
استغربت هل هناك عداوة في ما بينهم ..
بعد قليل دخلت خالتي سعاد وهي تحمل أختي ندى وتلاعبها ...
وتقدمت للسلام على خالي احمد بطريقة مبالغة فيها أحسست بذلك ...
وجلست دون أن تسلم على زوجته ..
سعاد : شحالك بدر أنت وأختك ..
بدر : الحمد لله عموه أنت شحالج ...؟
سعاد تبتسم لبدر : بخير جعلك بخير ..
والتفت لغاية : غايوه شحالج ...؟
غاية بتكبر : بخير ..
نورة بصوت منخفض : يعلج للمرض ..
زاد استغرابي أكثر .. التفت لامي وسألتها بصوت منخفض ...
راما : يمه وش فيه بينهم ..؟
مها : خالتج ومرت خالج دايم مناقر ... لازم بتتعودين مع الأيام ...
ابتسمت على كلمة أمي ... غريب لم يأتي والدي للسؤال عني اليوم ...
لتوي انتبهت ... ربما سيأتي في المساء ...
ذهبت مع نورة إلى الخارج لنتمشى .. ونتنزه مع بنات الحي
وعدت عندما أتاني عمر وقال ان أبي أتى ..
اشتقت إليه كثيرا ... ذهبت اجري إلى المنزل ... وجدته يقف بانتظاري ...
ركضت وتعلقت برقبته وأنا اضحك بسعادة ... ضحك أبي على ضحكي ...
راما : بابا أنا مرة فرحانة .. أمس تمشيت مع نورة وتعرفت على بنات حبوبات ...
ورحت أمس مع أمي عند حريم .. وناسة يبه تعال نعيش هنا ...
صقر : مبسوطة راماتي هنا ...
راما : ايوة يا بابا ... تعال شوف هناك .. شوف هذا الدكان يبيع حلويات مرة لذيذة ... تعال نشتري ..
ضحك أبي وهو يمشي معي إلى حيث الدكان ...
اشتريت حلويات كثيرة وأذقت أبي منها ...
وفي قرارة نفسي أعيش صراع ... كيف سأعيش بعيدة عن أبي إذا اخترت أمي .... وكيف سأعيش بلا أمي التي ي خلال يومان تعلقت بها تعلق جنوني ... إذا اخترت أبي ...
نهاية الحلقة

روااااااااااااابي
روااااااااااااابي
الحلقة الثالثة ..
تمشيت مع والدي في الحي قليلا .. كنت أقارن بين هذا الحي النابض بالحياة .. و الحي الذي نقطن فيه ...في مدينة الرياض ..
كنت أمشي وأعلق على كل ما أراه .. وأبي كان يضحك على بعض تعليقاتي ..
منذ زمن لم أمكث مع أبي وقت ممتع ,,, لكن أحسن ما في الموضوع أن والدي لم يرد أن يعكر علي صفو فرحتي بذكره لي الرياض ومن فيها ..
وعندما قاربت الساعة على الثانية عشر ... أخبرني والدي أنه يريد أن يذهب إلى شقته .. شعرت بالحزن يعتصر قلبي .... لا أريده أن يذهب... أنزلت رأسي للأسفل ... نزل والدي إلى مستواي و أمسك بذقني بأطراف أصابعه .. وجعلني أنظر في عينيه ..
مرت لحظات وأبي ينظر إلى عيناي وبدا لي أنه يعلم ما بداخلي من صراعات .. وآلآم ... لم أحتمل فوالدي قرأني واستشف ما بداخلي امتلأت عيناي بالدموع... احتضني وانفجرت أبكي في حضنه ... كنت أتسائل لماذا طلق والدتي ... لم أعلم إلى الان مالسبب ..
بعد أن هدأت قليلا رفعت رأسي لأبي لأسأله لماذا طلق والدتي ... سكت والدي ولم يعلق ... لكنه طلب أن أرافقه إلى سيارته ... خرجنا من الحديقة التي كنا نتمشى فيها ... وقطعنا مسافة إلى أن نصل إلى سيارته ... ركبت معه لكنه لم يحركها ... كنت أظن انه سيأخذني إلى مكان ما .... فتح درج السيارة وأخرج محفظة ... ومد بها إلي ... آمرني بفتحها ...
ابتسمت عندما رأيت محتوياتها ... كانت البطاقة البنكية التي ذهبت لإستخراجها قبل مدة ... لكني لم أهتم بموعد صدورها .. وأيضا و بطاقة أخرى.. ومبلغ مالي ...
