أحلى غزوله
02-07-2022 - 08:32 am
قصة نجاح امره تدعى د.وحي لقمان
منذ 26 سنة مضت، تغيرت حياة "وحي لقمان"
عندما سلبها المرض نعمة البصر..
نستعرض قصتها لنضرب مثلاً في قوة الإرادة ..
وأنه لا يوجد شيء في هذا العالم اسمه مستحيل !
اشتاقت إلى تصفح الكتاب على سريرها والقراءة حتى وقت متأخر من الليل ..
كما كانت تفعل في الماضي عندما كانت تسهر لوحدها لأجل القراءة..
ثم تنام والكتاب بين يديها وتسافر في أحلامها إلى الأماكن التي قرأت عنها ..
وتفتقد "وحي" الكثير من الهوايات التي كانت تمارسها في الماضي بعد أن أصبحت كفيفة ..
ولكنها ومع ذلك تعتبر نفسها إنسانة سعيدة وتعيش حياة كاملة ..
وفي الواقع فإن حياة د. "وحي لقمان" - 38 عاماً- أكثر من كاملة، بل مثالية ..
وهي تعيش بشكل أفضل من أي امرأة أخرى في سنها ..
فهي عضو من أعضاء هيئة التدريس ..
في قسم القانون بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ..
ومستشارة في شؤون الطلاب في الجامعة ..
بالإضافة لكونها كاتبة صحفية في جريدة "الوطن" ..
ما يجعلها إنسانة ناجحة وغير عادية.
وتعود أسباب فقدان بصرها إلى مرض شديد أصاب عينيها في طفولتها ..
وسبب تآكل القزحية على مدى 8 سنوات ..
وببطء حتى فقدت النظر كلية وأصبحت كفيفة في سن ال 12 !
ولكنها لم تيأس ولم تسمح للاكتئاب بمنعها من مواصلة حياتها بشكل طبيعي ..
قائلة أن خسارة النظر لا تعني خسارة طاقتها، وتفكيرها، وحياتها ..
وأنها تعتبر ما حدث مجرد سوء حظ.. وليس نهاية العالم ..
وعاهدت "وحي" نفسها بأنها لن تسمح لإعاقتها بأن تحرمها السعادة..
وعاهدتها أيضاً بأن تستمر في رؤية الجوانب الجميلة من الحياة ..
والسير إلى الإمام في سبيل تحسين نفسها وتحقيق أحلامها..
وبالفعل حققت "وحي لقمان" أحلامها ..
أولاً عندما تخرجت من الثانوية بمعدل عال..
وثانياً عندما تخرجت في جامعة الأردن الأولى على دفعتها ..
وحققت حلماً في أن تكون محامية ..
ولاحقاً حصلت على الماجستير في المحاماة مع مرتبة الشرف من الجامعة نفسها..
وأخيراً فقد أصبحت أول بروفيسور معاقة تحصل على درجة الدكتوراه في المحاماة من جامعة القاهرة.
وتعود " وحي" بذاكرتها إلى الوراء ..
وتذكر لنا أول أيامها مع المرض ..
عندما أصبح نظرها ضعيفاً لدرجة أنها لا تستطيع رؤية السبورة في الصف ..
رغم أنها كانت تجلس في المقدمة ..
وهذا ما أثار قلق والديها ..
ومع أول زيارة لطبيب العيون ..
عادت إلى البيت بنظارة جديدة ..
وقد ساعدتها النظارة لفترة ..
ولكنها سرعان ما واجهت المزيد من الصعوبات فيما بعد ..
خصوصاً عندما تخرج في الليل ..
حيث لم تكن ترى شيئاً على الإطلاق!!
وبدافع القلق والخوف الشديد عليها ..
وبعد أن أصبحت علامات المرض ملحوظة ..
ذهب بها والدها إلى لندن ..
وهناك أخبرهما الأطباء أن حالة ابنتهما قد تسوء حيث أن نظرها سيضعف مع الوقت ..
وعاد الوالدان إلى المملكة بنفوس محطمة ..
ولكنهما لم يفكرا في الأسوأ ..
أن ابنتهما الصغيرة قد تفقد بصرها كلية في المستقبل ..
وتتذكر "وحي" رحلاتها المستمرة إلى لندن عندما كانت في الخامسة والسادسة من عمرها ..
لأجل إجراء الفحوصات وتلقي العلاج .. وتقول أنها لمست أثناء ذلك الوقت نوعاً من التغيير في حياتها ..
وبدأت تدرك أنها مختلفة عن الفتيات الأخريات في سنها ..
