- ماضي لن يعود
ماضي لن يعود
كانت ليلة باردة ، والظلام من حولي دامس،وجدت نفسي على قارب صغير،يسير بي في جو حالك من الظلمة ألقيت بنظري إلى أسفل القارب ، لم أجد إلا فراغ دامس ، خفت ، لم استطع الحركة ، سقطت في وسط القارب، انحدر بي إلى أسفل بكل قوة ، هلعت وخفت لا بل توقعت الهلاك ، فجأة توقف؟! م سار بكل هدوء وسكينة ، استغربت ، تأملت ، انتظرت أن يحدث أمرا ، لكنه سار طويلا ، خرجت يد في الظلام ، اليد اعرفها ، لم أرها منذ عشر سنوات ، إنها يد صاحبي الذي توفاه الله ، أسرعت أليه ، أمسكته، سحبته ، رفعته إلي بكل قوة وسرعة ، خرج إلي صاحبي من ذلك الظلام ، عانقته، ضممته إلي بكل شدة ، عانقته عناق المشتاق ، همس في أذني . على رسلك أنسيت أنني من الأموات !! دفعني عنه بكل هدوء ولطف وحنان ، قلت له : لا تلومني فإني لك في اشتياق / تبسم لي بسمته المعهودة ، نظرت إليه ونظر إلي ، بقينا على هذه الحال وهله ، ثم بادرته بالسؤال !! أخي ماذا فعل الله بك في قبرك ؟ قال : هيه يا رفيقي ، ما أن أودعوني في قبري، إلا وقد ضمني القبر ضمة عظيمة ما ظننت أني ناجي منها أبدا ، ثم تركني وهلة ، تلقيت بها أنفاسي ، ثم رجع فضمني ضمة ثانية ، فقلت هذه المهلكة ، ثم تركني ، فما وجدت بعدها ضرا أبدا ...تبسمت وقلت له : أتعلم لقد اشتقت إليك اشتياق المحب العاشق ، أتعلم لقد أخذت على نفسي عهدا على ألا أتعلق بصديق غيرك أبدا ، قال والدهشة عالقة على وجهه ولم ؟! قلت : أو مثلك يسال مثل هذا السؤال ! لقد عنيت من ألم الوحدة ،كنت كلما بدأت أخوة وزمالة كنت أتوقف في المضي بها ، أخشى أن يعود شدة حزني مرة أخرى عند افتقاده ، نظر إلي وتغير وجهه ، ضاق صدره لأجلي ، ثم تبسم لي ، ثم أمسك بيدي ، أحسست بدفء يده ، سحبني معه ، قلت : إلى أين ... لم يجبني إنما استمر يجذبني ،خشيت الوقوع في ذلك الظلام ، أخرجني من القارب، ظننت أني غارق لا محالة في ذلك الظلام الذي لا حدود له ، فجأة !! وجدت أنني معه في مكان مزدحم ، فيه وجوه اعرفها بل وأعاشرها كل يوم ، نظر إلي قائلا : أن كنت ذهبت بعيد عنك من هذه الدنيا فهؤلاء اخوتك أيضا ، ثم ترك يدي بكل هدوء ، وبدأ يسحب يده من يدي كما ينسحب الهواء اللطيف من فوق وجهي ، ثم دخل بالزحام ، انطلقت خلفه ، بحثت عنه لكني لم أجده ، صرخت بأعلى صوتي مناديا له !! لكنه لم يجبني علمت بعدها أنني فقدته مرة أخرى ، تعلمت معنا واحدا من فعله وقوله ... لا تربط بماضي لن يعود ، أنظر إلى الحاضر المليء بالورود ، ارسم لحياتك مستقبلا غني بالإخوان والعمل المجيد ... بدأت أبكي وأبكي .. أيقظني أخي الذي كان بجانبي، نظرت لنفسي ، فإذا بي أبكي وصوتي يشجو بالبكاء ، سألني عن خطبي فقلت له : حلمت حلما أيقظني من سبات ، فبدأت ببعدها أرسم خطوطا للحياة ، زينتها بزملاء وإخوان ، لم أنظر بعدها إلى خلفي ...إلى ماضي لن يعود بل إلى حاضر ومستقبل أسيطر فيه على نفسي ، تعلمت حينها أن الحياة ماضية وإن فقدنا اعز عزيز ....
منقول
تحياتي لكم
احسنتي يا اختي والله كلمات دخلت قلبي
اتمنى لكي التوفيق
الى الامام دائما