- ابتسمت بسخرية عندما تذكرت الموقف الذي مررت به قبل سنتان ..
- نظر نحو حقيبتي و حاجياتي لبرهة .. ثم أمسك بها و رماها علي قائلاً ..
- و الآن ؟ لم تعد معلقة هنا !
- أضاف "سامر" :
- لما ؟ أهو مريض ؟ لا أعلم !
- نهضت أمي و لكن صوت أبي أوقفها ..
سلام يا فراشات
كيفكم حبيباتي ؟ شخباركم ؟
هاذي اول مشاركه لي في المنتدى ،، و هي قصه عجبتني واجد ( بليز لا تخيبون ظني فيكم )
القصه تتكلم عن فتره مراهقه الشباب و مشاكلها اترككم وياها
و لا انسى تراها منقوله
الكاتبة : Pink Lady
-
- "رائد" .. استيقظ .. لقد تأخرت عن المدرسة !
أزحت اللحاف عني تنفيذاً لأوامر أمي .. دخلت دورة المياه الملحقة بغرفتي ..
غسلت وجهي و رفعت رأسي بشكل عفوي .. لتقع عيناي على صورتي المنعكسة على المرآة ..
" لم أعد رائد الأمس .. لقد أصبح عمري 16 .. لقد بدأت أتغير و أكبر .. ! "
قلت ذلك و أنا أتحسس تلك الشعيرات المتمردة التي بدأت تنمو تحت أنفي و على ذقني ..
" حتى نبرة صوتي قد تغيرت ! لم تعد تلك النبرة الرقيقة الطفولية .. أصبحت أكثر عمقاً .. تمتزج بقليلٍ من الخشونة ! "
التفت نحو الباب لأجد شقيقي الأصغر " وليد " .. ذو ال 4 سنوات .. يقف هناك ..
ابتسمت له .. فبادلني الإبتسامة ..
- " وليد " .. قل لي .. ألم تلحظ تغيراً بنبرة صوتي ؟؟
حدّق بي ببعض البلاهة .. عندها استوعبت ماجرى .. يالي من أحمق ! نسيت تماماً أنه أصم !
تقدمت نحوه و جثيت على ركبتي ..
ف طبعت قبلةً على خده الدافئ .. و عندما حاولت النهوض أمسك بطرف بنطالي ..
نظرت إليه متسائلاً .. فرفع ذراعيه الصغيرتين و كأنه يطلب مني حمله .. فهمت طلبه و نفذته ..
حملته على ظهري كما يحب .. و نزلنا معاً لغرفة الطعام ..
و هناك كانت تجلس أسرتي على مائدة الإفطار ..
أبي .. أمي .. و أختي "دنيا" ذات ال 14 عاماً ..
- صباح الخير عزيزي .. اجلس و تناول فطورك ..!
قالت ذلك أمي مبتسمة ..
أنزلت " وليد " الصغير على الأرض .. و جلست على الكرسي ..
قال أبي دون أن يرفع عيناه عن الصحيفة التي كان يقرأها .. :
- " وليد " لم يعد صغيراً حتى تحمله !
حاولت التحدث مدافعاً أو مبرراً لتصرفي .. فسبقتني أمي ..
- بربك يا أبا "رائد" .. عمره لم يتجاوز ال 4 سنوات .. مازال طفلاً .. !
اقتحم صوت شخصٍ لم يتحدث طوال فترة وجودي قائلاً :
- ليس بطفلٍ يا أمي ! أنتم تدللونه كثيراً !
كانت تلك "دنيا" .. و كأنها تُعلن تحالفها مع والدي !
قلت موبخاً "دنيا" التي باتت تزعجني بتصرفاتها الفظة مع الجميع .. !
- اهدأوا .. الموضوع لا يستحق كل هذا الجدال .. !
قالت ذلك أمي محاولةً التخفيف من جو التوتر الذي نعيشه ..
بينما بقي "وليد" يلعب بملعقته على صحنه .. دون أن يحمل أدنى فكرة عما يحدث حوله !
بعد انتهائي من فطوري .. صعدت إلى غرفتي و ارتديت ملابسي و حملت كتبي و نزلت ..
- أمي أنا ذاهب .. أتريدين شيئاً ؟!
قالت و هي تجفف يدها المبللة إثر غسل الصحون ..
مدت يدها حاملةً ورقة الطلبات ..
- خُذ !
- ............
- اشتري هذه الأشياء في طريق عودتك !
- حاضر !
خرجت من المنزل .. و ذهب إلى المحطة .. حيث تتوقف الحافلة التي تقلني إلى المدرسة ..
كانت مليئة بالركاب .. بالكاد عثرت على مقعدٍ شاغرٍ لي !