صقر : خلي هذه معك ... وأنا مثل العادة بنزل بحسابك كل شهر مبلغ مالي ..
راما : مشكور يبه ...
صقر : يلا اللحين انزلي لأمك ...
سألت بعد تردد ..
راما : طيب ما بتقولي ليش طلقت أمي ... ؟؟
لم يجب والدي لكن بصره كان معلق على شئ بالأمام ... التفت لأرى إلى ما هو ينظر إليه .... كان سالم زوج خالتي سعاد ... كان يبتسم لأبي ابتسامه غريبة .. وما لبث أن دخل إلى المنزل وهو يضحك بصوت عالي ... متى أتى ..لم أره ..؟؟
ما لبث أبي إلا وقال : هو السبب ..
التفت لأبي مستغربة لأتأكد مما سمعت ....
راما : إيش ...؟
التفت لي أبي قائلا : سالم هو السبب ...
نظرت إلى أبي بدهشة وهو يقول : سالم يحب أمك من زمان ... وجاء يخطب أمك من جدك ... اللي هو في الأساس خاله ... لكن خاله عطاه سعاد و أنا أخذت أمك لأني أول من خطبها ... اشتعلت الغيرة في قلب سالم ... و بدأ يكيد لي ... استغل جلستي الطويلة في السعودية ... و كان يستفز أمك بدلاله لخالتك سعاد ... وبعض الكلام اللي يرميه عليها ...
أمك كانت غيورة كثير ... كانت تغار من خالتك سعاد .. وتغار من الجازي ... كانت تتمشكل معي على الطالعة والنازلة ... أتحداها أجي عندها ما تستفزني ... لما حملت ما أنكر خفت على مصير اللي في بطنها بعيد عني بيكون .. لكني على ما قد كنت خايف إلا إني فرحت لأنه أمك ممكن تثقل شوي بعد الحمل ..
لكن صار اللي ما كان لا على بال ولا على خاطر .. . بديت انا اللي أشك بأمك بسبب سالم ونظراتها لها .... و أتوهم أشياء ما هي موجودة ... و بكذا تضاعفت مشاكلنا إلين ماقربت ولادتك ... وهنا صارحتها بشكي بإنه فيه علاقة بينها وبين سالم ... لكنها نفت هالشئ عنها ... وأنا مصر على إنه فيه شئ بينهم ... إلين ما أمك طفشت مني وقالت لي أطلقها ... وضليت كم شهر بعد ما ولدتك أمك وطلقتها وأخذتك معي السعودية .. لأني ما أبي أخليك تعيشين مع أمك ... وخفت عليك بعد من سالم .. و الأهم ممكن إنك تأخذين مكانة راما في قلب الجازي ...
راما : طيب ماما ما حاولت تجي تآخذني .. أو حتى تشوفني ,.؟
أبي : ياما حاولت بس ما قدرت علي ..
راما : بس يبه أنت تحب أمي كثير ...
صقر : معك حق أحبها بس و لا واحد فينا قدر يحافظ على الثاني ... أمك ضيعتها بغيرتي عليها ... وهي ضيعتني بغيرتها من غيرها ...
حركت رأسي بأسف ... وأنا أقول لنفسي ... أنا الضحية يا أبي ...
راما : يبه الجازي وش سوت يوم أخذتني عندها ...؟
دهش والدي عندما قلت الجازي حاف من دون أمي ولا خالتي ... لكنه تكلم ...
صقر : كانت تدري إني متزوج إماراتية عليها ... أصلا أنا اللي قايل لها من قبل لا آخذ أمك....
و لما وديتك عندها فرحت فيك ... لأن راما ماتت ذاك الوقت ... وكانت هي تمر باكتئاب ما بعد الولادة ... وتعلقت فيك أول ما شافتك ... ووعدتني إنها تعاملك كما لو كانت راما عايشة ... بشرط إني أغير اسمك لراما ...
سكت لم يعد لدي حديث لأقوله ...
صقر : يلا راماتي انزلي لأمك تلقينها على نار اللحين ...
ابتسمت لأبي وودعته ... وذهبت إلى أمي في الداخل ... وجدتها تنتظرني في المقدمة منذ دخلت ...
مها : ما خذج وياه ...؟
راما : إلا خذاني معه وهذا خيالي باقي عندك ...
ضحكت أمي وهي تسحبني إلى بساط فرش في المقدمة ...
