- الحكمة من تأخر الزواج عند الشباب و الشابات
- قضية تأخر الزواج عند الشباب و الشابات
- (و لَنجزين الذين صبروا أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون )النحل (96) .
- ( لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع )
- ( إن مع العسر يُسرا) الشرح(6)
- الأخت الفاضلة/ rm حفظها الله.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
- الجواب :
- وعليكم السلام ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم في العالمين سبحانك حميد مجيد
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكمة من تأخر الزواج عند الشباب و الشابات
الحمد لله رب العالمين و صلاة الله و سلامه على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الطاهر الذكي و على آله و أصحابه أجمعين
إن الزواج هو أحد القضايا الهامة و الحساسة و المتشعبة جداً في حياتنا منذ الأزل و حتى العصر الحاضر , حيث تتعدد مواضيع النقاش فيه و تختلف الآراء حوله و تتطور في مسائل و أمور بتنا نسمعها كثيراً في أيامنا هذه مثل :
زواج الشباب من فتيات أكبر منهم سناً , تعدد الزوجات و اختلاف الآراء والمواقف تجاهه فيما يتعلق بزمننا المعاصر , الزواج عن طريق الإنترنت أو مكاتب الزواج المتاحة بمختلف الطرق و الوسائل , و غير ذلك من المواضيع الأخرى .
و لعل إحدى القضايا الواضحة و التي باتت لا تخفى على الكثيرين في عصرنا الراهن هي
قضية تأخر الزواج عند الشباب و الشابات
والتي اختلفت أسبابها من اقتصادية إلى اجتماعية إلى ثقافية أو نفسية عند كلٍ من الأفراد أو المجتمعات , مثل غلاء المهور, أو ارتفاع متطلبات الزواج و توابعه, أو صعوبة الحياة وإعالة الأسرة , أو حتى الخوف من الزواج نفسه عند البعض , أو التهرب من تحمل مسؤوليات جديدة و غير ذلك من الأسباب المتعددة .
و نحن هنا لسنا بصدد مناقشة الأسباب أو إبداء الرأي حول الخيار الأصح ما بين قضيتي تأخر الزواج أو الزواج المبكر , و لكن هدفنا الرئيسي هو التركيز على موضوع واحد و هو ( تحَوُّل مسألة تأخر الزواج إلى سبب من أسباب التشاؤم أو الاكتئاب أو الخجل أو الفشل عند الشباب و الشابات , أو حتى الوصول أخيراً إلى الانحراف نحو طريق الأذى والشر والسوء كارتكاب جرائم بحق النفس أو الغير من انتحار أو اغتصاب أو زنى أو فساد و غيره ) .
و في هذا الإطار نذكر النقاط التالية على أمل إمعان النظر فيها سعياً وراء التخفيف من حدة هذه المشكلة عند الكثيرين بعد فهمها و استيعابها بطريقة و نظرة مختلفة :
1- انطلاقاً من مبدأ أن كل شيء في هذا الكون هو بإرادة الله سبحانه و تعالى و قدرته و قضائه فإن هناك حتماًً حكمة معينة من تأخير زواج أي شخص ما سواء أكان السبب إرادياً منه أ و لا إرادياً وسواء أدركنا الحكمة من ذلك أو لم ندركها أو تأخرنا في الوصول إليها , قال تعالى :
( و لله غيبُ السموات والأرض و إليه يُرجَع الأمر كله )هود (123) .
فقد يكون الله تعالى قد قدَّر لك ذلك لأنك حتى الآن لم تُقابل الشخص الذي يستحقك بالفعل و حين تجده فستُدرك فيما بعد حكمة الله سبحاته تعالى في زواجك منه دون غيره :
( مثل زواج أكمل النساء سيدتنا خديجة (رضي الله عنها ) في سن الأربعين من سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) خير الخلق )
أو لعله قدَّر ذلك حتى تقوم بعملٍ معين ذو قيمة و فائدة في صالحك أو صالح غيرك ما كنت لتستطيع القيام به لو أنك كنت قد تزوجت (كعمل اعمال صالحة او دعوية او كتحصيل علمي معين أو مركز معين أو عمل إنساني ما ) , قال الله سبحانه و تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئاً و هو شرُ لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون )البقرة (216) وترتفع درجاتك بالجنة.
