رعب في غرفة المعلمات

كان الجو هادئاً لا يسمع فيه سوى صوت مكيف الهواء وثرثرة بعض
المعلمات في جلسة عائلية لتناول
قهوة الصباح وتبادل الاحاديث الودية فالأمن مستتب وتحلو معه الثرثرة
يعني ( شبة ضحى مدرسية )
بينما إحدى المعلمات تاخذ إغفاءة على ( الكنب الو ثير ) فعندها
حصة فراغ وأفضل طريقة لشغل الفراغ
هو النوم !
حتى حدث الخطب الجلل وجاء الخبر المفزع .... عندما حضرت وكيلة
المدرسة وقالت إن مشرفة إحدى المود اتصلت بالمدرسة وقالت
أنها سوف تأتي بعد قليل مما جعل معلمة المادة في ربكة شديدة
قامت من مكانها ثم عادت وجلست ..... ثم قامت مرة أخرى
وأخذت تدور حول نفسها وهي تصيح .....
بنات ماشفتو دفتري التحضير ؟؟؟
وبدأت تبحث وهي تسأل وين سجلات التقويم ؟؟ مادري وين
حطيتهم ؟ عندما عثرت على السجلات صاحت ياويلي السجلات
ناقصة .... في أي أسبوع نحن الأن ؟؟؟
ضحكت إحدى المعلمات وقالت نحن الأن في الاسبوع السادس !
ردت أخرى لا تهتمي المسألة كلها مجرد خطوط هاتي أنا أساعدك
وأنت أبحثي عن دفتر التحضير .....
أخذت الزميلة ( فزعة سبشل ) هكذا يحلو لبعض الزميلات تسميتها
فليس عندها مشكلة في عمل أي شيئ ... أخذت السجل وبدات
تغلق الخانات بسرعة !!
دفع الفضول إحدى المعلمات قامت ووقفت إلى جوارها ثم صاحت
السجل فارغ لا يوجد به أسماء للتلميذات !!!
أنتبهت معلمة فزعة وهي تقول
يا الله لم انتبه لهذا .....
قالت زميلتهامستهزئية بها ..... الفزعة عمت عيونك ....
تساءلت أين ذهبت المعلمة عائشة أنا لا أعرف أسماء الطالبات
ماذا نفعل !!!
لم تمضي إلا دقائق حتى عادت المعلمة عائشة وقد طارت أنفاسها
من الجري مع الدرج وهي تولول ... وتردد بشكل هستيري
تريد حصة .... تريد حصة..... جاهزة عندما تحضر ....وتريد سجلات التقويم
وتريد سجل المتابعة ...... ولكن أين دفتر التحضير لم أجده !!!
كانت زميلتها( فزعة ) تدور خلفها وهي تحاول أن تسألها عن
أسماء التلميذات حتى تسجلها في سجل التقويم ...
كاد أن يغشى عليها عندما علمت أن السجلات فارغة من الاسماء
أقترحت صاحبت الحلول السريعة ( فزعة ) ان ترسل تلميذة إلى
الإدارة وتطلب نسخة من الأسماء ..... قالت لا تهتمي أنا ساكمل
السجل المهم جهزي لوحة ورقية كاوسيلة تعليمية أمام المشرفة
كانت عائشة لا تزال في حالة هستيرية وربكة شديدةتبحث
عن كتاب المادة ثم تساءلت من أين لي بلوحة ورقية ؟
قالت معلمة ... في المستودع الدولة ماتقصر ....
ذهبت تجري إلى المستودع .... كانت اللوح تغرق في كومة من
الغبار ........... حاولت إخراج واحدة وبصعوبة استطاعت أختيار واحدة
شبه نظيفة بحثت عن لوحة فلين وأقلام ( فلو ماستر ) وبعد مجهود
عثرت عليهن بين الغبار والفوضى الشديدة !!!!!!!
عادت مسرعةإلى غرفة المعلمات وهي تسأل
من خطها حلو أنا خطي كأنه خربشة دجاج .....