مها : فديت روحج .. تعالي نيلس هني ..
جلست وأنا أسألها ...
راما : ليش ما نروح داخل ...؟
مها : ريل خالتج سالم فيه ...
راما : آها ... وقلت بعد تردد ..
راما : أبوي تو قالي عنه و عن سبب طلاقكم ...
رفعت رأسها ونظرت إلي نظرة مطولة .. وقالت بعدها ..
مها : فكينا من هالسيرة مو لازم نفتحها ...
جلست أشرب الشاي مع والدتي بصمت ... وإخوتي يلعبون بالدراجات من حولنا ... عمر يلاعب ندى ... وسيف يلعب لوحده بدراجة ذات عجلتين إضافيتين لتحفظ له توازنه ...
ترددت في بالي أنشودة وظللت أتذكر أبياتها التي تطابق واقعي ..
أبي مهلاً بعيني دمعتانِ
تلوح بالأسى مما دهاني
أناشدُ فيكَ يا أبتاه قلباً
عرفتُ به السماحة والتفاني
أحاول أن أبثَّ إليك حزني
فتنعقد المشاعر في لساني
أهابُ بأن أقول لك استمع لي!
فخذ شعري المعطر بالأماني
أبي أرجوك هذا قلبُ أمي
غريق وسط أمواج الزمانِ
فخذه إليك كي ترسو بحب
سفينتنا على شط الأماني
ترفق يا أبي فالحلم أولى
بمثلك في مثار العنفوانِ
تفكر فالطلاق ختام عمرٍ
بدايته المحبة والتهاني
أبي من للدموع إذا أسفهلت
وذاب بحرِّ أحزاني كياني؟
أبي أرجوك لا تفسد حياتي
ولا توقف ينابيع الحنان
تضيق الأرض إن طلقت أمي
كأني في الحياة بلا مكان!
يمر علي إصباحٌ وليلٌ
بحكمة ربنا يتعاقبان
كذلك أنتما مَّرا جميعاً
عليَّ برحمةٍ وتعاقبان
أبي ما زلت أصرخ مستغيثاً
أبي هلاَّ شعرت بما أعاني!
تأمل في العواقب تلقى خيراً
وتزهر في معانيك الأماني!
أبي ترجمتُ بالأشعار حزني
ونبض الشعر أصدق ترجمان
للمنشد ...: أبو علي :...
قطع سرحاني وحزني سيف وهو يمد لي بسكويت ابتسمت له وقبلت خده وأخذتها و أنا اتمتم له ببعض كلمات الشكر ...
مها : منو قدج سيفاني بروحه يايب حقج البسكوت ...
ابتسمت بحزن ...
تفاجأت بخالي أحمد يخرج من الصالة ويتقدم مننا ...
أحمد : الحلوات شيسون بروحهن هني ..
راما : ولا شئ حياك خالي ...
أحمد : الله يحييج ... إلا نوف كم عمرج ...؟
راما : 15 سنة خالي ...
مها : في 17 7\ اللي فات تمت 15 ودشت 16 ...
دهشت ونظرت إلى أمي وقلت ..
راما : بس أنا عيد ميلادي 3 \5
مها : منو قالج أنا اللي ربيتج .... مو اليازي ... بعدين ماكو شئ اسمه عيد ميلاد ... نحن عندنا عيدين في السنة ... وإلا ها اللي ربتج عليه اليازي ...
كنت أضحك على شكل أمي وهي تؤنبني ... تذكرت أبي وهو يقول أن والدتي غيورة جدا .... عندما هدأت من الضحك نظرت إلى أمي وهي تقول لي ..
مها : ناس ما عندها دم ... أصارخ عليها وتضحك لي ...
ضحكت ملء فمي مرة أخرى ... وما لبثت والدتي ان شاركتني الضحك وكذلك خالي أحمد ... لا أعلم لماذا ضحكوا وقتها ... لكن أوقفنا صوت شيخة ...
شيخة : اوف أحمد أنا طقت جبدي ... أنطرك بالسيارة ... وناد غايوه وبدر ... أكيد لاعت جبودهم هم بعد ...
خرجت شيخة من الباب ... وتكلمت والدتي ...
مها : أحمد أنت شلون صابر عليها ... ؟؟
أحمد : مهايه هاي مرتي .. و أم عيالي ...
مها : لا عاد أنا اللي صدقت أم عيالك قال ... أنت أصلا ما تروم على بعادها ... عنبوه مسويه لك سحر ... صاير شرات الخاتم باصبعها... شنو هذا ....
