الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
عشق و غرام
06-12-2022 - 07:29 pm
  1. " لا يمكنني ان اتزوج بك ! "

  2. بدت الدهشة على الرجل وحاول ان يتكلم لكنها لم تعطه أي فرصة .

  3. حاول ان يتكلم مجددا لكنها رفعت يدها بسرعة لتمنعه من ذلك .

  4. استفهم تشارلز : (( هل تريد ان اتصل بخطيبتك في الفندق ؟ ))

  5. وهمّ بالانصراف , ثم توقف والتفت نحو شارلز وقال :

  6. " اقصد خطيبتي السابقة !"

  7. لكن ما جرى خيّب اماله !

  8. وانفتح باب المصعد امامه على مصراعيه فدخل .

  9. من المؤكد أن الصفقات التجارية لا تكون مشحونة بالمشاعر .

  10. لقد كانت بلهاء حين ظنت ان رفضها الاقتران به سؤثر فيه سلباً .

  11. لم تكن تتوقع ان يطلب منها ذلك , لذا لم تعرف بما تجيبه .

  12. حسناً , إذا لم يزعجه إخلالها بوعدها , فلم ترفض هذه الفرصة ؟؟

  13. رتبت سريرها وحملت حقيبتها .

  14. حان الوق لتعود إلى منزلها وتواسي أمها وتحيي جدها , التحية الأخيرة .

  15. جمع شارلز بعض الملفات وحملها , ثم قال :

  16. " ظّنت أنك انت المتكلم , سيدي ".


عروس الوقت الضائع 261 رينيه روزيل عندما مات جدها مات معه السبب الذي دفع كالي الى القبول بالزواج بنيكولاس فاروس ,,,
وقررت ان تلغي هذا الزواج في صبيحة العرس .....
"- سيد فاروس ..... لا يمكن ان اتزوج بك ....
تصرف كما تشاء واغضب كما تشاء !
انا اعتذر , لكنني لا استطيع فعل شئ للتعويض عن ذلك ......" !!!!!!!!!!!!
هذا الرفض حطم كبرياء نيكولاس فاروس امام المدينة بأسرها ...
وبدلا من ان يغضب , عرض عليها مشروع عمل مغريا .......
ثم انتظر ان يجمعه مع كالي سقف واحد ,
حتى يفرض التعويض الذي يرضيه .....
وماذا بيد كالي ان تفعل ؟؟ 1- قرار لا رجوع عنه دخلت كالي مكتب نيكولاس الخاص , وهي تشعر بارتباك شديد . لحسن الحظ لم تصادف اي سكرتيرة في مكتب الاستقبال لتسألها عن سبب زيارتها ,
فقد كانت عاجزة عن اعطاء اي تفسير .
كانت بحاجه الى رؤيته بسرعة قبل ان تصيبها نوبة بكاء هستيرية .
منعها اضطرابها من ملاحظة فخامة مكتبه . كانت تعرف ان السيد فاروس غني لكن وضعها النفسي حال دون تأثرها بالديكور من حولها .
جاهدت لتمنع الدمعة من ان يسيل من عينيها .
واتجهت نحو رجل نحيل وطويل يقف خلف مكتب زجاجي وضعت يديها على المكتب البارد ونظرت اليه بعينين خجولتين .
ايتها الجبانة ! انظري في عينيه , فعلى أي واحدة تتراجع عن قرارها ليلة زفافها , ان تواجه لا ان تنظر الي الأرض كالفأرة !
رفعت عينيها اخيراً وقد صم صوت نبضات قلبها المتسارعة اذنبيها , فخيل لها انها لن تتمكن من سماع ماستقوله .
" سيد فاروس ..."
وتفاجأت بنبرة صوتها التي بدت مقنعة .

" لا يمكنني ان اتزوج بك ! "

بدت الدهشة على الرجل وحاول ان يتكلم لكنها لم تعطه أي فرصة .

  • " لقد توفي جدي الليلة الماضية .. وحين نقلت لي امي خبر وفاته ادركت أنني قبلت بهذا الزواج لانني احببته فقط . كان هو من رتب هذا الزواج وأراده . لم اكن اريد هذا الزواج قط , لقد وافقت عليه من اجل عائلتي ."

حاول ان يتكلم مجددا لكنها رفعت يدها بسرعة لتمنعه من ذلك .

  • " اعرف , أعرف ان عائلتي يونانية وعريقة وكذلك عائلتك . كما اعلم ان زواج امي التقليدي كان ناجحاً . وصحيح ان جدينا كانا صديقين حميمين لفترة طويلة . وانهما حلما بلم شمل عائلتينا . لكنني امريكية , ياسيد فاروس ."

كانت تبحث عن الكلمات اي كلمات تجعل موقفها اقوى وتابعت تقول :
(( لقد ولدت في الولايات المتحدة , ولا يمكنني القيام بهذه الخطوة ! ارجوك افهمني وحاول ان تسامحني يوما ! )).
ثم خرجت من المكتب ووجدت أنها اشبه بطفل جبان. لن يسامحها على خروجها ولكنها ستصاب بالهستيريا اذا ما خاضت جدالا معه .
قالت فين نفسها إن ذلك افضل لكليهما .
كان ذلك الزواج أشبه بصفقة تجارية وقد رُسخ اعتقادها المؤلم هذا وجود مايسمى ((بخطيبها )) في مكتبه منذ السابعة صباحاً , ومتى ؟؟ !!
يوم زواجه ! من جهة اخرى, هذه اول مرة تراه فيها . فقد حالت صفقاته المالية الدولية دون وجوده في البلاد حتى آخر لحظة قبل الزواج .
لابُد انه مستاءٌ الآن , ولكن عليه تخطي ذلك . حين عادت كالي الي رشدها اخيراً وانجلى حزنها قررت ان تكتب له رسالة اعتذار .
شعرت انها وحيدة . آه ! لقد اهتمت زو انجيليس لأمر حماها لعدة سنوات . واضطرت للبقاء الي جانبه حتى تدهورت حالته الصحية ففاتها حفل زفاف ابنتها الوحيدة الذي كان سيقام اليوم . تعرف كالي ان زو كانت بين نارين . لكنها ماكانت لتترك حماها يفارق الحياة وهو وحيد . فهمت كالي ذلك وهاهي الآن تشعر بالأسي والضياع , وتحتاج الي دعم والدتها القوي .
الآن وقد الغت ذاك الزواج , ماعليها سوى العودة الي الفندق وتوضيب الحقائب والرحيل الي سان فرانسيسكو .
عليها العودة الي كانساس لتكون مع امها تودع جدها كريس الوداع الأخير !
كان الأول من حزيران اشبه بكابوس بالنسبة الي نيكولاس فاروس . فقد أجل رحلته من طوكيو مرتين وكاد يفوت بزفافه . من ثم اكتشف لدى وصوله الي شقته في ساعات الصباح الاولى عطلاً في انابيب المياه .
كانت الفوضى تعم المكان , لذا اضطر الي اخذ حمام الزفاف في مكتبه والآن بعدما خلع سترته جاءت خطيبته التي لم يلتقها بعد الي مكتبه تعلم لمساعده المرتبك انها لن تستطيع الزواج به .
القى نيكوس نظرة من حجرة تبديل الملابس الي مكتبه ليجد مساعده مذهولاً يحدّق في لباب .
استند نيكولاس الى الباب وتنهد ثم سأل مساعده باسلوب ساخر :
(( ما الأمر ياتشارلز ؟ الم يسبق ان نبذتك امرأة ؟ ))
زالت الدهشة عن وجه تشارلز حين سمع تهكم نيكولاس , والتفت نحو مديره بوجه شاحب , ثم قال :
(( وهل مذا ماحدث ياسيدي ؟؟ ))
هز نيكولاس رأسه وهو يشعر بالتعب من جراء المشاكل التي واجهها وقلة النوم .
وبالكاد أطبق جفنيه في الاثنتين والسبعين ساعة الأخيرة . وهو يحضر لشهر عسل مطول هل هذا جزاءه الآن ؟
  • " لم يسبق ان هزمني احد ولكن بدا لي ان ذاك الخطاب يعني الوداع !"

نظر الي شارلز الذي بدا كئيباً فحزن لأجله .
لأجله ؟ شعر نيكولاس انه لم يستوعب بعد ما حصل .
كان تعباً الي درجة لم يقو معها على اظهار اي انفعال , لكنه احس ان سخطه قد يظهر في اي دقيقة .
تناول سترته وهو يقول :
(( لافائدة من التحسر , ثمة اشياء علينا القيام بها ! ))
  • " هل اعلم المدعويين بالغاء الزفاف ياسيدي ؟ "

قطب نيكولاس , لسماعه سؤال تشارلز وقال :
(( كيف ! بالطبع لا !))
  • " لكن ياسيدي ...."

فقاطعه غير راغب في مناقشته بشأن من يكلف بمهمة إعلام الأصدقاء بأن زفافه الغي .. ثم قال له :
(( تشارلز , فيما انقل للمدعوين هذا الخبر السئ ابحث انت عن رقم هاتفها )) .

استفهم تشارلز : (( هل تريد ان اتصل بخطيبتك في الفندق ؟ ))

وصل نيكولاس الي باب مكتبه , ثم عاد ادراجه بات الآن يعي مايحدث معه , وبدأت النيران تلتهم احشائه , لقد نبذته يوم زفافه . جاء المدعوون من ملوك ورؤساء جمهوريات . من كافة انحاء العالم لحضور مراسيم زفافه , كان هناك خمسمائة مدعو يتحضرون لحفل زفافه . فاذا بامراة ن كانساس توجه ضربة عنيفة لمستقبله الشخصي وكرامته ! ها هو يقف الان كموظف بائس تم فصله للتو من عمله !
  • " اللعنه ! اريد منك ان تتصل بخطيبتي في الفندق ."

وهمّ بالانصراف , ثم توقف والتفت نحو شارلز وقال :

" اقصد خطيبتي السابقة !"

  • "- وماذا تريد مني ان اقول لها سيدي ؟ "
  • " لا تقلق يا شارلز , ساخبرك بما ستقوله حالما اعود . "
  • وخرج من المكتب , بعد ان بدا يدرك الورطة التي وقع فيها , انتابه دوار الاهانه على مستوى عالمي .ضغط على زر المصعد لينزل الى حيث ينتظره فطور فخم . وبعد ساعات قليلة , سوف يواجه اكثر المواقف اذلالاً .

سوف يجبر على الاعتراف بذلك امام الجميع ,
سوف يعرف الجميع ان زوجته العنيدة عدلت عن الاقتران به , يوم زفافهما .
اخذ يتفرس في باب المصعد وهو يشعر برغبة قوية في ضربه بشده .
هز راسه و تخللت يده المرتجفة شعره .
من السخف ان يؤذي نفسه من اجل فتاة من كانساس .
ضغط مجدداَ على زر المصعد و هو يحتقر نفسه . لم ؟ لم يحصل معه كل هذا ؟ هو , نيكولاس فاروس ,
الذي طالما احتقر رفاقه لعدم تمكنهم من المحافظةعلى عائلاتهم . ما كان ابدا ليتصور ان كل هذا يحدث معه ! والداه لم يتمكنا من البقاء طويلاً معا ً , اما هو فكان مصمماً على الا يحذو حذو رفاقه ووالديه ,

لكن ما جرى خيّب اماله !

بعد ان استمع لسنوات , الى حجج اهله وشكاوى رفاقه , قرر ان بكون زواجه تقليديا . زواج مبني على المنطق !
اخذت نفسه توبخه ساخرة منه ,فيما تردد صدى رفض كالي له في راسه , فراح يصر على أسنانه . تذكر قول جده ان الزواج من عائلة انجليس , زواج ناجح وأبدي . جده الذي أنقذ حين كان في العشرين من العمر , كريستوس انجليس من حادث اصطدام . ومنذ ذاك الحين , أصبحا صديقين عزيزين واقسما على جمع شمل عائلتيهما . في بادئ الامر , ضحك نيكولاس لفكرة الزواج بغريبة من كنساس . ولكنه اقتنع بالفكرة بعد ان راى صورة لها ووجدها جذابة .
ومع انها لم تكن رتئعة الجمال , إلا أن شعرها أسود لمّاع , وعينيها واسعتان , وابتسامتها ساحرة , لكن عليه ان يعترف الان الصورة لم تكن كافيه للحكم عليها !
كانت عائلتاهما قد قدمتا من مدينة كونيوبوتي من اليونان , وتحملان الجذور نفسها وتؤمنان بالمعتقدات نفسها .فضلا عن ذلك , حمع العائلتين وعد , أقسم الجدان على الوفاء به .
لم يطل نيكولاس التفكير في الامر , فهو رجل لطالما اهتم بالمنطق و النظام ,
لذا امتثل اخيراً لرغبة جده .
لقد حالت اعماله دون لقلئه كالي , وقد الغي مواعيد عدة معها ,لانشغاله باسفاره . واكن هذا لا يعني انه لم يعتد فكرة الزواج بها .
وهي قد دخلت الى مكتبه في يوم زفافهما و ضربت بكل مشاريعه المنظمة عرض الحائط .استشاط غيظاً وقال :
" انسه انجليس , لن تنجي بفعلتك !"

وانفتح باب المصعد امامه على مصراعيه فدخل .

  • لن يستغرقني الثأر منك الكثير من الوقت , ثلاثة اسابيع ستكون كافيه !

واغلق باب المصعد . لم توّد كالى التفكير بشئ , لا بوجه خطيبها السابق حين اعلمته برفضها الزواج به ولا باليوم الشاق الذي ينتظرها للعودة الى مدينة كانساس , ناهيك عن افضل طريقة لتوضيب فستان عرس لم تستعمله .
ماذا ستفعل به حين تعود الى المنزل؟ هل ستبيعه ؟ لقد امضت والدتها ساعات وساعات لخيط المئات من حبات الخرز على الياقة والكمين حدّقت بالفستان الابيض وشعرت بتانيب الضمير .
كان قبولها الزواج تصرفاً ارعن . كيف قبلت بزواج رتبّه لها جدها ؟ هل فقدت صوابها حين وافقت على ذلك ؟ ضغطت بكل قوتها على الحقيبة ثم قالت لنفسها :
" لا تندمي على ذلك يا كالي انجليس . لم تحبي ذاك الرجل . لم تري الا صورة له حين كان في السابعة عشرة من العمر !
عليا ان تعترف ان الرجل اليافع الذي راته في المكتب , لا يشبه الصورة التي حملها جدها في محفظته لعدة سنوات .
بحسب الجد كريس , زار نيكولاس عائلة انجليس في كونيوبوني في العطلة الصيفية التي سبقت مجيئه للعيش مع كالي وامها زو .
غمغمت قائلة : لعل الابتسامه هي التي جعلت الفرق كبيرا بين شخصه وبين الصورة التي يحملها له كريس !
من المؤكد انه لم يبتسم لها هذا الصباح , حين اقتحمت مكتبه , بدا شاحبا ومختلفا تمام عن الصورة التي راتها مع جدها كريس . لقد عرفت من جدها انه شاب رياضي ,محب للمرح والحياة , شاب لا تفارق الابتسامة وجهه . ربما رفضت سنوات العمل على روح المرح والعفوية اللذين كانا بميزاته .
صرّت على اسنانها وهي تشد بعنف سحاب الحقيبة , قائلة :
" من ثم لا يكفي ان يتكلم جدي كريس عنه بحماسة بالغة , ليكون زوجا مناسبا لي . فالمال و المركز ليسا كل شئ في هذه الدنيا !"
نجحت في اقفال الحقيبة بعد جهد جهيد , وحملتها لتضعها تحت السرير . وفي هذه الاثناء ,رن جرس الهاتف فأجفلها و سقطت الحقيبة من يديها على رجليها .
" آه !"
تجهم وجهها وهي تتسائل عن مصدر المكالمة . من يكون ؟ اهو , او شخص آخر ؟
  • لعله فاروس . ربما قرر مناقشة المسألة قبل أن أغادر البلاد .

اتجهت نحو الهاتف وهي تنوي ان تنهي المكالمة فوراً اذا ما كان المتصل السيد فاروس .
  • " آلو . ماما ؟ "
  • خيم الصمت لثوان ثم سمعت "لا "
  • عرفت فورا صاحب الصوت .

انه الرجل القاسي الذي نبذته هذا الصباح .
أجابت متلعثمة :
" آه" سيد فاروس . لا يمكنني الكلام الآن , سافوّت موعد الطائرة ."
لم يكن ما قالته صحيحاً فاسمها على لائحة الانتظار . لأن الرحلات المتجهة الى كانساس محجوزة كلها .
  • " لن آخذ من وقتك الكثير ."