2- إن الزواج الصالح هو نعمة من عند الله سبحانه وتعالى كغيره من النعم المتعددة التي يرزقها لمَن يشاء و كيفما يشاء , فقد يكون تأخيرها هي رحمةً منه بك ليُكفِّر عنك سيئاتك عن أعمال ارتكبتها سابقاً أو لعله يريدك أن تتوقف لتعيد النظر في أمور قمت بها سابقاً و تتوب عنها , قال تعالى :
( و ما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) الشورى (30)
أو قد يكون التأخير امتحاناً ًمنه لك ليختبر صبرك وإيمانك ويرفع درجاتك ويجزيك الأعظم في النهاية طالما صبرت ورضيت بقضائه وقدره , قال تعالى :
(و لَنجزين الذين صبروا أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون )النحل (96) .
3- إن المسألة هي مسألة قناعة و رضا بقضاء الله سبحانه و قدره كيفما كان , فيجب على الإنسان أن يرضى و يحمد ربه على كل حال لأن السعادة الحقيقية هي في القناعة ( الكنز الذي لا يفنى ) و ليست في الزواج كما يعتقده البعض بأنه نهاية جميع الأحزان والمشاكل وإلا لما رأينا كثيراً من المتزوجين يتمنون العودة لأيام العزوبية , إضافةً إلى أن تأخر الزواج هو أفضل من زواج فاشل ثم طلاق لا سمح الله , والطلاق قد يكون أفضل من الانتظار حتى يُرزق الإنسان بأولاد , والطلاق مع وجود أولاد يستطيع الشخص إعالتهم أفضل من حالة وجود أولاد مع عدم توفر دخل معين يكفيهم ....و هكذا , قال (ص) :
( لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع )
4- لو تأملنا ما حولنا ورأينا مصائب غيرنا لهانت علينا مصائبنا, لأن الدنيا مليئة بالمشاكل والأمراض العضال والأوبئة والحروب لا تُميّز بين صغيرٍ أو كبير ولا تترك إمرأة ً أو شيخاً . فقد تكون هذه المشكلة هي أبسط بكثير من أعظم غيرها ( مع عدم التقليل طبعاً من أهمية وآثار وضرورة معالجة هذا الموضوع ) .
ثم أنك لست الوحيد في العالم الذي يُعاني من هذا الأمر بل هناك الملايين ممن يعانون منه أيضاً والإحصاءات العالمية تُثبت ذلك . بل قد يكون وضعك أفضل بكثير من غيرك بطريقة أو بأخرى عن طريق مميزات معينة وضعها الله فيك دون سواك .قال تعالى :
( إن مع العسر يُسرا) الشرح(6)
5- إن مرورنا بلحظات ضعف أو حزن في بعض الفترات نتيجة هذا الموضوع هو أمر طبيعي فنحن بشر في النهاية لدينا فيزيولوجية وسيكولوجية معينة , نعيش في ظل مجتمع ونتأثر بضغوط متعددة ومختلفة . ولكن الإنسان المؤمن هو الذي لا يجعل هذا الأمر يتحول إلى عائق يمنعه من التقدم ( فالمؤمن لا ييأس ) والأمل والتفاؤل دائماً موجود بإذنه تعالى بالغد والمستقبل الأفضل , قال سبحانه جلَّ و علا :
( و لا تقنطوا من رحمة الله )الزمر(53) .
وفمن رحمته سبحانه وتعالى بنا أن وهب لنا الدعاء الذي يصنع المعجزات مع الإيمان والصبر , قال تعالى :
(فإني قريبٌ أُجيب دعوة الداعي إذا دعانِ , فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة (186) .
كما أن الله تعالى وهب لنا العقل الذي علينا أن نستعمله كما يجب فلا نضع أنفسنا في بيئة تؤذينا كالانغماس في أغاني وأفلام الحب والإغراء بشكلٍ مفرط ليلَ نهار , أو مشاهدة بعض برامج الفضائيات التي تُفسد أذواق الشباب وأخلاقهم وعاداتهم , أو الاقتراب من مواطن و أماكن الفساد كالملاهي و أصدقاء السوء... ثم نجلس بعد ذلك ونندب حظنا .
بل علينا أن نستغل وقتنا المتاح في عمل هادف أو رسالة إنسانية تخدم الخير أو الدين أو المجتمع فهذا هو الإنجاز الحقيقي الذي سيبقى لنا بعد رحيلنا و الذي يجب أن نسعى وراءه سواء كان ذلك مع زواج أو بدونه , قال تعالى :
( المالُ و البنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا و الباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً و خيرٌ أملا )الكهف(46) .