أحمد بغضب : هيه أحبها و ما أروم على بعدها ... ومسوية حقي سحر ... عسب جذي صاير شرات الخاتم بصبعها ... ارتحتي ....
ووقف وهو ينادي على بدر و غايه ...
خرجت غايه ولم تلتفت لي أنا ووالدتي ... بعكس بدر الذي اقترب من والدتي وقبل رأسها وخرج مودعا ...
مها : اوف ..
راما : إيش فيه يمه ...
مها : خالج بيجتلني ...
راما : بسم الله عليك بعيد الشر عنك يمه ..
ابتسمت لي والدتي وقالت : وفديت روحج أنت ... خالج مو عايبني حاله ...
راما : وش فيه خالي ما فيه شئ ...
مها : شرا الطرطور ... ما يتحرك إلا بشور مرته .... تدرين هاي أول مرة أجوفه عقب سنتين ... ما ياه إلا يوم قلت حقه إنه أنت ييتي ...
قلت بمرح محاولة امتصاص غضب والدتي وباللهجة الإماراتية ...
راما : وا فديت روحي متعني خالي يبا يجوفني ...
ضحكت أمي على طريقة حديثي ...
مها : أقول عطي الخباز خبزه ولو أكل منه ..
راما : آآآفا ..
ضحكت والدتي مرة أخرى ... خرج سالم من الصالة ... سكتت والدتي وعدلت حجابها على رأسها ... شعرت بنيران تشتعل داخلي ... وددت لو ذهبت إليه وأوسعته ضربا إلى أن يشفى غليلي ...
اقترب وبابتسامته الكريهة ...
سالم : قرت عينج يا أم عمر ...
لم ترد والدتي عليه ... أما عني كنت أنظر إليه بحقد ...
ضحك ضحكته الكريهة .... وقال لي ..
سالم : أنت ما رحت مع ابوج ..
رددت بحدة ..
راما : شئ ما يعنيك ...
سالم : بنت صقر ما عليج شرهة ...
راما : شتقصد ...؟؟
سالم : لا فديتج ما أقصد شئ ...
واتجه إلى الباب ... وخرجت بعد ثواني خالتي ونورة ...
نورة بفرح : أبوي بياخذني للقرية العالمية ...
راما: صحيح ..
نورة بحماس : يس ..تروحين ويانا ..
راما : لا روحوا أنتوا بسلامتكم ...
نورة : يلا كيفج كان ودي تيين وياي ... سلام ..
خرجت لتلحق بوالديها ... وبقيت مرة أخرى لوحدي مع والدتي ..
مها : بقول لج كلمة وحطيها حلق بأذونج ... سالم خذي حذرج منه مفهوم ...
رددت عليها بدون نقاش ,,
راما : طيب ...
لم أستغرب قول والدتي فسالم إنسان نذل وواطي ... أتمنى لو أقطعه بأسناني ...
دخلت أمي إلى المنزل ... وتركتني أفكر في حياتي ... تغيرت أشياء كثيرة ... أصبحت نوف ولم أعد راما ... أصبحت الإبنة الكبرى ... بدل عن كوني آخر العنقود ... أصبحت أعيش في منزل متواضع بعد القصر الذي كنت أعيش فيه ...
هناك حقيقة لا أستطيع إنكارها ... هو أني اشتقت للقصر ... اشتقت لإخوتي ونورية ... ولا أكابر اشتقت لآمي الجازي ... ترى هل ستدوم سعادتي التي أشعر بها الان ... كنت أظن أنني سأنسى أهلي و أعيش لدى والدتي .. لكنني لا أظنني أستطيع ...
ترى هل اشتاقوا لي مثلما اشتقت لهم ...
ههه تضحكين على من يا راما ... لا أحد اشتاق لك ... أراهنك على أن سامي وبسام لم يأبهى لما حدث ... وفنن والجازي حزنتا لكن ما لبثتا إلا وأن عادتا إلى حفلاتهما ... وانشغالهما ... أتظنين أنه بغيابك سيتغير كل شئ لم يتغير أي شئ ... أي شئ يا راما أبدا ..
ذهبت إلى الغرفة لأنام بدل الوساوس التي تعبث بي ... دخلت إلى غرفة والدتي وجدتها تنام بجانب ندى ... أبعدت ندى إلى سريرها .. وذهبت أنا لأستلقي بجانب والدتي ...
