- صبا وهي تبوس جبين أبوها : ما تشوف شر يابعد كل ناسي !!
- بعد لحظات جا الدكتور وطمنهم عن حال العم أبو صالح ... وإنه صار أحسن ..
- أبو هارون بهدوء : توكلنا على الله ..
- قال هالكلام من ورى قلبه ... لكن غضبه منها أجبره يقول هالكلام ..
اليوم وانا اتصفح في المواقع الاخري لقيت تكمله اروع واجمل قصه
وهي نصف عذراء في احضان مجهول
للكاتبه امل لاينتهي
الجزء العاشر .............
صحيت على صوت خفيض عند راسها يناديني : صبا !! .. صبا قومي !!
تحركت بكسل ... وبصوت نايم قالت : أم .. وداد إيش تبغين ؟؟ ..
بعد عنها بحزن .. هذا شهرها الثاني ببيته .. ومازالت منعزلة عن عالمه .. مازالت في عالم أهلها ...
عاد الكره وقرب منها وناداها هالمرة بصوت أعلى : صبا ... قومي !!
هو ما يبغى يزعجها .. ولو عليه ليشتري لها الراحة بغالي الأثمان .. بس الموقف يحتم عليه إنه يصحيها ...
هالمرة انتبهت لصاحب الصوت ففتحت عيونها فيه بقوة وقالت بجفاء مختلط بصوت النوم : نعم .. إيش عندك !!
طالعها بنظرات شفافة ما قدرت تفهم منها شي وقالها بصوت هادي : قومي أمسحي وجهك .. بقولك كلمتين !!
طالعته بنظرات حادة وودها لو تشوه وجه الحين وقالت بقهر : بتقول كلمتين !! .. وهالكلمتين ما تقدر تستنى لغاية بكرة ؟؟ ....
هارون وما زال يطالعها بنفس النظرات المبهمة : لو مو شي مهم ما كان صحيتك من نومك وازعجتك .. !!
جاوبته وهي تحط يدينها الثنتين في حجرها بملل : قول إلي عندك .. أسمعك !!
هارون وقف مكانه محتار .. إيش الصيغة المناسبة إنه ينقلها الخبر .. أي كان الطريقة إلي حيفاتحها فيها حيكون لها نفس ردة الفعل .. راح تفزع ...
فتوكل على الله وقال بهدوء : صالح قبل شوي دق و....
وزي ما توقع هارون ما اعطته فرصة يكمل ... فزت من مكانها برعب وقالت بخوف : أبويا إشبه !! .. إيش حصل !!
هارون بهدوء عشان لا يوترها أكثر : عمي ما فيه إلا كل خير .. بس هو أرتفع عليه السكر ونقلوه ...
وقبل ما يكمل كلامه قربت منه وقالت بترجي وهي تمسك يده لا شعوريا : إنت تكذب .. أبويا إشبه !! .. أبويا حصله شي !! ...
لم يدينها المرتجفه بيده وقالها بهدوء : والله زي ما قتلك .. بس السكر أرتفع عليه .. وهو وده يشوفك !!! ....
إنفجرت تبكي وكلماتها المتوسلة تسبق دموعها الوجلة : تكفى يا هارون وديني له .. الله يخليك !!
قرب منها اكثر ومسح على شعرها بيده الثانية وقالها : أكيد راح نرحله الحين .. بس صدقيني عمي ما فيه إلا العافية !! ...
جاوبته صبا بخوف : لا أنا قلبي قارصني عليه ... أبوي تعبان .. جعل إلي فيه فيا يا رب !!
وخلال دقايق معدودة كانوا يجتازون ممر المستشفى بإتجاه غرفة ابو صالح .. ....
أول ما جات نظرها على أبوها المستلقي على السرير جرت له بوجل .. ودموعها تغرق وجهها : أبويا .. جعلني فداك .. ليته فيا ولا فيك ياارب ... ما تشوف شر يالغالي !! ....
وتهاوت عند راسه تبوس كتفه بحب وخوف ... ودموعها سابقتها !!
الأب طالع لبنته بإبتسامة مرهقة وقالها بصوت خفيض : بعيد الشر عن قلبك يا امي ... كيفك صبا أيامي !!!
لمت يده بيدها وباستها بحب وقالت بصوت مخنوق : أنا بخير دامك بخير ... أبويا .. إيش حصلك .. ليش جابوك المستشفى !!
الأب وهو يتأمل بنته الوحيدة بحب : السكر يا أمي ... ما تعرفين عمايله !!
صبا وهي تبوس جبين أبوها : ما تشوف شر يابعد كل ناسي !!
وقف هارون مكانه يتأمل جسمها الصغير وهي حاضنة أبوها بحب وخوف ... وقلبه يرفرف حولها برقة .. وكالعادة .. افكاره في صراع دائم حول صبا ... جزء منه شايف صبا في إطار أبيض .. وهالة من طهر وطيبة وإحتشام ... وجزء شايف حولها غمامة سودا وماضي اسود لطخه الاثم والعار ... وهو في صراع دائم مع الحزبين !!