لا تظنوا أو تفهموا خطاً بأننا نُشجِّع على عدم الزواج أو تأخيره بل على العكس تماماً فالزواج ضروري جداً لصيانة نفس ونفسية المسلم ولإكمال نصف دينه ولرفد مجتمعه بالأسرة والأفراد الصالحين الناجحين الفعالين , واستشهاداً بقوله الشريف (صلى الله عليه وسلم) :
( يا معشر الشباب مَنِ استطاع منكم الباءةَ فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج , و مَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .
ولكننا ندعو للتفكير والحكمة وعدم التسرع في الاختيار أو التنفيذ تجنباً للوقوع في متاهات معاصرة سائدة مثل الزواج العرفي ومشاكله وكثرة حالات الطلاق و تشرد الأبناء . و لا تنسوا أننا محاسبون أمام الله تعالى قبل أنفسنا عن اختيارنا للزوج أو الزوجة لأنهما اللذان ُيربيان الأولاد ويبنيان الأسرة وهما شريكي العمر والمسيرة في رحلتي الدنيا و الآخرة .
فأنت تتحكم هنا بمصيرك ومصير غيرك فإن صَلُح الاختيار صَلُح الجميع وإن فسد الاختيار فسد كل ذلك .
نصيحة أخيرة : لا تنسوا استخارة الله تعالى المستمرة في كل أموركم وخاصة في موضوع الزواج وحتى إلى يوم وليلة الزفاف , فكثير من العلاقات قد تفشل في وقتٍ ما أو حتى غير متوقع وذلك لحكمة معينة ولنأخذ عبرة ونكتسب خبرة في الحياة . وأنتم بالاستخارة تُسَلِّمون أموركم لله سبحانه وتسيرون بثبات أكثر وثقة أكبر وبتفاؤل يدعمه الإيمان بمشيئة الله تعالى وقضاؤه وقدره .
نسأل الله سبحانه وتعالى لكم ولنا ولجميع المسلمين الأزواج الصالحين والذرية الطيبة وأن يكونوا عوناً بإذنه تعالى في الدنيا والدين
والحمد لله سبحانه رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعي بالأسف الحلول والمقترحات العملية ولاتنسي اختي لي ولكل مسلم ومسلمه بصالح الدعاء
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، وبعد:منذ سنة أو أكثر أدعو ربي أن يرزقني بالزوج الصالح، وكنت أتحرى أماكن وأوقات الإجابة، والحمد لله حججت واعتمرت وكنت أدعو بهذا الأمر في أغلب صلواتي، لأني أعيش في فتنة دائمة.
وفي الإنترنت في هذه السنة كنت أمنع نفسي من اقتراف أي ذنب حتى تتحق الدعوة، ولكن لا أدري لماذا لم يُستجب لي، وأقول هذا الكلام ليس لسوء ظني بالله، ولكن لا أعلم ما سبب التأخر؟
وأنا خائفة أن أضيع في ملذات الدنيا وشهواتها، وقد فكرت بأن أقدم على طلب الزواج من مؤسسة تعمل على تزويج الشباب ولكن عندما استخرت غيرت رأيي لقله حماسي، ولا أعرف ماذا أفعل، وعندما أدعو أشعر أني أطلب المستحيل، وأسألكم الدعاء لي بالستر والمغفرة والزوج الصالح.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rm حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد يظن بعض الناس إذا سمع هذا الكلام من فتاة في مثل عمرك أنك فتاة لديك حالة من القلق أو حالة من الاستعجال والرغبة الزائدة في الزواج، ولا ريب أن هذا الظن في غير محله، وأن هذا الوهم غير سليم، بل الصواب أنك معذورة غاية العذر في هذا الحرص على الفوز بالزوج الصالح، بل إن هذا الحرص هو حرص محمود وليس بحرص مذموم ولله الحمد، وأبلغ من ذلك وأعظم أن هذا الحرص دال على حسن فهمك وكمال عقلك؛ فإن الفتاة المؤمنة العاقلة تحرص على الظفر بالزوج الصالح الذي تعفُّه ويعفُّها، وتقيم معه بيت الزوجية الذي تجد فيه نفسها وتجد فيه طاعة الله وتنشأ فيه أسرة مسلمة قوامها العمل بمرضاة الله وأساسها هو تقوى الله.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن أن المرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا للرجل الصالح؛ كما أخرجه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)، فكيف بالمرأة المؤمنة التي هي أحوج إلى الزوج الصالح وأشد افتقاراً إليه، فإن الزوج راعٍ في بيت أهله ومسئول عن رعيته كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق على صحته.
