- الأزواج:
- بعض الزوجات تكون الغيرة العمياء لديهن بابا من أبواب الوهم الذي تعيشه.
- المستجدات والتكنولوجيا:
- الشك والمصارحة:
- منشطات عائلية:
- عبد الإله- مدرس - يطرح وجهة نظره بواقعية فيقول:
- سحقا للتكنولوجيا:
- أليس من حقها سؤال شريك حياتها؟
- سوء الظن من حسن الظن:
- الوهم يقضي على الحياة الزوجية:
- الوهم يذيب الحب:
- الوهم يوصل الشك:
- الطبع يغلب التطبع:
- الثقة بالآخر وبالنفس.. تحقق السلام:
- ولكن ليطمئن قلبي:
- الثقة المفرطة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكن جميعا
الشكوك والوهم .. والتجسس تقود إلى انهيار الثقة بين الزوجين
- الزوجة التي تحقق مع زوجها في كل شيء تعكس عدم ثقتها به.
- الغيرة في أصلها محمودة بشرط ألا تتحول إلى سوء ظن.
استشاري نفسي:
- إذا وصلت المسألة إلى (التجسس) و(التنصت) فالشك حل محل الثقة.
- كم من (وهم) قاد إلى الطلاق ولم ينفع معه الاعتذار أو محاولة الترميم.
أخصائية اجتماعية:- الموضوع ليس حربا معلنة كما يتصورها البعض، بل هي نتاج متغيرات وأنماط اجتماعية وانفتاح إعلامي
- الزوج أحيانا بتصرفاته المريبة وعدم وضوحه يقود زوجته إلى أساليب تجسسية..
الزوجات:
- الحوار الملتهب والعصبية لا تقود إلى حلول.
- (العنف الزوجي) يسقط الاحترام المتبادل.
- نعترف بأن أكثر اتهاماتنا لأزواجنا كانت مجرد وهم.
الأزواج:
- الخلافات الزوجية..منشطات منعشة للحياة الزوجية.
- خلافات تخرج عن السيطرة تفجر صمام الأمان.
- التكنولوجيا والتطور الإلكتروني فجر المزيد من الخلافات. تحقيق - فوزية المحمد
العلاقة الزوجية تتميز عن سائر العلاقات البشرية بكون أساسها المودة والتفاهم المتبادلان بين الزوجة وزوجها، والخطورة تكمن في أن يمعن أحدهما في محاولاته لتدمير الآخر، فالحب المفرط الذي ينتج الغيرة المفرطة أساسه يسبب انهيار الثقة بين الزوجين، وعدم الثقة تحيل الحب بينهما لوهم، فالزوجة التي تحقق مع زوجها في كل شؤونه وتصرفاته وصداقاته تعكس عدم ثقتها به ثانيا وبنفسها أول.
بعض الزوجات تكون الغيرة العمياء لديهن بابا من أبواب الوهم الذي تعيشه.
والغيرة في أصلها محمودة لكنها إذا تحولت إلى سوء الظن فقد تخرج من الحق المكتسب إلى التعدي على حقوق الآخرين، وسوء الظن إذا تحكم بين الزوجين فتح باب التمزق في الأسرة.
ولا أنكر أن للزوج دورا في قلقها من تصرفاته المثيرة للشك حين يضع نفسه موضع الشبهات، ولا يكون واضحا معها، كما هو حالها معه، فغالبا الرجل يعرف أين تذهب زوجته صباحا ولو خرجت مساء تخبره أين أو عند من، ولو قررت السفر فسيعلم لأين؟ ولماذا؟ ولمن؟ بيد أن بعض الرجال يحبون إحاطة حياتهم بالغموض: أين يقضي أمسياته؟ أين يذهب هذه الليلة؟، سفرته الأخيرة لماذا وأين؟ وببعض تصرفاته المريبة يحق لها أن تشك، والزوجة الحريصة على بيتها تتدخل عند الضرورة بلطف وحب، فالرجل لا يمتنع عن مصارحة زوجته بكل حيثيات حياته لو كان السؤال ينم عن خوف عليه واهتمام به وحب له وفي وقت مناسب، لا بالصراخ والعويل وبمبدأ النبرة الحمراء التي تعلن أنت خائن غير موثوق بك دافع عن نفسك وبرر تصرفاتك الآن!!