بعد لحظات جا الدكتور وطمنهم عن حال العم أبو صالح ... وإنه صار أحسن ..
وبالرغم من إصرار صبا إنها تبات اليوم عند أبوها إلا إن الجميع ما رضي .. لان صالح بيبات عنده .. وبالإضافة إلى دوام زوجها .. ولازم ترجع معاه ...
في السيارة كالعادة الصمت والهدوء مخيمين على الجو .. هارون مركز نظره على الطريق .. لكن انتباهه مع كل نفس تتنفسه صبا .. وصبا كانت في عالم ثاني .. كانت تفكر إنها تبغى تقضي هالأسبوع ببيت أهلها عشان ترعى والدها ..
فقالت بصوت عالي : هارون ... أبغى أبات اسبوع بيت أهلي !!
جاوبها هارون بتريقة : إيش أمرتي !!
طالعته صبا بغيض وقالت : ودي .... أبات ... أسبوع .. بيت ... أهلي ... عشان .. أخدم أوي .. وأهتم فيه .. بشر وصلت ؟؟
هارون بلا مبالاه : لا
طالعته بقهر وهي تتمنى تخنقه بيدينها وقالت بقهر : إيش إلي لا ... غصب عنك .. أقلك بخدم أبوي تقولي لا !! ..
هارون ببرود : ايه لا ... وطاعتك لي اولى من طاعتك لأبوك !!!
صبا بتريقة : يا سلام !!! .... حاسب لا يطق لك عرق بس
هارون : عاجبك ولا اشربي من البحر !!
صبا بطولة بال : شوف انا اعتبرت لوجودك أهمية وشاورتك .. فلا تخليني أندم !!
هارون من بين أسنانه : شاورتيني !!!.... الحين شايفة نفسك إنك بتشاوريني؟؟
صبا بضجر : اووف ... استغفر الله العظيم ... ايش تبغى يا هارون ؟؟
جاوبها هارون وعينة مركزة على الطريق : إلي أبغاه إنك تحترميني .. ولو ظاهريا !!
بضحكة إستهزاء جاوبته : وليه إنت تستاهل إني احترمك ظاهريا أو حتى بيني وبين نفسي !!!
بعد طول صمت تقلصت خلالها كل عضلات وجه هارون جاوبها : مع إنك ما تفرقين عني كثير !! ... مع هذا انا حترمك ظاهريا على الأقل ...
صاحت فيه : إحترم نفسك .. أنا مو زيك .. أنا انظف منك .. فاهم !!
هارون وعلى وجهه إبتسامة إستهزاء : لا تدعين شي مو فيك .. وسيبي النظافة لأهلها !!
صرخت فيه بكل حقد وكره : إنت واحد حقير وجب ...
ما أعطاها فرصة تكمل .. يده كانت أسرع من كلمتها صفعها كف على طول يده بشكل عشوائي .. من دون ما يهمه فين حتجي .. فجات على خشمها .. أنصدمت لحظات من الحركة وفجأة : آتسي ..
التفت لها هارون متفاجئ .. وفجأة أنفجر يضحك بصوت عالي ... صح حس باللوم لانه آذاها .. بس عطستها بسبب الكف ضحكته
قالها بصوت ضاحك : رحمكم الله
بالمقابل هيا كانت على وشك تنفجر
صرخت فيه بصوت باكي : الله يكسر يدك ... وجع في شكلك !!!
هارون وهو ما زال يضحك : أحسلك أمسكي لسانك لا تجيك هالمرة في عينك !!!
ورجع الهدوء للسيارة ... وهارون ما زال يضحك بينه وبين نفسه على الموقف .. وصبا ما خلت أي دعى إلى وقالته على هارون ...
وأخيرا وصلو للبيت .. هارون فضل إنه ما يطلع معاها الحجرة .. لانه عارف ان أي احتكاك بينه وبينها راح يسبب انفجار .. فتفاديا لهذا الشي جلس في الصالة مستني الآذان ... ومن دون ما يحس غفي على الكنبة ....
أبو هارون .... ......
بخطوات أثقلتها السنين ... وأبطئت سرعتها كان يخطو بإتجاة الصالة .. ولسانه يسبح الله ويستغفر .. لكن منظر الشخص النايم قدامه خلاه يوقف بإستغراب ...
هذا ولده هارون .. إيش إلي منيمه في الصالة ؟؟
قرب منه وناداه بهدوء: هارون !! ... هارون!!
ولما ما حصل إجابه حط يده الثقيلة على كتف هارون .إلي فتح عيونه بكسل !!