قالت إحدى المعلمات يوجد تلميذة في الصف السادس خطها
روعة ....
تم أستدعاء التلميذة والإستئذان لهامن حصتها ؟!
ثم شمرت عن ساعديها وبدات بالكتابة ....
قالت المعلمة عائشة واحدة لاتكفي أريد تلميذة أخرى تخط اللوحة
الثانية تم إستدعاء طالبة ثانية ..... وثالثة لتذهب إلى غرفة الوكيلة
وتطلب منها تصوير بعض أوراق العمل .... ورابعة تم تكليفها بالذهاب
للصف وتخبرهم أن المشرفة سوف تحضر عندهم حصة
ثم ذهبت المعلمة عائشة واستئذنت للتلميذات المميزات لتخبرهن
بالدرس الجديد وتعطيهن فكرة عنه تنفست بعمق ثم قالت ...
ها....... لا أوصيكم بيضوا وجهي عند المشرفة.... أجلسو هنا راجعوا
الدرس الماضي .......
ثم أقلعت بسرعة تجري إلى الصف وكأنها من قوات الكومندز ...
وخصوصاً أنها من ذوات الوزن الثقيل .... اقتحمت الصف غير مبالية
بالمعلمة التي أخذت تبسمل وتردد بعض الأذكار وهي تضع يدها
على صدرها وقد أخذتها الدهشة لمنظر المعلمة عائشة التي
أنهالت على الطالبات بالتهديد والوعيد .....
ياويل اللي تتحرك ..... ياويل اللي تتنفس .... ياويلكم لو أسمع صوت
اللي دفترها ناقص ياويلها .... ثم التفتت إلى المعلمة وقالت بحدة
لا تعطينهم درس عشان يكملوا دفاترهم الناقصة مثل عقولهم ..
وأقلعت مرة أخرى خارجة من الصف مسرعة إلى غرفة المعلمات
وبينما كانت منهمكة بترتيب اللوحات وتستحث زميلتها فزعة لتنهي
السجل وتبحث عن سجل المتابعة ودفتر التحضير حضرت وكيلة
المدرسة وقالت :
إن المشرفة اتصلت مرة أخرى وأعتذرت عن الحضور اليوم فقد حدث
عندها ظرف طارئ وأنها سوف تؤجل الزيارة ربما الأسبوع القادم
أو الذي يليه !!!
كانت المعلمة عائشة...... كا أعصار .....خمد فجاءة ...
أنهارت على الكرسي وهي تتنفس الصعداء وتقول
الحمد لله ........ فكه !
قالت المعلمة فزعة :
هل تريدين أن أكمل السجل أو لا داعي لذلك !!!
قالت عائشة
أتركيه الأسبوع القادم يحلها حلال !!!
واللوح راح أتركها وأوراق العمل ولن أشرح الدرس حتى تأتي كي
تشاهد اللوحات ( وتشوف مجهودي )
أخذت تسحب قدميها إلى طاولة الطعام المتربعة وسط الغرفة
وهي تتمتم أريد فنجال قهوه ....... ريقي ناشف ... وين الحلا ليه
(شلتوه ) نادت بأعلى صوتها ...
أم عبدلله أريد كوب ماء .... وهاتي الحلا وينه ....
في هذه الأثناء استيقظت الزميلة النائيمة وهي تقول
وش هالأزعاج ماني عارفة أنام ... ثم قالت بتثاءب خلصت الحصة
أو لا ..... ثم عادت إلى الأسترخاء مرة أخرى .....
نظرت إليها المعلمة عائشة وهي تقول
الحمدلله بس !!!!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,
كلمة إعتذار ...
هذه الأسطر التي أكتبها لا تنفي وجود معلمات كالشموس المضيئة
في مدارسنا .... ولكن هي نماذج موجودة شئنا أم أبينا
مع الإعتذار لكل معلمة تحمل ضميرها معها كل صباح عند ذهابها
إلى المدرسة
مع الإعتذار لكل معلمة تدرك أنها تذهب صباحاً إلى المدرسة لتؤدي
رسالة وليس فقط مجرد واجب ....