اغمضت عينيها واذعنت للامر : حسنا .
وتراءت لها صورة من حياتها وحين اغمضت عينيها توقعت ان تسمع نبرة حادة إلا انها فوجئت بسماع صوت هادئ .
  • " كيف يمكنني ان أساعدك ؟ "
  • " ولعنت نفسها ما ان تفوهت بهذه الكلمات .

ثم اخذت توبخ نفسها :
هل علىّ ان اغرز السكين في صدره ؟ في النهاية انا من تخلى عنه بكل بساطه "
  • وتابع المتصل يقول :

" بما انك مستشارة للأبنيه التاريخية سأكون شاكرا اذا ما بقيتي في كاليفورنيا ثلاثة اسابيع اخرى على ان تقيمي في العقار الذي اشتريته مؤخراً في فيكتوريا "
  • " احتاج لخبرتك لتحويله الى مكان سياحي فكما تعلمين كان مشروع التجديد جزءاً من عقد زواجنا "
  • وقفت كالي غير مصدقة فيما تابع المتصل يقول :

" يجب ان اجدد المنزل في غضون ستة اشهر لاستقبال اجتماع مهم لذا نحن في سباق مع الوقت " .
هزّت رأسها غير مصدقة . كان يتصرف كزبون عادي , مع انها توقعت منه اي شئ غير هذا التصرف .
كان يتكلم كبواب فندق من دون اي انفعال او تكدّر .

من المؤكد أن الصفقات التجارية لا تكون مشحونة بالمشاعر .

لقد كانت بلهاء حين ظنت ان رفضها الاقتران به سؤثر فيه سلباً .

  • لكن السيد فاروس لم يكن غير غاضب فحسب . بل عرض عليها ايضاً مهمة مغرية . ان أحد أسباب موافقتها على الزواج بالسيد فاروس هو انه رجل ذو سلطة ومعارف رفيعي المستوى .
  • كلما كان موعد الزفاف يقترب , كان اقتناعها بانه يبحث فيها عن الزوجة المضيفة يترسخ .

وكان يعزّيها التفكير بانها ستحصل منه على الدعم في حياتها المهنية . كان زواجها منه زواج عقل , لامكان فيه للمشاعر والأحاسيس . وكانت تنوي تحويل منزل الفاروس إلى مكان سياحي لتصوّر أشهر المجلات انجازها فتصبح من المشاهير .
  • " آنسة انجليس ؟ "
  • خرجت من دوامة التسؤلات التي جرفتها عند سماعها صوته , فقالت :

"! نعم . ما زلت معك ".
  • " ما رأيك إذاً ؟ "

لم تكن تتوقع ان يطلب منها ذلك , لذا لم تعرف بما تجيبه .

رأت انه من الغريب ان تنبذ إمراة رجلاً , لتجده بعد ساعة يعرض عليها عملاً مغرياً .
  • " لكن ........ هل انت متأكد ؟ "
  • " انا مثلك لا املك الكثير من الوقت آنسة انجليس . أمامك دقيقة لتعطيني جواباً , ما رأيك ؟ "
  • تملكت الحيرة كالي ,فالتفكير بهذا العرض علامة واضحة على انها عاجزة عن ترك هذه الرفصة تفلت من يدها . تنفست بتوتر , وشعرت بتانيب الضمير لعدم التزامها بوعد الزواج الذي قطعته .

بدا لها في غاية التسامح بعرضه هذا , بعد رفضها الفظ له .
هل ستتجرأ على قبوله أو رفضه ؟ كم يبلغ عدد مستشاري البناء الذين ذكروا في مجلة " أركينا كتشيرال دايجست الشهيرة "؟؟
  • " أما زلت علىالخط ؟ "
  • " نعم , أنا معك . "

راودتها فكرة و أرادت ان تعبّر عنها , فقالت :
" هذا لطف منك ان تعرض علىّ العمل على الرغم من كل ما حصل , لكن ......."
  • فقاطعها قائلاً :

" لا تعتقدي يا آنسة انني أقدم لك هذا العرض لأراك .
  • " اعدك بأن يكون أي لقاء بيننا قصيراً قدر المستطاع " .
  • كيف علم أن هذا ما كانت ستطلبه ؟ هل يقرأ الغيب ؟ بدا لها متسامحاً , وصاحب حدس قوي .

حسناً , إذا لم يزعجه إخلالها بوعدها , فلم ترفض هذه الفرصة ؟؟

  • " في الحقيقة علىّ الذهاب إلى كانساس لحضور مراسم ....... واختفى صوتها , لشدة تأثرها بمصابها الأليم ."
  • " أعتقد أن اسبوعاً هو وقت كاف , أعلميني بموعد رحلتك وسوف يستقبلك احدهم في المطار عند عودتك ."
  • و انقطع الاتصال .

بعد ثوان أدركت كالي أنه أقفل الخط , بعد ان انهى الكلام عن الصفقة بينهما .
  • انتابها دوار و لكنها وجدته محقاً . لمَ ترفض عرضه ؟ تجديد منزل آل فاروس سيكون مفيداً لكليهما حقاً .

وارتمت على كرسي بقربها , وأخذت تحدّق فر الفراغ طويلاً . كان هذا اليوم زفاف فظيع , يوم ملئ بالأسى و الذنب .
لقد حنثت بوعدها إنما بلسان معسول .
لم تسئ يوماً التصرف إلى هذا الحد , فشعرت بالخجل , بدا لها من غير الطبيعي ان يكافئها الرجل نفسه الذي أخطات بحقه .
  • لكن سماع صوت السيد فاروس جعلها تفكر , وكأن ما جرى اليوم مضى عليه وقت طويل .

فقد بدا لها يومه حافلاً بالقروض و الديون . وربّما لا يمثل نبذ كالي انجليس له أكثر من هفوة كبيرة , سينجح في ردمها عمّا قريب .
نهضت عن مقعدها واستقامت . فهي الآن لا تملك القوة لتكون متفاجاة بلامبالاه .

رتبت سريرها وحملت حقيبتها .

حان الوق لتعود إلى منزلها وتواسي أمها وتحيي جدها , التحية الأخيرة .

  • نظر نيكولاس إلى نفسه في مرآة حمام المكتب . الان و قد خلع بذلة العرس , عليه أن يشعر بالراحة . لكن تعابير وجهه لم تعكس أي شعور بالإرتياح .
  • ما إان دخل مكتبه حتى اقفل شارلز سماعة الهاتف ونهض عن كرسيه الجلدي :

" متى ستاتي " ؟ ."
  • بدا التعجب على شارلز وأجاب :

" في الأسبوع القادم . قلت لها إن شخصاً سينتظرها في المطار ,كما طلبت مني . "
  • أخذ نيكولاس يتمطى , محاولاً إزالة التوتر الذي يشعر به ثم قال :

" إنه الطمع يا شارلز . الطمع والغرور ".
  • وصرّ على أسنانه ثم تابع قائلاً :

" ما عليك سوى وضع الطعم المناسب في الصنارة لتصطاد السمكة " .

جمع شارلز بعض الملفات وحملها , ثم قال :

" ظّنت أنك انت المتكلم , سيدي ".

  • والتفت ليواجه رئيسه و قد بدا على ملامح وجهه وكأنه يتهمه .
  • " لن تقوم بأي تصرف متهور , أليس كذلك سيدي ؟ "
  • لهجة شارلز التحذيرية جعلت نيكولاس يشعر بالإمتعاض .
  • " بالطبع لا ! أنوي التخطيط للثأر بحذر ."
  • لم يصدق شارلز كلام رئيسه , وازداد شحوب وجهه وقال :