المستجدات والتكنولوجيا:
عادة المواقف التي تثير غضب المرأة نابعة من ألمها، فتترجمها أفعالا أو ردودا عندما يأتي بأفعال وحركات وأدوار يستهجنها مجتمعنا ولا تتفق مع العادات السائدة، وكل هذا نابع من قلة أو انعدام الثقة بين الزوجين، وخصوصا من الزوجة التي تنتهج منهاجا متهاويا في التعامل مع أقرب الناس إليها وأكثرهم اهتماما بها وبمصلحته. البعض يضع المسؤولية على عاتق هذا الزمن ومستجداته السلبية أو حتى الشاذة في بعض الأحيان، غير أن التفاهم والصراحة وتقسيم الواجبات والمسؤوليات وإيفاء كل طرف منهما الآخر حقه وحق عائلته وبيته هو خير الحلول. ولا بد من الثقة في الزوجة، فمرض الوهم يدمر أسرة بكاملها، الاستجواب وسياسة التحقيق من الزوجة لن يقابلها حل المشكلة إن كانت قائمة وهي هنا تفقد المصداقية في التعامل مع زوجه.
الشك والمصارحة:
يجب إعادة الثقة بين الزوجين متى عولجت أسباب الوهم والشك عن طريق المصارحة بين الزوجين، وأما التجسس فليس بخلق المسلم العاقل وليس حلا لأن من شأنه زيادة الشك في الغالب وبهذا نهى الله عنه بقوله - تعالى -: {.. ولا تجسسوا.. }
، والأصل في النهي التحريم.
عند سؤالي ومناقشة الموضوع كانت المحصلة دفاعا وهجوما حامي الوطيس، رغم أن أول مبادئ الحياة الزوجية الهدنة والمرونة والتسامح وصولا للاستقرار المنزلي.
منشطات عائلية:
عبد الإله- مدرس - يطرح وجهة نظره بواقعية فيقول:
الخلافات الزوجية منشطات منعشة للحياة الزوجية، وللعلاقة بين الزوجين، فالخلافات بين الرجل والمرأة موجودة منذ أن خلق الله عباده، وقد تمر بالخلافات مرور الكرام عاصفة من المشاحنات ليحل الحب والوئام بعد ذلك، وقد تخرج الخلافات عن السيطرة مفجرة صمام الأمان، فيبدأ الهجوم ويقابله الدفاع ويتصدع بنيان الأسرة حتى يتهدم لاحقا، من يبدأ هجومه، هل المرأة هي المهاجمة دوما أم الرجل يا ترى؟ أم هي المدافعة التي تأتيها المصائب أم لعله هو؟ أهما يتعادلان بتبادل الأدوار؟ ولنعد لمن سبقنا من جيل والذي يؤكد بالمجمل أن التفاهم هو أساس الحياة الزوجية السليمة، التي وإن عركتها الخلافات تعود لسابق عهدها من التفاهم والحب والود والاحترام، لا بد من توافق في معنويات الأمور كالتوافق العقدي والعلمي والاجتماعي.
سحقا للتكنولوجيا:
عبدالله محمد يوجه لومه للتكنولوجيا الآنية والانفتاح الذي فتح عيون النساء على فضائيات ومجلات وجمعيات وبرامج لحقوق المرأة دفعتها لترى نفسها على حساب الرجل، مضيفا أرى بعض النساء لا يعرفن حقوقهن الحقيقية التي تبدأ من البيت ثم للمجتمع الخارجي، وأن فكرة الحرية والتخصصات من داخل البيت مطبقة على أزواجهن.. وأنا من هنا أؤكد أن الزوجة وبحكم تكوينها وطبيعتها قوية الملاحظة، وإبصارها الحسي يعلو عن أي رادار في العالم، وحاستها السادسة حادة، لذا تجدها ترصد وتهاجم. وهناك من الأزواج من يعرف حجم خطئه فيبدأ بالهجوم كخير وسيلة للدفاع كي يغطي فعلته، وهنا ينقلب السحر على الساحر، ومن واقع تجربتي الشخصية أرى أن المرأة اللحوحة كثيرة السؤال الفضولية الطبع تدفع بالزوج للهرب من البيت، والرجل الفاشل الضعيف هو من يواجه الإلحاح بالضرب والعنف، فيما عليه ترك البيت لها لساعات حتى تهدأ، ثم يعود لها مقنعا إياها بأسبابه، وبرغم عصبية المرأة تجاه هذه المواضيع إلا أنها ذات قلب أبيض متسامح وقلبها كقلب طفل تغضبها كلمة وترضيها أيضا كلمة صغيرة، ليس غباء منها، بل طيبة وتسامح.
