- السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ايتها الفراشات المنيرات للكون ....
- ركام ... أم أعوام
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ايتها الفراشات المنيرات للكون ....
هذه أول مشاركة فعلية بموضوع لي في منتداكم والذي ضللت اجوبه منذ مدة حتى تعرفت على بعض من فراشاته الرائعات بكل ماتحمله الكلمة من معنى ...وبالطبع بما أنني من محبي الكتابة بشغف كان أول مالفت نظري هو (( همس المشاعر )) والخاص بكتابة الخواطر وصياغة لأجمل الكلمات وبما أن لي تجارب كتابه خلال ثلاث سنوات متواصلة أحببت أن اشارككن بإحدى مواضيعي والتي ضممتها لتصبح كتاباً ولكنه لم يرى النور حتى هذا الوقت ... لأاريد أن اطيل عليكن الكلام ... ولكن أردت أن أحظى بشرف تعليقكن على الموضوع الاول لي ... وليس الأخير طبعاً ...............
ركام ... أم أعوام
من خلال نافذة عتيقة تطل على وادي حار مقفر لا زرع فيه ولا حياة ... يوجد ذلك المنزل الذي عاثت به الغبرة حتى أنك تشم رائحتها وهي تصعد متسللة إلى رئتيك لتشعرك بناقوس الخطر يقترب حتى تسد أنفك والذي هو الممر لذرات الغبار تلك ... فتنظر من حولك فإذا كل شيء قد تغير لونه ورائحته ... حتى السجاد الصيني ... والبلجيكي الفاخر موجوداً ولكنه بات عتيقاً مهترئاً ...
وإذا تركت لعينيك الفضوليتين المجال ستصعد مع السلم لترى ما حال تلك الغرف في الطابق العلوي هل هي مثل تلك الدرجات المتشققة ... أم أنها أفضل حالاً ... فتبدأ لتصعد السلم درجة تلو الأخرى بخطى ثابتة وحذرة خوفاً من السقوط ... وتسمع ضجيج الأصوات يصدح صداها عبر الممرات المؤدية لتلك الغرف ... فهذا صوت لطفلة صغيرة تلهو وتقفز ... حتى انك تسمع صوت قرع حذاءها وترى أشباح الدمى الصغيرة التي كانت تلعب بها مستمتعة ... وهي مترامية في كل مكان على الأرض وعلى درجات السلم وفي الممر المؤدي لغرفتها الصغيرة ...
وهذا صوت حنون دافئ ينادي بعطف ...هيا يا صغيرتي حان موعد النوم ... ويشد أذنه سماع صوت آخر صوت أجش ... جهور ... حاد ... يتكلم بكلام منمق وكأنه كلاماً سياسياً ... بالطبع فقد كان دبلوماسياً ...
وهاهو صوت الأخت الكبرى وهي تدندن بأغنية تسلي نفسها فيما تخبز الكعك المحلى بالشوكلاتة والذي فاحت رائحته من المطبخ الإضافي للطابق العلوي ... وعيناها تتأمل المنظر الجميل للوادي من نافذة المطبخ ...
عيناك تترقب ... وأذناك تسمع كل ما يقال بل كل ما يحدث ... ولكن لما أصبح هذا المنزل بهذا المنظر ... بعد أن كان زاهراً وعامراً بأهله والذين كانوا عائلة لطيفة ... تعيش كباقي العائلات ... الجواب ببساطة ... دارت الأيام ... ومشت بهم السنين لتتزوج الفتاتين ... ويمرض ويموت الوالد ... لتبقى الأم وحيدة لسنه واحده بعد وفاة الوالد ... ثم لحقت به هي الأخرى وتركوا جميعا هذا المنزل خالياً بهذه الصورة الميتة ... والجافة ... فهذا حال الدنيا ... إن زانت لك أعوام فإنها ذات يوم تصبح كالركام .
انتظر ردودكن بفارغ الصبر ... !!!
وتقبلن تحياتي
أني اكتب .. مو يحبط من أمالي ماهقيتها منكم يالفراشات ...
عموما ماابي ردود على الاقل قراء ...