" لكن سيدي لقد جعلت مدير قسم المحاسبة في ال


التعليقات (6)
عشق و غرام
عشق و غرام
تابع
سمعت صوتاً ذكورياً من خلفها يجيبها فأجفلت .
كان صاحب الصوت رجلاً طويل القامه , قوي البنية , ذا شعر لمّاع أشبه بهالة من النور , تحت أشعة الشمس .
أما وجهه فبارز القسمات غطت نظارات شمسية عينيه فودّت لو ترى تعبيرهما , لاسيما ان ابتسامته عكست رهافة إحساسه . و بدا لها من ابتسامته انه يستلطفها و يستغربها في آن معاً . ربما غيّر برنامجه لياتي لاإصطحابها .
قال لها بنبرة متكاسلة :" جئت لاصطحبك آنسة أنجليس ".
بدت نبرته ساخرة مغرية . و اقتنعت بانه اتى فعلا من قبل السيد فاروس ,بعد ان لاحظت ملابسه البسيطة , سروال جينز و حذاءً عملياً .
بدا لها وكانه يقول :" هذا ما أنا عليه , عليك ان تعتادي على ذلك !".
شعرت بالتقدير لما هو عليه , فقد كان بعيداً كل البعد عن ما توقعته . تنحنح , و مع انها لم تر عينيه , إلا انها
رات أن السخط بدا يغلب على التسلية البادية على شفتيه .
بدا لها أنه يتوقع منها جواباً وجواباً سريعاً
غمغمت متاخرة :
"سائقي ؟ شكراً جزيلاً !".
انه لمن دواعي سروري .
وحمل حقيبتها مقطباً جبينه , فعرفت أنها ليست الحقيقة .
"اعتقدت أن أحداً لن ياتي لاصطحابي , لقد تأخرت كثيراً ."
"حقاً . ربما لم أحصل على الوقت المحدد لوصول الطائرة ."
و أشار الى الإتجاه الذي سيسلكانه و سبقها حاملاً حقيبتها .
"أخيراً جئت , وهذا ما يهم . اعتقد أنك ستقلني إلى منزل السيد فاروس ."
ا"عتقاد صائب ."
بدت تعابير وجهها ناقمة على تصرفه الفظ ,
لكنه لم يتنبه لذلك لانه أشاح بنظره عنها . مشى بخطوات واسعة ,
فاضطرت للركض لتلحق به . وكان ذلك أشبه بالعذاب لشدة ما آلمتها رجلاها .
"هل من داع للعجلة ؟ "
لم ينظر إليها أو يخفف من سرعته , فنظرت إليه بحنق وقالت :
" حقاً؟ وكيف كنّا لنمشي لو اننا على عجلة من أمرنا ؟".
ولكن حين ألقى نظرة خاطفة عليها , خفف من سرعته و سلها مستفهماً :
" هل امشي بسرعة كبيرة ؟".
"لا, بالنسبة لمباراة ماراثون . ولكن اذا اردت ألاّ تضيعني في المطار , فعليك ان تخفف من سرعتك . هذه ليست أحذية رياضية . "
وأشارت إلى الحذاء العالي الكعبين الذي تنتعله و قد بدت امارات اللوم على وجهها .
لم يكلف نفسه عناء النظر إلى رجليها , ولكنها لاحظت تعابير وجهه .
"عفواً ."
خفف من سرعته قليلاً , فكان ذلك مثالاً واضحاً على الاهتمام البسيط الذي يوليه لمشاعرها . فقالت وهي تعدو بأقصى سرعتها لتتمكن من المشي بقربه :
" هكذا أفضل بكثير , شكراً ."
"أهلاً ."
قطبت جبينها .خرجت كلمة ( أهلاً ) من فمه وكأنها (إذهبي إلى الجحيم ).
قالت وهي تلهث ككلب بائس :
" علينا أن نحضر الحقائب , هل تعرف الطريق ؟".
نظر إليها نظرة جافة او بالأحرى اعتقدت ذلك , لكنه لم ينبس بكلمة , وانعطف في سيره فتبعته .
سألته محاولة بدء حديث معه :
" إذاً ماذا تفعل في الحياة غير ملاقاة الوافدين في المطارات ؟".
" اهتم باموري الخاصة ".
اجفلها جوابه ولكنها حافظت على توازنها خوفاً من ان تقع . امسكت بمعصمه فوجدته قوياً مليئاً بالرجولة . لم تكن تتوقع شيئاً من جراء لمسه , لكنه ترك فيها أثراً كبيراً . قالت وكانها تنذره بفصله من مركزه :
" اعتقد انك تعمل لحساب السيد فاروس ".
وإذ لم يجبها ,تابعت تقول :
" لانه يجب ان يعرف كيف تتعامل مع الناس !".
توقف مرافقها فجاة , فكادت تصطدم به .
تراجعت إلى الخلف بعد أن التفت ال يدها التي تمسك بذراعه بإحكام , فأبعدها بحركة خفيفة من معصمه , ثم نظر إلى حقائب السفر وأشار إلى واحدة منها قائلاً :
" احملي حقيبة منها , آنسة آنجليس !".
امسكت بالحقيبة :
" لن يكون ذلك بالأمر الصعب . ثمة واحدة بعد !".
"سأحملها لك سيدتي . "
ونظر إليها نظرة ملؤها الاستهزاء ثم أشاح بنظره عنها .
قطبت جبينها وقررت ألا تتفوه بأي كلمة مثله .وبعد بضع دقائق , كانت تجلس في سيارة رياضية , بالكاد تتسع لهما و للحقائب .
ما إن بدات السيارة بالتوجه شمالاً حتى راحت كالي تتساءل عن هذا الشاب الذي أوكلت إليه مهمة اصطحابها إلى منزل آل فاروس البعيد .
فتمنت ألا يكون المنزل بعيدا جداً , فمرافقة شخص نكد هو آخر ما تتمناه . أسندت رأسها إلى مسند مقعدها رغبة منها في الاستمتاع بالنسيم البارد الذي يدغدغها , وبأشعة الشمس , وبعد قليل ,ادركت أنهما يمران بالغولدن غابت بريدج , ذاك الجسر الذائع الصيت في العالم , فاستقامت في جلستها لتنظر الى المشهد الرائع للمحيط و المنحدرات الصخرية غرباً .
اما في الشرق , فكانت الهضاب الخضراء تنتشر في كل مكان . فيما امتد تحتهما خليج سان فرنسيسكو باحواضه المزدحمة بالمراكب , التي تمخر عباب مياه الخليج الزرقاء
تنشقت رائحة البحر فسرها شعور النشوة الذي أحست به , من جراء ذلك . لكن ابتسامتها اختفت حين نظرت الى مرافقها العابس .
لاحظت ان النسيم عبث بشعره الذي كان مسرحاً باناقة فتدلت خصل منه وغطت جبينه . كانت شمس بعد الظهر تضئ وجهه , فلم تستطع كالي إلا ان تعترف بوسامته الفائقة على الرغم من تعابير وجهه المشاكسة .
بدا لها قوياً , مفعماً بالرجولة , فجذبها ذلك وجعلها تشعر بالاضظراب في الوقت عينه
لسوء الحظ , وعلى الرغم من انه نكد وكثير التذمر , سرت في جسدها رعشات من جراء الانجذاب الذي شعرت به نحوه .
ازعجها ذاك الشعور الذي اجتاحها للحظة عارمة .
لِمَ تجده مغريا ؟ فقد كان فظاً وعابس الوجه . استقامت في جلستها وفكرت في تبادل الحديث معه مرة اخرى . فقد فضلت ذلك على تأمل لمعان شعره أو قسمات وجهه الجذابة .
"سيارة جيدة , هل هي لك ؟ "
"لا .انها احدى سيارات السيد فاروس "
اومات براسها بعد أن اقتنعت بكلامه , فالقليل القليل من الناس قادر على شراء سيارة فخمة كهذه .
"إذاً انت السائق ؟"
"أحياناً ."
سالته محاولة إثارة غضبه :
" حين لا تكون مشغولاً بإلقاء محاضرات عن التعامل بلباقةمع الآخرين ".
لم تعرف لِمَ رغبت في ذلك , ربما لانه يستطيع إثارة غضبها بسهولة
لكنها لم تفلح في ذلك , فقد أبقى تركيزه على الطريق أمامه . لا, ليس تماماً ,فقد ثنى ذراعاً . وتسائلت عمّا اذا كان ذلك يعني انه يشعر بتشنج من جراء امساكه المقود باحكام . حسنا ! اذا كان ينوي اثارة غضبها فسترد له الصاع صاعين .
"هل لديك اسم ؟ أم انك انسان آلي مع مشكلة فنيّة في برامجك ؟ "
قطب جبينه لسماع الكلام الموجه اليه , فيما التفتت هي نحوه , فأعجبت بالضوء و الظلال على قسمات وجهه الحاده . ولكن ما ان انتبهت الى افتتنها به , حتى حولّت ناظريها عنه نحو الطريق .وإذ لم يجب , لم تجد امامها من سبيل إلا النظر مجدداً ومعاودة طرح سؤالها بصوت اعلى
": سالتك هل تملك اسماً أو ..............".
"سمعتك آنسة آنجليس ."
بقيت تحدق فيه من دون أن تنبس بكلمة . أن اختار أن يكون فظاً فهذه مشكلته . وهي لا تأبه أن كان يملك اسماً أم لا يملك .
وبعد مرور وقت طويل , أجفلتها اجابته :
" بعض الناس يدعونني بيال ".
وحين افاقت من الدهشة التي تملكتها بعد ان تكلم معها , أخذت تتأمله :
" هل انت جاد ؟ لا يليق هذا الاسم بشخصيتك النكده !".
لم يجبها بل تابع القيادة بهدوء .
بال ؟
لم يكن اسمه يتطابق مع الصورة البغيضة التي كونتها عنه .
قررت ان تبحث عن المعاني المحتمله لاسم بال , بصوت مرتفع .
"ثمة معنى واحد يمكننا استثناؤه من قائمة معاني اسمك , وهوالرفيق .
لكن لا تطلب مني ان افسر لك لما استثنيت هذا المعنى . "
ارادت ان تختلس النظر اليه لترى ردة فعله , لكنها قاومت رغبتها .
أخذت تفكر ملياً لتجد الدافع وراء اعطائه هذا الاسم , ثم حدقت فيه :
" لنر .... انها مهمة صعبة . هلا ساعدتني في ذلك ؟".
كانت ردة فعله الوحيدة على كلامها ان ضبط المرآة واندس بين صفوف السيارات . ما معنى ذلك ؟ الإسراع للتخلص منها في اسرع وقت ممكن ؟
شعرت بالدم يتدفق سريعا نحو راسها .
"حسناً وجدتها ! "
طقطقت اصابعها ونظرت اليه ثم قالت :
" لقد اطلقت عليك هذا اللقب تيمناً بسرطان النخيل ! والاسباب هى انك شخص تافه ,جدير بالازدراء , بائس و**** ,متلاعب ووضيع !".
ابتسمت ابتسامه عريضة , وهي تشعر بالاعتزاز لاكتشافها هذا .
وسالته بنغمة فيها شئ من المرح :
" هل انا على حق ؟".
"**** وجدير بالازدراء ؟"
بقي يحدق فيها لحظة وهو يقود السيارة فبادرته بالقول :
" لا , ليس هذا ما عنيته تماما . كل ما عنيته هو انك شخص تافه !".
"يال هو تصغير ياليكاراكي , وهو اسم اطلقه علىّ جدي ."
"ياليكاراكي؟"
وتحولت ابتسامة كالى الى تجهم .
"لكن هذا اسم يوناني ويعني بطلاً صغيراً !"
كانت السيارة تعبر طريقا شديدة الانحدار , وسط غابة من أشجار الصنوبر والبلوط و السنديان . وكان راس سائقها يتمايل يميناً و يساراً .
قالت مجدداً :" بطل صغير . حسناً , من دون التطرق الى ما تزعمه عن جدك , هل هذا يعني انك يوناني الاصل ".
نظرت اليه بدهشة و ايقنت انه ليس منالغريب ان يستخدم السيد فاروس اشخاصا يوناني الاصل . لعل اليونانيين كثر في كاليفورنيا .
واذا كان السيد فاروس قد اقتنع بالزواج بامراة لا يعرفها , لمجرد انها يونانية , فلا عجب ان يستخدم اناساً يونانيين . وهذا يفسر اختياره شخصاً كبال ليعمل لحسابه , فقط لأنه يحمل الجنسية اليونانية !!
" اعتقدت انكِ ستعرفين المعنى الصحيح لإسمي سريعاً .... لقد خيّبتِ آملي ."!!
استشاطت غيظاً لسخريته , فقالت :
" خيّبت آمالك ؟؟ حسناً , دعني اخبرك عن خيبة املي ."!!!
توقفت السيارة امام بوابة من الحديد جميلة ومزخرفة . كانت الورود تزينها ومصابيح من الحديد تنتشر على جانبيها ..
لاحظت كالي ان بال التفت الى اليسار , فلاحقت نظراته , لكنها لم تر شيئاً في بادئ الامر .
وبعد ان امعنت النظر لدقيقة , لاحظت كاميرا صغيرة مخبأة بين اغصان الاشجار ...
تفاجأت كالي حين رأت البوابة تفتح من دون ان يتفوه نيكولاس بأي كلمة ,, فسألته عما ااذا كان لديهم صورة لكل موظف في الشركة ..
لكنه لم يجبها بل تابع اجتياز البوابة التي فتحت امامه , فيما نظرت هي الى الخلف لترى كيف اقفلت البوابة لتمنع الآخرين من االدخول الى هذه الممتلكات ..
" هل ذكرتِ شيئاً عن خيبة الأمل آنسة انجليس ؟؟."
ذعرت لطرحه السؤال , وتسائلت عن السبب الذي يجعل هذا الرجل يشعرها وكأنها على شفير نوبة غضب عارمة ....
" خيبة الامل ؟."
هزت رأسها محاولة اعادة التركيز . وذكرها منظر البوابة الفخم بسبب وجودها هنا . فشعرت بالإثارة للفكرة وذلك لاول مرة منذ .......
حسناً بعد العرض الذي تلقته من محامي السيد فاروس لإعادة تجديد هذه الملكية , وبعد عدولها عن مشروع الزواج ...
وشعرت بغصة في حلقها حين تذكرت انها كانت مقتنعة بتلك الفكرة السخيفة , وانها كادت تندم على زواج رتبه لها جدها ..
" آآه , حسناً ... خيبة الامل .
جاهدت لترى من خلال الاشجار .. لكن ,, لمِ العجلة ؟
فعما قريب سترى المنزل .
بدأت نبضات قلبها تتسارع ونظرت باستياء الى بال ...
قريباً سوف تتخلص من مرافقها المزعج ...
" حسناً ,س أخبرك ما هي خيبة الامل !!
خيبة الامل هي ان ياتي شخص فظ و نكد ليقلك من المطار ..
خيبة الامل هي ان تمضي ساعتين طويلتين برفقة شخص نزق .. سريع الغضب .. وخيبة الامل الفعلية هي ان تكتشف ان هذا الشخص النكد هو يوناني بخلاف اليونانيين الظرفاءو اللطفاء !!!. "
استمرت في تصويب سهامها نحوه والتفتت اليه آملة ان يضايقه تعليقها العدواني قليلاً ... ثم ضربته ضربة قوية على كتفه وقالت :
" هذه هي خيبة الامل الحقيقية ,, هذه قمة خيبةالامل !!!!..."
وانعطفت بهما السيارة , فرأت كالي لمحة من الالوان لا تشكل جزءاً من الخضرار الذي يطغى على المكان ..
امعنت النظر فوجدت انها ازهار وورود زكية الرائحة ,, اشبه بجنة على الارض ...
اخذت نفساً عميقاً وتملكها شعور جارف وحار , فأدركت انه الحب من النظرة الاولى .
كان شكل البيت اشبه ببيوت الف ليلة وليللة ,,
عبارة عن زواج رومانسي بين القرميد و الحجارة وا لخشب .....
بدا لها المنزل غاية في الروعة من سقفه فنوافذه الى ابوابة المزخرفة و شرفاته الحجرية و برجه الشامخ .. كان فريداً من نوعه و غريباً ....
تنهدت وهي تشعر برغبة جامحة و قوية للبدء بالعمل ..
" هناك الكثير .. الكثير ...... "
واختفى صوتها .... لم يكن المنزل بالنسبة الى كالي مجرد مزيج من الجص و الخشب و الحجر ....
بل بدا لها كياناً ,, وكياناً حياً يتنفس ...
كائناً يملك روحاً وطبعاً خاصاً به ...
لكن سوء اختيار الالوان والاضافات التي الحقت به شوهت جماله قليلاً ...
وجدت كالي في فرصة المحافظة على تلك الثروة واعادتها الى ما كانت عليه فرصة يحلم بها كل من يعمل في مجالها ,, لذا اخذت تفكر بالدافع الذي حمل السيد فاروس على ايكال تلك المهمة لها ...
بدأت صورة المنزل ترتجف امام عينيها الى ان اصبحت غير واضحة , وفيما كان مرافقها يركن السيارة اغرورقت عيناها بدموع تقرُّ بالجميل .
" ارى ان المنزل هو قمة خيبة الامل ؟!! ".
ملاحظته الساخرة جعلت الدموع تنهمر من عينيها من دون ان تشعر بالاحراج لانها تبكي امامه ...
ثمة اشياء لا يستطيع المرء ان يمنع نفسه من التأثر بها ...
استند الى مقعده ووضع يده حول مقعدها وقال:
" اعتقدت انكِ تعرفين انني هنا !! ."
وتابع يقول بسخرية :
" انا اسف .."
ادارت ظهرها له واخذت تنظر الى المنزل .
كانت يداها ترتجفان من الغيظ واخذت تتخلل شعرها باصابعها .
ثم التفتت نحوه و قالت :
" عليك ان تكون آسفاً ... ساجيب عن سؤالك ...
المنزل لا يخيب الآمال ... انه رائع ..وانا متأثرة حقاً لأن السيد فاروس اختارني لتجديدة .. انه مثال للجمال الفطري , وسيغدو عملاً فنياً رائعاً اذا ما عملت عليه بعين مبدعة , وعين تعنى بالفن الرفيع ."
رفع ذقنه في دلالة واضحة على انه ينظر الى المنزل الذي يقع في مكان ما خلفها .. نظرت اليه باستياء ,,
لمِ ازعجت نفسها بالتفسير ؟
لم يكن يستمع الى ما تقوله . فضلاً عن ذلك . كف لسائق عديم الاحساس ان يفهم كيف يحرك الجمال حس الفنان المرهف وروحه المبدعه ..
" حسناً .. "
هزت راسها واشارت الى مؤخرة السيارة ثم قالت :
" افتح لي الصندوق لاخرج حقائبي . لا ارغب في تمضية المزيد من الوقت معك .."
" سانقل لكِ الحقائب بنفسي يا آنسة ."
تناهى اليها صوت رجل من خلفها . فاتفتت لترى خادماً ابيض الشعر يرتدي بذلة سوداء ويقف عند السلم الذي يؤدي الى المدخل المقنطر .
كان الخادم يلبس قفازين و الابتسامة على محياه .. سمعت كالي صندوق السيارة ينفتح ..
ومن دون ان ينتظر الخادم الامر لاخراج الحقائب , اتجه بخطوات ثابتة الى صندوق السيارة .. اندفعت كالي خارج السيارة محاولة مدّ يد العون لحمل حقلئبها .. وانتابتها رغبة جامحة في النظر مجدداً الى .....
لكنها ادركت ان تلك الرغبة حمقاء , فقاومتها عبر الخروج من السيارة المكشوفة ..
ما ان اغلقت السيارة حتى ظهر رجل آخر ,, كان هذا الاخير طويلاً ونحيلاً يرتدي بذلة داكنة اللون و ربطة عنق خضراء بلون البحر , يحمل حقيبة جلدية سوداء ..
شعرت كالي وكأنها تعرفه . وما ان التقت عيناهما حتى عرفته جيداً ,,
كان هو !!
عرفت من نظراته اين رأته نم قبل ,, واخذت تلهث وهي توجه اصبع الاتهام نحوه :
" لكنك قلت انك لن تكون هنا !! ."
لم ترق لها نبرة الذعر التي ظهرت في صوتها .. ارادت ان تبدو قوية ,
وادركت ان اصبعها بقيت موجهة نحوه ,
فاعترفت بغباء تصرفهاهذا .
انزلت اصبعها وجاهدت لتمنع شفتها السفلى من الارتجاف . شعرت ان تصرفها مع السيد فاروس تصرف احمق وحاولت استعادة رباطة جأشها . فأخذت نفساً عميقاً ....
" سأغادر ... سأغادر على الفور ..."
نزل الرجل الذي سبق لها ان نبذته من على السلم ...وشعرت كالي بانها ****ة .. كيف تجرأت على رفع صوتها في وجه ذلك الرجل , بعد ان عرض عليها هذه الوظيفة الرائعة ؟
اسرعت كالي تلحق به وامسكت بيده قائلة :
" سيد فاروس , لابد انك تظنني امرأة سليطة اللسان وناكرة للجميل ّّ."
وتابعت تقول :
" شكراً جزيلاً على هذه الفرصة التي منحتني اياها ,, سأبذل قصارى جهدي لاجعل من منزلك تحفة فنية ,, انا متأثرة لوجودي هنا ..
انت لطيف جدا و لن انسى لكَ ذلكَ ابداً .."
قاطعهما بال قائلاً :
" آنسة انجليس , من فضلكِ دعي مساعدي يذهب , لديه برنامج عمل حافل ."
افلتت كالي يد الرجل , وفتحت فمها لتسأل بال عمّا يقوله ..
لكن هذا الاخير التفت الى ارجل الشاحب و قال له :
" شارلز , لقد تركت عقود الماغتاسون على مكتبي ,, ارسلها لأصحابها بعد الظهر .."
" نعم سيدي .."
واستدار الرجل فالقى نظرة خاطفة على كالي ومن ثم على بال فكالي.
امسك بال بمفاتيح السيارة ليعطيها لشارلز , لكن كالي قبضت على يد شارلز بكل قوتها , فنظر اليها بال بغضب قائلاً :
" لا تعيقي دورته الدموية آنسة انجليس .. شارلز بحاجة الى اصابعه . فهو يطبع مئة كلمة في الدقيقة ."
ونزع بال نظارته الشمسية ليكشف عن عينين رماديتين بلون الدخان خطفت تلك العينان انفاسها وسمرتها في مكانها ,.,
اما هو فالتفت نحو كبير الخدم قائلاً :
" خذ حقائب السيدة انجليس الى الداخل , بلكين !

