- فلك الحمد على ذلك كثيرا ، الحمد لله على العافية ...
- إخوتاه ... إنها المحن
- ( وللمصائب والمحن فوائد تختلف باختلاف رتب الناس :
- أحدها: معرفة عز الربوبية وقهرها .
- منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ؛ سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه أجمعين .
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ...
اللهم لك الحمد بما يوازي نعمك و يكافي مزيدك ...
اللهم لك الحمد حتى ترضى،ولك الحمد بعد الرضا،ولك الحمد على أنك رضيت
اللهم لك الحمد بالإسلام ، و لك الحمد بالإيمان ، و لك الحمد بالأهل و المال والمعافاة ...
كبدت عدونا ، وأظهرت أمننا ، وأحسنت خلاصنا ، وأتممت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ...
فلك الحمد على ذلك كثيرا ، الحمد لله على العافية ...
إخوتاه ... إنها المحن
اللهم إنا لا نتطلبها ، ونقول سنصبر عليها أو نحن مستعدون لها ، فلا يجوز لمسلم أن يعرض نفسه للفتنة وقد لا يصبر عليها ، أو يضع نفسه موضع الذل والهوان، أو موضع المتسلط عليه من الكفار ، فنصبح فتنة للذين كفروا ، ولكن إذا تعرض المسلم للمصائب والمحن بقدر من الله ولحكمة يريدها الله ، فلابد أن يصبر و يتقي الله ، وبعدها يؤتي الله نصره من يشاء ، وعندما يتعرض المسلمون للمحن والرزايا فلاشك أن في ذلك فوائد كثيرة يريدها الله ، كتمحيص الصفوف ومعرفة الصابرين المجاهدين ، والدخلاء الذين هم غثاء كغثاء السيل.
وللإمام عز الدين محمد بن عبد السلام رحمه الله لفتات طيبة في هذا الموضوع ، ننقلها بطولها لأهميتها ، قال :
( وللمصائب والمحن فوائد تختلف باختلاف رتب الناس :
أحدها: معرفة عز الربوبية وقهرها .
الثاني : معرفة ذل العبودية وكسرها ، وإليه الإشارة يقول تعالى: {الَذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ} ، اعترفوا بأنهم ملكه وعبيده ، وأنهم راجعون إلى حكمه وتدبيره ، لا مفر لهم منه ولا محيد لهم عنه.
الثالثة : الإخلاص لله تعالى ، إذ لا مرجع في رفع الشدائد إلا إليه : {وإن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلاَّ هُوَ}.
الرابعة : التضرع والدعاء: {وإذَا مَسَّ الإنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا} .
الخامسة : تمحيصها للذنوب والخطايا :« ولا يصيب المؤمن وصب ولا نصب حتى الهم يهمه والشوكة يشاكها إلا كفر به عن سيئاته » رواه مسلم .
السادسة : ما في طيها من الفوائد الخفية : {فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً ويَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} ، ولما أخذ الجبار سارة من إبراهيم عليه السلام كان في طي تلك البلية أن أخدمها هاجر ، فولدت إسماعيل لإبراهيم عليهما السلام ، فكان من ذرية إسماعيل خاتم النبيين ، فأعظم بذلك من خير كان في طى تلك البلية.
السابعة : إن المصائب والشدائد تمنع من الأشر والبطر والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر.
ولهذه الفوائد الجليلة كان أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، كالذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وتغربوا عن أوطانهم ، وتكاثر أعداؤهم ، ولم يشبع سيد الأولين من خبز مرتين ، وأوذي بأنواع الأذية ، وابتلي في آخر الأمر بمسيلمة وطليحة والعنسي ، قال عليه الصلاة والسلام : «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها مرة حتى تهيج».
الثامنة : الرضا الموجب لرضوان الله تعالى ، فإن المصائب تنزل بالبر والفاجر، فمن سخطها فله السخط ومن رضيها فله الرضا .
ونحن نسأل الله تعالى أن يمكن للمسلمين بعد المحن والرزايا وأن يستفيد المسلمون الدروس الكبيرة من هذه المحن .
منقول
بسم الله الرحمان الرحيم ، وبه نستعين ....حقيقة القصة عجيبة ، وفيها دروس ومواعظ تحث على الصبر وخصوصا في مواطن البلاء ...وفيها حكم جليلة على أن المبتلى أبي قلابة الجرمي ،،، الذي كان قاضيا ؛ أو ربما ليس هناك من كان أعلم به من أمور القضاء ...ففر من توليته خوفا من الله ودرءا للحكم خطاء في المظالم ....وعندي هنا روايات تزكي هذا الكلام منها مايلي : *سمعت أيوب ذكر أبا قلابة ، فقال : كان والله من الفقهاء ذوي الألباب . إني وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدهم منه فرارا ، وأشدهم منه فرقا ، وما أدركت بهذا المِصْر أعلم بالقضاء من أبي قلابة .*لما مات قاضي البصرة- زمن شريح ذكر أبو قلابة للقضاء ، فهرب حتى أتى اليمامة ، قال : فلقيته بعد ذلك فقلت له في ذلك ، فقال : ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر ، فما عسى أن يسبح حتى يغرق .روى الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، قال : قيل لعبد الملك بن مروان : هذا أبو قلابة . قال : ما أقدمه ؟ قالوا : متعوذا من الحجاج أراده على القضاء ، فكتب إلى الحجاج بالوصاة به . فقال أبو قلابة : لن أخرج من الشام . *وقد أخبرني عبد المؤمن -شيخنا- أن أبا قلابة ممن ابتُلِي في بدنه ودينه ، أُريدَ على القضاء ، فهرب إلى الشام ، فمات بعريش مصر سنة أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه ، وبصره ، وهو مع ذلك حامد شاكر ......وعلى كل فأبا قلابة كان من أولياء الله الصالحين؛ بل أحد أقطابها الكبار *ويروى أن أبا قلابة عطش وهو صائم فأكرمه الله لما دعا بأن أظلته سحابة وأمطرت على جسده ، فذهب عطشه...والقصة عموما إنما جاءت بصيغ مختلفة
قصة رواها الإمام ابن حبان في الثقات عن عبد الله بن محمد ويحكيها فضيلة الشيخ/ وحيد عبدالسلام بالي - حفظه الله - قصة الصابر على البلاء أبو قلابة الجرمي - رحمه الله - (ولا تنسونا من صالح دعائكم).
قصه مؤثره والله بكيت