الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
هي...تحتاج خطيبا لليلة واحدة...
يتوقف مستقبل مولي ماغواير على ان تقنع شابا ذا مواصفات عالية ان يلعب دور خطيبها لليلة واحدة.
وعندما يضع القدر " نك بايلي" الساحر في طريقها تشعر مولي بأنها وجدت الحل لمشكلتها...
إنه رائع المظهر و ناجح و ممثل ناجح و سيكون رهن امرها للمدة التي تطلبها.
حصلت مولي على ما تريد لكن "نك" لن يتركها قبل ان يتأكد من انه اخذ حقه في الصفقة بالكامل...وبشروطه"
الفصل الأول : طويل,أسمر , خطر
كانت "موللي" على شفير الانهيار وهي تسير على الرصيف المزدحم أمام فندق <ماغيللان> باتجاه ساحة "يونيون" وكانت أفكارها مشتتة في ألف اتجاه و اتجاه.
لم تكن تريد أن تصعد إلى الحفلة و لكن عدم ذهابها سيكون جبنا , ويزيد الأقاويل التي وقعت ضحيتها طوال الأشهر الثلاثة الماضية إنها حقا لا تريد أن تضيف المزيد إلى ذاك النهار!
وقفت سيارة أخرى أمام مدخل الفندق الرئيسي .تقدم الحارس ليفتح باب السيارة فرأت موللي هارولد ساتين و زوجته و هو أحد أصدقاء جاستين و من المتنفذين في شركة <زنتك> التي يعملون جميعا فيها.وكان من سوء حظها أن رأياها في اللحظة نفسها التي رأتهما فيها. كان الزوجان في طريقهما الى حفلة <زنتك> وهي الحفلة التي يفترض بها أن تصل اليها منذ حوالي 10 دقائق , وسألها هارولد وهو يقف بجانبها :
- مرحبا يا موللي هذا هو المكان أليس كذلك؟
فأجابت وهي تبتسم لزوجته بأدب: في الطابق الخامس والعشرين.
سألها : هل نذهب معا؟
فأجابت كاذبة بسهولة غير عادية: أنا بانتظار شخص.
- آه ظننتك لوحدك !
جاهدت كيلا لا يبدو العبوس على وجهها. هل أصبح العالم كله يعلم عن ذلك الانفصال الكبير؟ حسنا هذا طبيعي فقد حرصت بريتاني على ذلك. مسكينة موللي! ذلك أن بريتاني لم تكن تقصد أن تقف حائلا بينها و بين جاستين, ولكن عندما وقعا في الغرام ماذا كان بإمكانهما أن يفعلا؟ ألقت هذا السؤال على كل شخص يمكنه أن يسمع , وعادة عندما كانت موللي في مرمى السمع هي أيضا.
و كررت: لا, أنا في انتظار شخص . و مضت تبحث بعينيها بين المارة في الشارع المزدحم.
فقال هارولد: سنراك هناك إذن.
بقيت تنظر اليهما بابتسامتها المهذبة الزائفة حتى ابتعدا, فتنهدت ارتياحا. ظهورها في الحفلة ضروري, و تمثيل دور المرأة المبتهجة ضروري أيضا.فقد كانت الفكرة من تصميمها على كل حال و أفكارها المبتكرة هي المحور الأساسي في التوقيع على احد العقود المربحة للغاية مع شركة "مشاريع هاماكوموتو" الضخمة.
أليس ذلك ما جعل بريتاني تغضب؟ ذلك أن المرأتين كانتا في القسم الفني من "زنتك" وهي شركة رفيعة المستوى و رائدة في تقديم الأفكار للصناعيين.و منذ اليوم الأول لموللي في العمل أضمرت لها بريتاني تايلور الأذى لها. بعد سبع سنوات تقريبا كان المفروض أن تشعر موللي أن وضعها أصبح منيعا و لكن إغواء بريتاني لجاستين كان القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال. لن تستسلم موللي لنظرات الشفقة و تمتمات المواساة لانفصالها عن جاستين.لم تعد الآن (الآنسة اللطيفة ) كما يطلق عليها.... سوف ترد الصاع صاعين.
ابتدأت حفلة الافتتاح منذ عشرة دقائق.الصحفيون و الاعلاميون و المتنفذون كلهم كانوا على قائمة المدعوين . كل شخص مميز سيكون هناك! بما في ذلك جاستين موريس... و بريتاني !