عشق و غرام
عشق و غرام
يتبع
فهي منزعجة لوقوفها هنا ."
خرجت كلماته من بين شفتين شعرت كالي انهما مفعمتان بالاحاسيس ,
اجمل شفتين رأتهما في حياتها ,, وكانت ردة فعلها على ما يجري الصمت ......
" لكن ما ... ما الذي يجري ؟ أليس ........؟ الستِ ............؟ "
" لا يا سيدتي , انا شارلز ايرالي , لقد سرني لقاؤكِ ."
" " لكن , لكن ........ "
واخذت تحدق ببال مذهولة ,, بدت ا الحقيقة ابعد ما يمكن عن الحقيقة :
" لكن , لا يمكن ان تكون ........." .
احنى بال رأسه وكأنه يقدم نفسه في حفل رسمي :
" نيكولاس فاروس في خدمتكِ ."
وبقي يبتسم ابتسامة عريضة وهو يدس مفاتيح السيارة في جيب معطف شارلز , وقال :
" انه لمن دواعي سروري ان التقي بكِ اخيراً .."
شعرت كالي بغطرسته وسخريته اللاذعة .
لقد تلاعب بها , واعجبه ذلك .
ما دام نيكولاس فاروس هو بال , فلا شك ان حياتهما الزوجية كانت ستغدو اشبه بالوقوف على سلك كهربائي قاتل ...
قطع عليها تأملاتها حين امسك بيدها وقال :
" اسمحي لي ان اقودكِ الى غرفتكِ !!."
حاولت افلات يدها نم يده , وهي تتلمس ما حولها بعد ان افقدتها المفاجأة توازنها ..
" لقد قطعت لي وعداً بالا تكون هنا ! .."
توقف نيكولاس وقال مصححاً :
" في الواقع شارلز هو من قطع لكِ هذا الوعد ."
وتابع يقول :
" ما دمت تكلمين عن الوعود والوفاء بالوعود , لقد قطعتِ وعداً بأن تتزوجيني , فلماذا ما زلتِ الآنسة انجليس ."؟ انتاب كالي دوار لدى سماعها تعليقه الفظ ولم تستطع التقاط انفاسها ..لا ,, لن ينجح ذلك ,
لا تستطيع البقاء هنا !
فتوقفت وقالت بصوت منخفض :
" هذا مستحيل يا سيد فاروس ."
لعل فؤاد خطيبها السابق لم يتحطم من جراء رفضها له , لكنه بدا متعطشاً للثأر منها .
" لن ... لا استطيع البقاء هنا نظراً الى الظروف ."
تغيرت ملامح نيكولاس .. من ثم علاها الغموض :
" القرار قراركِ بالطبع !! ."
وتابع متشدقاً :
" ان معظم الذين يعملون في مجالكِ يفضلون الجحيم على الارض للحصول على فرصة مماثلة !!
انظري اليه من جديد آنسة انجليس وقولي لي , الستُ على حق .؟ "
لم تكن بحاجة الى النظر اليه . كانت تعرف انه على حق . اذ لم تر في حياتها منزلاً بهذه الروعة ,
شعرت بحجم الخسارة الكبيرة التي ستمنى بها اذا ما تراجعت عن القبول بهذا العرض فهزت رأسها وتمنت لو انها في مكان آخر ,
لكن عليها ان تتلقى جزاء ما فعلته ..
" ما دمت تكرهني , فلماذا عرضت عليّ وظيفة رائعة ؟ ".
" الامر بسيط آنسة انجليس ........
كان وقع كلماته اشبه بوقع سكين حاد بين ضلوعها ...
" لأنني أفي بوعودي ." 3- جهنم على الارض لم يكتف نيكولاس بالسخرية الاذعة التي وجهها الى خطيبته السابقة بل بقي يتأمل ذهولها وهو غير راض عما آل اليه الامر .
فتحت كالي فمها ولكن قبل ان تنبس بكلمة امسك بمرفقها وحثها على التوجه نحو القبو
- لكن سيد فاروس. على فكرة .....
قاطعها مصرا على متابعة مشروعه في تلقين خطيبته المتقلبة المزاج درسا عن النكث بالوعود .
- اشكرك على الاعتذارات التي وجهتها الي .
واجفل حين نزعت يدها بقوة من يده واستدارت لتواجهه .
- هل ستبقى هنا طوال الوقت؟ كانت عيناها تقدحان شررا وعدائية. ومع ان وجهها كان جميلا الا ان نيكولاس بدأ يعتاد على التصميم الحديدي على ملامحها اما شعرها الاسود المتموج فبدا براقا يخلق هالة سوداء قاتمة حول وجهها المتورد .
بدت مخبولة بعض الشيئ ولكن ردة فعله الغاضبة جعلته يبدو اكثر عدائية. لم تعجبه تلك المرأة. لعلها جذابة الا انها متقلبة ولا يمكن ان تكون محط ثقة فيما يخص الالتزام بالوعود المهمة وقد سبب له هذا العيب فيها الاحراج الشديد فالجميع يسخر منه في المدينة منذ ذلك الوقت ويشيرون اليه على انه العريس الذي تركته عروسه عند المذبح سألته: " حسنا. هل تنوي البقاء هنا؟ "
دس نيكولاس يده في جيبه بعدم اكتراث واجاب:" الا تذكرين؟ انا في عطلة "
- الا تملك مكانا اخر تقيم فيه في المدينة؟ جاء صوتها حدا عالي النبرة. بدأ التوتر يظهر عليها من جراء كل هذه الاحداث مما جعل نيكولاس يشعر بالسرور الحاقد .
- يحتاج مكان اقامتي في المدينة الى التصليح. سأبقى هنا مدة .
- مدة؟
- ثلاث اسابيع .
كان يضحك لتعابير الرعب التي ظهرت على وجهها .
- لكن...لكن هذه مدة طويلة .
وانقطع صوتها قبل ان تكمل كلامها. كان كلاهما يعلم انها ستضطر للبقاء هنا مدة ثلاث اسابيع. نظر اليها وهي تتنحنح محاولة ان تتكلم بصوت قوي لا يعكس طبيعة ما تشعر به .
قالت اخيرا بصوت خافت: " لقد كذبت علي !"
فأجابها متصنعا اكثر التعابير براءة : " حقا؟ "
- نعم حين قلت انك لن تكون هنا. لقد كذبت1
- شارلز هو قال لك انه لن يكون هنا؟
- لكنه...لكنك...جعلتماني اعتقدان ....
- ما تعتقدينه ليس غلطتي آنسة انجليس .
نظرت اليه بدهشة واتسعت عيناها اذ راودتها فكرة بغيضة .
- وهل تعتقد انك بحاجة لمراقبتي؟ الهذا السبب تبقى هنا؟ الا تثق بقدرتي على القيام بهذا العمل؟ لم يكن هذا السبب الحقيقي ولكنه استحسن الفكرة .
- ولما لا اقوم بذلك مادمت قد نكثت بوعدك من قبل؟ فتحت فمها لكنها لم تستطع التفوه بكلمة. كما ان نيكولاس لم يتح لها الفرصة اذ بادرها قائلا: " في الواقع هذا المنز رائع فلم لا ابقى فيه؟ كنت انوي قضاء شهر العسل فيه "
سمع انينها الخافت فعرف انه جرحها .
- هذا....هذا سيئ !
حاولت المحافظة على رباطة جأشها وتفادي دوار الم بها .
- لا يمكنني تحنل اهاناتك ثلاثة اسابيع .
سمعت كبير الخدم ينزل فبادرته حين غدا على مقربة منها : " ارجوك انزل الحقائب من جديد. سأغادر في الحال "
- انت تتهربين مجددا .
- اتهرب؟؟ كيف تجرؤ على قول ذلك! لا انا لا اتهرب! كل ما في المر هو انني لن اسمح لك بأن تجعلني موضع سخريتك. واذا كنت تعتقد اني سأبقى فأنت مخبول .
- لا لم اعتقد ذلك كن يكذب فهو يعرف جيدا ما قد تفعله. بقي يحدق فيها وهي تهدد وتتوعد ربما استطاعت ان تتهرب منه ومن الزواج به ولكنها لم تكن قد التقته حين تراجعت عن الزواج به وهذا ما حملها على القيام بذلك. اما فيما يخص عملها فالامر مختلف تماما . وهي ما كانت لتتهرب من اداء عملها فهي متحمسة جدا له ويدرك نيكولاس ذلك جيدا بعد التحريات التي قام بها .
تمتمت تقول: " لا شيئ, لا هذا المنزل ولا اي منزل.... من الافضل ان تعرضه للبيع ...."
وقبل ان تكمل كلامها اجفلت وتحول تعبير وجهها الحزين الى اشمئزاز شديد ين لاحظت الضرر الكبير الذي لحق بالمنزل واصوله الفكيتورية الباعثة على الفخر .
فقد طليت ارضه الخشبية باللونين الاخضر والاصفر فبدت كرقعة الداما. اما ورق الجدران فكان منقطا فيما تتدلى من السقف كرات بلاستيكية صفراء لتنير المكان ولاحظت خافها طاولة غير متناسقة .
غطت كالي فمها بكلتا يديها حين استدارت. وتأملها نيكولاس وهي تلقي نظرة عجلى الى حائط جانبي. رأت طاولة مستديرة مصنوعة من الخشب تتوسط بابين يعلوها مصباح كهربائي مروع يشبه لمبة كهربائية كبيره . عضت كالي على شفتيها حين استدارت لترى جدارا اخر علقت عليه ساعة مستطيلة صفراء اللون بحجم صينية . لم تكن العقارب تتوسط تلك الساعة وعقرب الثواني الاحلر يتدلا. شعر نيكولاس ان حركة ذاك العقرب تدوي في رأسهاولاحظ تعابير وجهها المضطربة .
كانت تعابير وجهها تشير بوضوح الى انها تشعر بدوار رهيب ورغبة قوية في انقاذ المكان من التشوه الكبير الذي لحق به .
قال لها بطريقة ساخرة: " جميل اليس كذلك؟ يروق لي خاصة لون ورق الجدران الرصاصي "
اجابته بتذمر: " اه يا عزيزي انه رهيب ""
- لكن هل هو رهيب بما يكفي لتتحملي الاسر في جهنم على الارض؟ ادارت ظهرها له حانية كتفيها قليلا. شعر باضطرابها فمنحها وقتا قصيرا لتعي ان خلف هذا الديكور المريع تحفة فنية تطلب النجدة ليحررها احدهم . كاد يسمع ما تفكر فيه: " علي ان انقذ هذا المنزل..علي ان انقذه "
وزم شفتيه ليخفي تكشيرة لاذعة .
وقع اقدام كبير الخدم جعل نيكولاس ينظر مجددا الى السلم. كان الرجل في بذلته الرسمية ينزل السلم حاملا حقيبة سفر وحقيبة يد .
نظر نيكولاس الى خطيبته السابقة التي بدت قلقة كانت قد سمعت هي ايضا وقع اقدام كبير الخدم فالتفتت اليه. بقي نيكولاس ينتظر صامتا فمن الافضل الا تتذكر الان وجوده غير المحبب لتسير الامور كما خطط لها. عليها ان تفكر بالمنزل وبالمنزل فحسب .
- آه اعتقد ....
اخذ نيكولاس يراقبها وهي تستقيم في وقفتها .
- في الواقع انا اسفة .
والتفتت الى السلم متوجهة بالكلام الى رئيس الخدم
- اعتقد انني سأبقى هنا .
واسرعت تصعد السلم وامسكت بالحقائب ثم قالت: " هلا ارشدتني الى غرفتي "
نظر كبير الخدم الى مديره مستغربا فأومأ نيكولاس برأسه وهو يشعر بالرضا وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه .
افرغت كالي محتويات حقائبها وذرعت الغرفة جيئة وذهابا بين حقيبتها وخزانة الالبسة الصفراء ذات السقف الالمنيوم والادراج الخيزرانية . وفيما كانت تعمل اخذت تحدث نفسها: " ثلاثة اسابيع؟ قبلت ان تسكني مع رجلا يبدو جليا انه يكرهك لثلاثة اسابيع وتحت سقف واحد؟ لم لا تستعملين دماغك كالي لتمنعي جمجمتك من الانفجار؟ "
بعد تعنيف بينها وبين المنطق والعقل وضعت حدا لشجار كان على وشك ان يولد. لكنه كان على حق حين قال ان ثلاثة اسابيع في جحيم على الارض يمكن تحملها لقاء فرصة تحويل هذا الميراث الفيكتوري الى تحفة فنية يتكلم عنها التاريخ .
لكن لا تنسي يا كالي هذا الرجل يكرهك وينوي ان يحول حياتك الى حياة بائسة. هل انت جاهزة لذلك؟ لا اعلم..لا اعلم دعوني وشأني !
القت بنفسها على السرير وغمغمت تقولك: " اعرف انه يكرهني ويريد ان يعذبني لانني عدلت عن رأي ليلة الزفاف لكن ......."
اخذت تتأمل غرفتها بسقفها الذي كان يرتفع اربع عشرة قدما . كانت هذه الغرفة جميلة فيما مضى. فما زالت نوافذها تحمل الالواح الزجاجية السميكة نفسها كما رأت الالواح الخشبية التي كانت تغطي الارضية, داخل خزانة الالبسة. اما الارضية فمغطاة حاليا ببساط اخضر عليه رسوم غير متناسقة. ويحيط بالجدران الداخلية خشب من الطراز الفكتوري. وهي مزخرفة بطريقة جميلة لكن الطلاء الرمادي الضارب الى الخضرة الذي طليت به الجدران يخفي روعتها وجمالها .
تعرف كالي ان الخمسينيات كانت سنوات استكشاف الفضاء. وقد شغفت امريكا بذلك حتى انعكس ذلك في فن المعمارة وفي الهندسة الداخلية فطغت الاشكال الهندسية والالوان الجريئة على الابنية ولكن بدلا من ان يخرج ذلك عملا انيقا ومرضيا اخرج عملا غريبا مثيرا للاعصاب .
هل ستستطيع ايقاظ الجميلة النائمة من سباتها وتنفض عنها غبارا ذرته عليها يد مجرم؟ هل يستحق الامر ان تبقى ثلاثة اسابيع تحت سقف واحد مع رجل يكرهها؟ اخذت نفسا عميقا واشاحت بنظرها نحو حجرة النوم. غمرها الشغف حين تخيلت ما قد يصبح عليه هذا المنزل سوف تقترف اثما اذا ما فرت من هنا فالمنزل بحاجة اليها. من المؤكد انها ستندم على المستويين العاطفي والعملي اذا ما تركته .
- نعم .....
اخذت نفسا عميقا وشعرت بتدفق من الشجاعة .
- نعم..انه يستحق كل ما ق يخضعني له السيد فاروس من متاعب !
اتجهت الى غرفة الملابس وتابعت تقول لنفسها:" اذا كنت تنوي اهانتي يا سيد فاروس فقم بما في وسعك. هيا راقبني كالصقر ولكنك لن تجد عملي غير كفؤ. ولن اهرب !"
ثم القت برأسها على السرير وقالت: " لان كالي انجليس اقوى مما تتصور. سوف احول هذه الحشيشة المرة الى وردة امريكية رائعة الجمال مهما ضايقتني او اهنتني ." ****
لم تشأ كالي تضييع اي دقيقة تحت سقف نيكولاس فاروس.لذا بدأت بعد ظهر ذلك اليوم تنتقل بين الغرف الجميلة لتصور لقطات فوتغرافية وتكتب ملاحظات كثيرة. ومع كل لقاء غير متوقع بالسيد فاروس كانت تبدو مرتبكة ومنزعجة. لقد بدا جليا ان السيد فاروس اشترى المنزل مع الاثاث الموجود فيه. اذ لم تستطع ان تتخيل ان يكون السيد فاروس قد اشتراه وفرشه ومن ثم اوكل مهمة قلبه رأسا على عقب الى شخص آخر .
ومع انها بذلت اقصى جهدها في التركيز الا انا كانت تشعر بوجوده كلما اقترب منها. وجوده المؤقت في ممر مجار كان كفيلا بان يقطع عليها حبل افكارها . وكلما سمعت وقع اقدامه او داعبت انفها رائحة عطر ما بعد الحلاقة الذي يضعه فقدت تركيزها فتبدو لها التفاصيل الهندسية عسيرة الوصف. ما المشكلة؟ لم لا تستطيع التركيز حين يمر بقربها؟ اهو القلق؟ هل تتوقع ان يظهر فجأه امامها ويصرخ ليفاجئها؟ جاهدت لتفكر في الملاحظات التي دونتها وتبعد افكارها عن اي موضوع اخر. وفيما كانت تنتقل من غرفة الى غرفة قشرت ورق جدران احدى الغرف لتجد تحته بقايا باهتة للوحة خشبية ساحرة مصنوعة يدويا. فرحت كثيرا باكتشافها ودنت ملاحضاتها على دفترها .
نقضى بعد الظهر بسلام. في الواقع لم يوجه نيكولاس اليها اي كلمة حتى انه لم ينضم اليها عند العشاء فأكلت وحدها في غرفة تصلح لركن باص كبير. اخذت تتذوق العشاء اللذيذ والغريب ولكنها لم تكترث لطعم العشاء بقدرما اكترثت للغرفة التي جلست تأكل فيها. كانت الجدران مزينة بالواح حتى حدود السقف المزخرف. وبدا جليا انها كانت مطلية في السابق باللون الجوري لكنها الان طلية بالبرتقالي المقرف .
بدت العشرون كرسيا المنجدة بالفينيل البرتقالي ذات الارجل الحديدية النحيفة وكأنها اقزام جائعة قهقهت ساخرة وغمغمت : " كالي لم تعودي في كنساس. انت في اوز الان "
القت نظرة عجلى نحو الاعلى فرأت ثريات الكريستال المتلالئة بين السقف المزين والاولة تضئ المكان. كانت الاضواء تنتشر في الزوايا هنا وهناك فتنير المكان بشكل عشوائي. ارتعشت كالي من جراء قسوة الجو وبرودة الديكور في الغرفة وغمغمت تقول: ط اذا اردت رأي يا سيد فاروس فأنا ارى ان هذا الديكور يناسبك تماما "
- شكرا !
اطلقت صرخة قوية وحادة واخذت ترتجف ووضعت يدها على صدرها وهي تلتفت نحو مصدر الصوت .
- ماذا تحاول ان تفعل....ان تسبب لي ذبحة قلبية؟ سار متمهلا نحو المدخل وهو لايزال يرتدي سروال الجينز. بدا كرجل يجيد كل الاعمال وقد وصل ليصلح عطلا في الطاولة بدلا من ان يجلس اليها .
- هل تستمعين بأكل السرطان؟ نظرت اليه بسخرية وقالت:" ولم تسأل؟ هل هو مسمم؟ "
ابتسم ابتسامة عريضة وجلس في المقعد قبالتها .
- كيف وصلنا الى هذه البداية التعيسة انسة انجليس؟ وضعت ساعديها على الطاولة ونظرت اليه ثم قالت: " ربما لانك تكرهني وتواجه صعوبة في اخفلء ذلك؟ "
جلس امامها وحاولا تقليد وضعها المحارب وموقفها العدائي لكن الابتسامة العريضة بقيت تلوي شفتيه .
- لا احاول ان اخفي ذلك انسة انجليس .
تسمرت في مكانها وحاولت ان لا تظهر رد فعل على ما قاله. لكن مهما حاولت كانت تعلم انها لن تفلت من قبضة نيكولاس فاروس لاسيما انه يشن حربه ببراعة ويبقى باسما. رأت الغدر في عينيه الرماديتين فسرت رعشة في جسدها حين تذكرت ان الغرفة التي يجلسان فيها باردة ومخيفة. كم كانت ساذجة منذ قليل. بدت لها الغرفة مناسبة جدا ليشن حربه عليها. واخذت تنظر اليه وهو يراقبها بصمت عبر الطاولة .
قال كاسرا جبل الصمت والاضطراب اللذين اخذا يلفان المكان :
" حسنا انت ترين ان الديكور يناسبني لكن ما هو انطباعك الاول عن منزلي؟ "
كانت شبه الابتسامة الساخرة التي لوت شفتيه تعبر بوضوح عن احتقاره لها لكنها حصرت الحديث في اطار عملها فيما انصرف هو الى طرح اسئلة تجارية اقله في الظاهر. شعرت بضعفها لكنها قررت ان تترفع عن ذلك وتتظاهر بالقوة . وضعت يديها في حضنها وتنحنحت .
- في الواقع .....
قالت ذلك ثم تنحنحت لتطرد رعشة الاضطراب من صوتها ثم اكملت :
" في الواقع يا سيد فاروس, انا لا املك....ط قاطعها قائلا:" نيكولاس "
اجفلت لما قاله فسألته:" ماذا؟ "
- قلت نيكولاس واستدار ليومئ الى احدهم. التفتت فرأت خادما يدنو منه حاملا طبقا من الطعام الساخن فشعرت بالاضطراب. هل سينظم السيد فاروس اليها على العشاء؟ وفي غمرة تساؤلاتها دنا خادم اخر حاملا صينية تعلوها اطباق عدة. والتفت مضيفها اليها مجددا ثم قال: " ناديني نيكولاس! انا اصر على ذلك انسة انجليس "
كانت تناديه بالسيد فاروس لتذكره دائما بأن ما يربطهما هو علاقة عمل بحتة .
كانت تدعوه نيكولاس حين تتخيل نفسها زوجته. تصورت انها ستقول: " اود ان اعرفكم بنيكولاس زوجي او نيكولاس حبيبي شكرا على الورود او نيكولاس عزيزي هلا ناولتني الكريما !"
كم يبدو هذا لها سخيفا صبيانيا الان بعد ان التقت هذا الرجل. لم يبد لها ذلك الشخص المرح الذي وصفه لها جدها بل رأت فيه شخصا متوحشا متكلفا ومحبا للانتقام .
اذا دعته نيكولاس فستبدو علاقتهما حميمة خلافا لما هي عليه الان. لم تود التفكير بذلك لكن ذكر اسمه جعل قشعريرة ذنب تسري في عروقها .
لعلها هي من جعلته انسانا متوحشا محبا للانتقام ربما هوودود ولطيف مع من لا ينبذه ليلة الزفاف. شعرت بغصة في حلقها لكن الاوان فات ولا يمكن فعل شيئ الان. لقد هزمته ولا يمكنها التراجع عن ذالك. كان تصرفها احمق وربما اثر في ذلك حزنها الكبير على جدها كريس .
شعرت بالارتباك والغضب منه ومن نفسها لقبولها بزواج رتبه لهما جدهما. لا! لن تستطيع ابدا ان تناديه نيكولاس ولا حتى بعد مليون سنة. واستحذرت هذه الفكرة في ذهنها مشاعر واحاسيس ملؤها الشعور بالذنب والذكريات المؤلمة. لا لن تناديه نيكولاس . حين غدا العشاء جاهزا امامه تناول شوكة الطعام ونظر اليها .
- وماذا تودين ان اناديك؟