من بعد ذلك اليوم لم يأت والدي ... غاب عني يومان كاملان .... في الواقع قلقلت عليه كثيرا ...
ذهبت إلى حقيبتي .. وأخرجت هاتفي النقال ... فتحته منذ مدة لم أفتحه ... وما أن فتحته حتى بكميات هائلة من الرسائل ...... كانت من إخوتي جميعهم وبلا استثناء ... وأيضا والدتي الجازي ... وأرقام لصديقاتي وبعض بنات أعمامي ...
لم أفتح أي منها بل طلبت رقم والدي الذي أجابني بسرعة ...
صقر : اهلين راماتي .. كيفك بابا ,,؟
راما : بابا أنا بخير ليش ما جيتني من يومين ..
صقر : ليه يا بابا أنا ما قلت لك ... إني بروح للسعودية ... وبرجع إن شاء الله بعد كم اسبوع ...
راما : لا ما قلت ... بس يا بابا ما دامك بالرياض ممكن تجيب لي شنطة ملابس ثانية .. هذه الملابس مليت منها ..
صقر : إن شاء الله .. إذا جيت جبتها معي .. ؟؟
سمعت صوت آخر ليس صوت أبي ... إنما من أمي الجازي ...
الجازي : راما يا نظر عيني شلونك ...؟
لم أرد عليها إنما دهشت ... لم أتوقع أن أسمع صوتها أبدا ... كانت تبكي ... وبحرقة أيضا ... وكذلك دموعي خانتني ونزلت هي الأخرى ... ربما لأني اشتقت لها ..
الجازي : هنت عليك هنت يا راما طول الأيام اللي فاتت ما تسألين عني .. ومقفلة جوالك عشان ما نسمع صوتك ... انت زعلانة مني ...؟ زعلانة على ماما ...
كنت صامتة أسمعها تعاتبني ... وجراحي تنزف ... لم ألبث إلا وأغلقت الخط ... لا أزال عاتبة عليها ..
مسحت أدمعي التي غرقت وجهي ... وطرت في سماء الذكريات ...
عندما كنت طفلة لا تتعدى 7 سنوات .. ...
الجازي : حبيبتي راما زعلانة اليوم ...
راما : أيوة أنا مرة زعلانة عليك ... عشانك ما أخذتيني أشتري لعبة جديدة بدل اللي خربها خالد ولد عمي ...
الجازي : يا حبيبتي ... ماما مرة مشغولة خلي نورية تاخذك ..
راما : لا لا لا أنت يعني أنت ... وإلا بزعل عليك ...
ضمتني أمي الجازي إلى صدرها ..
الجازي : لا لا كله إلا أمورتي راما تزعل ... يلا أروح ألبس عبايتي و أشتري لك ... ألعاب كثيرة ...
راما : كثيرة مرة يا ماما ...
الجازي : ايوة ... يلا روحي البسي صندلك... وأنا بجي اللحين ..
تعلقت بها وأنا أصرخ ..
راما : ماما انا أحبك كثير ..
الجازي : و أنا أموت فيك يا روحي ...
وفي ذكرى أخرى ...
ماما تعالي نامي عندي ...
الجازي : راما أنت نونو ... عمرك 13 اللحين
راما : لا يا ماما ... بس أنا خايفة تعالي عندي ... بليز ماما ...
ضمتني إلى صدرها : بسم الله شمنه خايفة ...
انفجرت أبكي في حضنها ...
راما : ماما سامي وخالد قالوا لي قصص تخوف ... تعالي نامي عندي ..
ابتعدت عني وهي تزفر بغضب ...
الجازي : يالله من هالسامي ...
وخرجت تنادي سامي .... الذي أتى ...
سامي : لبيه يمه ...
الجازي : أنت وش قايل لأختك ...
سامي : يمه أنا ما قلت لها شئ ... كنت أسولف مع خالد وهي اللي خاشه بيننا ..
الجازي : وتسولفون هالسواليف قدام أختك ...
سامي موجها حديثه لي : وين القوية ... أم العضلات ... خوافة ..
قلت وانا أتعلق بأمي ...
راما: مالك دخل يا خايب الرجاء ...
سامي : شفت يمه وش تقول لي ..
الجازي : أحسن .. يلا رح عن قدامي ... أشوف ..
ذهب سامي وهو يتمتم بغضب... لا يحب أحدا أن يسبه أو يشتمه ...
وتلك الليلة نامت أمي الجازي معي في الغرفة ...
قطع علي ذكرياتي دخول والدتي مها علي ...
