ذكرى ألم

تجرفني الذكريات لتصل الى ذكرى تمزق قلبي ألما كل ما مرت في مخيلتي,,
ذكرى فراق جدي الغالي,,
فراق بقيت سنوات وسنوات في خوف وهلع من ان يأتي اليوم واشعر به..
وها انا الان اشعر به
ها انا الان اذوق مرارته..
كان هنا متمددا على سريره يشتكي عناء المرض
كان هنا جالسا فوق ذلك الكرسي يصلي فروضه
كان هنا يناديني او ينتظرني لأقوم كعادتي بفحص الضغط والسكر له..
اشتقت أليه
اشنقت للأبتسامة على شفتيه
للعصبية في صوته
لنظارت الألم في عينيه
اشتقت له عندما يقول لي((وينك؟!! صار لي اسبوع ماشفتك)) <<رغم ان غيابي عنه لم يتعدى اليومين..
اشتقت له عندما يقول لي((تعالي وأهمزي لي رجولي صار لك اربع ايام ماهمزتيهم)) << رغم اني فعلتها بالامس..
اشتقت اليه عندما اتي اليه بعد المغرب واقول له((جدوو اشلونك؟؟)) فيرد غاضبا((الحين اشلونك؟! توك تتذكريني؟))
فأقول له ضاحكه ((ياجدي والله رجعت من الكليه تعبانه ونمت ....الخ))واقوم بتوضيح اعذاري واسبابي التي دفعتني للتأخر عنه,
وسرعان مايرضا قائلا ((طيب خلاص,, هاا ماقلتيلي كيف دراستك؟!))
اشتقت له عندما يطلب مني ان اخرج له ملابسا ليرتديها,,
اشتقت لأن ألبسه اياها بنفسي
اشتقت للبحث عن عطره المختبيء بين ارفف الملابس خوفا من ان يراه احد اعمامي او اخوتي
اشتقت لرؤيته وحيدا في غرفته يدندن بأغنيات هي من عتق الزمان
اشتقت لسماع حكاياته
اشتقت لصوته ,لضحكاته التي كانت تملأ البيت فرحا وسرورا..
اشتقت لكل شي لكل شي قد يذكرني به..
كل ركن في هذا البيت هو بالنسبه لي ذكرى مؤلمه
تحرقني
تدمرني
تذكرني برحيل الغالي
ياه كم هي صعبه كلمة رحيل
وكم هو صعب ان تكون شديد التعلق بشخص وفجأه............
ذهب
رحل
مات
,,,جدي,,,
يامن احبه واعزه واعشقه
,,,جدي,,,
يامن كان والدي وكنت ابنته
,,,جدي جدي جدي آآآآآآآآه ياجدي
رحلت ولكن لن تعود ..
هذه مشيئه الله واللهم لا اعتراض.
ولكن..........
اشتقت لك وهذا فوق استطاعتي..
لن انساك ياجدي لن انساك..