- إن الحياة دقائق وثواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا يالفراشات
صيام مقبول وافطار شهي
هناك بيت شعر جميل لأحمد شوقي يقول فيه:دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
هذا البيت البليغ يتضمن في طياته نظرية مهمة في علم الأحياء (مفادها) أن قلوب الخلائق تخفق بسرعة تتناسب مع متوسط أعمارها..
فالمخلوقات التي تخفق قلوبها بسرعة كبيرة تعيش لوقت قصير، والتي تخفق بسرعة بطيئة تعيش لعمر أطول.. فقلب الفيل مثلا يخفق 30مرة في الدقيقة ويعيش لستين عام في حين أن مخلوقا ضئيلا كالطائر الطنان يخفق قلبه 1320مرة وبالكاد يعيش لأكثر من عام.. أيضا لو قارنا مخلوقاً كبيراً كالحصان بمخلوق صغير كالفأر لوجدنا أن قلب الأول يخفق بصورة بطيئة نسبيا ( 40خفقة في الدقيقة) ويعيش لأكثر من ثلاثين عاما في حين يخفق قلب الفأر 500مرة في الدقيقة ولا يعيش لاكثر من ثلاث سنوات!!
ولكن؛ رغم تفاوت سرعة الخفقان بين مختلف المخلوقات إلا أن (عدد الخفقات ذاتها) يكاد يتساوى لدى الجميع.. بمعنى أن الفيل والحصان والفأر والطائر الطنان يتساوون في عدد الخفقات التي ينالونها خلال أعمارهم المختلفة (غير أن بعضهم يستهلكها أسرع من الآخر فينقضي رصيده مبكرا)..
أنه حتى ( الشعور الداخلي ) بطول أو قصر الحياة يتناسب مع معدل تلك الخفقات. فالفأر والطائر الطنان مثلا لا يعتقدان أنهما يعيشان عمرا قصيرا بل يشعران (في داخلهما) أنها عاشا نفس الفترة التي يشعر بها الفيل والحصان.. وحين ننزل في الحجم أكثر نجد أن الذبابة أو البعوضة (مثلا) تصل الى مرحلة النضج والتزاوج والإنجاب ثم الشيخوخة والوفاة خلال بضعة أيام فقط (وقل الشيء نفسه عن حشرات أصغر ترى الثواني ساعات، والساعات أياماً، والأيام سنين طوالاً)..
والحديث عن خفقات القلب وسرعتها يقودنا للحديث عن عدد الأنفاس ومعدلها..
فمن المعروف ان كل أربع خفقات يقابلها نفس واحد يأخذه المخلوق؛ والقاعدة التي تربط معدل النفس بطول العمر تشير الى أنه: كلما قل عدد الأنفاس كلما زاد متوسط العمر؛ فالفيل مثلا يتنفس ست مرات في الدقيقة ولكنه يعيش لستين عاماً، وفي المقابل يتنفس الطائر الطنان 320مرة ويعيش لعام واحد فقط!!
العدل الإلهي في كل هذا يكمن في ان الجميع ( صغيرا أو كبيرا، سريعا أو بطيئا ) يتمتع بعدد متساو من الأنفاس والخفقات طال عمره أو قصر.. فمعظم الثدييات مثلا تأخذ ( 200 ) مليار نفس و( 800 ) مليار خفقة طوال حياتها؛ الفرق الوحيد أن المخلوقات الصغيرة تستنفدما كتب لها من أنفاس وخفقات خلال سنوات قليلة (تشعر بها دهرا طويلا) في حين تصرف الحيوانات الضخمة ذات العدد خلال سنوات أطول (.. ولا أقول عمر أطول؛ كون المشاعر نسبية)!!
إذاً؛ هل نقول إنه حتى أنفاسنا وخفقات قلوبنا محسوبة علينا ولا نملك منها غير رصيد محدود!؟
.. الجواب (نعم).. ويا ليت نقرر مبكرا كيفية صرفها!!
دمتن بحفظ الله
بنوته كول