جلست هناك محدقاً بالشوراع كعادتي حتى انطلقت الحافلة ..
لفت نظري وقوف فتاةٍ بالقرب مني .. و يبدو أنها لم تعثر على مكانٍ لها .. فظلت واقفة ..
شيءُ ما جعلني أقف و أتوجه نحوها لأتحدث معها .. !
التفتت إلي متسائلة ..
أشرت على مقعدي كي تجلس مكاني ..
ابتسمت لي بإمتنان و جلست ..
في الحقيقة .. لا أعلم ماجرى لي !
من كان يتوقع أن " رائد ابن عامر " ينهض عن مكانه .. ليهبه إلى شخصٍ آخر ؟؟!
ابتسمت بسخرية عندما تذكرت الموقف الذي مررت به قبل سنتان ..
" يومها كانت الحافلة مزدحمة جداً بالركاب .. و بينما كان السائق مسرعاً سقط مني الكتاب الذي كنت أقرأه تحت مقعد الشخص الذي يجلس أمامي .. نهضت لإحضاره .. و عندما عدت لمقعدي .. وجدت شاباً قد اتخذ مكاني مكاناً له !
- المعذرة .. هذا مقعدي !
- أكتب عليه اسمك ؟؟
قال ذلك بكل فظاظة ..
- لا .. ولكني أنا من كنت جالساً هنا ! و الدليل حقيبتي وبعض حاجياتي المعلقة بطرف المقعد !
- أوه .. حقاً ؟؟
نظر نحو حقيبتي و حاجياتي لبرهة .. ثم أمسك بها و رماها علي قائلاً ..
و الآن ؟ لم تعد معلقة هنا !
تصرفه – الغير حضاري – استفزني كثيراً .. فدخلت بعراكٍ معه .. جعل جميع الركاب يضطربون و يحاولون التفريق بيننا .. أخيراً .. توقف سائق الحافلة في منتصف الطريق .. طالباً منا النزول من الحافلة بسبب الشغب الذي أحدثناه !
لكم أن تتخيلوا مدى عنف ذلك التوبيخ الذي لقيته من والدي عندما عدت وعلم بالأمر .. ! "
مر يومي الدراسي كعادته ..
و في الفسحة .. كنت جالساً بصحبة بعض الأصدقاء ..
" عمر – سامر – أمجد "
قال "عمر" :
- شباب .. مارأيكم بالتسكع بعد انتهاء الدوام ؟
" التسكع " تلك الكلمة لم ترقني أبداً !
فهي تشعرني بالإنحراف عن المسار الأخلاقي المستقيم ..
أجاب "سامر" :
سأل "عمر" :
- ماذا عنك يا " أمجد " و أنت يا "رائد" ؟
قال "أمجد" :
ثم وجه الجميع أنظاره نحوي .. منتظرين موافقتي ..
و ذلك كان الدليل الثاني على تغيري ..
كنت أعلم أن ماأفعله خطأ .. !
فمنذ متى أخرج و أتجول خارج المنزل دون علم أبي و أمي ؟؟!
أكملنا يومنا الدراسي .. و عندما دق جرس نهاية الدوام ..
خرجت مع أصدقائي من الصف .. و من المدرسة ..
بقينا واقفين أمام البوابة الخارجية .. نتناقش .. أو نتجادل !
- بربك "رائد" .. إلى متى ستستمر على هذا النحو ؟؟!!
قال " عمر" غاضباً .. لأني غيرت رأيي في الذهاب معهم .. و ذلك بسبب تأنيب ضميري !
أضاف "سامر" :
- أنت تتصرف كالفتيات !
- لا ليس كذلك .. !
- بل هو كذلك ! الفتيات هنّ من يطلبن الإذن من ال "بابا" و ال "ماما" !
- أأعتبر فتاة إن تصرفت بشكل صحيح و أخبرت والداي أني سأتأخر بضع ساعات عن المنزل ؟؟!
- أجل !
- إن كانت تلك اعتقاداتكم .. فأنتم لا تحملون أدنى فكرة عن كون المرء مطيعاً لوالديه !
تركتهم و عدت إلى المنزل مشياًعلى الأقدام .. بعد أن فاتتني الحافلة ..
في الحقيقة .. شعرت بكثيرٍ من الضيق مما جرى مع أصدقائي و ماجرى في المنزل عند عودتي !
- آسف .. لقد نسيت شراء الحاجيات التي طلبتها يا أمي ..
قلت ذلك ببعض الخجل ..
ابتسمت بحنان و قالت :
- لا بأس ياحبيبي .. يمكنني توفير بعض الأشياء و الإستغناء عن البعض الآخر .