أليس من حقها سؤال شريك حياتها؟
عبدالمجيد: لا يرى في سؤال الزوجة زوجها غضاضة ولا يرى من حق الرجل الامتعاض لو سألته عن برنامج يومه وعن سبب تأخره ومتى؟ وكيف؟ وأين؟ ما دامت شريكة حياته وما دامت من تقاسمه حلو أيامه ومرها، فالزواج مشاركة وثقة وطمأنينة، والأمر متوقف على درجة التفاهم بين الزوجين منذ البداية، وعلى الزوج أن يراعي مشاعر زوجته ويجعلها تشعر باهتمامه واحترامه لها، وبالمثل عليها احترامه والاهتمام به، بدل تصيد الأخطاء كل للآخر والتعمق في المشاكل من أثر ذلك.
سوء الظن من حسن الظن:
ترى عواطف - مدرسة - أن بعض الأزواج لا يتورعون من وجود علاقة مع أخريات والإتيان بسلوكيات لا تمت للدين الإسلامي بصلة، مما يثير حفيظة الزوجة ويغذي شكوكها وغيرتها، وهنا ينطلق خيالها بكل الأفكار الصائب منها والخائب، ومن هنا أيضا يبدأ ألمها وما أن يعود للبيت حتى تفرغ فيه شحنات الغضب والشك والقلق فتنهال عليه بالأسئلة والتهم والتساؤلات، وسواء كان مخطئا أم لا فهذه الطريقة العصبية الصبيانية لا تأتي من ورائها الحلول، وإن كانت الزوجة كثيرا في هذه الحالات تتمنى أن ينفي الزوج التهم عن نفسه، مؤكدا أنها الوحيدة في حياته، متمنية أن تكون كل ظنونها خيالات متضخمة وأن تكون الوحيدة في قلبه، والغالب أن الزوج لا يقول ذلك ولا ينفي مزاعمها وظنونها، بل يقابل الغضب والصراخ بغضب وصراخ أكبر منه، وقد يتطور الأمر لعنف زوجي يتهاوى أثره عامل الاحترام بينهما، ومن هنا نفهم أن الزوجة ليست معلنة أو قاصدة للحرب، بل هي تريد أن تفهم وتزيل مسببات الشك، فزوجها عزيز عليها، ليت الرجل يعي حقيقة تفكير زوجته في هذه الأمور وأن الحب هو محرك الموضوع من أساسه وليس ما عداه.
الوهم يقضي على الحياة الزوجية:
وهنا تحدثنا الأخت هيفاء حيث تقول: أنا متزوجة منذ 10 سنوات ولدي أربعة أطفال وفي الفترة الأخيرة بدأت ألحظ على زوجي بعض التغيرات التي أدخلت الريبة في نفسي، فدائما عندما يدخل البيت يلزم السكوت والسرحان الدائم وخروج متكرر من المنزل، كل هذا دفعني للتفكير في أمره، فكنت أسأله ويرد على أنه لا يوجد شيء، فأصبح يسيطر علي وهم أن ما تشغله ويشغل تفكيره ليس إلا امرأة أخرى في حياته أو موضوع زواج يفكر به.
وما أقلقني أكثر المكالمات التي كانت تأتيه على الجوال بكثرة وعندما يرد على المكالمة يحاول أن ينهيها بسرعة ويعد من معه على الخط أنه سيكلمه لاحق.
حاولت أن أعرف في ماذا يفكر ومن الذي يتصل عليه؟ ولكن لم استطع، فأخبرت صديقة لي فنصحتني بشراء جهاز صغير الحجم يباع في الأسواق للتصنت حيث يقوم بالتسجيل وفعلا فعلت هذا الشيء ووضعت هذا الجهاز في سيارته دون أن يعلم.