سارت موللي على الرصيف و الأفكار تتقاذفها.ربما عليها ان تختفي لمدة أسبوعين ثم تخبرهم انها تعرضت للخطف او ربما يمكنها ان تقول انها وقعت و التوى كاحلها, او ربما بامكانها تبني الفكرة التي عرضتها عليها جارتها شيلي , و هي ان تدعي انها مخطوبة ولكن خطيبها لم يستطع القدوم معها .بامكان هارولد ان يشهد انه رآها فعلا على الرصيف بانتظار شخص ما .
كان الأمر محزنا... ربما هي المرأة الوحيدة في سان فرانسيسكو التي لم تستطع ان تجد مرافقا يصحبها الى احتفال مهني.لكن الرجال الذين تعرفهم الى حد يجعلها تطلب منهم ذلك, يعملون في شركة "زنتك" نفسها.و آخر ما تريده هو ان يعرف أي شخص في الحفلة انها تفكر في ذريعة لتخفف بها الأذى الذي سببته لها بريتاني.
عادة, لم يكن ذهابها وحدها إلى حفلة تقيمها الشركة شيئا مهما على الاطلاق,كان ذلك قبل مؤتمر الأسبوع الماضي حين طعنت بريتاني في قدرة موللي على الاحتفاظ بمشروع طويل الأمد و كأن موللي هي التي تخلت عن جاستين! صرفت موللي بأسنانها وهي تفكر في بريتاني و الآخرين و هم حول المائدة ينظرون إلى بعضهم البعض.إنها تعرف أن ذلك غيرة مهنية ذلك أن أفكار بريتاني لم تقبلها الشركة بعكس أفكار موللي.
منذ أربعة أشهر كانت موللي قد ابتدأت تفكر في حفلة الزفاف حين كان جاستين يواعد بريتاني خفية و هكذا تبددت احلام موللي عند علمها بالجقيقة.اذا كان يريد بريتاني تايلور فليذهب اليها! و الأسوأ من ذلك انها وجاستين و بريتاني يعملون في الشركة نفسها.وقد شاهد الجميع موللي و جاستين معا في حفلة عيد الميلاد الماضي. لكن الجميع يعلم الآن ان بريتاني باتت الآن حبيبة جاستين. قطبت موللي جبينها فقد ساءها ان تشعر انها منبوذة بينما جاستين يستعرض امام الجميع و يتباهى ببريتاني بالغة الجمال.
غبية,غبية,غبية! كان عليها ان تكون اكثر حكمة فلا تتواعد مع أحد زملائها في العمل.في كل مرة تراه الآن في الشركة تتذكر كيف كان يحوم حولها.وتفكر في انها لم تكن بالنسبة اليه سوى واحدة من كثيرات و أن بريتاني ستلقى النهاية نفسها ذات يوم و لكن ليس الآن.المتوقع من موللي الآن ان تظهر في الحفلة وتتصرف و كأن الحياة على خير ما يرام.تنفست بعمق و قررت ان تواجه الأمر بأحسن ما يمكنها من ذكاء. نظرت حولها مرة أخيرة وكانها تتوقع معجزة وادركت انها ستحضر الحفلة وحدها الا اذا تمكنت من دعوة رجل غريب وسيم.
لقد حان الوقت لتلبس محبس الخطبة الذي احضرته معها مصرة بكل وقاحة على انها مخطوبة, الا اذا تمكنت بريتاني من كشف هذه الخطة.فهذه المرأة ليس من طبيعتها الجلوس بصمت لتدع الآخرين يتابعون حياتهم. انها تحب ان تتأمل و تستنتج و تطيل التفكير بخبث. و تملكها الغضب... لو كان جاستين يكن لها ذرة من المودة لما حضر هذه الحفلة التي كان يفترض ان تكون تكريما لها هي,لا ان يأتي حبيبها السابق الذي يعرف الجميع كل شيء عنه مع حبيبته الجديدة ليسلبا الأضواء منها بكل دناءة.
أملت ان تنجح من صون ماء الوجه امام رجال الأعمال المتنفذين فرفعت رأسها و دخلت رأسا الى بهو الفندق المزدحم حيث لفت نظرها لافتة تشير الى اليسار كتب عليها "مقهى ماغيللان".