أول ما جات عينه على أبوه أنتبه لنفسه .. وجاوب بكسل: هلا أبويا !!
أبو هارون بإستغراب : إيش الي منومك هنا !!! ....
هاون وهو يمسح على وجهه بكسل : أذن الفجر !!
ابو هارون بشك : أيوا أذن .. قم معي نصلي .. بس جاوبني اول إيش الي منيمك بالصالة .. متخانق إنت وصبا ... زعلتها ؟؟؟
انتصب هارون وجاوب أبوه بهدوء : لا يا أبويا مو متخانقين .. ولا زعلتها بس كنا في المستشفى ودوبنا رجعنا .. وجلست هنا أستني الصلاة !!
بإهتمام سأله الأب : ليه بالمستشفى .. صبا تعبت !!
هارون : لا الحمد لله صبا بخير .. بس عمي أبو صالح امس تعب ووده المستشفى !!
تحول إهتمام الاب من صبا لأبو صالح وقال : سلامات , سلامات .. عسى ما شر !!
هارون : الشر ما يجيك يارب .. طيب بحكيلك وحنا في طريقنا للمسجد !!
أبو هارون بهدوء : توكلنا على الله ..
بعد الصلاة ... كل واحد توجه لوجهته .. ورجع هارون لحجرته ... كان متأمل إن صبا تكون نامت ... لانه ما عنده إستعداد لأي تصادم بينه وبين صبا .. فكان يدعي الله إنها تكون نامت .. ولكن أمله خاب .. واول ما فتح الباب طاحت عيونه على جسمها الصغير المعتكف على السجادة .. وهي حاضنة المصحف بحرص .. وصوتها الشجي مالي المكان ... للحظة حس بهالة نور حولها .. أنكرها .. وأنكر أي ماضي اسود يعرفه عنها ... وقف يتأملها وهو مأخوذ وحاير .. كل شي فيه خشع لصوتها ... كانت تقرأ القرآن بصوت رقيق .. وبنغمة تأسر القلوب...
قفل الباب وراه بهدوء .. وجلس على طرف السرير وهو يتأمل جسمها المنحني لقدام ... وسرح بخياله وأمانيه كان سعيد بهذه اللحظات الهادية إلي مرت ... تمنى لو أن حياته مع صبا تكون بهدوء هذه اللحظات .. لكن يبقى أمل مستحيل التنفيذ... لكن للأسف حتى هاللحظات الهانئة مستحيل إنها تستمر .. لأنه تفاجأ جاه صوت صبا بغضب : نعم إيش تبغى !!!
تأملها بعمق ولو كانت الإضاءة شغالة في الغرفة .. كانت عيونه فضحت كل إلي بقلبه لها .. لكن حمد الله على الإضاءة الخافته في الغرفة
جاوبها بهدوء : تقبل الله !!
ما ردت عليه .. وبادرته بالسؤال مرة ثانية : نعم .. إيش عندك .. ناوي تكمل إلي بدأته في السيارة .. شوف انا عديتها لك بمزاجي .. لكن والله إن مديت يدك علي
مرة ثا...
قاطعها بهدوء : إنتي ما تعجزين !! .. ما تملين من النكد !!! ...
صبا بقهر : النكد مو بسببي .. النكد جا مع اليوم إلي عرفتك فيه !!!
جاوبها هارون بلا مبالاه وهو يقوم من على السرير : الحين جاية تتندمين !! ولا ساعتها ما كان نكد ؟؟؟ كنتي حاسة بشي ثاني !! .. صح !!
طالعته بعيون مستفهمة وسألت : إيش تقصد ؟؟؟؟ .. إيش الشي الثاني !!
ضحك هارون بإستهتار وقالها : أرجعي للأشرطة إلي عندك وبتعرفين !!
جلست بمكانها حيرانة .. هي عارفة إنه قصده بكلامه شي سيئ .. بس ما قدرت توصل للرسالة الي بغى يوصلها لها ... وعافت تسأله .. لانها ما راح تحصل عنده جواب ...
بادرها هارون بهدوء : انا حطلع من البيت الساعة 8 الصبح .. إذا تبغيني أوديكي بيت أهلك .. القاكي جاهزة ومستنيتني ... وزي ما تبغي تباتي عندهم باتي .. إن شاء الله سنة .. تفكينا منك ومن شرك ..
قال هالكلام من ورى قلبه ... لكن غضبه منها أجبره يقول هالكلام ..
تركها ودخل حجرته ... وهي فضلت مكانها تتأمل الفراغ إلي تركه وراه .... أكثر شي لاحظته في هارون خلال وجودها ببيته .. إنه ما يرفض لها طلب .. وإن كان يطلع روحها على بال ما يلبي لها طلباتها إلا إنه في الأخير يلبيها لها ... وبمكر الأنثى حطت هالشي ببالها ... وهي ناوية تستغل هالشي لصالحها ......