وليتني لم أفعل؟ لأنني اكتشفت أن زوجي مثقل بالهموم بأسباب الديون التي على عاتقه ولكنه يحاول ألا يشركني في الموضوع لكي لا أتضايق أو تتأثر نفسيتي.
فلمت نفسي كثيرا على هذا الوهم الذي أعيشه والذي اعتبره يقضي على الثقة بين الزوجين. ولحسن حظي أن زوجي لم يعلم بما فعلت و إلا كانت نهاية حياتي الزوجية!!
والأخت أم عبد الرحمن تشاطرها الرأي في أن الوهم الذي لا أساس له يقضي على الحياة الزوجية فتقول: حياتي مع زوجي كانت على خلاف مستمر للعديد من الأسباب واختلاف وجهات النظر بيننا، فكان دائما يصفني بالإهمال في حقه وحق البيت والأولاد وأنني لست مثل باقي النساء، وكان دائما يندب حظه لأنه لم يوفق في زوجة تأخذ بخاطره وتنسيه همه وتكون حنونة رحيمة به، وبعد فترة لاحظت عليه أنه لم يعد يلومني مثل الأول، بل أصبح كثير الخروج من المنزل بالإضافة لعمله المسائي الجديد لدرجة أنه لم يعد إلى المنزل إلا في وقت متأخر لينام فورا، وأصبح سلبيا جدا معي ومع أولاده، فأصبح الوهم يسيطر علي أنه لا بد أنه تزوج وأن هذا العمل المسائي ليس إلا زوجة أخرى يذهب إليه.
فعندما صارحته بما يجول في خاطري، ابتسم وقال لي: ريحي بالك أنا لا أفكر في الزواج ولكن ما يقلقني ويشغل تفكيري هو تأمين منزل لي ولأولادي من بعدي، ولهذا أحاول أن أعمل لأجلب المال الذي يساعدني في بناء منزل العمر.
الوهم يذيب الحب:
والأخت مها تقول: نعم، أعترف أنني أحب زوجي حبا شديدا وأوصلني الحب إلى غيرة لا حدود لها حتى أصبحت أتوهم أنه يفكر في غيري. فكان دائما يقول لي: إنني الأولى والأخيرة في حياته وأنه يحبني وأعلم بذلك، ولكن تمر بي لحظات أصبح فيها كالمجنونة من شدة الغيرة عليه.
فقبل فترة أصبحت تأتيه مكالمات على الجوال وكان إما أنه لا يرد على من يتصل به بعد أن يرى الرقم أو أنه يرد بأسلوب واحد متكرر: (أنا في البيت بعدين اتصل عليك). أو أنه يقوم بالاتصال بالهاتف الثابت ويتكلم بصوت خافت وقد يأخذ التليفون لغرفة أخرى ويتحدث قليلا ثم يخرج من المنزل.
فتقول: نفد صبري من هذه التصرفات الغريبة التي لم أعهدها عليه، وأعترف أنها كانت فترة محددة ولكنني استعجلت وقد دفعني سلوكه هذا إلى شراء جهاز التنصت الذي يمكن بواسطته تسجيل أي مكالمة بمجرد رفع سماعة الهاتف وليتني لم أفعل؟ لأنني اكتشفت أنه يكلم مرة أخته ومرة أخاه وأن بينهم خلافا في العائلة ولم يحب أن يطلعني عليه، فندمت لتصرفي غير الأخلاقي مع زوجي الذي يكن لي كل حب وتقدير، فأنا أعترف أننا معشر النساء أو الغالبية العظمى منا تعيش وهما في حياتها بسبب الغيرة وتوجد شيئا من لا شيء.
الوهم يوصل الشك:
ويضيف أحد الأزواج وهو أبو محمد، أن الوهم عند بعض النساء يسيطر عليهن حتى يتخطى مرحلة الوهم ويصل إلى الشك وتبدأ المرأة تنسج خيوط الشك حول هذا الزوج، في تصرفاته ومكالماته وعزوفه عن البيت وعن أولاده وسرحانه الدائم، كل هذا في نظر هذه الزوجة ليس له مبرر إلا أن امرأة أخرى في حياته وتبدأ الزوجة في حالة الاستنفار القصوى وتهيئ جميع أجهزتها، من سمع وبصر وإحساس للتفتيش عن حقيقة شكوكه.