كان المقهى خاليا الا من رجل و امرأة في شهر العسل يجلسان الى مائدة بجانب الجدار و رجل يتكئ على البار يتحدث الى النادل.كان واضحا ان الوقت لا يزال مبكرا.
سارت الى البار و جلست بحذر على المقعد المرتفع .ترك الساقي حديثه و توجه اليها قائلا بابتسامة ودود:" هل من خدمة؟"
فكرت بكآبة لا بد انه لا يعلم شيئا عن مسألة بريتاني ووضعها هي,والا لاستحالت ابتسامته الى شفقة:"أريد كأسا من الصودا..لا,انتظر فأنا اكره الصودا ... اعطني كأس عصير حالا..لا,انتظر ربما فنجان قهوة يفي بالغرض...لا, انتظر حضر لي كوكتيل عصير..."
فسألها الساقي:"ماالذي تريدينه حقا؟"
- ما أريده حقا, حقا ... هو رجل طويل أسمر خطر
قالت هذا بكآبة متمنية لوأن بامكانها ان تأمر باحضار خطيب مؤقت بنفس السهولة التي تطلب بها كأس شراب .نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى الرابعة و النصف تقريبا.اذا لم تذهب الى الحفلة حالا فسوف تبدأ الأقاويل.
فقال:" ما رأيك بأشقر ودود؟"
- ماذا؟
نظرت الى عينيه الزرقاوين اللامعتين تحت شعره الكثيف الأشقر.بدا لها رجلا ظريفا للغاية و لكن ليس من النوع الشاعري.
- لا اما ان يكون أسمرا طويلا خطرا و اما لا شيء على الاطلاق.
سألها و هو يحضر لها الكأس :"لديك مشكلة؟"
- و هل كل من يأتي الى هنا لديه مشكلة ؟
- فقط أولئك الذين يأتون مع الرابعة عصرا.
ووضع الكأس امامها:" وانا شبه عالم نفسي."
- هم ...
ارتشفت بعض العصير و نظرت الى ساعتها مرة أخرى, كان الوقت يتأخر.أترى بريتاني بدأت بالحديث والتحريض عليها؟ انها تسمع تلميحاتها السيئة و الخفية و ترى البراءة في عينيها الواسعتين و هما تدعيان العطف.وتساءلت موللي ان كان بامكانها مواجهة مبارة أخرى.
سألها الساقي:" هل تنتظرين رجلا في موعد؟"
- يا ليت! المفروض ان اكون في حفلة زنتك في الطابق الخامس و العشرين.
عادت ترشف كأسها, و فتحت حقيبة يدها و أخرجت منها خاتم جدتها و نظرت اليه ثم نظرت الى الرجل:"اذا انا لبست هذا هل ستظنني مخطوبة؟"
- وهل أنت مخطوبة؟
- ليس هذا هو الموضوع, ماذا كنت ستظنني؟
- كنت سأظن أن امرأة جميلة مثلك مقبولة بخاتم خطبة أم من دونه
طرفت بعينيها و ابتسمت:" أوه, ربما الأشقر الظريف سينفع على كل حال."
غمزها مشيرا الى الطرق الآخر من البار,فنظرت الى هناك فرأت رجلا أسمر عابسا.تأملته لحظة,فرأته ملائما ... انه طويل اسمر خطر حتما. بدا أشبه بقرصان في بذلة عمل.لم يكن وسيما بالظبط و لكن هالة الغطرسة التي تحيط به بامكانها أن تردع بريتاني و تعيدها الى حجمها.من تراه يا ترى؟
وعادت تنظر الى الساقي الودود:" إنه ينفع"
- أتظنين ذلك؟
- هذا اذا توقف عن العبوس ليبدو خطيبا مغرما.لكنني لظنني سألبس الخاتم و اعتذر من الحاضرين.
- عم تعتذرين؟
- سأقول ان شيئا طرأ في اللحظة الأخيرة فلم يستطع خطيبي الحبيب ان يحضر.
