خربشات بلا عناوين

معاناة الكتاب
تذرف حبرا حين الالم
وجراحه
ساقية
من اوراق
ان اعشق غيرك هذا اثما
وذنب لا يغتفر
ان حبك يخلق الخيط
ليصبح فتيل قنبلة ويتفجر
ان النجوم اذا اجتمعت
في ضيك تفرقت
فوهجك خطر
على صحة القمر
أدرك ان الحياة
والموت متعاقبان
كما الليل والنهار
واعلم ان العمر
لا يفرق بين كبار وصغار
لا يفرق بين راكب البحار وساكن الدار
لا يفرق بين الحب
وبين الحرب
وبين الثار
ان الحزن
قوس قزح
لكنه اسود
مختلط الاسرار
ادرك اني كئيب
بلون الوجع
تم انتزاعي
من رحم الحياة
كما تنتزع الوردة
ذنبها انها وردة
من بين جيف
بدل ان تزال الجيف
امتد السيف
ليصل عنقها
قالوا لي مبروك
فحضرت فرحا
وجلست بينهم
جاء حارس المكان
وقال
عفوا
ان ورود اسمك هنا
خطأ في الطباعة
قلت له
لقد شككت بداية
ان اكون بين خاناتكم
فانا ادرك انني لاشيء
في احداثياتكم
وأن اسمي ليس صحيحا
فلم اكن الا كسرا عشريا
في خانة الاصفار
سيدي
ايها القاريء لا تطيل النظر في لوحة حياتي
ان كتاب حظوظي
ممتليء بالفراغ
وصفحاته شطب وحك
ومحو
سيدي لا تغضب ان اغراك غلاف الكتاب
لا تفتح صفحاته
فخطوطي دوما عرجاء
سيدي
لا تجهد نفسك بالتمعن في ذبالتي
ان جذوة النار فينا مصطنعة
والشمعة تذوب بشكل روتيني
بين فراغات كتابي
شموع مطفأة
بينها حدود واسعة جدا من حرية
اعلمك سيدي ان مسكن الحرية في كلماتي
القبو
سيدي
اعلم اني اضعت وقتك
التمس من وقتك الثمين
العفو
توقفي
هناك سيدتي
فطوابير
تزحف
خلف الخبز
لا يوجد متسع لك
فمن قراءة تاريخك
عرفنا انك
لست مناضلة
ولسنا بمدينة فاضلة
ان السطر في لغتنا همجيا
لا يفرق بين النقطة والفاصلة..
هل هناك منكم من لديه هم او كآبة
سأشتريه
اني بائع متجول في الهموم
وفانوس السندباد السحري
فركته الف مرة
وما اخرج سوى صرصار اسود
يا الهي حتى الصرصار
في حظي لونه أٍسود!!!
ان الخاطرة
في لغتي مثل العذراء
ليلة عرسها
هي ليلة طلاق
اتزوجها
وانصب اصبعها
خاتما
واخلع عن قافية الحروف الرداء
ثم ارميها في الصفحة
واعطيها النفقة من طعام وكساء
ثم اخلع خاتمها
من اصبعها
اطلقها
واعيدها عزباء
سيدتي
لا مجال للتنقيب في هضاب افقي
فحروفي الهيروغليفية
صنعتيها انت
وحفرتيها انت
وجئت انا انقشها
بين اهدابك ورودا افرشها
ان البساط الاحمر يتلحف خدك
وقبلتي تسري نحوك
اهمس لك سيدتي
ان الحروف تولد من اسمك
يا سيدتي
قالوا وادعوا
وحاولوا وسعوا
ان يقتلوني
ان يشنقوني
بين حرفين
حاء وباء
ولكني
قلت لهم
وهم يلفون الحبل
حول عنقي
يا اغبياء
ان رسغي هي عنقي
فحياتي وانفاسي في القلم
وذبذبة افكاري تسكن في يدي الرعشاء
انتظري خاتمتي
في اول حريق
كي استفيق
من هروب اشيائي عني
فالوطن
هجر المكان
والخارطة تخلو من لونها الاخضر
يكسو خاصرتها
بعض الرمال
والبحر كالحزام
يلف الجسد الارضي
بشكل حلزوني
يتقوقع
ان اللون الازرق فيه نفاق
ان الالوان اصبحت باهتة
ان لون الليل الاسود
صار ملوث
لم يعد نقيا
مثل الانبياء