- كل ما قالته "" اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها"
- "لا اله إلا الله .. لا اله إلا الله ربي أجبرني في مصيبتي "
مرت عشر سنين ومازل الماضي يطاردني مازال قلبي ينزف ألما من أثرها .. أحاول دوما أن أتناسى لكن لا استطيع أن أنسى لا استطيع أن أبوح بما داخلي في كل مرة أبدا وتخذليني كلماتي وتعبر دموعي عما حصل ..
كانت تتوارى الأحداث بفقدان من هم أقرب إلى قلبي شهر بعد شهر لمدة عامين ..
أولها خالة والدتي وكانت بمثابة الجدة التي لم اعرفها وبعدها خالي الحبيب ثم خالي الأخر ومرت تسعة أشهر لتأتي تلك القشة التي قصمت ظهر البعير ..
توأم روحي كما أعتدت أن ينادونا .. أخي الحبيب يكبرني بعام كنا لا ننفصل إلا في حالات نادرة ..
والدتي دوما تسألني ماسر هذه الأخوة القوية .. كنت لا أكل الإ عندما يعود من مدرسته .. لا أنام الإ بعد أن نتشارك أحداث اليوم معا .. ولا أذهب الى المدرسة الإ بعد أن أوقظه من نومه ..
قرر أبي أن يشتري سيارة لأخي حتى يوصلنا و يرتاح من كثرة طلباتنا ومشاويرنا .. في البدايه كانت السعادة لا توصف .. كنا نخرج ليلا والكل نيام حتى نتمشى هنا وهناك وفي الصباح نأخذ دش ساخن من أمي على هروبنا كما كانت تسميه .. يا لي تلك الايام ليتها تعود ..
في يوم ذهبنا إلى حفل زفاف وفي أثناء الطريق تبادلنا المزح والجد وتخاصمنا واصطلحنا وودعناه عند باب الفندق ليأتي لنا في أخر السهرة ويقلنا إلى البيت..
مرت السهرة بسرعة وانتظرنا مجيئه ولكن لم يأتي ورجعنا إلى البيت لم نجده انتظرنا أن يأتي ولكن لم يأتي .. وقرب الفجر رن الهاتف
" الو"
"نعم"
هذا منزل ...؟"
"نعم من أنت ؟؟"
" يا أختي معك مستشفى الملك فهد .. حصل حادث سيارة وهنا شاب مصاب اسمه .."
لحظة صمت قاتلة من اثر الفاجعة
"ماذا تقول ولدي ما به من أنت ؟؟ كيف حاله؟ ماذا حصل؟........"
وعندما عادوا وجدت الهدوء على وجهها والدموع قد جفت والصدمة ما زالت تاركه اثر عليها ..
سألتها عنه .. بكلمات قليلة وسيل هائل من الدموع أنفجر مجددا ا"نه بخير حادث بسيط
انكسرت يده فيها .. وفكه و رضوض امتلأت في جسده وعظمة عينه كسرت .."
في اليوم التالي ذهبنا لنطمئن عليه وعندما دخلت وجدته نائم بهدؤ فتح عينه وابتسم لي بصعوبة بسبب عملية فكه قبل أن أرحل أعطاني قلما للأكتب له ذكرى على جبيرته فكتبت " توأم روحي"
عندما ذهبنا لنرى السيارة كانت في حاله مزرية سبحان من أخرجه منها سليم ولم يمت لا معالم للسيارة كل قطعة منها تكورت على الاخرى ..
مرت الأيام استطاع أن يسترد عافيته وقررت والدتي أن تذبح لسلامته .. وان تقيم ليله لكل من احبه وزاره .. وذهبت إلى مكه لتنهي عملا لها هناك ..
أصر أن يذهب إلى المدرسة ويكمل حياته بما أن كل شيء على مايرام .. في كل صباح أمر عليه لأسلم عليه قبل ذهابي إلى المدرسة ولكن في احد الأيام يوم الأربعاء بالتحديد لم أمر عليه لأني تأخرت وكان والدي ينتظرني في السيارة فقط ألقيت نظرة على غرفته لأطمئن انه استيقظ ..
اخبرني والدي بأن أحد إخوتي سوف يمر ليصطحبني بعد المدرسة لأنه مشغول .. مر يوم دراسي عادي انتظرت طال غيابه اتصلت على البيت لا مجيب اتصلت على أخي قال لي بصوت هادئ حاولي أن توصلك المعلمة إلى البيت لأنه مشغول .. سألته مالذي يشغلك وأين هو لم يرد على سألته عن أختي من يوصلها قال لي أن اتصل على المدرسة وتوصلها معلمتها أيضا ..