وهذا حصل معي أنا شخصيا حتى أن زوجتي من شدة شكوكها التي لا أصل لها تتنصت على كل مكالمة تأتيني، بل تعدى الموضوع إلى أن تقتحم الجوال لتعرف المكالمات الصادرة والواردة التي تأتيني أو أقوم به.
وقد اكتشفت هذا الموضوع بنفسي أكثر من مرة، لدرجة أن الحياة أصبحت بدون ثقة وأنا أعتبر هذا الموضوع وهذا الوهم الذي تعيشه بعض النساء مرض نفسي يجب أن تعالج نفسها منه، لأن الرجال ليس على درجة واحدة لردة الفعل.
فمنهم من ينهي هذه الحياة بمجرد اكتشافه لتنصت زوجته عليه وشكها به، فيجب أن تنتبه المرأة أن هذا ليس بالموضوع الهين!!
الطبع يغلب التطبع:
وتؤكد الأخصائية الاجتماعية لطفية المسعودي أن الواقع يفرض نفسه على معادلة الزواج واستقراره اليوم، في ظل الأوضاع المتوترة والصراعات الحادة التي لا حصر لها، خاصة وأكثر نساء الأرض عاملات وهن يرين ما يجري حولهن للأخريات، ما ترى وما تسمع من تجارب الأخريات يجعلها كثيرا ما تجلس مع نفسها متخيلة كل ما سمعت في شخص زوجها والنائمات على أذانهن في شخصها هي!! والرجل على ما أرى مخلوق يغار بالفطرة (على البيت، أمه، أخوته، ثم زوجته وبناته.. عرضه)، وقول إن المرأة رادار يرصد تحركات الزوج فمردود على قائليه كون غيرتها تطفو على السطح لو رأت الحدود تتجاوز المرسوم لها، وإلا لما أحل الله الزواج للرجل بأربع نساء فالله - عز وجل - أدرى بخلقه، الصفة مكتسبة ونابعة من عدم الثقة بالزوج أو حتى بالنفس أو نتيجة تربية ما أو تجارب أخريات أو المحيط العائلي قبل الزواج أو حتى حب التملك، وكلها أمور مفروضة على الإنسان بطبيعة حياته العملية المعاصرة بما فيها من عولمة قد لا تلائم خصوصية كل بلد.
الثقة بالآخر وبالنفس.. تحقق السلام:
وتضيف الأستاذة لطيفة المسعودي، مؤكدة على أن الموضوع ليس حربا معلنة كما يتصورها أو يصورها البعض، ولن تكون كذلك يوما من الأيام، فالموضوع ببساطة يعكس المتغيرات والأنماط الاجتماعية والاقتصادية ومدى الانفتاح الإعلامي غير المحدود الذي نعانيه نحن في بلدنا، واختلاف وجهات النظر، مما أدى بطبيعة الحال للاختلاف والتباين بينهما، وكل ذلك دخيل على مجتمعنا المحافظ البسيط، وطالما كل من الزوجة والزوج يؤدي واجبه تحت مظلة الاحترام والحب والثقة بالآخر والنفس، فلا مجال للهجوم والدفاع كون ذلك يضعف بنيان الحياة الزوجية وتأثيره السلبي ظاهر للعيان، ومن المهم ألا تتحول المرأة لستلايت يلتقط كل لفتة يأتيها الزوج أو نظرة وألا يتحول الرجل أىضا لذات الرادار!!