وأما عن سؤالك الكريم عن سبب تأخر زواجك؛ فإن أول جواب وأخصر إجابة هي قول الله تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وقوله تعالى:{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً}، فأمر الزواج وأمر هذه الأرزاق موكول إلى قدر الله وقضائه وحكمه العظيم الذي هو حكم الرحمة والعدل والحكمة البالغة، وهذا لا يمنع من بيان الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الزواج فإن تأخر الزواج هو شائع – للأسف الشديد – في أكثر المجتمعات الإسلامية، وكثير من الفتيات المسلمات المؤمنات العفيفات قد وصلن إلى سِنٍّ متقدمة ولم يتيسر لهنَّ الزواج، وذلك بسبب التعقيد الذي طرأ على أمور الزواج من غلاء المهور وصعوبة تحصيل الأمور اللازمة للزواج من البيت والأثاث وغير ذلك مما لا يخفى على نظرك الكريم.
والمقصود أن هذه حالة شائعة منتشرة وأصوات المؤمنات تضج إلى الله تعالى مما يعانينه من هذا الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة لعلاجه وإيجاد السبل القوية لدفع ضرره، ولا يكون ذلك إلا باتباع هذا الشرع المنزل الذي فيه صلاح الدين والدنيا، فإن هدى القرآن يشفي كل عليل ويحل كل مشكل؛ كما قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}، وهذا أمر قد بسط الكلام فيه في غير هذا الموضع.
وأما عن حالتك الخاصة فأنت بحمد الله سبحانه وتعالى لم تصلي إلى سِنٍّ يتعذر فيها الزواج، بل إنك بحمد الله وفضله لا زلت في السن المرغوبة التي يحرص عليها الخاطبون، بل ويميلون إلى هذه السنِّ خاصة، فأول خطوة تقومين بها هي أن تهدئي نفسك وأن تتناولي هذا الأمر بشيء من هدوء النفس وشيء من البعد عن التفكير المقلق، ثم تنتقلين إلى الخطوة الثانية وهي الفزع إلى الله تعالى واللجوء إليه، فالمطلوب هذه المرة لجوء كلجوء الغريق الذي يعلم أن لا نجاة له إلا بربه، وهذا هو خلق المؤمن إذا دعا الله أن يدعوه دعاء المضطر وأن يلح عليه إلحاح الملهوف؛ قال تعالى: {أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}، ومما يشرع لك في هذا المقام أن تصلي صلاة الحاجة وهي ركعتان نافلتان وبعد السلام تحمدين الله تعالى وتصلين على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم تسألين الله حاجتك كأن تقولي: رب هب لي من لدنك زوجا صالحا وذرية طيبة تقر عيني وسهل ذلك لي، اللهم سبحانك فإنه لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، ونحو هذا الدعاء الجائز المشروع.
ومن الدعاء الحسن القوي: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين). (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى عليَّ).والخطوة الثالثة: هي ما قد هديت إليه بحمد الله تعالى وهي الحرص على طاعة الله سبحانه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة) رواه أحمد في المسند، فأبشري فإنك قد اتخذت طاعة الله سبيلاً لنيل ما عنده، فقد بورك لك فيما تسعين وقد قال الله سبحانه و تعالى:{ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
والخطوة الرابعة: أن يكون لك علاقة مع الأخوات الصالحات خاصة، سواء كان ذلك بالمشاركة في الأنشطة النافعة أو كان بالزيارات الاجتماعية للأسر الصالحة والأخوات الفاضلات؛ فإن في هذا تعرضا لأسباب تحصيل فرصة الزواج، فكم من لقاء عابر مع أخت في الله محبة إياك أثمر زواجا قريبا بفضل الله ومَنِّه، وهذا كثير ومشاهد، فلا يفوتنك تحصيل هذا الأمر وهذا يغنيك عن العرض في المؤسسات التي تعنى بتيسير الزواج، فخذي بالأسباب الممكنة اللطيفة والتي لا توقعك في أي إحراج بحمد الله تعالى، مع أن التعاون مع هذه المؤسسات إذا كان ذلك بالضوابط الشرعية المعتبرة أمر جائز لا حرج فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خير له وأوسع من الصبر) متفق عليه.
