shooshoo
05-11-2022 - 12:08 am
بينما كنت أقود سيارتي عائدة إلى المنزل ، وكانت قيادتي في ذلك اليوم على الطريقة الآلية .. يدان قابضتان على المقود وقدم تضغط على أشياء بالأسفل لا أعرف حتى ترتيبها ، أما ذلك الشيء المحشور في رأسي فلا أعلم أين تركته . .
وبينما أنا كذلك أقود بسرعة جنونية داخل المنطقة وبين الأحياء إذا بشيء يرتطم بسيارتي .. حينها سقطت حقيبتي وتناثر ما بها هنا وهناك .. وحينها فقط عاد عقلي إلى مكانه .. فأوقفت السيارة وسط الطريق وترجلت منها وأنا أسب هذا وذاك لإهمالهم حق الطريق . . وعيناي تبحث هنا وهناك عن الشيء الذي أزعج سيارتي . . وعندما نظرت أسفل السيارة فإذا بشيء قابع هناك يتحرك برهة ثم يسكن . . تسمرت في مكاني لا أقوى بل لا أجرء على إبعاد سيارتي عنه حتى أراه بوضوح .. فمددت يدي دون أن أنظر إليه حتى .. أمسكت بشيء فجررته إليّ ببطء شديد وكأنني خائفة منه وعندما سقط عليه نور الشمس فإذا به يضحك ضحكة مخنوقة كلما أراد أن يكملها صفعتها تلك الخفقة القوية . . فلم أتمالك نفسي فجررته أكثر حتى التصق بركبتي ثم رفعته بين ذراعي وضممته إلى صدري وجعلت ألثمه في كل مكان .. وأمسكت بيده الصغيرة أقبلها وأشمها وأمسح بها على وجهي بكل حنان وكأنني أشفق على نفسي ولكنه كان يشفق علي أيضاً .. فكلما تركت يده وجدتها ترسم على شفتي كلاماً ليس له معنى ..
وتلاحق الدمع المتساقط من عيني لترسم به على خدي لوحات لايمكن فهمها .. وحينها اشتدت الخفقات .. اقترب رأسه من صدري ووضع يده على قلبي وأمسك ثيابي بقوة وهو يمسك بعيني ويشلها بنظرته الواضحة .. وسكن ..
ظللت بعد ذلك ثوان قليلة ثم وجدت نفسي أجلس في سيارتي .. وكأن شيئاً لم يكن .. لم أصدق أن ما حدث كان حلماً نسجته بهذه السرعة التي تشبه سرعة سيارتي .. وصلت إلى المنزل ركنت سيارتي .. وما زالت آثار الصدمة والغرابة بادية عليّ من هذا الخيال المرعب .. صعدت إلى غرفتي بخطى ميتة أغلقت الباب بالمفتاح وسقطت أوراقي وحقيبتي من يدي .. وبينما أنا أمر وإذا بعيني تمسكان بالمرآة .. فلما اقتربت منها وجدت يداً صغيرة مرسومة على قميصي بلون أحمر يكاد يحرق عينيّ من قوته .. وإذا بقميصي لوحة فنية رسمها ذلك الصغير وأكملها على وجهي لكن يدايّ ابتلعت بريق اللون الذي يخضبهما فبدا شاحباً كئيباُ .. وأما عقلي فجمع شتات نفسه ورحل تاركاً وراءه قلبي الذي تقبض عليه خمس أصابع حمراء !..
منقولة من دفتر مذكراتي وأتمنى أن تحوز على إعجابكن ..
تحياتي لك
وننتظر جديدك