رزقهم محصود بيد رب معبود شعارهم

"رزقهم محصود بيد رب معبود" هو شعارهم
على عتبة دورهم تقف تحدق بكل مارة ومنشغل
تحدث نفسها ما عسي الكون قد جمد وما عسي الحال قد تغير
كل يسعي بغير هدي ..وكل ماضي بلا هدف
ترمق أعينهم وكلها أسي بحال قد سم الحال وأتعب البال
تمنت أن تسعد حالهم وتسر قلوبهم...فما عساها فاعله ؟؟
تخرج أوراق من جيبها ليست لها قيمة بعينها فهي لا تغير حالها تنفقها بينهم وهي تسير بينهم
كل يمد يديه لها..وتطلب منهم الدعاء لها في ظهر الغيب ليس إلا
وقفت أمامها طفله شاحبة متوسله ..أعطيني ما تبقي بيدك ..فأمي لم تذق الزاد بعد وهي تحتضر على فرش رث
أسعفي توسلاتي ..أنقذي ما تبقي لي في حياتي
أضع نفسي مكانها وتلف بي الدنيا في دهشة ..كم أسرتني توسلاتها وأبكتني بحنينها
ليتني لم أعش واقع هذا الزمن ..ليت الغني يعم كل البشر
ولا يبقي فيها بائس يقتات من الرمل
قبضت بيديها أخذتني لجحر بيتها..ليتني لم أري حالهم ولا ظلام فرشهم
ولا الموت في أعينهم..ليتني لم أتخطي عتبت دارهم..كل هذا يصير ونحن بالرفاهية نسعد
لا نعلم بحالهم..ولا ببكائهم..ولا ذره من عذابهم
أسعفت حنينها وقبضت بيد أمها أسقيتها الماء قبل شهيقها وخروج زفرات روحها
أبكتني وهي تدمع عينها أرفقي بحال صغيرتي
لا تتركي الفقر يحطمها..أتوسل إليك لا تتركيها عرضة لكل مخادع مفتون
هذه ما خرجت بها من أرض الفقر فلا تدفنيها هنا أرجوك
دمعت عيني لحالها وهي لا تعرف مصيرها بأي أرض تعيش وتسعي
أخذتها ووعدتها بأن أعوض حالها وأسر مصيرها بإذن ربها
أبكتني وأدمعت عيني حسرة عليهم ..فكم غيرهم يعيش مأساتهم
وكم قبلهم لاقوا مصيرها..وكم هم المتعففون عن مد يديهم
"رزقهم محصود بيد رب معبود"
هو شعارهم للعيش الميسور
فكم صعبة هي حياتهم
خواطر متناثره