عشق و غرام
عشق و غرام
التكمله
قال نيكولاس هذا واشار عليهما بالدخول , لان الضباب بدأ يلف المكان , واقفل الباب .
- من الرائع ان اراكما مجددا حاول نيكولاس ان يرسم ابتسامه على شفتيه , لكن الظروف و الوقت لم تكن مؤاتيه البته .
ربت ريس على كتف نيكولاس وقال له :
- اذا , اعتقد ان هذة السيدة الجميله هي كالي فاروس ؟ تبع نيكولاس نظرات ريس وقد نسي تماما وجود كالي و امها , و أومأ مجيبا :" نعم ما خطبه ؟ لما أومأ برأسه ؟ من الواضح ان اخبار تركه عند المذبح لم تصل اليهما .
- اعني .......
فقال ريس :
- حسنا , اعلم انني لست اول من يهنأ العروس . ولكن كما يقول أجدادي من الافضل انجاز الامر مع بعض التأخير عوضا عن عدم القيام به البته .
ثم اتجه نحو كالي و هنأها , ومع ان سلامه كان خاطفا الا ان نيكولاس شعر وكأنه استغرق دهرا .
قال نيكولاس :
- ما وددت قوله هو لا. لقد الغي الزواج .
لم يصدق ريس ما قاله نيكولاس , بل ضحك قائلا :
- اعترف لك بأنني احسدك نيكولاس فتنحنح نيكولاس , وتدخل لاندون قائلا لريس :
- اعتقد انه فاتك امر مهم يا ريس !
- ماذا ؟ استدار ريس دون ان يترك يد كالي و قال :
- لا اعتقد انه فاتني شيء و غمز كالي . ولأول مرة شعر نيكولاس برغبه بضرب صديقه ليجعله يبتعد عن كالي . لكن , لحسن الحظ قامت كالي بالمبادرة و تراجعت نحو الخلف , منتزعه يدها من يد ريس .
قال لاندون :
- لقد قال لنا نيكولاس انهما ليس متزوجين وسرح نظرة بين كالي المتوردة من الحنق الى نيكولاس . يالها من غبيه . قالت كالي :
- المعذرة , علي الذهاب للقيام ببعض الاعمال .
ثم نظرت نظرة خاطفه الى صديقي نيكولاس و حاولت ان ترسم ابتسامه متكلفه على وجهها وهي تقول :
- لقد سرني التعرف إليكما بعد ذلك صعدت السلالم وكل العيون شاخصه اليها وهي تنسحب .
و بعد ان توارت عن الانظار , التفت ريس الى نيكولاس وقال له :
- بالله عليك , ماذا فعلت لها ؟ لم يكن نيكولاس يتحمل سؤالا مماثلا , ولا سيما اليوم ! فزم شفتيه وعد حتى العشرة , قبل ان يجيب ريس .
سأل لاندون زو و هو يتجول في ارجاء البيت :
- هل انت والدة كالي ؟ بالكاد اصدق ذلك , فأنت لا تبدين كبيرة في السن زال التوتر عن وجه زو واتسعت عينيها , كما ارتسمت ابتسامه ارتباك على شفتيها و قالت :
- لم ..... لم , شكرا . نعم انا زو انجليس . فمد لاندون يدة يصافحها و قال :
- انا لاندون مورس , لابد انك والسيد انجليس فخوران جدا . فلديكما ابنه جميله !
مدت زو يدها لتصافحه :
- اشكرك مجددا . ثم ماتت الابتسامه من على شفتيها وقالت :
- انا ارمله يا سيد مورس . ولكنني متأكدة من ان والد كالي كان ليفخر جدا بها , لو كان حيا !
وضع لاندون يدة الاخرى على يد زو وقال :
- هذا الفتى المتهور الذي تحرش بأبنتك يدعى ريس ويبلي . انه صديق قديم لي وزميل دراسه لنيكولاس و هما يعملان في المضمار نفسه فنظرت زو الى نيكولاس وهي تبتسم وقالت :
- هذا رائع . نيكولاس شاب جذاب , لذا لا اشك ان اصدقائه رائعين ثم التفتت الى الجهه الخلفيه للمنزل , وقالت :
- ثمه قهوة ساخنه في الغرفه الشمسيه . هل تود شربها معي ؟
- بكل سرور , سيدة انجليس .
علت ضحكه زو في المكان وهما يغادران الغرفه , وهي تقول :
- من فضلك سيد موريس , اسمي زو
- انا لاندون مع الاصدقاء , عليك ان تطلعيني على كل الاخبار زو . مما رأيت وسمعت لابد ان هناك الكثير من الاخبار !
ما توارى الاثنان عن الانظار , حتى التفت نيكولاس من الشمال الى اليمين , وقد بدا الاضطراب عليه . شعر بنظرات ريس المليئة بالشكوك فالتفت اليه قائلا :
- ماذا ؟
- سألتك مالذي فعلته بتلك الشابه الرائعه ؟ جعل افتراض ريس بأن نيكولاس ازعج كالي او اذاها , نيكولاس يغضب :
- لقد استسلمت !
دلت كلماته هذة على نفاذ صبرة , وتابع يقول :
- كان هذا كافيا استغرق ريس نصف الدقيقه ليستوعب ما سمعه , ثم هز رأسه قائلا :
- انت تمزح !
- نعم , انا امزح . الحقيقه انني تلقيت الصفعه تلو الاخرى فأجفل ريس لسماعه ذلك وقال :
- هل رفضت الزواج بك ؟
- لم ترد زواجا مدبرا مع شخص لم يسبق لها ان التقت به عقد ريس ذراعيه , وكأنه يفكر مليا في ذلك :
- آة ! اذا هي هنا لتحاول ان التعرف اليك ؟
- لا , انها هنا لتجديد المنزل اختلط الامر على ريس , فأتجه نحو صديقه وقال :
- هل قررت الا تتزوج بك , فأعطيتها هذة الوظيفه ؟
- باستطاعتك ان تفهمها بهذة الطريقه نظر ريس الى صديقه وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامه تعبر عن شكه :
- اذا حسبتك طويلا او غير مناسب لها او متحجر القلب ؟ نظر نيكولاس الى السقف وقال :
- ذكرني ان سألتك ان تمدحني ؟ التفت ريس الى السلم حيث توارت كالي وقال :
- قل لي , الا يزعجك جدا انها عدلت عن الزواج بك ؟ زم نيكولاس شفتيه , وحين استدار رفيقه ليواجهه رفع حاجبه كأجابه على سؤاله
- حسنا , الا يؤثرذلك فيك نفسيا ؟ الا تهتم بأمرها ؟
- لم اكن اعرف تلك المرأة , لم يسبق لنا ان التقينا
- اة , فهمت و اومأ ريس الى السلم و قال :
- اذا كل ما يربطك بها هو مجرد علاقه عمل ؟ فأجابه نيكولاس بأقتضاب : " تماما "
بقي ريس يتأمل السلم , و بعد مرور دقيقه من الصمت , لاحظ نيكولاس ان صديقه ينظر الى السلم , كما لو انه يفكر بالحاق بكالي الغير مرتبطه , فسأله :
- بماذا تفكر ؟ فاستدار ريس و قال له :
- بما انك لست في شهر عسل , وبما انني و لاندون في زيارتك , فكرت فيما اذا كنت تمانع في قضاء يومين هنا ؟ لنستدرك وضعنا ليس الا !
نظر نيكولاس الى حقيبته , كان على وشك الفرار , وما زال بأمكانه ذلك . نظر مجددا الى صديقه الذي لم يزورة منذ فترة طويله . ريس يجعله يضحك و كان بحاجه الى ذلك . و لاندون بمثابه اب له وكل هذا مهم بالنسبه اليه ليتخلص من مستنقع المشاعر الذي ورطته كالي .
اخذ نفسا عميقا وقد بدا عليه الارهاق , ثم قال وهو غير متأكد من انه يفكر بصواب : " لا استطيع ............"
و هز راسه ثم تابع قائلا :
- لا يمكنني من التفكير بشيء الان , لكن علي القيام بذلك .
لم لا يستقبل اصدقائه القدامى في ملكه الخاص ؟ لن يمكث مع كالي في الغرفه نفسها , لذا لن يضطر الى لعب دور المغفل الذي لعبه الليله الماضيه . قال اخيرا وهو يبتسم :
- طبعا , فيما نشرب القهوة , سوف اطلب تحضير غرفتين لكما
- هذا رائع ! قال ريس ووضع يدة على كتف نيكولاس ثم اضاف :
- قل لي يا صديقي , هل افهم منك ان علاقتك بكالي هي علاقه عمل فحسب ؟
- تماما قال نيكولاس ذلك واستغرب الشعور السيء الذي تملكه .
- جيد ! جيد .
نظر نيكولاس الى صديقه وسأله :
- لماذا ؟ فقال ريس :
- كنت افكر , بما انك لم تتفق مع الانسه انجليس , وبما انها لم تعد تريد الطويل القامه , الاسمر المتحجر القلب فلما لا اتقرب منها انا ؟ فأجفل نيكولاس وقال :
- بما انني لم اتفق و الانسه انجليس , تنوي التقرب منها الان ؟؟؟؟ !
و استغرب ان يترك ذاك السؤال اثرا سيئا في نفسه .
- نعم بالطبع , لقد شعرت بأحاسيس غريبه حين قابلتها . و اعتقد انها شعرت بذلك ايضا . لذا بما ان هذا لن يزعجك , انوي ان ابني علاقه مع تلك الجميله .
و تابع ريس يقول :
- ومن يعرف , فقد ينمو حب حقيقي بيننا !
اشاح نيكولاس بنظرة عن ريس لطالما اعجب بطبيعه ريس المتهورة .
كانا شخصين مختلفين تماما ولعل هذا ما جعلهما صديقين . كما كان كل منهم ناجح في عمله انما على طريقته . لكن نيكولاس لم يعد يكن له هذا الاعجاب الان بعد ما قاله , حتى انه وجد نفسه منزعجا من صديقه القديم من دون ان يعرف السبب .
- لقد قدمت الى هنا لاتمنى لك زواجا سعيدا , لكن حصل امر غريب . من يعلم ؟ فربما انتهى بزواجي من خطيبتك السابقه المغريه ضحك ريس بينه و بين نفسه و هز رأسه قائلا :
- الحياة مسليه . اليس كذلك ؟ رمق نيكولاس رفيقه بنظرة متجهمه و قال :
- نعم , انها لعينه و مسليه !
9/ القلب إن هوى تعؤقلت مشاريع كالي التي كانت تقضي بإنجاز العمل في أسرع وقت ممكن 0 فكلما رفعت نظرها عن دفتر ملاحظاتها أو نظرت من خلال عدسة كاميرتها ، رأت ريس ، كان يطاردها في كل مكان وكأنه مراهق متيم بحبها 0 وبدا هذا غريبا 0 كان ذاك الرجل وسيم المظهر للغاية ، ويتمتع بوجه نجم سينمائي ، وبجسد أشبه بجسد لاعب كرة قدم متمرس 0بالتالي ، لم ينقصه شيء 0 كما أنه تكساسي الشكل مما ذكر كالي بأصدقائها في كانساس ، من رعاة الماشية 0لكن كالي لم تكن بحاجة إلى عريس متحمس الآن كما هو الحال مع ريس 0 شعرت بالاحباط فتثاءبت وجلست على حافة السرير ، لم تنه اليوم إلا نصف ما خططت لإنهائه ، وكل ذلك بسبب ريس 0 لكنها لم تود أن تبدو فظة معه لاسيما أن نيته سليمة و شريفة 0لقد كان بغاية اللطف معها وهو يلحق بها ، يحمل لها معدات الكاميرا ن وعينات من ورق الجدران 0 نعم ، لقد كان ريس بغاية اللطف ، وساعدها كثيراً ، لكنه من جهة أخرى لم يكف عن الكلام بل راح يحدثها ويلهيها ويجبرها أحياناً على القيام بالعمل نفسه ثلاث مرات 0 وكان من المؤسف ألا تستمتع برفقة رجل وسيم ولطيف مثل ريس 0 من الصعب أن تحظى إحداهن برفقة رجل صادق وعملي مثل ريس ، كان وسيماً وناجحاً في عمله 0 لسوء الحظ ، بدت كالي من النساء الضعيفات العقل ، والحقيقة المرة أنها كانت تشعر بالألم كلما ابتسم لها ذاك الرجل الأشقر 0بدا جلياً أن نيكولاس أفسح الطريق أمام صديقه ريس 0لقد تركها لصديقة راعي البقر مظهراً عدم مبالاته وكأنها زوج حذاء قديم 0 لم تفهم كالي لم جرحتها معرفة ذلك 0ألم تعي بعد أن نيكولاس لا يكن لها إلا الرغبة بأخذ الثأر ؟ إلى جانب ذلك ، ربما يجد نيكولاس مسلياً أن يجعل صديقه يضايقها وهي تعمل 0ربما كلما أزعجها ريس كلما غدا طعم الثأر ألذ !!
