رثاء زوجه

هذا قضاؤك فيهم قبل أن ولدوا
منك القضاء ومنا الصبر والجلد
هذا قضاؤك حق لامراء به
فليس يخلد في دنياهم أحد
كل الأنام الى موت مصيرهم
سبحانك الله أنت الواحد الصمد
الموت فرق من نحيا بحبهم
هانحن أحياء لاروح ولاجسد
الروح والفكر قد عشنا يؤلفنا
نور الكتاب وهدى المصطفى سندُ
كانت تسير حياتي بابتسامتها
وتجعل العيش حلواًمابه نكد
جمعت كل خصال الخير قاطبةً
هذي خصالك لايحصى لها عدد
أم حنون وزوج لامثيل لها
يبكيك زوج من الأعماق والولد
فيها البراءة كالأطفال طيبةٌ
نقية النفس لاغل ولاحسد
خفيفة الظل مثل الزهر رقتها
كتومة السر توفي حينما تعد
فيها رجاحة عقل فهي مقنعة
فيها الفطانة والتفكير متقد
لسانها صادق بالذكر منشغل
تعفو عن الناس مهما جاروا أو حقدوا
في الليل أغفو على آي ترتلها
في الفجر أصحو على تسبيحها يرد
دنياكم صغرت في عينها فسمت
بالروح تطلب جنات وتجتهد
ماغرها زخرف الدنيا وباطلها
كالحلم تمضى كأطياف لها أمد
مهم أحدث عنها لست أنصفها
فمثلها في نساء اليوم لاتجد
إني أشيد بذكراها أرد لها
بعض الجميل وغير الشعر لاأجد
مازلت أبتاع حاجات تفظلها
بها أعود أناديها فلا تفد
أعود للبيت كي أرتاح من تعب
فلا لقاء كما أعتدنا ولا رغد
فنجان قهوتنا مازلت أملؤه
كما تحب ويعلو فوقه الزبد
فأحتسي قهوتي دمعي يخالطها
فنجانها واجم لاتحتظنه يد
أبكي عليك بدمع ساخن ودم
أرثي لحالي وقد أودى بي الكمد
أرجو لها في جنان الخلد منزلة
مع الذين أطاعوا الله واجتهدوا
عليك مني سلام عاطر عبق
ماطاف بالبيت عباد وما سجدوا