الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
-
- حكم و اقوال فتيات
- جردوها من ملابسها
زهرة الروز
06-01-2022 - 09:43 pm
جردوها من ملابسها....بل من كل شيء...ثم حملوها إلى مكان مظلم..شدوا وثاقها..وحرموها حواسها..وشعرت بأنها موجودة على ما يشبه الهودج في ارتفاعه وحركته....
سمعت صوت حبيبها وسطهم..ما له لا يعنفهم ..ما له لا يمنعهم من أخذها...صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب حسن ونسائم فجريه باردة...تلامست ثيابها البيضاء..ورغم أنها لا ترى إلا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابياً... وتخيلت الأرض التي فيها الآن..أرض خواء مقفرة...
أخيراً: توقفت الخطوات دفعة واحدة.. وأحست بأنها توضع على الأرض.... وسمعت إلى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع..ثم حملت ثانية وشاع السكون من حولها...وأحست بالظلام ينخر عظامها.. ومن أعلى.. تناهى لسمعها صوت نشيج..إنه ابنها..نعم هو...لعله أتى لإنقاذها.......لكن....ماذا تسمع..إنه يناديها بصوت خفيض:أمي....ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلاً: تماسك إنما الصبر عند الصدمة الأولى....ادع لها يا بني.....هيا بنا..غلبته غصة وألقى نظرة آخرة على الجسد المسجى..فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألماً: لا إله إلا الله...إنا لله وإنا إليه راجعون..كان هذا آخر ما سمعته منه....
ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور والحياة...صوت الخطوات تبتعد...إلى أين؟ أين تتركوني؟ كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة؟..
نظرت حولها فإذا هي ترى..أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود...إنها لا تكاد ترى يدها..كأنها مغمضة العينين تماماً..سمعت الخطوات قد ابتعدت تماماً..فسرت رعده في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم...
لكن: يدا ثقيلة أجلستها بعنف..حدقت فيما خلفها برعب هائل..فرأت ما لم تره من قبل..رأت الهول
قد تجسد في صورة كائن..لكن كيف تراه رغم الحلكة؟..قالت بصوت مرتعش: من أنت؟..
فسمعت صوتاً عن يمينها يدوي مجلجلاً:جئنا نسألك..التفتت فإذا بكائن آخر مثل الأول...
صمتت في عجز تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم...لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلاً..تمنت الموت لتهرب..فحارت أمانيها لأنها ميتة أصلاً....
من ربك؟ هاه من ربك؟ ربي..ما عبدت سوى الله طوال حياتي..
مادينك؟ ديني الإسلام.. من نبيك؟ نبيي...
اعتصرت ذاكرتها ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائماً..ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يومياً... بصوت غاضب عاد الصوت يسأل:
من نبيك؟ لحظة أرجوك..لاأستطيع التذكر..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن..وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها..فصرخت وتشنجت أعضاؤها.. وفجأة أضاء اسمه في عقلها..فصرخت بأعلى صوتها: نبيي محمد..محمد..
فقال لها الكائن الذي اسمه نكير:
أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائماً(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها..أرادت أن تبتسم فرحه..لكنها لم تستطع..ليس هذا موضع للابتسام..ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية.. بعد قليل قال لها منكر:أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر..
اتسعت عيناها عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة..لأنه لم يجانب الصواب..دفعها أمامه..أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقاً..سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل إلى مكان أشبه بالمعتقلات
شعرت بغثيان..وتمنت لو يغشى عليها..لكنه لم يحدث ..فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب..في كل بقعه كان هناك صراخ ودماء..عويل وثبور..وعظام تتكسر..وأجساد تحترق..ووجوه قاسيه نزعت من قلوبها الرحمة...فلا تستجيب لكل هذا الرجاء..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها..وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره..وفوق رأسه تماماً يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة..يحمل حجراً ثقيلاً..وأمام عينيها ألقى بالحجر على رأس الرجل..فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجاً..صرخت ..بكت..ثم ذهلت ذهولاً ألجم لسانها..وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبه..فعاد الملك إلى إسقاط الصخرة عليه...... هنا قيل لها: هيا استلقي إلى جوار هذا الرجل.. ماذا؟ هيا..
دفعت في عنف فراحت تقاوم وتقاوم ولكن..لا فائدة إن مصيرها مظلم..مظلم حقاً..استلقت والرعب يكاد يقطع أمعائها..استغاثت بربها..فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة..لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة..ألا ليتها دعت في رخائها..ياليتها دعت في دنياها..ليتها تعود لتصلي ركعتين فقط..تشفع لها..نظرت إلى الأعلى فرأت ملكاً منتصباً فوقها رافعا يده بصخره عاتية يقول لها: هذا عذابك إلى يوم القيامة..((لأنك كنت تنامين عن فرضك)) ولما استبد اليأس..
رأت شاباً كفلقة القمر..يحث الخطى إلى موضعها..ساورها شعور بالأمل فوجهه يطفح بالبشر..وبسمته تضيء كل شيء من حوله وصل الشاب ومد يده يمنع الملك..فقال له: ما جاء بك؟ أرسلت لها لأحميها وأمنعك.. أهذا أمر الله عز وجل؟ نعم لم تصدق عيناها لقد ولى الملك اختفى..وبقي الشاب حسن الوجه..هل هي في حلم..مد الشاب لها يده فنهضت..وسألته بامتنان: من أنت؟ أنا دعاء ابنك الصالح لك..وصدقته عنك..منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك..حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة..وأذن له بالإستجابه والمجيء إلى هنا..أحست بمنكر ونكير ثانية..فالتفتت إليهما..فإذا بهما يقولان: انظري هذا مقعدك من النار..قد أبدله الله بمقعدك من الجنة.. ((و ولد صالح يدعو له)) ( منقول)
مكالمة هاتفية بسيطة ادت الى←
ماشطة بنت فرعون→