- لتولستوي آراء ومبادئ تربوية سامية، أهمها ما يلي:
- 1 حرية التعلم للأطفال:
- 2 حب الطفل واحترامه:
- 3 محاسبة النفس والعمل على تحسينها Self examination:
- 4 التعبير الخلاق عن النفس self-expression:
- 5 التربية للجميع ودين على الجميع:
- 6 شخصية المعلم:
لتولستوي آراء ومبادئ تربوية سامية، أهمها ما يلي:
1 حرية التعلم للأطفال:
آمن تولستوي بحرية الأطفال في التعلم كما آمن بذلك روسو. بل لقد زاد على إيمان روسو وحدوده في ذلك فعند روسو يبدأ تعليم الصبي عند بلوغه السنة الثانية عشرة أما عند تولستوي فان مسألة التعلم تترك للطفل تماماً فهو الذي يقرر التعلم أو العزوف عنه وقد افتتح مدرسة سنة 1858م ليطبق فيها طريقته في التربية ولما كان التعلم فيها متروكاً لمشيئة الأطفال ورغبتهم فلم تكن غير دار يجتمع فيها الأطفال للتسلية. ولكنهم كانوا يعملون أن المعلم موجود لمساعدتهم في دراستهم متى شاؤوا ذلك. وذلك راجع لإيمان تولستوي بأن الحرية نعمة وحق لا يصح لنا أن نسلبهما بأي حال من الأحوال. وكان تولستوي يعتقد أن للأطفال مقدرة على تذوق الشعر والموسيقى والأدب والرسم بشرط أن نفسح لهم المجال في اظهار رغبتهم وميولهم الخاصة. وأن قدرتهم على الإنتاج الفني تتحقق أيضاً بالحرية فان تذوق الفنون قد يؤدي إلى ابتداعها.
2 حب الطفل واحترامه:
من مبادئ تولستوي في التربية أن نحترم شخصية الطفل وأن نشعره بأهميته وبتقديرنا إياه ومن رأيه كذلك أن على والدي الطفل ألا يخفيا على طفلهما شيئاً بل أن يكاشفاه بكل شيء ويظهرا له كل شيء وقد قال في ذلك: (لا تخف شيئاً من حياتك عن أطفالك). وعنده أن هذه الصراحة المفرطة ذات قيمة خلقية وهي فكرة قد لا تجد كثيراً من التأييد بين المربين والآباء. ومن أقواله بهذا الصدد أيضاً: (كن صريحاً مع نفسك ومع أطفالك).
3 محاسبة النفس والعمل على تحسينها Self examination:
من رأي تولستوي أن يقوم كل فرد بمحاسبة نفسه وبتقييم أعماله ثم العمل على تحسين ما يقوم به وعلى تجنب أخطائه في مستقبل حياته.
وقد قال في ذلك: ينبغي أن أقدم قاعدتين في التربية هما: (لا تكتف بالحياة الجيدة لنفسك بل يلزم أن تتعهد نفسك بصورة مستمرة لكي تزيد من كمالها. ولا تخف شيئاً من حياتك عن أطفالك). وقد تقدمت القاعدة الثانية في مبدأ احترام الطفل.
4 التعبير الخلاق عن النفس self-expression:
من مبادئ تولستوي في التربية التعبير عن النفس بالفنون المختلة. ففي المدرسة يلزم أن يجد الطفل مجالاً ليعبر عن نفسه وعن أفكاره. فالمدرسة التي يرتضيها تولستوي مدرسة مركزها الطفل لا المعلم وليس فيها درجات ولا امتحانات بل توجيه وتشجيع.
5 التربية للجميع ودين على الجميع:
لقد نادى تولستوي بأن التربية من حق كل انسان وليست هي حقاً مقصوراً على أقلية من الناس ولهذا فقد اهتم أيضاً بتربية الكبار ومن رأيه كذلك إننا نعيد ما بذمتنا من دين لمن ساعدونا وعلمونا إلى مَن نعلمهم ونساعدهم في حياتهم فالتربية عملية جارية على هذا النحو في الحياة.
6 شخصية المعلم:
يطلب تولستوي من المعلم أن يكون رؤوفاً بالأطفال مظهراً البشاشة والمودة لطلابه وألا يكون صارماً متهجماً مظهراً للغضب والقسوة عليهم. وعنده أن لشخصية المعلم دوراً كبيراً في المدرسة وفي عملية التعليم. وعلى المعلم كذلك أن يوجه اهتمامه إلى مشاكل الانسانية أكثر مما يعني بالمسائل العلمية التكنولوجية فسعادة الانسان أهم من تقدم العلم..
ولتولستوي آراء فرعية أخرى كلها كآرائه السابقة تؤكد انسانيته وحبه للخير والسلام وتوحي بأن تولستوي كان شرقياً في شعوره وتفكيره أكثر من كونه أوروبياً. وقد أثرت آراؤه التربوية في بعض الجهات الأوروبية فطبق بعض المربين بعض آرائه في التربية وسادت عليها بعض المدارس الأوروبية. منها ميسيل ردي في مدينة ابوتشولم في مقاطعة دربي شاير في بريطانيا التي افتتحت سنة 1889م ومنها كذلك المدرسة التي افتتحها هرمن ليتس في ألمانيا.
وقد تأثر بعض الفنانين في سويسرا وأميركا وغيرهما بفكرة تولستوي عن التعبير الخلاق عن النفس فاهتموا بالتربية الفنية .
وهكذا نجد أن لتولستوي آراء واسعة في التربية وفي الحياة انتقى منها المربون والدارسون ما راق لهم وأعجبهم في قيمته للاستفادة منه في التربية والحياة. ومن كتبه القيمة التي أفصح فيها عن مقدرته الفنية وخواطره القيمة كتابه المعروف بعنوان (الطفولة والصبا والشباب)
الله يعطيك العافية
أختك... حنونه