ولكن ليطمئن قلبي:
العلاقة الزوجية ليست حربا بين اثنين، بل حب وتفاهم بين الاثنين، والبيت ليس ساحة حرب واستعراض عضلات أحدهما على الآخر، ويبدو أن الصائدين في المياه العكرة قد حولوا هذه الخلافات المتداولة منذ عصور، في أغنى البيوت وأفقرها حالا إلى حرب كبيرة، وهذا في رأيي مؤشر خطير وانحدار قاسي المنحى، لعلاقة المفروض أن تكون الأرقى بين العلاقات الإنسانية والأكثر تفهما وتوددا خصوصا أن طرفيها لم يرتبطا قسرا، بل هما من اختار أحدهما أو كلاهما الآخر وإليه انجذب، إذن علاقة لا بد أن تتفوق على سائر العلاقات الأخرى من حيث المفهوم والمبدأ والتفاهم، ولا بد من إفهام المترسبين بقيعان المفهوم الخاطئ أن الهدف من الزواج أعمق وأكبر وأنضج من كل ذلك، والرجل الذي يقف أمام زوجته مدافعا عن نفسه مبررا تصرفاته وتحركاته تاركا لزوجته دور المهاجم، يعطي الدلائل كونه غير أهل للثقة، وبأنه ارتكب فعلة خاطئة، وهذا يفسد التفاهم والود والصفاء بين الزوجين، وما الذي يدفع الزوج لكل ذلك الوجع الرأسي؟ أهي نزوة أم البحث عن التعب بعيدا عن الراحة والتفاهم، وليس تبرير التصرفات حلا للإنسان كي يفهمه الآخر ما دامت الثقة قد فقدت، بل لا بد من وجود حد فاصل للاحترام والثقة بينهما، ومن حق المرأة في كل الأحوال أن تتحرى بسؤال زوجها لو تأخر زيادة عن العادة أو خرج في وقت غير معتاد أو جاءته مكالمة في وقت مريب أو لو تكلم بالهاتف في الخفاء أو لو سافر وحيدا دون مبرر قوي، لماذا الرجل دوما يجعلها تتحير وتتجسس لماذا لا يفهمها ما تشاء أن تعرفه هي بلا رتوش خوفا عليه وطمأنة على حاله، والبحث عما ينغص حياته للمساعدة بالتخفيف عنه؟ لم يتجه فكره دوما نحو الجانب الأسوأ من الموضوع لم يعمد للسواد في حين ساحة الموضوع تتسع للبياض؟ ثم هي أساس من أساسات البيت وكما له حقوق عليها ومن حقه التعرف على حيثيات حياتها، هي الأخرى لها حقوق عليه ومن حقها التعرف على خطوط حياته العريضة على الأقل، كي تطمئن عليه وعلى بيتها وأبنائها ونفسه.
الثقة المفرطة:
وقد أكد لنا أستاذ علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز أن العلاقة بين الزوجين إذا وصلت إلى مستوى تنصت أحدهما على الآخر فإن ذلك يعني أن الثقة بينهما مفقودة أو فقدت وأن الشك حل محل الثقة التي هي أساس العلاقة بين الزوجين ويفضل الدكتور الفراق بينهما متى ما كان الشك مكان الثقة لاستحالة العشرة الطيبة بينهما حينئذ.
ولا يتفق الدكتور مع من يربط أسباب الوهم والشك بوسائل الاتصالات الحديثة فمن كانت في نفسه بذور الشك فهو يحملها معه وتظل تفور في داخله إلى أن يجد لها متنفسا يؤدي إلى نتائج خطيرة على الأسرة وطريقة المواجهة بين الزوجين أفضل الطرق حتى تبرأ النفس من علاقته.. وتعد ظاهرة تنصت الأزواج على بعضهم البعض إن وجدت كظاهرة فهي نشاز ومعارضة لتعريف العلاقة الأسرية والعلاقة بين الزوجين، لأن المتوقع أن تكون العلاقة الزوجية مبنية على الود والاحترام والشفافية المتبادلة وإذا انعدمت هذه الأمور فإنها تصبح علاقة غير سليمة ولا يقبل كل طرف بقيام العلاقة.
وفي مثل هذه الظروف تدخل العلاقة في مرحلة شائكة، إذ عادة ما يكون الشك من طرف واحد، ولذلك تصبح هناك مفارقة وهي أن كل تصرفات الطرف الغافل ستكون في نظر الطرف المتربص كما لو كانت مزيدا من الأدلة القطعية على عدم الثقة مما يؤدي إلى انعدام العلاقة وتدهوره.
وأود هنا أن أهمس في آذان بعض النساء والرجال أن الشك الذي يصيب الحياة الزوجية ويوصلها إلى الحضيض بدايته وهم كانت تعيشه الزوجة أو الزوج لتصرفات أحدهما وبعد أن يكتشف الزوج أو الزوجة أنهما مخطئان لا ينفع الندم، لأن مصير حياتهما إلى الطلاق والشتات وفرقة للأطفال وكل هذا سبب وهم لا أساس له
منقول من مجله
دمتم برعايه الله