شعرت باليأس فغطت وجهها بيديها ، لتخفي دموعها وقالت : (( آه ! يا جدي كريس 0 كم كنت غبية لعدولي عن زواج لطالما أردته أنت وديون ))
وسقطت على السرير ودفنت رأسها في الوسادة : (( لقد كنت على حق 00 كان نيكولاس ليصبح توقفت عن الكلام 0 ما الذي تقوله ؟!! كيف تجرؤ على البكاء لتضيعها فرصة الزواج من ذلك الرجل ؟ فهو لم يبال بها ، بل قدمها لرفيقه على طبق من فضة ، هل هي متهورة لتذرف الدمع على نبذها المتهور له ؟ على العكس عليها أن تكون فرحة الآن ولكن لم لم تكن كذلك ؟ كفكفت دموعها حين عادت وفكرت بالأمر وصرخت تحدث نفسها : (( لا يا كالي ، لا تهتمي لأمره !! إنه لا يستحق عطفك 0 ليس لطيفاً 0 إنه شخص بارد وحاقد !!
لكن ذاك الصوت المزعج في رأسها عاد يحدثها بطريقة مختلفة 0 ألم تختبر مدى لطفه معها الليلة الماضية ؟
(( أخرسي أيتها البلهاء !!
قالت كالي توبخ نفسها ، وتابعت : (( أنت مرهقة ولا تفكرين بمنطق أخلدي إلى النوم لم تستطع كالي النوم أو هذا ما ظنته إذ فجأة هبت من منامها مثل السهم كان كل شيء من حولها شديد السواد ، فلم تستطع أن تعرف ما إذا غفت خمس دقائق أم نامت خمس ساعات 0مدت يدها المرتعشة إلى الساعة على الطاولة بقربها فوجدت أنها تشير إلى الحادية عشرة والنصف 0
صرت على أسنانها وعادت إلى النوم ووضعت ذراعها فوق عينيها وهي تتذمر من عدم قدرتها على النوم بسلام ولو لساعة 0راحت أحلامها تزعجها ، فرأت جدها كريس ن ولكنه بدا غاضباً 0وبخها من دون أن يترك لها مجالاً للإجابة : (( أين هو حفيد إبني الصغير ستيفان كريستوس أنجليس فاروس ذاك الطفل الرائع الذي سيجمع دم العائلتين ، ويصبح زعيماًً رائعاً 0 ازداد اضطراب كالي ، فرفعت عنها الأغطية ونهضت من سريرها 0ما الفائدة من النوم مادامت عاجزة عن ذلك ؟ وكل ما تجده هو مجرد شعور بالاضطراب والإزعاج ؟ ابتعدت عن السرير وتناولت مبذلها ووضعته عليها و خرجت من غرفتها ونزلت السلم 0 أرادت الخروج إلى حيث الهواء المنعش البارد ، وشعرت بحاجة لطرد صورة جدها كريس الغاضب من رأسها وصورة ريس اللطيف وصورة نيكولاس الغير مبالي بها أبداً 0 لم يسبح نيكولاس لليلتين متتاليتين لكنه بحاجة اليوم للتخلص من التوتر الذي انتابه 0 كان لاندون وريس قد خلدا للنوم أخيراً 0 شعر بالحاجة للاسترخاء 0لقد سرته زيارة صديقيه ، لكنه لم يستطع عن التغاضي عن ملاحقه ريس لكالي 0 من جهته بدا لاندون متيماً بزو ، فقد أمضيا ساعات من الضحك والتحدث والقيام بنزهات طويلة سيراً على الأقدام 0 خرجت شتيمة من بين شفتي نيكولاس 0 شعر وكأنه يعيش في أرض السحر بحيث ما إن تلتقي نظرات شخصين حتى يقعا في الغرام 0خالجت نيكولاس الرغبة بالهرب وبدا واضحاً ان هذا الشعور لا يخالج لا ريس ولا لاندون 0
كان رفيقا نيكولاس الذكيان يتصرفان وكأنهما مغفلان مفرطان في تفاؤلهما 0فحتى حين اعتذرت كل من كالي وزو وانسحبتا ن حوالي الساعة العاشرة ، لم يكف الرجلان عن الكلام عن لطافة الامرأتين وجمالهما ونعومتهما 0 كل منهما وكأن مشاعر الغرام تتملكه 0 لطالما وجد نيكولاس ريس متهوراً ، ولكن لاندون ؟!! بقي أعزب مدة طويلة لكنه بدا متيماً بزو إلى حد كبير 0 أي رجل عاقل كان لفر هارباً مثل ذئب مسعور ، بعد أن يلاحظ ذاك التغيير والجذري والهيام الذي تملك رفيقيه . لم يجد نيكولاس منتصف الليل في ذلك الطقس مناسباً ليركض بمحاذاة الجرف البحري 0لذا فضل أن يسبح عله يتخلص من التوتر الذي يضغط على أعصابه 0 خلع المبذل القطني الذي يلبسه ، وتقدم بخطى بطيئة إلى الحوض 0ونظر تلقائياً إلى نافذة غرفة كالي يتفقدها ، لكنه وجدها مظلمة ، فهز كتفيه غير مبال ، ما من سبب يجعلها تقف هناك 0 لا بد أنها تعبة ، بعد أن عملت 12 ساعة اليوم بعد موعد الغداء حتى موعد العشاء ، ومن المؤكد أن ريس لاحقها طوال اليوم بالطعام ، لا عجب أن زاد وزنها قليلاً !!
أجفل نيكولاس من جراء أفكاره التي راودته ، لقد خرج ليقضي على التوتر الذي يتملكه ، وليس ليزيده 0هل كان مجنوناً ؟ ما الذي يجري على هذه الأرض ليعجب الرجلان فيها بالمرأتين ؟ وقرر ديون أن يراقب جده ومدبرة المنزل لئلا يكون مصيرهما كمصير صديقيه 0 وفجأة سمع صوت غريب فتوقف ، سمع صوتاً بعيداً ، لعله بكاء خافت ؟ بكاء إنسان ؟ أخذ يمعن النظر من حوله ليكتشف مصدر الصوت 0كان يرى جيداً في الظلام 0وهكذا بعد ثوان من البحلقة، استطاع أن يميز امرأة جالسة على كرسي 0 لم يجد صعوبة في معرفتها 0فمعظم الخدم انصرفوا ، ولم يتبق في المنزل إلا ثلاث نسوة ، مدبرة المنزل وزو وكالي 0بما أن مدبرة المنزل سمينة وزو امرأة نحيفة ، عرف نيكولاس أن المرأة الباكية هي كالي 0
فأعاد ارتداء مبذله ، واتجه نحوها من دون أن يدرك ما الذي سيفعله حين يدنو منها 0لم يعتد على مواساة امرأة تبكي ، فقليلات هن النساء اللواتي يبكين بين زبائنه لأن استشاراته المالية لا تولد إلا الشعور بالرضا عند زبائنه 0 حين أصبح قربها ، جثا على ركبتيه من دون أن يعرف ما الذي سيفعله 0
- كالي ؟ ولمس كتفها 0 فانتفضت وكأنه ضربها بعصا وقالت : (( آه ! يا الهي ! ))
مسحت عينيها بطرف مبذلها وقالت له : (( ماذا ؟؟000ماذا ؟000تريد ؟ ))
بقي جاثياً قربها بلا حراك 0
- لقد كنت 00 وأشار إلى الحوض 0
- 000 على وشك الغطس في الحوض عندما سمعتك 000 بدت له كلمة ( تبكين ) قاسية ، وأدرك أنه قد يجرحها إذا ما شعرت أنه رآها وهي في ذلك الوضع الضعيف ، فقال مصححاً كلامه : (( 000هنا في الخارج ))
كم هذا واه ! شعر نيكولاس بالحاجة لأن يشتم نفسه 0 أخذت كالي تنظر من حولها ، تبحث عن محرمة وتتساءل ما الذي قد يحل مكانها ؟ وشعر بالانجذاب نحوها ، لكنه لم يعرف السبب لقد طاردها أكثر العازبين جاذبية طوال النهار رجل قد تعجب به أي امرأة 0
مد لها كم مبذله وقال : (( هيا )
نظرت كالي إلى المبذل باضطراب وقالت : (( لقد نزفت عليك الليلة الماضية ، والآن أمسح أدموعي بمبذلك !!
مسحت دموعها بكمها وقالت : (( متى سأتعلم أن أحمل معي محرمة ؟ ))
- (( ما الأمر يا كالي ؟ ))
عرف أنه لم يفهم النساء يوماً ولكن ذلك لم يضايقه 0 لم يكن مختلفاً عن ملايين الرجال الآخرين ، لكنه هذه المرة ، ود لو يعرف ما الذي يسبب لها التوتر 0
- (( هل أنت مريضة ؟ ))
- أشاحت نظرها عنه وضبطت مبذلها ثم لفت يديها حول ركبتيها ، أخذت تحدق في كل شيء ما عدا نيكولاس ، ثم هزت رأسها وقالت : (( لست مريضة ، وليس هناك من خطب ))
- وتابعت تقول : (( لكن المرء بحاجة للبكاء من وقت لآخر ))
- (( لكني لا أشعر بالحاجة لذلك ))
(( لقد قلت L فنظرت إليه وقالت المرء ))
فسألها وقد بلغ منه الغيظ مبلغا : (( وماذا تحسبينني ؟ ))
- (( لا أعرف ياسيد فاروس ، لكنني أعتقد أن والدك كان آلة حاسبة , وأمك كتلة من الثلج ))
- (( هذا جيد ! لقد جئت لأقدم لك يد المساعدة فإذا بك تنتقدينني !!))
أشاحت نظرها عنه وعضت على شفتيها ن ثم أخذت تفتح عينيها وتغلقها بسرعة ، وكأنها تجاهد لتمنع الدمع من أن يسيل 0 قالت له : (( أنا آسفة ! ))
التفتت إليه وتعابير وجهها مأساوية 0 وسالت دمعة على خدها فبدا من الواضح أنها لم تستطيع منعها من أن تذرف0
- أنت شخص تهوى الانتقاد ، وأظن أنك تشاطرني الرأي 0 جاءت ملاحظتها وكأنها دست سكيناً في أحشائه 0 وتطلب استعادته لرباطة جأشة لحظات 0
ترجع صدى الكلمات التي قالها ريس ذاك الصباح في رأسه 00بما أنها لم تعد تريد الطويل القامة الأسمر المتحجر القلب 000المتحجر القلب ؟؟ شعر نيكولاس بالارتباك ، ولم يستطع إلا الاعتراف بأن ذلك صحيح فهو لطالما اكتسب هذا الصيت 0 لقد عرضه نبذ كالي له إلى أقسى مذلة في حياته ، لسوء الحظ ، لم تكن خطيبته السابقة زميلة عنيدة له في مجال الأعمال ، بل امرأة حساسة مبدعة ، خسرت شخصاً عزيزاً على قلبها 0 كانت حزينة 000ولا تزال 0 وماذا فعل منذ أن التقيا ؟ تصرف مثل شخص ماكر حقود 0
- (( أرجوك دعني وشأني ))
راودت نيكولاس فكرة عابرة فقال لكالي : (( هل قال لك ريس شيئاً