ونوصيك بأن تجعلي كتاب الله أنيسك وحفظ آياته شغلاً لك، وثابري على الدعاء ومواصلة التضرع لله عز وجل، وقد قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}.
نسأل الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يفرج كربك وأن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك وأن يهبك من لدنه زوجًا صالحًا يقر عينك وذرية طيبة تبهج قلبك.
وبالله سبحانه التوفيق.
السؤال :السلام عليك شيخنا الفاضل أريد ان اسالك عن تاخر سن الزواج هل هو مكتوب او ان هناك عوارض اخرى تمنع الزواج كاالسحر للتعطيل أريد جواب مقنع من فضلكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله.
الحمد لله. الأصل في تأخر نصيب الفتاة في الزواج وعدم توفيقها أنه أمر مكتوب عليها من باب الأقدار المؤلمة التي يقدرها الله على العبد لحكمة يعلمها تخفى على الانسان. قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ). فهو من البلاء الذي يقدر على المؤمن كما ينقص منه في الرزق والولد والأمن وغير ذلك من أمور الدنيا.
والغالب أن ذلك قدر على الفتاة لذنب ألمت به وبعدها عن الله وسبيل الطاعة وقلة التوكل و الاعتماد على الله والاعراض عن اتباع شرعه فيكون هذا عقوبة لها في الدنيا كما ورد في النصوص. وقد يكون قدر عليها مع صلاحها وتقواها من باب رفع درجتها في الآخرة وعلو منزلتها في الجنة لقيامها بطاعة الصبر والانصراف إلى العبادة. وقد يكون السبب في تأخر زواجها تشوفها في الدنيا وتشديدها في الصفات المثالية للزوج وطلبها أمور غير واقعية فترد الزوج الصالح الكفء لقلة دنياه وعدم شهرته كما هو مشاهد من بعض الفتيات هداهن الله ثم إذا فات القطار ندمت أشد الندم ورضيت بالتنازلات. وقد يكون السبب في إصابتها بالعين أو السحر وغيره من الأحوال النفسية من قبل حاسد أو عاشق أو عدو مما يمنع وقوع الزواج مع توفر دواعيه ولكن لا يحكم بهذا إلا إذا وجدت دلائل وقرائن تدل عليه من شدة الحزن والمرض والهم والآلام والانصراف فجأة من قبل الخاطب أو الفتاة من غير سبب مقنع.
ونصيحتي لكل فتاة تأخرت عن الزواج أن تصلح حالها مع الله وتنصرف لعبادته وتنبتعد عن حياة الغفلة وتتخذ الأسباب النافعة وتسعى للبحث عن الزوج الصالح من قبل وليها ولا عيب في ذلك وأن تكون واقعية متفهمة قنوعة في الموافقة بالزوج المناسب ولو كان فيه نقص في بعض الأمور. وأن تحرص على الارتباط بالزواج ليكفل لها الرعاية والذرية والعفاف ولو كان ذلك من رجل متزوج. وأن تصم آذانها عن السماع لصوت الإعلام الغربي الذي يصور لها أن السعادة والحرية في استغناء المرأة عن الرجل وانطلاقها عن القيود.
فإن لم يحصل لها الزواج أو تأخر فلتعلم أن الله حبسه عنها لحكمة بالغة فلتقنع بما قسم الله لها ولترضى بذلك ولتعلم أن عزوبتها قد تكون خير لها في دينها وأخراها ولتسل نفسها بالأمور النافعة وتشتغل بما ينفعها ولتقطع التفكير في هذا الأمر.
واله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
11/9/1430
اللهم سبحانك زوج كل مؤمن ومؤمنه برحمتيك يا ارحم الراحمين
قال رسول الله صلى الله علييه وسلم ألظو بذا الجلال والأكرام
يعني اكثروا دعاء الله سبحانه ولا تعالى ب يا ذا الجلال والأكرام
سبحان الله رب العزّ عما يصفون وسلام على سيد المرسلين والحمد لله رب العالمين
منقول
داعوتكم لي بالزوج الصالح وما يمر رمضان الا وانا متزوجة
انا وانتم ان شاءالله اخواتي بالله
والله اني داعتكلم جميعا لما روحت على المسجد الاقصى
وربي يارب ان شاءالله يستجيبلنا يارب عاجلا وليس اجلا