انتهت الحرب وعدت اليكم

اين رحلت يا جنوب لبنان؟
اقبلت تشربني المسافات الحزينة.............
اقبلت ابحث عنك يا جنوب
قل يا نجمة السماء:
اين رحلت؟
اين ذهبت في ليل الضغينة؟
عبثا ابحث في ركام
في الحائط الشبعان من غضب الزوابع,
في رصيف كان ينتظر الترام.........
عبثا احاول ان ارى عينيك
تبتسمان في كوخ الظلام.
فلخوف اشباح تطل من السكينة
والحزن اشجر
في النوافز, في الشوارع, في الركام,
والف مأساة دفينة.........
الله اهذا انت يا جنوب لبنان؟
هذا الوجه,عمري ما عهدته تلبسه
كل الوجوه تغيرت
ما عدت اعرف وجه من حبوك
من صلبوك
من كفروا بلؤلؤة ثمينة
طيور البحر رحلت
وظل البحر يهدر والنهار متجهم
ثقلت خطاه على رصيف الانتظار
فمتى فمتى تاتي يا جنوب
وادعا وطيبا كحلم ياسينة؟
عدت ....................ومعي حكاية بلد صغير اسمه لبنان.............
اكتب اليكم بعد غياب طويل وقاسي بعبارات خطها قلمي كما طبعت في قلبي لاخبركم اني
عدت اجل عدت واعلموا اني صرت اقوى من سابق عهدي متزينة بحلة جديدة
مصنوعة من العز والكرامة والنصر اللذين اكتسبتهم لي الحرب بعد طول معاناة
فقد عشت تجربة لن انساها ما حييت فقد انطبعت في داخلي ورسخت في اعماقي
كجزور اشجارنا المرخة في ارض الجنوب الحبيب..........
الجنوب تلك الارض الصامدة برجالها ونسائها واطفالها وكهولها وبمقاومتها.........
اه ثم اه ثم اه يا جنوبي يا كبير يلي ترابك بلدم ارتوى ويا جنوبي لو مهما يصير عن ارضك مامنتخلا...
لقد فتك الصهاينة بنا وأعاثوا في ارضنا دمارا وخرابا وقتلوا اطفالنا ونساءنا بلا رحمة
متبعين طريق الاجرام والارهاب.
قانا الجليا هذه القرية الجنوبية الجميلة اوقعوا فيها مجزرة فظيعة ذهب ضحيتها 65شهيدا بينهم 33 طفلا
و17 امرأةو15 عشر عجوزا ومجزرة اخرى في قرية مروحين قتلوهم وهم يهربون في سيارة كبيرة
ومجازر اخرى وكثيرة .............
اسرائيل هذه حضارتكم وهذه ثقافتكم ولكن لو مهما دمرتم ولو مهما قتلتم فقسما وعهد الله لن نركع
انا اليوم لم اعد كما انا ولم اضعف انما والله ازددت ايمانا وشجاعة وجرأة فكلما دمروا بيتا في وطني
كنت ابني مكانه قصورا من العزم والارادة وكلما سيلوا دماء اهلي كنت اهييج من قلبي امواج صرخات الغضب والثورة............
خلاصة قولي دعوني اقول ان اسرائيل بهمجيتها دمرت كل شيء في قرانا وانزلت عدد كبير من الشهداء
ولكنها لا ولم ولن تنال من عزمنا وايماننا وقوتنا.
اعزروني احبائي لقد اطلت عليكم في الكتابة ولكن جراحي كثيرة وانا اعتبركم اسرتي الثانية فأحببت ان تشاركوني بحزني وتعلموا ما حصل في بلدي الحبيب
دمتم لي اختكم الفراشة الحزينة