- " لا لن توفري و لن تستغني ! "
كان ذلك صوت أبي .. الذي كان يتظاهر بالإندماج مع نشرة الأخبار في التلفاز ..
خرجت من المنزل قاصداً المتجر لشراء الحاجيات .. فقد استوعبت قصد أبي عندما قال " لا لن توفري و لن تستغني " ..
و كأنه يأمرني بالذهاب و شراء الحاجيات التي نسيتها !
كنت متعباً .. جسدياً و نفسياً ..
جسدياً .. لأني لم أنم كفايةً الليلة الماضية .. و ذهبت إلى المدرسة متعباً و عدت باحثاً عن الراحة لأجد مهمة جديدة بإنتظاري ..
نفسياً .. بسبب الشجار الذي حدث بيني و بين أصدقائي .. و معاملة والدي الجافة قليلاً معي ..
اشتريت جميع الحاجيات .. و عدت إلى المنزل .. صعدت إلى غرفتي و رميت بنفسي على سريري بتعب ..
أغمضت عيناي .. و نمت نوماً عميقاً ..
- "رائد" .. " رائد" .. هيا انهض يا ثقيل النوم !!
كان ذلك الصوت و تلك الفظاظة .. ملكٌ ل "دنيا" ..
فتحت عيناي بتثاقل .. و نظرت إليها طالباً تفسيراً للإزعاج قيلولتي .. !
- حان وقت الغداء ..
- لا أريد غداءاً ! اخرجي و أغلقي الباب خلفك .. !
في تلك الأثناء .. أخبرت "دنيا" أفراد الأسرة بعدم رغبتي بالغداء ..
قالت أمي قلقة و بنبرةٍ حنونة :
لما ؟ أهو مريض ؟ لا أعلم !
نهضت أمي و لكن صوت أبي أوقفها ..
- دعيه !
- ولكن ..
- لو كان جائعاً سينزل .. !
- " عامر " أنت تقسو كثيراً عليه ..
- ليست بقسوة !
- إذاً ماذا ؟!
- أحاول أن أجعله رجلاً !
- و لكنه صغير ..
- صغير ؟؟! ألا تعلمين أنك ستفسديه بدلالك .. ؟؟!
أكملت أمي سيرها .. متجاهلةً كلامه ..
قال أبي و هو ينظر إليها تصعد الدرج بهدوء .. :
- حسناً .. استمري على ذلك .. و لكن اعلمي أن ذلك يضره !
..
- " رائد" .. أتسمح لي بالدخول ؟
قالت أمي ذلك من خلف الباب ..
دخلت .. ثم جلست قربي على السرير ..
سألت و ملامح القلق و الخوف تسيطر عليها ..
- أنت بخير ؟
- أجل .. بخير ..
- لما لا تأكل ؟
- لا رغبة لي ..
- أتشعر بالضيق ؟!
- ..........
بقيت صامتاً .. فاكتفت بوضع يدها الدافئة على يدي ..
- أمي ..
- نعم حبيبي ..
- أم .. لما أبي يعاملني بجفاف ؟؟!
- لا ياحبيبي .. الأمر ليس كذلك !
رغبت بتصديقها .. و لكن عقلي يرفض ذلك .. !
- و لكن تصرفاته تدل على العكس !
لم تجبني .. بل اكتفت بالنظر إلي بعينيها اللامعتين إثر تجمع الدموع ..
شعرت أنها تؤيدني .. و لكن دورها في الحياة ك "أم" يمنعها من الوقوف ضد " الأب" ..
- هيا انزل ..
- لا رغبة لي ..
- من أجلي ..
- أمي صدقاً .. لا أشعر بالجوع .. أريد أن أنام ..
- كما تريد ..
قبلتني كعادتها .. و تركتني وحدي ..
..
في اليوم التالي .. ذهبت إلى المدرسة .. لاحظت نفور أصدقائي مني .. و تجنبهم لي ..
و هذا ماآلمني .. و جعلني أعيد حساباتي ..
ربما يجب أن أصالحهم ..
بعد انتهاء الدوام المدرسي .. ذهبت إليهم ..
- شباب .. شباب .. انظروا من أتت .. إنها "رائدة" !
ضحك الجميع من تعليق " عمر" الساخر ..
في الواقع .. لا أعلم أين الأمر المضحك فيه !!
- جئت كي أعتذر عما بدر مني المرة الماضية ..
قال "سامر" :
- لم يبدر منكِ شيءٌ يا "رائدة" !
ضحك الجميع .. و لم أفهم سبباً للضحك حتى الآن .. !
- صدقاً .. أنا آسف .. الكل هنا مخطئ .. لقد أخطأت لأني أخبرتكم بموافقتي و غيرت رأيي في نهاية الأمر .. و قد أخطأتم لعدم تفهمكم لوضعي ..