مها : وش تسوين ... ؟
راما : ولا شئ ... تو كلمت أبوي ..
مها : وش قالج ...؟
راما : ولا شئ بس يقول يبي يجي عقب 3 أسابيع تقريبا ...
مها : 3 أسابيع ...
راما : أيوة ماما ...
رأيت والدتي سارحة في شئ ما ترى مالذي يشغلها ... منذ يومان وأنا أراها متغيرة ... تسرح كثيرا ...
خرجت بعد أن استأذنت والدتي في الذهاب مع نورة ..
تمشينا قليلا ومرحت مع الفتيات بعض الوقت ... وعدت عندما أتى عمر وقال إن والدتي تريدني ...
ولجت إلى المنزل لأبحث عنها ... وجدتها مع جدي .. جلست ... وبدأت والدتي الحديث ..
مها : نوف ... أنت شو تبين ... ؟ تبين تعيشين عندي وإلا عند أبوج ... ؟
راما : وليش السؤال يمه ..
مها : نوف ... أنت لازم تختارين يا أنا يا أبوج ...
قلت بلا تفكير ..
راما : وإذا اخترتك يمه ...
تهلل وجه والدتي وتقدمت لتجلس بجانبي ...
مها : باخذج .. ونروح أنا وأنت وجدج وأخوانج ... لرأس الخيمة ...
راما : راس الخيمة ؟؟؟
مها : هيه نوف ... بنعيش في بيت ريلي الله يرحمه علي ... أبوج ما يقدر يوصل لنا هناك في راس الخيمة ... شو قلتي ...
لم أرد هل أقدم على خطوة مجنونة كهذه ... وإذا علم أبي ماذا سيفعل ... ربما سيقلب الدنيا على رأس والدتي ..
صارحتها بخوفي ...
مها : لا لا لا ما عليج ... أنت كتبي له رسالة وقولي إنج تبين تعيشين معاي .. وما تبين السعودية ...
صمت .. هل أكون بهذه الجرأة وأهرب بعيدا عن أبي ...
مها : هاه نوف ... شو قلتي ... الوقت مو في يدينا ... نوف دخيلج ... لا تودريني .. أنا ما صدقت أجوفج بعد هالسنين ...
ضغطت على يداي بين يديها .... وعينيها ملأى بالدموع ...
وجدت نفسي بلا شعور أومئ بالإيجاب ... فرحت والدتي وعانقتني ...
مها : هاي بنتي أنا ..
جنون أن أوافق أليس كذلك .. لكنني وافقت ...
لأني بهذا العمل سأضع أبي أمام الأمر الواقع ... و سيقتنع بمكوثي مع والدتي ..
أنا واثقة أنه سيجدني ... و سيحاول أخذي لكني أريد أمي ...
و هذا قراري ...
في ظرف يومان انطلقنا إلى رأس الخيمة ... طوال الطريق كنت أفكر في أبي ...
قطع علي التفكير وصولنا إلى المنزل ...
كانت فيلا جميلة ... أجمل من منزل جدي ...
نظفنا المنزل المكسو بالغبار ... وصنعت العشاء مع والدتي ...
كان عملا مذهلا ...
لم يمر علي شئ غريب في ذلك المنزل طوال شهر .. لكن والدتي تضع يدها على قلبها خوفا من أن يأتي أبي في أي لحظة ...
وقتها لا أحد يعلم ماذا سيحصل ...؟؟؟
لكننا نهرب من من ...؟ من أبي....؟ سيجدنا صدقوني ...
سألتني والدتي بخوف : نوف توقعين أبوج شيبسوي ...
راما : ما أدري ... بس أنا متأكدة ... إنه إذا جاء و ما لقانا ... راح يعرف إني ما أبي الرياض ولا الرجعة لها ... و بكذا نكون حطيناه أمام الأمر الواقع ...
مها : أبوج ما بيخليج ...
راما : يمه اتركي عنك الوساوس و امشي ننام ...
صعدت والدتي لتنام أما عني استلقيت على الأريكة لأشاهد التلفاز ...
وما لبثت إلا أن نمت في محلي ..
صحوت على صوت عمر ..
عمر : نوفوه نشي نوف أبوج ياه ...
صعقت لما سمعت ... وما كنت لأصدقه لولا أن سمعت صوته العالي في المقدمة ...
نهاية الحلقة

رواية يادنيا ياغرابه روعه للكاتبه عشق مجنون
لعله خير من عند ربنا