أيضاً فقد كانت تعيش أياماً صعبة ..
كانت تتوق فيها إلى اللعب مع أقرانها ولكنها كانت عاجزة..
بالإضافة لسماعها تعليقات مزعجة ..
وأحياناً كانت الزميلات يضحكن عليها عندما تقرأ كلمة بشكل خاطئ أثناء الدرس ..
ولكنها لم تكن طفلة بائسة .. !
لتلقيها الدعم المعنوي من العائلة وشعورها بحبهم ..
وفي إحدى تلك الرحلات إلى لندن ..
عندما أصبحت الرؤية صعبة جداً ل"وحي" ..
تلقي الوالدان الأخبار المؤلمة: أنها قد تفقد قدرتها البصرية بعد أشهر قليلة !
وتقول: لن أنسى ذلك اليوم ما حييت ..
ذهبنا لرؤية الطبيب في الصباح ..
والذي قضى كثيراً من الوقت في الحديث إلى والدي ..
وفي نفس الليلة ..
وعندما كان من المفترض أن أنام ..
سمعت والدي وكأنه يبكي وينتحب ..
وأتذكر أنني نهضت من سريري وأخذت أسترق السمع من خلف باب الصالة..
لطالماً كان والدي بطلاً في عيوني والمثل الأعلى بالنسبة لي..
كنت أراه أقوى رجل في العالم ..
وفوجئت لرؤيته منهاراً لأول مرة..
ورغم صغر سني، إلا أنني كنت حكيمة، فتقبلت الواقع المر ..
وعاهدت نفسي أن لا أجعله يشعر بالحزن والألم لأجلي مرة أخرى ..
وعاهدت نفسي أن اجعله فخورا بي ..
وأن أعوضه خيرا بعد كل تلك الدموع قدر استطاعتي!
وعلى مر السنوات وكلما شعرت (وحي) أنها محاصرة بالصعوبات في رحلتها إلى النجاح ..
كانت تفكر في دموع والدها التي تركت أثرا كبيرا في داخلها ..
فكانت تقوي إرادتها وتحاول الاستمرار في طريقها من جديد ..
وأخذت في تحدي تلك المصاعب الواحدة تلو الأخرى ..
وفاءا بالوعد الذي قطعته لنفسها ..
وتقول: كنت أرفض الشعور بالأسف لحالي ..
فكنت أعمل جاهدة لأجل النجاح وكان علي التركيز على عملي أكثر !
لقد علمتني حالتي الصعبة ان أكون مجتهدة ..
وبرأيي , يجب على كل انسان مثلي أن يتحلى بالصبر والإيمان ..
ويحاول تحرير نفسه من المشاعر السلبية وإلا فسوف يحطمه اليأس !
لم أكن أبكي لعدم قدرتي على النظر ..
فقد منحني الله القناعة وحدثتنا (وحي) عن طفولتها ..
أنها كانت طفولة هادئة ..
وتقول : قبل أن افقد بصري , كنت أحب القراءة ..
حيث أنني انتمي لعائلة مثقفة ومحبة للعلم ..
فكانوا يشجعونني على القراءة ..
ولأن والدي كان صحافيا ..
ولأن والدي كان صحافيا ..
فقد كان لدي مجموعة من الأصدقاء على قدر عال من العلم والثقافة ..
وكان البعض منهم يأتي ومعه الكثير من الكتب ..
واكتسبت منهم حب القراءة والعلم والثقافة ..
وتتابع قائلة: تعلمت من عجزي أن أكون مجتهدة ومعتمدة على ذاتي ..
فلو اعتمدت على غيري في انتظار ان ينجزوا لي كل شيء ..
فلن أكون قادرة على الاستمرار في هذه الحياة ..
كان علي أن اقوي قلبي ..
لم يكن هناك مساحة لليأس بداخلي ..
وأيضا , كنت أكره سماع كلمات الأسف من الآخرين ..
كنت لا اقبل معاملة خاصة من أي أحد ..
وبالفعل عملت على ألا يحدث ذلك ..
وفي الحقيقة , لم أكن أحاول نسيان أو تجاهل إعاقتي ..
فأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره ..
ولكنني لم أكن أريد أن أكون متخلفة عن الآخرين فقط لأنني حرمت من نظري ..
فكنت أكافح دائما سعيا إلى الكمال !
وكإثبات لكونها أفضل من أي فتاة أخرى مبصرة ..
رفضت (وحي) طلب والديها أن تذهب إلى بريطانيا ..