عشق و غرام
عشق و غرام
النهايه
نظر نيكولاس إلى وجه كالي الجميل . في تلك اللحظة , بدت عيناها واسعتين وشفتاها الناعمتين تنمان على دهشتها , وتوردت وجنتاها . بعد ثوان قليلة , سالت دمعة على خدها , وأخذت تبتسم .
من جهتها , أطلقت زو صيحة وقالت : " آه ... آه, نعم , لاندون ! "
وعانقته بحرارة ..
أثارت ردة فعل زو وحماسها الطفولي اهتمام نيكولاس . بدت له أكثر شبابا من ابنتها , ووجد نيكولاس نفسه ينظر مجددا إلى كالي . كانت تضحك وقد سالت دموع قليلة على خديها . بقيت صامته وحافظت على رباطة جأشها أكثر من والدتها , لكن الحال لم تكن كذلك حين تراودها الكوابيس .
- هذا رائع يا ماما !
خرجت تلك الكلمات من فم كالي , مع أن نيكولاس شعر بأنها ليست سعيدة تماما . شعر نيكولاس بأنها تفكر بوالدها الذي لم تستبدله بشخص آخر منذ مماته . والذي يجسد بالنسبة لها مثلا أعلى .
قد تعتبر كالي لاندون شخصا رائعا , لكنه لن يستطيع أبدا أن يحل مكان والدها الرائع .
من جهة أخرى , كانت سعادة والدتها تهمها أيضا , لذا لن تلجأ إلى الإعراب عن أفكارها السلبية .
ساورت نيكولاس فكرة عريضة . ربما يجب على كالي أن تعرب عن أفكارها السلبية تلك , ربما عليها أن تسمع والدتها أن أباها مهما كان رائعا , لم يكن يخلو من العيوب . إذا استمرت كالي في التفكير بتلك الصورة المثالية لأبيها , فلن تنجح في إقامة أي علاقة مع أي رجل . فما من رجل تتوفر فيه تلك الصفات المثالية . ولقاء رجل والتعرف إليه عن كثب , لن يساهما إلا في تفاقم هذه المشكلة . فما إن يظهر عنده أي عيب , حتى تنبذه كما سبق لها أن نبذته ليلة الزفاف . ربما عليه أن يعتبر نفسه محظوظا لأنها نبذته , قبل أن يقع في غرامها .
أجفل نيكولاس , إذا لم يكن ما قاله صحيحا تماما , ألم يقع في غرامها بعد ؟ وقف ديون وربت على كتف لاندون , فقطع على نيكولاس تأملاته .
- حسنا , حسنا , أنا سعيد لرؤية زو قد وجدت السعادة أخيرا , بعد سنوات من الوحدة , أمضتها في تربية ابنتها والاعتناء بحماها .
ضرب على الطاولة فجعل أطباق الفضة والكريستال تحتك وتصدر رنينا .
ثم تابع قائلا " تستحق زو السعادة . اليوم يوم رائع "
ونهض ريس من كرسيه وقال :" يا إلهي ! لم أتصور أنني سأرى يوما هذا المشهد ! لاندون أيها العجوز "
وخلع ريس عن رأسه قبعة وهمية وأحنى رأسه تقديرا لمبادرة لاندون . ثم التفت إلى كالي وقال :
" عزيزتي , لن نترك هذا الزواج يسبقنا !"
وأمسك يد كالي , فشعر نيكولاس بغضة في حلقه وأحس أن ثمة اعتراف آخر سيحصل . ولكن . وقع هذا الإعتراف . قد لا يستطيع نيكولاس تحمل .
جثا ريس على ركبتيه أمام كالي وقال :" أنا رجل قليل الكلام , أيتها الآنسة الصغيرة "
وأمسك بكلتي يديها وعيناه تقدحان تصميما . ومع أن نيكولاس لم يستطيع رؤية وجه كالي , إلا أنه لاحظ ارتباكها .
- أول مرة وقعت عيناي عليك , اعتبرتك فتاة جميلة فاتنة , وردة في بستان من الورود , وكنت أعلم أن هذه اللحظة آتية .
شعر نيكولاس بالاضطراب لسماع كلمات صديقه , ورمقه بنظرة باردة .
وتابع ريس قائلا :" كالي ! لقد جبت بقاع العالم وتعرفت إلى العديد من النساء . لكنك أيتها الساحرة , جذبتني كثيرا , وأنا حاضر لأضع حدا لسجلي الأسود وأودع عزوبتي ... إذا قبلت أن تكوني زوجتي "
لم يسمع في الغرفة سوى لهاث كالي الناعم .. وأخذ نيكولاس يراقبها عن كثب .. هل الصدمة أم الرعب هو ما بدا عليها ؟ أخذ يفكر في الأسباب التي قد تحول دون قبولها , ولكنه لم يعرف لما راودته هذه الأفكار .
لقد كان ريس أعز أصدقائه . وشعر أنه خسيس وهو يأمل أن تكون إجابة كالي سلبية . ولكن ماذا يعنيه إذا قبلت أو لم تقبل بريس ؟ ربما كان هذا الأمر يعنيه منذ شهر , لكنه لم يعد يعنيه الآن .
شحب وجهها لبرهة , لكن سرعان ما توردت وجنتيها مجددا .
كان ريس يبتسم متفائلا كعادته . أما نيكولاس فأحس بالاستياء من نفسه بسبب أفكاره الملتوية . تبا لك !
ريس أقدم وأقرب صديق لك ! تمن له الحظ السعيد , أيها الغبي البائس .
للحظة , تحركت شفتا كالي , من دون أن تتفوه بأي كلمة . نقلت نظرها عبر الغرفة وأخذت تتفحص الوجوه المترقبة . وحين التقت عيناها بعيني نيكولاس , حاول هذا الأخير إخفاء غضبه وإحباطه عبر التظاهر بالحشرية والترقب .. كانت عيناه واسعتين تومضان بالضوء المعكوس فيهما . للحظة , بدت نظراتها وكأنها ثاقبة ولكنها تغيرت سريعا . وقي اللحظة التالية , نظرت إلى ريس وقالت "أنا ....... أنا ........"
- هذه أفضل طريقة لأقول لك أحبك , أمام الجميع , يا حلوتي شعرت كالي بالضياع والصدمة , فعضت على شفتيها السفلى وأغمضت عينيها لثوان , فلم تستطيع إلا رؤية وجه نيكولاس في ذاكرتها . حين نظرت إليه , لم يظهر أي انفعال . نظرت إلى ريس الذي بدأ وسيما وقويا , و تعابير وجهه يشوبها القلق , فأشفقت عليه .
لم تستطع أهانته أمام الجميع, فهذا بغاية القسوة وهناك ما يكفي من الوقت لترفض في ما بينهما .
بالكاد أومأت كالي برأسها وهمست : " نعم "
بدت تلك الكلمات أبعد ما تكون عن الإيجاب , وشعرت كالي وكأن شخصا أخر قالها .. شخص لا تعرفه . شعرت بالضياع وكأنه في مكان لم تألفه, وكان أحدهم جرها, رغما عنها, للعب الدور الرئيسي في ميلودراما غير واقعية.. شعرت بالحزن وأوشكت على البكاء . فاختارت أن تسير مع التيار . كان قول نعم أسهل ما يمكنها قوله في هذه الحالة. إنه قرار جبان و تفاجأت كالي لذلك . وهاهي الآن نادمة عليه .
ترك جواب كالي أثرا على نيكولاس أشبه بريح شتوية , تصفر في الأرض فارغة . فشعر بتصلب روحه .
بقي جالسا يبتسم رافضا الاعتراف بالألم الذي اعتصر قلبه .
قفز ريس من الفرح وأحاط كالي بذراعيه , وأخذ الآخرون يضحكون ويهتفون بتعابير التهنئة .. سارع كل من لاندون ووالدة كالي لتهنئة الزواج , فضمت زو ابنتها بين ذراعيها وعانق لاندون ريس .
صفق ديون فرمقه نيكولاس بنظرة اتهام من طرف عينيه . كان ديون يصفق وينظر إلى نيكولاس وكأنه يقول له :" أترى ماذا كلفك كبريائك يا يال ؟ الآن أصبحت عروس شخص أخر !"
لم يكن مزاج نيكولاس يسمح له بأن يتقبل لوم جده , فنهض عن كرسيه ودار حول الطاولة ليهنئ صديقه .
مد يده يصافحه وقال له : " تهاني يا ريس "
ثم التفت نحو كالي , فبدت له جذابة بوجنتيها الحمراوين وفمها الرائع .
أمسك ريس بيد نيكولاس وشكره , لكن حماس ريس منع نيكولاس من أن ينظر إلى وجه كالي .
جاهد نيكولاس ليبتسم ابتسامة طبيعية وقال :" حين قلت لك إنك ستجدين ما تبحثين عنه . لم أكن أعلم أنه سيكون بهذه السرعة "
كانت كالي خجلة من نفسها إلى درجة أنها لم تستطع الوقوف لترى صورتها في المرآة . كيف قالت نعم لريس , حتى ولو كان الهدف عدم جرح كبريائه ؟ لم تكن تنوي الزواج منه . جاء جوابها المتهور بقبول الزواج منه ردة فعل غبية وغير عقلانية على لامبالاة نيكولاس .
لم تنم طيلة الليل , بل بقيت تتقلب في فراشها , وهي تشعر باشمئزاز من نفسها . وعلى الرغم من تعبها , أيقنت بما عليها فعله . عليها أن تصحيح غلطتها . إن لامبالاة نيكولاس لا تغير واقع أنها ليست مغرمة بريس . أنه رجل رائع يستحق أكثر من المشاعر التي يمكن أن تعطيه إياها . قد يجد يوما الزوجة المناسبة له , الزوجة التي تعشقه وتقبل بعرضه عن قناعته . فهو لا يستحق أن يشوب حياته الزوجية الحزن والفشل .
في الصباح التالي , كان ريس و لاندون يتحضران لرحيل بعد أن مددا إقامتهما أكثر مما كانا ينويان . فأرادت كالي تصحيح ما اقترفته من خطأ قبل مغادرتهما .
التقت بريس في البهو وشكرت الله أنه وحيد . همست تقول له " ريس "
التفت ريس ناحيتها فيما كانت تنزل السلم , فآلمتها الابتسامة العريضة التي ارتسمت على شفتيه .
- صباح الخير يا حلوتي !
وفتح ذراعيه لها وكأنه يتوقع منها أن ترتمي بين أحضانه , لكن كالي أمسكت بيديه واصطحبته من منتصف البهو , إلى زاوية منعزلة تحت السلم .
قالت بعد أن قطع الغضب أنفاسها : صباح الخبر !
وانحنى ليعانقها , فتجنبته وقالت له : انتظر يا ريس , علي أن أقول لك شيئا !
فتردد ريس وبقي يبتسم , مع أنه لاحظ الحذر في عينيها . بقيت كالي تتفرس فيه للحظة , ثم قالت له :
أنت تعلم ما الذي سأقوله , أليس كذلك ؟ تلاشت ابتسامة ريس قليلا وقال " لم تعطيني أي تلميح يا عزيزتي !"
فارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها وقالت : بل أنت تعلم ؟ ضغطت على أصابعه وتابعت قائلة : ريس , في ما يتعلق بالليلة الماضية .......
خفض ريس حاجبيه الشقراوين ولكنه بقي مبتسم وقال : ما الأمر؟ فقالت كالي بصعوبة : أنا ... أنا أشعر بأن ذلك رهيب . لكن .. حين قلت نعم , اعتقد أنني لم أفكر جيدا .
توقفت قليلا , ثم تابعت تقول: لقد أثارني عرضك . فأنت رجل , رجل .. إذا , حسنا , أنا ....
هزت كالي رأسها محاولة إيجاد الكلمات .
أفلت ريس يديه من يديها . وأمسك بها من كتفيها وقال :"تبا يا حلوتي ! هل هذا يعني أنك تتراجعين عن كلامك ؟ هل ترفضيني ؟ "
فعضت كالي على شفتها السفلى وقالت " أنا آسفة جدا , أنا ... اعتقدت أن رفضي الليلة الماضية , كان ليجرحك "
لاحظت كالي أنها كانت تنظر إلى صدره . فأجبرت نفسها على النظر إلى وجهه , وقالت له " أرجوك .. هل ستسامحني يوما؟ "
ماتت أخيرا الضحكة على شفتيه , ولاحظت الجمود في عينيه . بعد برهة شابها التوتر , ابتسم ريس , لكن ابتسامته كانت متكلفة , تفتقر إلى الصدق .
- اعتقدت أنني أستطيع مسامحتك يا كالي . سوف أتحمل ذلك .
وضغط بكلتي يديه على كتفيها ثم تركها , قبل أن يضيف :
- إذا استطاع نيكولاس التغلب على الذل الذي تعرض له من جراء نبذك له , أمام كل سكان سان فرانسيسكو , فاعتقد أنني محظوظ لأنك تخليت عني بهذه الطريقة .
استحالت ابتسامته المرتبكة إلى ابتسامة ناعمة , وقال لها : احترسي يا عزيزتي ! أنت لا تنفكين تنبذين الرجال , وهذا سيجعل الناس يعتقدون أنك إنسانة مزاجية !"
شعرت كالي أن ريس سيتغلب على ذلك أسرع منها .
وأخذت تفكر في كلامه , فيما تابع يقول :
- أتمنى لك حياة سعيدة يا كالي ! آمل ألا تندمي على ما فعلت , لأنني لا أعرض الزواج على امرأة سوى مرة واحدة !
أجفلت كالي للصفعة القاسية التي وجهها إليها ريس بكلامه , لكنها لم تستطع لومه , فقد جرحت كرامته .
- أنا آسفة !
أشاحت بنظرها عنه إلى يديها , وتناهى إلى مسمعها صوت حذائه وهو يخرج من حياتها .
وجدت كالي أن حضورها على طاولة الفطور يسبب الإزعاج لها ولريس . ففضلت الانسحاب وأسرعت تتسلق السلم . عند وصولها إلى منتصف السلم , ترجع في ذهنها صدى كلمات قال لها ريس : ( إذا استطاع نيكولاس التغلب على الذل الذي تعرض له من جراء نبذك له , أمام كل سكان سان فرانسيسكو؛ فاعتقد أنني محظوظ لأنك تخليت عني بهذه الطريقة) . أمام سان فرانسيسكو كلها ؟ جمدت كالي فجأة , وهي تفكر بشعور نيكولاس آنذاك واضطراره لإعلان إلغاء خطيبته الزفاف أمام حشد من الأقطاب والشخصيات .
تجهمت وجلست على درجة السلم . لقد تأثرت كثيرا لموت جدها , فلم تفكر حتى في ما قد يسببه عدولها عن الزواج , ليلة الزفاف . لقد قال لها إنها جعلته موضع سخرية الناس , لكنها لم تفكر بذلك جديا .
لا بد أن ذلك ذكر في الجرائد وعلى التلفاز !
لا بد أن الجميع علم بذلك . أجفلت كالي ووضعت رأسها بين يديها .
كيف استطاع تحمل ذلك .
- نيكولاس , أنا آسفة ! لا شك أني جرحت مشاعرك ! أنا متفاجئة لأنك لم تقتلني !
- هل قلت شيئا يا سيدتي ؟ رفعت كالي رأسها لترى كبير الخدم إلى جانبها . شعرت فجأة بالحاجة للاعتذار من نيكولاس , على الألم الكبير الذي سببته له . فتنحنحت وقالت :
" بلكين , هل خرج نيكولاس لتناول الفطور "
أرادت أن تعتذر منه , ولكن ليس أمام الجميع . ماذا لو كان وحيدا في غرفته ؟
- لقد تناول الفطور منذ وقت طويل يا آنستي .
نظرت كالي إلى الوقت , فوجدت أن الساعة تشير إلى السابعة .
- لقد تناوله باكرا .
تكلمت كالي بصوت عال , ونهضت عن الدرجة , ثم أطرقت تنظف بنطالها , علها تنفس شيئا من غيظها .
- علي ... علي التحدث إليه ! أين هو ؟
- لقد ذهب يا آنستي .
- حقا ؟ تملك كالي شعور سيء لدى سماعها ذلك , ولكن لماذا ؟
- متى سيعود ؟ فرد كبير الخدم بلهجة عادية :"لن يعود يا آنستي "
لم تستطيع كالي استيعاب تلك الكلمات .
- لن .... لن يعود ؟ فقال وهو يبتسم ابتسامة متكلفة , من دون أن يعي أنه يمزق قلب كالي بكلماته :" لا , آنستي "
تابع يقول :" طلب مني السيد نيكولاس أن أعتذر لضيوفه , وأن أقول لهم إنه اضطر للسفر إلى زوريخ للقيام بأعمال عاجلة "
ساد صمت ثقيل في ما بعد .. لم تستطع كالي تصديق ما سمعته وشعرت بالحزن والارتباك إلى درجة أنها لم تستطع صياغة ما راودها من أفكار . ما الذي يعنيه بقوله إن نيكولاس لن يعود؟ فسألته وهي تشعر بالحاجة للمزيد من الإيضاح : " لن يعود ... أبدا ؟ "
- نعم . اعتقد ذك آنستي . سوف تكون الشقة التابعة لهذا المبنى جاهزة لدى عودته . وقد طلب مني إقفال المنزل كتحضير لتجديده , ما إن تنهي عملك .
ترددت كالي وشعرت بالارتباك . أبى عقلها أن يتقبل الحقيقة . إذا كان نيكولاس لن يعود ,
فهي لن تراه مجددا .
أجفلت , رافضة تقبل الحقيقة .
- هل تود الآنسة شيئا آخر ؟ أفاقت كالي من تأملاتها وأخذت نفسا مرتعشا , ثم هزت رأسها وقالت :
" لا ... لا , شكرا يا بلكين.. لا شيء "
توارى كبير الخدم من دون صوت , أو أن كالي لم تسمع صوت وقع أقدامه بسبب تشوش أفكارها , بعد معرفتها تلك الحقيقة المرة .
لقد غادر نيكولاس .... 11- المره الاخيرة نزلت كالى السلم,مشدوهة ومرتبكة ..لقد رحل نيكولاس وحين وصلت إلى الباب الرئيسي للمنزل ،خرجت إلى الضباب الذي بدا أكثر بروده وكثافة و كابه من ذي قبل .
نزلت درجه ووقفت فجاه لتجد نفسها فى الرواق تحدق في السحاب الكثيف والكئيب ..
لقد رحل نيكولاس .
قالت تحدث الضباب "رحل ولن يعود أبدا "
وأحاطت نفسها بيدها لتتفادى قشعريرة البرد التي بدأت تشعر بها .
شعرت بالبرد برد اشد و أعمق من و أعمق من هواء الصباح المنعش ،أحست بفراغ وإعياء في قلبها فأخذت ترتعش بشده لقد خرج نيكولاس من حياتها من دون أن يقول "سررت بمعرفتك"أو حتى أن يودعها ...
أحست كالى بالوحده وبعدم اكتراث نيكولاس ،فأخذت تحملق في الفراغ محاوله ان تعرف سبب شعورها بالتعاسة ......في الشهر الماضي رفضت عرضي زواج تقدم به رجلان رائعان شعرت انها منبوذة لان نيكولاس رحل .
تخللت شعرها بيدها وقالت في سرها "لا تقعي في غرامه يا كالى !!لا تكوني حمقاء "
أنهت كالى أعمالها في اقل من أسبوع ،وحين عادت مع والدتها إلى كانساس ،شعرت بان قلبها مفطور

