مروة 2005
12-05-2022 - 07:11 pm
يظن الزوجين في بداية زواجهما أو حتى بعد مرور فترة طويلة على الزواج أنه لا توجد خصوصية بينهما ولو في أبسط الأمور؛ وقد يكون أحد الأطراف يتميز بنوع من الأنانية فيحتفظ ببعض الخصوصية لنفسه ويضيق الخناق على الطرف الآخر ليعترف له بكل لحظة قضاها بعيداً عنه. إن محاولة تملك أحد الزوجين للآخر تخنق مشاعر الحب وتشعل الحرب الأبدية بينهما؛ فالمرأة التي تحب زوجها لدرجة التملك تخنقه بالسين والجيم ولا تترك له مساحة للحرية يتنفس من خلالها هواء الانفراد بنفسه ومع أصدقائه، وكذلك الرجل المسيطر الديكتاتور الذي يحاول جهده أن يبقي زوجته داخل قمقم لا تخرج منه أبداً , كلتا الحالتين تفشلان الحياة الزوجية وتضعانها في هاوية الانهيار. ترى ما رأي الأزواج والزوجات? > السيدة لينا حنا ( موظفة) تقول:إن الاحترام يكبر ويترعرع عندما يكون كل واحد من الطرفين مستعداً للاعتراف بخصوصية الآخر وبحاجة إلى أن ذاته كلما شعر بتوق لذلك , وعندما يقضي الحب والزواج على الحّيز الفردي للمرء فإن الوضع يكون خرج عن النطاق الطبيعي وتحول من عاطفة رائعة إلى حكم ديكتاتوري . > السيد محمد القوصي (تاجر) يقول: إن أكبر معاناة للرجل أن تحاول المرأة السيطرة على مساحة الحرية التي يحتاجها من وقت لآخر, الرجل لا يستطيع أن يقدم كشف حساب لزوجته كلما دخل أو خرج , إن زوجتي تفسر محاولتي الابتعاد قليلاً على أنه دليل على تناقض الحب وكأنها تريد أن تظل جذوة الحب على حالها وكما كانت عليه في اليوم الأول من اللقاء بيننا في بعض الأحيان يرى الواحد منا أن الحياة مزدحمة حتى بوجود شخص واحد هو أقرب الناس إلى قلبه وفي تلك الحال يتمنى المرء أن يتخلص من ذلك الزحام وأن يكون وحيداً لوقت قصير كي يمارس تأملاته الخاصة وما إن يحظى بتلك اللحظات الانفرادية حتى يستعيد توازنه ويصبح أكثر استعداداً للقاء الآخرين بمن فيهم أقرب الناس إليه. > السيدة ملك النزخي/ ربة منزل/ تقول: أنا أسمح لزوجي بمساحة من الحرية في البقاء وحيداً أو تبادل الزيارات مع أصدقائه والخروج معهم إلى المقاهي , لكني أحياناً أظل على جمر الانتظار إلى أن يعود, هاجس يتملكني لبعض الوقت فأقول في نفسي ربما لا يكون مع أصدقائه , أو ربما يواعد امرأة أخرى, أو ربما لم يعد يحبني كما كان , وحالما يعود إلى البيت ألوم نفسي على تلك الهواجس وأعود لطبيعتي. > السيد نبيل المعلم ( مهندس) يقول : زوجتي معطاء للعناية في الأمور التي تشعر بأنها تدخل من باب احتياجاتي تخدمني بعينيها ولا تطيق أن تتأخر عني في تلبية أي طلب ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. لكنها مع الأسف لا تهادن ولا تساوم في بعض المسائل التي ترى فيها خطوطاً حمراء فمثلاً لا تتقبل أن أسافر ولو لأيام ومن أجل العمل , بل تريد مرافقتي دائماً وتغتاظ إذا ما شعرت أن أحداً من أصدقائي أسترق بضع ساعات من وقتها ولا تتقبل فكرة أن أذهب إلى المقهى مع أصحابي أو أن أجلس وحيداً أتحدث إلى نفسي وأناجي ربي في غرفتي. ويضيف: أحس بأنها تتشبث بي كظلي حبها خانق لذلك أصبحت أتمرد على قوانينها فاشتعلت بيننا حرب لا هدنة فيها , ولا أدري من ينتصر أخيراً ? في هذا الصدد تعلق الاختصاصية الاجتماعية هدى عجاج قائلة - حسب ما ورد بصحيفة أخبار سوريا: العلاقة الزوجية هي علاقة احترام وحب متبادل والاحترام لا يقل أهمية عن الحب , فهو مسألة عقلية صرفة بخلاف الحب الذي هو حالة وجدانية شعورية أكثر تقلباً وتأثراً بالبيولوجيا , وإذا ما أخذ الاحترام مكانته الطبيعية في العلاقة الزوجية فإن الطرفين يتوقفان عن تقييم علاقتهما على أساس الأشياء الصغيرة مثل غياب الرجل عن البيت لبعض الوقت أو تقصير المرأة في هذا الواجب الثانوي أو ذاك وعندما يتجاوز الزوجان تلك النظر الجزئية في الحكم على بعضهما بعضاً يصبح كل منهما قادراً على التأقلم مع الآخر كما هو بسيئاته وايجابياته وبوجوده مع أصدقاء أو في البيت. فالاحترام هو الضمان البديل لتماسك الأسرة وهو يكبر ويترعرع عندما يكون كل واحد من الطرفين مستعداً للاعتراف بخصوصية الآخر وبحاجته إلى أن يعود إلى ذاته كلما شعر بتوق لذلك , وعندما يقضي الحب والزواج على الحيز الفردي للمرء , فإن الوضع يكون قد خرج عن النطاق الطبيعي وتحول من عاطفة رائعة إلى حكم ديكتاتوري.
وغمرني وإياك
بفضله و إحسانه
وجزاك الله ألف خير
مع خالص تحياتي
بينسال