لإكمال دراستها في إحدى المدارس الخاصة بالمكفوفين ..
حيث أرادت أن تكون قريبة من أصدقائها وعائلتها ..
وأيضا فقد أرادت أن تثبت أنها لا تحتاج لمعاملة خاصة ..
فهي تستطيع الاستمرار في طريقها والنجاح كأي فتاة أخرى ..
ولكن ثمن بقائها هنا لم يكن سهلا ..
فقد مرت بأوقات صعبة في محاولة للحصول على قبول من قبل المدارس الثانوية ..
فجميع المداس التي ذهبت إليها لم تقبلها ..
كان المسؤولون في تلك المدارس ..
قلقين من تعرضها لبعض المضايقات من الطالبات الأخريات ..
وأيضا فقد كانوا يعتقدون بأنها ستفشل ..
وبالتالي ستؤثر بشكل سلبي على سمعة مدرستهم !
ولكنها لم تيأس وحاولت حتى حصلت على قبول من إحدى المدارس شريطة الانتساب ..
فكانت تدرس لوحدها في البيت طيلة العام الدراسي ..
وتحضر لتأدية الامتحانات مع بقية الطالبات ..
وعندما ظهرت النتائج , كانت الدرجات مرتفعة جدا ..
وتقول (وحي) : طلبتني المديرة في ذلك اليوم ..
ولا زلت أذكر كلماتها إلي قائلة ..
أنهم يودون أن أكون طالبة منتظمة لديهم بعد أن أثبت قدراتي ووجودي ..
وبالرغم من أن (وحي) كانت تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ..
إلا إنها رفضت عرض المديرة ..
قائلة: لقد رفضوا حضوري في البداية وعندما رأوا درجاتي المرتفعة قبلوا بأن انتظم..
فرفضت لأنهم لم يثقوا في من البداية !
ولكنها بدأت في الحضور إلى المدرسة في العام الدراسي التالي ..
وأصبحت تلميذة متفوقة طيلة سنوات المرحلة الثانوية .
واليوم فإن د.(وحي لقمان) تمضي حياتها اليومية بمساعدة سيدة عزيزة على قلبها
وتعتبرها صديقتها المقربة وصديقتها المقربة هي عاملة من الفلبين ..
أتت لخدمتها منذ 19 سنة مضت ..
ولتعينها على الاستقلال بذاتها عن مساعدة أهلها ..
ومع الوقت أصبحتا متعلقتين ببعضهما البعض ..
وتقول المحامية الشابة (هي البصر بالنسبة لي الآن .. بكل ما تحمله الكلمة من معنى)
كان التدريس حلماً كبيرا وتحقق هذا الحلم للدكتورة (وحي لقمان)..
وتقول حول ذلك: أردت ذلك بقوة , فعملت جاهدة لأجل تحقيقه ..
وكنت أتساءل دوما ما اذا كانت الظروف ستسمح لي بالحصول على فرصة لتحقيق هذا الحلم ..
ولكنني كنت أسمع صوتا في داخلي يقول لي أنني أصلح لهذه المهنة ..
وأن إعاقتي لن تقف في طريقي ..
لذا فقد كنت على قدر كبير من الثقة ولكنني كنت خائفة من عدم حصولي على الفرصة !
وعندما تقدمت (وحي لقمان) لجامعة الملك عبد العزيز للتدريس ..
شعرت بالضيق في البداية , حيث رحبوا بها , ولكنهم لم يكونوا مقتنعين بها!
خوفا من ردة فعل الطالبات تجاه محاضرة كفيفة ..
كانوا يجهلون ما إذا كانت ستقبل بهذه الحالة وهذا ما كانت تشعر به أيضا !
ولكن أثبتت (وحي لقمان) أنها بالفعل امرأة قوية وناجحة ..
حيث تم قبولها كمحاضرة في الجامعة ..
وكانت تعمل بشكل طبيعي ..
وكانت تعمل بشكل طبيعي ..
وكانت تدرس 4 ساعات في الأسبوع في أول عام دراسي لها ..
وفي العام الدراسي التالي , ازدادت ساعات العمل الى 16 ساعة !
وفي النهاية تقدم د.(وحي لقمان) نصيحة لكل الشباب ..
قائلة لا تكتفوا بالنجاح لمرة ..
بل واصلوا لتحقيق المزيد ..
حاولوا ركوب أعلى درجات السلم ..
وفي كل مرة تقعون فيها ..
لا تيأسوا وانهضوا لتعيدوا المحاولة !
منقول
يابنات والدكتوره هذي حتدرسني دي السنه في الجامعه