- كم واحدة منا جربت هذا الألم؟
- وقد حدثت... فماذا أفعل ؟؟؟؟؟
- هو فن(السلوى)...وهو حتماَ علاجك الأوحد..
جرحي عاطفي وعميق يا صديقتي ....
سنين جميلة كنا نعيشها بجانب بعضنا البعض ،منذ الابتدائية،كبرت شيئا فشيا حتى عانقت المتوسطة،ثم الثانوية وعمقتها الجامعة أكثر....
كنت أثق بأن صديقتي بل أختي ستبقى لي أبداً،لن تخذلني مهما كانت الأسباب،إنها دنياي ،إن سُلبت مني كيف سأعيشها ؟!
كانت تمتلك كل أحاسيسي...قلبي،أرواحنا متقاربة،ويوماَ ما ...ذهبت هكذا ،بال سابق إنذار،وبدون وداع..بدون أن تترك لي لحظة لأودعها أو أودّع أيامنا الجميلة معاَ...وذكرياتنا الحلوة..رحلت وتركت لي كومة ألم!!!وجروحاً لا تشفى ..وعندما أتأمل جرحا في يدي..أو قدمي أجده يلتئم بعد أيام قليلة...وغربتي فيها منذ أشهر ،ولم تبرأ جراحها بعد!!!
هل كنت أحبها وهي لا تملك لي أدنى شعور ،وأن صدقي تجاهها كان موجهاً لمن لا تستحقه وأني أهدرت _بصدقي الزائد_مشاعري على من لا تستحقها؟؟؟؟؟؟
فقدت الثقة بنفسي ،وفي الصداقات ،وعزمتُ ألا أعقد أي صداقة أخرى ...فلن أجد لا أخوة ولا صداقة حقيقة في هذه الدنيا!!!!!
كم واحدة منا جربت هذا الألم؟
العلاقات التي نخرج منها بجراحات عديدة ،وآلام توجعنا ولا نجد لها حلاً؟المواقف المؤقتة،والأخرى ذات الأجل الطويل أو حتى مُنتهي الصلاحية..الذي لا يرجى برؤه،و لا حلّه؟أثق بأن كل واحدة ستتأمل نفسها وتُجيب بصوت عال أو منخفض من شدّة وجع الذكرى:(أن ا)
والآكد أنها تردفه بسؤال:لماذا أنا؟؟؟؟ ؟
تلك التي تقف بعدها على حافة صداقتنا التي انتهت فجأة؛ورحل أصحابها..والتي بلا شك (أصعبها).....
وقد حدثت... فماذا أفعل ؟؟؟؟؟
ستبتئسين حتماً،و ستبكين،لكن قبل أن تتخذي خطوة(سلبية) عاودي سؤال نفسك:هل من العدل أن أحمّل نفسي الخطأ و أرهقها بتأنيب الضمير ؟أو أن أمنع نفسي من صداقات لأجل صدمتي (الأولى)؟؟
الحياة مليئة بالآلام ..بالصفعات التي نفاجأ بها ..دون سابق إنذار فهل ستتوقفين لأجل صفعة واحدة ؟؟فلو فعل كل فردٍ مثل ذلك ..لتوقفت عجلة الحياة ،ولاعتصم الناس في بيوتهم يندبون حظوظهم ،أو يبكون وظيفة لم تجئ ،وريالاتٍ طارت والشهر لم ينته بعد..أو رحيلاً أو موتاً..وأشياء كُثر.........
الأمّ يموت لها طفل أرضعته وربته سنين طويلة ..فتبكيه أياماَ ..ثم تنصرف إلى أبنائها الباقين،أو شؤون بيتها،وإن ظنّ الجميع أنها (نستْ)إلا أنها (سَلتْ)..فحسب...
هو فن(السلوى)...وهو حتماَ علاجك الأوحد..
لا تتكئي كثيراَعلى ما كان بينكما ،بل تجاوزيه للذكرى الحسنة وجميل الود،وتذكري أن ما مضى من سنين _وإن اندثرت_كانت تحمل الكثير من العطاء...وصدق المشاعر و حميميتها .ثمحاولي تجاوز هذه العلاقة المنتهية ،وفي الناس خير،فقط ابحثي وستجدين بإذن الله تعالى ما تبتهج به نفسك وتسرّ،فبقاؤك وحيدة يعني تجديد التفكير بصديقتك التي رحلت .....وعلاقتكما التي انقطعت....ألقي بكل شئ قديم خلفكِ..لتبئي مرحلة جديدة ..بلا جراح ،أو تأزم ..أو عزمٍ لقطع أواصر صداقة جديدة ..تنهيها لأجل أن ترضي غرور جراحك السابقة وصححي معها أخطائك السابقة ..وعاداتك السيئة التي تجعل للمشاكل بيئة خصبة تحيا فيها.....فالمواقف العابرة إذا تجمعت تصيب علاقتكما بالقذى ..تربكها ...نغضب ونعتب ومثلها لا يستحق توقفاً..أكثر مما ينبغي ،أو أن نعطيها أكبر من حجمها،فقد تكون خرجت إثر انفعال عاطفي مؤقت ..فأنجح وسيلة لمحوها قواعد ثابتة" التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فقل لعله له عذراً أو نسي " ..
أن (تتغافلي)عن أخطاء الأقربين لك،فلا بشر كامل ..وبدون أخطاء ونقص ،وفي الوقت ذاته تعلمي كيف ترسمين @خطوطاً حمراء@لكل علاقاتك لا تتجاوزينها...حتى لا تتأذي ،وتعلمين كيف تكون لذّة البذل بلا مقابل أو جزاء....
ومن يدري ..فلعل في الأمر خيرة لك ولها وإن بدا مكروهاً لك ،فبعض الأمور تكون ظواهرها محبوبة لنا لكن في باطنها مكروه....وبعض الأمور مكروهة لنا لكن في بواطنها خيراً كثيراً يعلمه ربنا.عز وجل وقدرها لحكمته....
تذكري..........أن الصادقين في مشاعرهم ،ومن يتمتع بهذه الصفة هم أكثر الناس قدرة على تكوين العلاقات الناجحة وبنائها من جديد،وأنهم أجدر الناس بالاحترام ،والعلاقات في مجملها تحتاج وقتاً ،شيئا فشيئا ،حتى تصل للعمق ،كالبذرة التي تأخذ وقتاً لتظهر،ثم تنمو وتنمو حتى تصبح فرعاَ ،ثم شجرة،فثمرة وتزهر أيضا ،واعلمي يا غالية أن ما تحتاج إليه الشجرة من ماء وشمس وهواء وعناية هو ما تحتاج إليه أيضاً العلاقة من دعاء صادف،وتغافل عن الأخطاء،وتقبل للعيوب ،وصبر وإخاء...................
منقول من مجلة " حياة "باب " بيني وبينك "
أتمنى يعجبكم نقلي !!!!!!
والله ما أدري اذا مكان الموضوع صح أو لا !!!!!
قد اكتسح الأفق عطراً
و جاوز الجمال.. جمالا ...
سلمت يمينك ...
تحيتي لك ...تقبلي مروري