عدت ولم أجد أحد إنتظرت حتى أتى أبى وأخي الأكبر وزجته سألتها مالذي أتي بك لم تجبني ناداني أبي وذهبت أنا وأختي وقال لنا بصوت هادئ "" أخوك توفى "
ضحكت " لا أنت تمزح "
نظر إلى اخي الكبير بعنين حزينة " لامزح في الموضوع "
ذهبت إلى زوجة اخي " قولي لي انه يكذب " وجدت دموعها تسبقها
رجعت مرة اخرى إلى ابي " اين هو وبلامزاح؟؟" ولكن لم اجد غير الصمت انهارت اختي وأنا لا اعلم هل ابكي أم اضحك أم ماذا افعل جلست وحدي شعرت بالغضب فركضت إلى زوجة أخي " هل مايقولوه صحيح ؟؟"
صرخت في وجهي " هل تعتقدي أن هناك من يكذب عليكِ واجهي الحقيقة لقد مات "
كم احسست بالالم إني لم امر عليه واسلم عليه مثل كل يوم .. كم كرهت نفسي ,انا افكر أنه الأن وحيد في الثلاجة ..ليس هناك من يؤنسه كما أعتاد أن يفعل معي
سالت اخي ماذا حصل؟؟ وقال لي " خرج مع أصدقائه في الصباح يحتفلوا برجعته بالسلامة وصديقه يريد أن يجرب سيارته الجديدة وهم في طريق الملك انفجر الإطار وانقلبت السيارة طار أخي من السيارة ليصطدم بنخله هو وأحد أصدقائه أما السائق حصل له كسور "
وأثناء حديثنا أتت أمي وقالت بوجه مبتسم "جيد أنك هنا أريد أن تحجز لنا إستراحة حتى تحتفل بعودته لنا بسلامة أين هو؟؟" لم تجد إجابه فجأة صمتت واخذت الدموع تنهال كان إحساس الأم كفيل بأن تعلم ماحصل
كل ما قالته "" اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها"
"لا اله إلا الله .. لا اله إلا الله ربي أجبرني في مصيبتي "
قبل أن يأخذوه نزلنا لنسلم عليه رأيته ممد وقد التف الكفن عليه ورائحة المسك والعود تفوح منه ارتمت أمي على صدره وجلست بجواره اتحسس وجهه وهو يبتسم بهدؤ وقد إمتلاء وجهه بالجروح صرخت بأعلى صوتي " أرجوك سامحني .. ياتؤام روحي وحياتي .. أدفع عمري كله الآن فقط لتعود لي .. يارب أغفر له وأطلق لسانه وقت السؤال وأجعله ممن يرون وجهك الكريم .." لم أحس بنفسي الإ في غرفتي أصوات البكاء هنا وهناك وأختي جواري تتحسس يدي علمت أن كل ما يحصل حقيقة وواقع مر..
بعدها لم تنزل دمعه واحدة من عيني حتى إني كنت في قمة السعادة الكل يعزيني وأنا ابتسم لهم ..
بعد مرور شهر لم أستطع أن أوقف دموعي مرت السنين ولا أستطيع حتى ذكر إسمه أو أن أرى صورته خوفا من أن أنهار فقوتي هي بتناسيه وليتني أستطيع.. ألوم نفسي كثيرا اني لم أراه وأني قفدته الى الأبد فحادثتين متتاليتين الأولى نجا منها وحمد الله والثانية ودعناه
" اللهم اغفرله ولجميع أموات المسلمين"
في يوم زفافي أحسست به معي في الغرفة يجلس على الكرسي ولم أستطيع أن اتجاهله فكتبت له
العمر إبحارٌ .. وعمري أنت مرساه
تعيش العمر في قلبي .. ولو ينساك أنساه
توأمي فراقنا قدرٌ .. سيأتي يوماً ونلقاه
أيها الشاب ..
تذكر أن السيارة ماهي الا وسيلة لتسهل حياتنا وليس لتنهيها..
تعيش العمر في قلبي .. ولو ينساك أنساه
توأمي فراقنا قدرٌ .. سيأتي يوماً ونلقاه
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ياالله اجمعهم في جناتك
سلمت يمناك
رائعه انت
احزنت قلبي
وما عاد لي قلب يحتمل
يارب اهد شبابنا
يارب