عشق و غرام
عشق و غرام
يتبع
خلال الأشهر القليلة التى تلت ، راحت تزور منزل نيكولاس من أن لأخر لتتفقد أعمال الترميم .أحبت ذاك المكان الرائع وكانت في كل مره تعود إليه تحبه أكثر وأكثر إذا بدا جماله الفريد يظهر من جديد تدريجيا .
لم تر نيكولاس أبدا ، لكنها كانت دوما تشكره ، في قرارة نفسها لإعطائها فرصه ترميم ذاك المنزل وبعثت مجله" اوكبتاكتشريل دايجست " بمصور ومحرر لتصوير المنزل وكتابة مقالة عنه وهكذا بدا يذيع صيتها شيئا فشيئا .
وعلى الرغم من كل ذلك،أبى قلب كالى أن يعرف السعادة، حتى في حفل زفاف والدتها من لادون ،لم تشعر كالى إلا بومضات خاطفه من الفرح اعتادت على فكره وجود لاندون في قلب زو ،وتمنت لوالدتها السعادة فلاندون شخص جيد مثل والدها بحسب قول زو .
لم تعرف كالى كم كان والدها لا يكترث بالادخار للمستقبل ،ولم تشأ زو أن تخبرها عن فشل والدها وعن الديون التي خلفها لهما ، بعد مماته ،لم يكن لاندون يملك عيوب ستيفان انجليس هذه بحب زو لم يكن زوجها الجديد كاملا ,ولم تتوقع منه ذلك ، لكنه يفكر كثيرا قبل القيام باى شيء ويتصرف بمحبه ولطف مع زو ، كما انه أسعدها فشعرت كالى بالسرور لان والدتها وجدت من يحبها مجددا .
في شهر تشرين الأول ،وخلال رحلتها الاخيره إلى المنزل نظرت كالى من إحدى النوافذ فرات ديون يمشى في الحديقة في اتجاه المنزل ’شعرت بالارتباك وتمنت لو كان نيكولاس برفقة جده
--- ديون !!!
نادته وسارت عبر الحديقة نحوه لم تكن تملك الوقت للتظاهر بالامبالاه فهي مشتاقة لنيكولاس ،انها مشتاقة إليه قلبا وروحا،وعلى الرغم من كل محاولاتها لمحوه من رأسها لم تستطيع .لقد أحبت الرجل الذي لقيته يوم زفافهما أحبته من دون أمل وإذا كان نيكولاس لا يزال ينوى تجديد علاقته بها فتستقبل على الفور قال ديون بنبره ودوده :مرحبا سررت بلقائك "!!
كان يرتدى كالعادة بزة داكنة اللون وقميصا ابيض شعرت بنبضات قلبها تتسارع فأمسكت بيد ديون . هل نيكولاس موجود هنا ؟هل يراها ؟ هل تبدو جميله ؟لقد تفاجات كثيرا لرؤية ديون فخرجت مسرعه نحوه ، من دون أن تفكر في التحقق من مظهر شعرها أو من احمر شفاهها قالت مبتسمة له :أنا مسرورة جدا بلقائك ديون "
لم تكن تعي كم اشتاقت لذلك الرجل العجوز ، مع انه أمضى معظم الوقت يعنفها بلطافه
-- تبدو بصحة جيده !!!
فضحك ديون وقال لها:أنت يا عزيزتي تبدين جميله كالعادة ثم نظر إلى المنزل وقال "يجب لن اعترف بأنك قمت بعمل رائع.المنزل رائع حقا .لا بد أن والدتك فخوره بابنتها الناجحة !!
توردت وجنتاها من إطرائه ،وقالت " أنا مسرورة للتغير الذي طرا على هذا المنزل "
--- وأمك، كيف حالها ؟ لقد حضر ديون زفاف لاندون وزو الذي أقيم في شهر آب ، فيما اعتذر نيكولاس .ودعا هذا الأخير العروسين لزيارته في شقته ،بعد عودتهما ، لكن زو لم تقل شيئا عن تلك الزيارة ،سوى أن نيكولاس بصحة جيده إذ أدركت زو أن خطيب كالى القديم هو جزء من ماضيها للأسف كانت تلك الحقيقة .أسفت كالى كثيرا لتغيب نيكولاس عن زفاف لاندون ووالدتها ، وشعرت انه يرفض حتى إمكانية إقامة علاقة صداقه بينهما ، لكنها غطت ألمها بابتسامه متكلفه .
--- امى ولاندون في غاية السعادة إنهما .يبنيان منزلا جميلا في واشنطن الآن .
--- آه، هذا جيدا .
--- لقد وجها الدعوة إليك لتأتى لزيارتهما . كم من الوقت ستبقى هنا ؟ فأجابها مبتسما :"الوقت الكافي لأقوم بزيارتهما "
--- هذا جيد .إذا سوف تبقى في كاليفورنيا وقتا كافيا لتعيش في منزل نيكولاس ، ما إن تم إكماله .وهذا الأمر وشيك أمل ...أن يستمتع حفيدك بالعيش هنا .
أرادت أن تسأله: أين هو ؟هل أتى معك؟ لكنها لم تتجرا .لذا حاولت أن تجعله يرد على أسئلتها الصامتة .
- فقالت لها ديون بوجه متجهم:"اعتقدت انك علمت بذلك "
-- علمت بماذا ؟؟
--- بان نيكولاس لن يعيش هنا تفاجات كالى لذلك فجل ما تتمناه ،هو أن ترى نيكولاس يستمتع بالعيش في ذلك المنزل بعد أن تنتهي من عملها فيه .
كما جعلها تشعر بالأمل .كانت تفكر دوما انه سيتذكرها ما ان يتجول في المنزل فيرفع سماعه الهاتف ويتصل بها -- سوف يهب نيكولاس العقار لجمعيه امريكيه تعنى بمكافحة السرطان .ما إن ينتهي العمل في هذا المنزل حتى يعرضه في المزاد . وسيعود اربحه إلى الاعمال الخيرية ....!!!
-- آه ...........
تفاجات كالى لسماع ذلك فتنحنحت :"لا ..لم اسمع بذلك "
حاولت جهدها أن تبدو سعيدة : انه هدف نبيل سوف تتمكن عائله محظوظة من الحصول على هذا المنزل !!
جاهدت لتمنع الاضطراب من صوتها .كم كانت غبية حين حلمت بأنها ستتقاسم ونيكولاس يوما المنزل ويربيان أولادهما فيه سمعت صوتا يحدثها في داخلها قائلا: لقد نبذته وخرج من حياتك الآن.لن تعيشى هنا أبدا لن تنجبي أولادا من نيكولاس ! أنسى الأمر .....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مسحت دمعه سالت على خدها ،وتمنت الايكون ديون قد لاحظها ثم قالت :" لم قرر الايعيش هنا "
فاجب ديون "منذ ابتاع المنزل كهدية زفاف لك ..لم يعد يحبه فاجأها كلامه فصمتت وأخذت تحدق فيه ..
بدا ديون قلقا عليها وسألها "ما بك؟ هل أنت مريضه يا عزيزتي ؟ فهزت كالى رأسها وقالت "لي ؟نيكولاس ابتاع هذا المنزل لي؟ "!!!
تفاجأ ديون لرؤية كالى مشدوهة فقال لها :نعم الم يقل لك ذلك أبدا؟؟؟ !!
جعلتها هذه الحقيقة الجديدة تشعر بثقل ذنبها أكثر
--- لا لم يذكر لي هذا قط لم لم يذكر لي ذلك وكادت دموعها تسيل من عينيه من شدة التأثر لكنها جاهدت لتكبحها وحاولت الحفاظ على رباطة جأشها ثم قالت :
--- كان عملا كريما فقال لها ديون " نعم نيكولاس رجل رائع "
ومع ان ديون قلل من شان الهدية نيكولاس إلا أن كالئ وجدتها رائعة ووجدت نفسها تضحك فجاه فقلقت وخافت من أن تكون قد اصيبت بهستيريا......كيف يمكن لها أن تشعر بالفرح والكابه فى أن واحد؟؟؟ ابتاع نيكولاس المنزل لها وليس له.. ولقد أحبت المنزل قبل أن تدرك انها أحبت الرجل......ولكن تهورها جعلها تخسر الاثنين معا...!!!!! وأخذت تضحك بصوت عال .
بدا ديون قلقا عليها وسألها:"هل من خطب "
--- خطب؟؟ ماذا يمكن أن تكون المشكلة ؟ وألقت كالى التحية على ديون ثم قالت له :"على الذهاب "
وانسحبت بسرعة قبل أن يستحيل مرحها إلى نشيج .
غطت ألوان الخريف كانساس في شهر تشرين الثاني فتساءلت كالى عن مظهر كاليفورنيا في ذاك الوقت . هل الطقس بارد أم أن الطقس مشمس والخضرة تغطى المكان ؟؟ كانت لتعرف ذلك لو قبلت الدعوة التي وصلتها للتو .لم تتفاجا حين تلقت دعوة الحفل الذي سيقام عند وهب منزل نيكولاس بشكل رسمي إلى الجمعية الخيرية ..!!
أخذت تتأمل في بطاقة الدعوة وتفكر .لابد أن نيكولاس سيحضر ذاك الحفل .ولكن هل تتجرأ على الذهاب إلى هناك ورؤيته ؟ قد يتضمن الحفل عارضات أزياء قد يتحرشن به
--- لا !!
واتجهت نحو الهاتف .أرادت الاعتذار عن الحضور فطلبت الرقم الذي دون على البطاقة للاعتذار .
أجابها صوت انثوى ناعم فبلغت كالى اعتذارها عن الحضور للحفل وأنهت المكالمة .
مشت نحو سله المهملات بجانب مكتبها فمت فيها بطاقة الدعوة وقالت :"لن اعرض نفسي لهذا الذل مجددا "
وعادت إلى كرسيها واخذت تتفقد مواعيدها . كانت على موعد مع زبونين بعد الظهر . حان الوقت للتخلص من ذكرى نيكولاس فأمامها الكثير من الأعمال التي عليها انجازها .
أليس هناك أغنيه تقول انها لا تمطر في كاليفورنيا ؟حسنا تلك الاغنيه ليست صحيحة ، إذ كانت تمطر ،قطعت كالى الطريق الخاصة للمنزل ، وهى تشعر بالندم لعدم حملها مظله .
ومع أن المطر لم يكن غزيرا ، إلا انها بدت أشبه بكلب مبلل لدى دخولها المنزل .
راحت تركض بصعوبة ، بسبب فستانها الكريب والسترة الملونه فوقه ، الذين اختارتهما بعناية ، وقالت تحدث نفسها .
--" ماذا لو رآك هكذا والماء يسيل منك وشعرك ملتصق براسك ؟ "
توجهت مسرعه نحو سلم الفناء ، وهى غاضبه من نفسها على القرار الذي اتخذته في الدقيقة الاخيره
--- لا تدعيه يراك !!!
لم تعرف كالى كيف عادت وسحبت الدعوة من سلة المهملات .لابد انها قامت بذلك بنفسها ،إذ وجدتها بعد الظهر بين أوراق برنامج عملها .
ووجدت نفسها منذ أسبوعين تسال عن مواعيد الرحلات من كانساس إلى سان فرانسيسكو ، وحجزت بطاقة ثم انتقت بعناية ثوبا لحضور الحفل .
وصلت في تمام الساعة التاسعة مساء من منتصف تشرين الأول ركنت سيارتها المستاجره في مكان ما واتجهت نحو المنزل الذي طالما أحبته .
تمنت كالى لو تلقى نظره خاطفه على نيكولاس فاروس فحسب ،فهذا سبب مجيئها اليوم ....رؤيته ولو للمرة الاخيره .
عند المدخل ، رفعت كالى شعرها الرطب عن وجهها وأعطت الحارس بطاقة الدعوة المتجعدة ،فنظر إليها مبتسما بدا المنزل دافئا ويعج بالزوار ....كانت الأضواء تنشر في كل إرجائه ..وتجعله يبدو أكثر جمالا .أما المدعوون فمن نخبة سكان كاليفورنيا .
جاءوا جميعا للاحتفاء بهذه المناسبة الرائعة وللمزايدة على تلك التحفه الفنية التي أخرجتها يدا كالى هكذا اعتبرته كالى في قرارة قلبها المتألم .
بقيت كالى بعيده عن الأضواء تبحث عن نيكولاس أرادت أن تراه للمرة الاخيره لتنسحب بعدئذ بهدوء وتعود إلى كانساس ولن يعرف انها جاءت لحضور الحفل كانت الفرقة الموسيقية تعزف مقاطع موسيقى رومانسيه عذبه وكانت مجوهرات المدعوات تتلالا في المكان .سمعت اصواتا تثنى على عملها الرائع وقدرتها على إعادة البعد التاريخي للمنزل فشعرت بالرضي .
وتناهى إلى مسامعها صوت ضحكه عميقة فقفز قلبها من مكانه ، لن تستطيع أن تنسى ضحكته أبدا ، والتفتت نحو مصدر الصوت فراته رأت عينيه الرماديتين وفمه الصارم الجذاب وابتسامته الساحرة ،بدا طويل القامة...رياضي البنية في زى السهرة الرسمي الذي يبرز عرض كتفيه . لو تستطع تمالك نفسها فأخذت تقترب منه بما فيه الكفاية لتسمع حديثه مع المدعوين.ذكرتها نبرة صوته ولهجته بالوقت القصير الذي قضياه معا فترقرقت عيناها بالدموع .
أدركت كالى أن عليها الرحيل قبل أن تبدو حمقاء فخرجت من المنزل تحت المطر ، لوهله أخذت تشكر ربها على المطر فلولاه لاستغرب عمال الاستقبال القطرات المالحة التي تسيل على خديها ولعرفوا انها لا تنهمر من السماء .
قادها رجل لطيف إلى سيارتها ،فوجدت أن احدهم قطع عليها بسيارته اى فرصه للخروج فاقترح عليها مرافقها أن يذهب لمناداة صاحب السيارة لكن كالى هزت رأسها مؤكده انها ليست على عجله من أمرها وان باستطاعتها البقاء إلى أن يغادر صاحب السيارة كان موعد رحلتها وفى الصباح الباكر والسماء تمطر بغزاره .
تركها المرافق ما أن جلست خلف المقود وودعته بابتسامه لطيفه.وأدركت بعد لحظات قليله ،انها غيره قادرة على البقاء في مكانها لشدة قلقها واضطرابها .كانت حزينة للغاية فخرجت من سيارتها فقد شعرت بحاجتها للمشي أكان الجو ماطر أم لا ......
أكان الجو دافئا أو انها مخدره فاقدة الحس لم تكترث لذلك كل ما كانت بحاجة إليه هو الدوس على إحباطها وشوقها لذا قطعت ا لمرجه باتجاه الحقل الذي يقع بين المنزل والجرف الصخري .
بللها المطر وغرق كعبا حذائها الطويلان في التراب الناعم .
أوشكت على الوقوع فتقدم احد خدم الموقف لمساعدتها فاومات له بان كل شيء كان على ما يرام قطعت مسافة طويلة لتجد نفسها أخيرا بعيدة عن المنزل ،بحيث لا يزعجها اى خادم ،نظرت من حولها فرات المنزل خلفها إلى اليمن ،كانت الأضواء الذهبية تتوهج من النوافذ وعلى الرغم من صوت المطر استطاعت سماع صوت الموسيقى الناعمة التي تعزف في مكان ما هناك يراقص الرجل الذي تحبه امرأة أخرى .
تملك اليأس كالى فأخذت تمشى بلا هدف وبعد لحظات رأت الجرف الصخري أمامها .لم تصل يوما إلى الجرف المائي وتساءلت عن السبب لابد أن المنظر رائع من هنا في يوم مشمس ، تذكرت ملاحظه نيكولاس حين قال لها انه يجب أن تنظر من خلال النافذة وليس إلى النافذة فحسب .
وابتلعت غصة في حلقها لكانت الأمور مختلفة الان لو انها تصرفت بطريقه مغايره !!
وبالرغم من سيل المطر استطاعت سماع صمت الأمواج المتكسرة على الشاطئ . ترجع صدى تلك الأمواج في جسدها فانسجم مع صخب نبضات قلبها ..أرادت أن تصرخ لتعبر عن سخطها لضياع الفرصة التي أتيحت إليها باكتشافها مؤخرا حبها لنيكولاس .
مشت دون أمل في الليل وتحت المطر ومع أن الظلام حالك إلا انها استطاعت أن تبصر...توقفت فجأة وأخذت تحدق إمامها فكرت أن تجلس على اللوح الخشبي المعلق جيدا على بجزع الشجرة .
حزينة ويائسة جلست على المقعد الخشبي وأخذت تتأمل البحر تخيلت انها ترى أضواء تنعكس في الماء لعلها أضواء سفينة مبحرة أو أضواء نجوم الليل ، لا يهم أخذت تدفع اللوح برجلها وجلست عليه وهى تشع بقلق شديد..أدركت أن المطر خف نظرت إلى سواد الحالك فوقها وقالت "جدي كريس أنا اكبر بلهاء في الدنيا "
وفجاءة لم تعد تشعر بحركة الماء فقد امتدت زراع قويه و احاطت بخصرها ذهلت كالى واستدارت لتجد نيكولاس مبلل الشعر والحاجبين ووقف قبالتها وخلع سترته ليضعها بلطف على كتفيها أجفلت كالى وقد بدت عليها الدهشة فيما امسك الحبل وشد المقعد الخشبي من الماء قال لها :" تبدين فاتنة ..
وابتسم ابتسامه بدت صادقه ...
لاشك أن ما يجرى ليس صحيحا ولم تستطع تصديقه لكن أين ذهبت السخرية التي عهدتها في كلامه ؟؟؟لعل الظلام الحالك منعها من ملاحظة ذلك وصوت الأمواج المتكسرة منعها من سماع ذلك .
--- كيف ...كيف عرفت اننى هنا ؟؟
--- وهل تظنين انك تستطعين دخول غرفه ما من دون أن اشعر بوجودك ؟ شعرت بالضياع وأحست وكان كثرة المياه أفقدتها صوابها.ما الذي يقوله ؟؟ حاولت تغير الحديث فقالت محاوله أن تبدو دبلوماسيه :" إن وهبك المنزل تصرف جدير بالثناء "
كان عملا جديرا بالثناء بالنسبة إلى الجميع..ولكن ليس بالنسبة إليها فمن أعماق قلبها ودت لو تصرخ في وجهه "كنت أتمنى إن يكون هذا المنزل عشنا الزوجي فيلعب أبناءنا في أرجائه بحريه "
وضع نيكولاس يده على يد كالى وقال ":ماذا لو ابتعت لك منزلا أخر ؟ "
--- آه هذا ...هذا ..
قطعت لمسته حبل أفكارها، وبقيت مشدوهة ومضطربة
-- إذا ابتعت لك منزل أخر هل ستجعلينه يبدو بهذه الروعة أيضا ؟ شعرت كالى بالارتباك وقالت :"روعة "
سمعت نفسها تردد تلك الكلمة فاستدركت قائله:"....سوف يستغرق هذا وقتا طويلا ؟ "
شعرت انه يضايقها فلم تستطع السماح له بذلك لم تجرؤ على الكشف له كم سبب لها ذلك من عذاب .
ابتسم لها نيكولاس ابتسامه الساحرة .رأت انه من غير العدل أن تبدو بهذا المظهر المبلل وكأن كارثه فى البحر جرفتها .
لكن ابتسامة نيكولاس بدت ساحرة وكأنه خلق ليبتسم لامرأة بللها المطر ،وقد أُثر بها منظره ...
--- هل تقبلين الزواج بى كالى ؟؟اعتبرينى اى رجل يطل

عشق و غرام
عشق و غرام
ان شاء الله حبيباتي تنوروني بردودكم

قصتي الثانيه بركان الأيام للفراشه حصريا
بنت عارية