قال "أمجد" و الذي كان أقلنا حديثاً بالعادة ..
- نعم شباب .. لنعطيه و لنعطي أنفسنا فرصة .. فهو صديقنا على كل حال .
صمت الجميع .. و كأنهم استحسنوا الفكرة ..
و ابتدأ " عمر" بشروطه .. !
إن رفضت الشرط .. سيعود الوضع كما كان .. و ربما أسوء !
بعد انتهاء الدوام .. خرجنا جميعاً إلى أحد المطاعم .. حيث تناولنا الغداء و تحدثنا ..
لم تكن كأحاديثنا المعتادة .. بل كانت أحاديثَ مختلفة تماماً !
لقد تحدثنا عن الفتيات !
إنها المرة الأولى التي أشارك فيها بأحاديث كهذه .. كانت أقرب للتعبير عن الرغبات في اتخاذ الخليلات .. !
قال "سامر" :
- ابنة جارنا فتاةٌ جميلة جداً !!
رد "عمر" :
- هل فكرت بالتحدث معها ؟
- لا طبعاً ! أخشى أن تخبر والدها .. و والدها يخبر والدي ... إلى آخره ..
- لديك بُعد نظر يافتى .. ماذا عنك ؟
قال "عمر" موجهاً سؤاله نحوي ..
قلت :
أطلق قهقهة .. جعلت منا مصدر اهتمام عند جميع زبائن المطعم ..
- ألم تعجبك فتاةٌ من قبل ؟!
أصابني بعض الخجل .. فأنا غير معتادٍ على الإجابة على هذه الأسئلة !
- لا !
- لا ؟؟! أيعقل ذلك ؟؟ رجل في ال 16 .. لم يُعجب بفتاة !! بأي عالمٍ تعيش ؟؟!
لم تلتقط حاسة السمع عندي سوى كلمة واحدة .. "رجل" ..
كلام "عمر" صحيح .. بأي عالمٍ أعيش ؟؟! في حياتي كلها .. لم يخفق قلبي و لم تُعجب عيني بفتاة ..
ربما حان الوقت لأفكر بهذه الأمور ..
قلت مبرراً لإجابتي المختصرة جداً :
- في الواقع .. ليست الفتيات من اهتماماتي !
سألني "أمجد" :
- لما ؟
- لأنهن فظاتٌ قليلاً .. يردن تسوية الأمور حسب رغبتهن .. إنهن ك أختي "دنيا" !
للمرة الثانية خلال هذه الجلسة .. يضحكون ليلفتون انتباه الجميع ..
قال "عمر" بعدما هدأ قليلاً :
- لا ياعزيزي ! ليس من العدل مقارنة الفتيات بالشقيقات !
لما لا أقارن ؟؟! أليست "دنيا" فتاةٌ كباقي الفتيات ؟!
في تلك اللحظة .. لم أفهم تماماً ماقصده "عمر" ..
أكملنا حديثنا حتى قاربت الشمس على المغيب ..
عدت إلى المنزل ..
سألني والدي بغضب ..
- خارج المنزل .
- أعلم أنك كنت خارج المنزل .. و لكن أين ؟؟!
قلت ببعض البرود :
رفع صوته أكثر .. جعل جسدي يُصاب بالقشعريرة .. :
- و لما لم تأخذ الإذن مني ؟؟!
- لأني أصبحت رجلاً .. أفعل مايحلو لي !
صفعةٌ قوية على خدي .. جعلت توازني يختل .. و جعلت حرارة جسدي كلها تجتمع مكان الصفعة .. خدي !
اكتفيت بإخفاض رأسي .. و إمساك خدي تخفيفاً من ألمي ..
- يبدو أني لم أعرف كيف أربيكِ جيداً !
هزتني كلماته حتى الأعماق .. شعرت بحقارتي .. بل شعرت بتغيري السلبي ..
أقبلت أمي باكية نحوي .. ضمتني بكل قوتها .. فتشبت بها و كأني طفلٌ صغير ..
- أقلقتني عليك .. لما لم تخبرنا بأمر تأخرك .. ؟؟!
أخبركم ؟؟! أمي .. حسبت أني رجل .. ولا أحتاج إلى إذن أو قلق أحد !
نفذت طلبها .. لأني كنت بأمسّ الحاجة إليه ..
كانت مشاعري متضاربة في تلك اللحظة ..
فتارةً أشعر بالفخر بإنجازي .. و ربما تكون هذه الخطوة الأولى في طريق الرجولة !
و تارةً أحتقر نفسي لأني سببت القلق لأمي !
تابع
آرائكم حبيباتي