بعد مكافحتها الانبعاث الحراري الأسماك وسيلة جديدة للتغلب على تلوث المياه

يبدو أن الأسماك لم تعد مصدراً لغذاء الإنسان فحسب بل أصبحت أيضاً وسيلة جديدة للحفاظ على أمنه وسلامته فبعد استخدامها فى مكافحة الانبعاث الحرارى الذى تسبب فى الكثير من الحوادث الطبيعية والأعاصير المدمرة، ظهرت الأسماك كسلاح فى الحرب على الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من خلال مراقبة المياه في المدن الأمريكية الكبرى من أى اعتداء.
فقد بدأت أمريكا فى استخدام نوع من السمك يطلق عليه سمك الشمس، وهو موجود بكثرة في الأنهار الأمريكية، لمعرفة مدى صلاحية المياه للشرب وذلك من خلال مراقبة ردود فعلها حيث ستوضع في خزانات تزود بالمياه.
ورغم صغر حجمها الذى لا يتعدى كف اليد إلا أنها تستطيع كشف وجود السيانيد أو الوقود أو الزئبق أو المبيدات الزراعية في المياه وحينها يقوم نظام الكومبيوتر الذي يراقب مؤشرات السمكة بإنذار الجهات المعنية.
ولا عجب فى أن تتفوق السمكة على كاشفات التلوث الإلكترونية في أنها حساسة لأي تلوث مهما كان بسيطاً، أما الأجهزة الكاشفة فلا تحسن سوى رصد الملوثات التي تم برمجتها للتعرف عليها مسبقاً، كما أنها تؤمن نظام أمان عالي الدقة وصديق للبيئة في الوقت نفسه حيث يكفي تتبع دقات قلب السمكة، ونمط حركتها وتغييرات تنفسها، لكشف وجود أي سموم أو ملوثات في المياه.
إلا أن ذلك لا يدعو إلى إهمال أنظمة الرصد الإلكترونية القادرة على الكشف عن الجراثيم أو التفجيرات التي قد تطال نظام توزيع المياه، أو محاولات اقتحام أنظمة المياه الإلكترونية، وهي أخطار لا تقل أهمية عن تسميم مياه الشرب.
وقد أثبت هذا النظام والصديق للبيئة والذي لا تتجاوز كلفته 45 ألف دولار، فعاليته منذ فترة عندما اكتشفت الأسماك تسرباً نفطياً إلى مياه الشرب قبل ساعتين من أي جهاز إلكتروني أخر، بحسب CNN.
لم يقف استخدام الأسماك عند هذا فقد لجأ العلماء إلى نوع من السمك أطلق عليها "سالبا أسبيرا" وحجمها بحجم إصبع اليد تستنشق ثاني أكسيد الكربون من الجو وتتغذى به، لمكافحة الانبعاث الحراري.
وأوضح العلماء أن هذه السمكة التي تتغذى بما يدعى ب(fitoplancton) الغنى بالكربون بحيث يعطي هذا الحيوان المائي الصغير مساهمة عظيمة في مكافحة غازات الانبعاث الحراري، وذلك عن طريق سرقة ثاني أكسيد الكربون من الجو.. والتغذي به!
وتوصلت الدراسات إلى أن سمكة "سالبا أسبيرا" تستطيع التكاثر بصورة متواصلة حتى تكوٌن طبقة تغطي مائة ألف كيلومتر مربع تقريباً لشهور عدة.
وأشار العلماء إلى أن دمج ميزة التكاثر هذه بالتكنولوجيا المتوفرة قد تجعل السمكة فعالة أكثر فأكثر في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من البيئة الملوثة به.
وبفضل عملية الأيض "حرق السعرات الحرارية" لديها تتمكن السمكة من أسر كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وفي حال تأمين البيئة الضرورية لتكاثرها في منطقة محيطيه شاسعة مساحتها كمساحة دولة البرتغال مثلاً قد يقدم هذا الحيوان المائي الحل الأنسب علمياً للتغلب سريعاً على مفعول غازات الانبعاث الحراري السلبي على صحة الأرض وسكانها.