- وما الحاجة الى خطيب حبيب؟
سألها وهو يتكئ على البار مستعدا كما يبدو للإصغاء حتى النهاية.عادت تشعر بالإحراج الذي سببه لها جاستين,غريب هذا هو الاحساس الوحيد الذي شعرت به,ألم تكن تحبه حقا؟لقد كانت تستمتع بصحبته حتى انهما تحدثا عن الزواج اليس من المفروض ان يكون قلبها محطما؟ لكن بدلا من ذلك كانت تشعر بالإحراج ليس الا.و أجابت:" لحفظ ماء الوجه, هل تعلم ان اليابانيين يهتمون كثيرا بحفظ ماء الوجه؟"
- وما دخل اليابانيين في الموضوع؟
- سيكون في الحفلة عدد من اليابانيين. انا أعرف السيد <ياما موتو> و السيد<هاريشي> انهما يحبان تصميماتي و لهذا علي ان احضر و لكن الأمر سيكون أسهل بكثير لو واجهت الجميع برفقة خطيبي.
- و السبب؟
- سيكون الأمر اسهل لأن الرجل الذي كنت سأتزوجه سيكون موجودا برفقة حبيبته الجديدة.لقد حاولت جهدي ان اتجنب أي منهما طوال اسابيع, لكن الأمور لا تنجح دوما بهذا الشكل.وانا اريد ان ارقص خالية البال مع شخص وسيم.جاستين و بريتاني زميلان في العمل و لهذا يعرف الجميع الوضع و يشعرون بالأسف لأجلي وانا اكره ذلك.
- و الخطيب الطويل الأسمر الخطر سيمنحك الشعور بخلو البال الذي تحتاجينه؟
- نعم !
فضحك:" لدي الرجل المناسب,ويمكننا ان نصيب عصفورين بحجر واحد.انتظريني."
ثم توجه الى آخر البار بينما كانت تراقبه بلهفة.هل حقا سيطلب من ذلك الغريب الطويل الأسمر ان يمثل معها دور الخطيب؟ حتى لو فعل ذلك لا يمكن ان يوافق الرجل أبدا.لا يبدو من ذلك النوع الذي يوافق على شيئ لا يتماشى مع مصلحته الشخصية.ألم يكن جاستين كذلك؟ كانت حينذاك تشعر بالغرور ازاء اهتمامه بها اما الآن فهو يعاملها وكأنها حمقاء مسلوبة اللب اساءت تفسير صداقته.
اذا تورطت بعلاقة أخرى مع أي شخص كان فستحرص على ان يكون ودودا طيبا و ليس لديه رغبة خفية في التقدم الى الأمام.
هز ذلك السيد الطويل الأسمر رأسه فهبط قلبها.أتراها حقا كانت تأمل ان يوافق؟
لم تستطع ان تسمع الحديث و لكنها رأت الساقي يناقش معه الموضوع.شيء قاله لا بد ترك تأثيرا فلقد تأملها الغريب لحظة طويلة.ثم القى نظرة خاطفة على ساعته,ثم على باب المقهى,ثم وقف و توجه نحوها.
خفق قلب موللي,رباه, أترى الرجل جاء جاء ليتحدث إليها؟ اشتدت يدها على الخاتم؟وتسمرت نظراتها عليه و هو قادم.لقد كانت تمزح مع الساقي عندما فالت له ذلك.
- أنا بايلي.دوني يقول إنك بحاجة الى مرافق الى حفلة شركة "زنتك".
ابتلعت ريقها بصعوبة.هل ستحصل حقا على رجل طويل أسمر خطر؟:" نعم, كلا في الواقع,أنا بحاجة...أعني أريد،أعني...شيئا أكثر من مجرد مرافق.أنا بحاجة الى خطيب مؤقت...لهذه الليلة فقط"...
قالت هذا بسرعة,فرفع حاجبيه:"طوال الليل؟"
- أوه لا!لأجل الحفلة في الطابق الأعلى فقط.وهي ستنتهي الساعة الثامنة على الأكثر.
تأملها لحظة و كأنه يزن كلماتها:" ما الذي تتوقعينه بالضبط من خطيب مؤقت؟"
- ليس كثيرا.
وشملته بنظراتها و قلبها مازال يخفق بشكل غريب.كان طويلا بالغ الأناقة و قد بدت بذلته ثمينة للغاية و عيناه سوداوين تتفحصانها بثبات.وارتجفت... مازال يبدو شبيها بالقرصان. لكنها ابتسمت له و تملكها شعور عنيف بالطيش:" كل ما عليك فعله هو الوقوف بقربي و أظن ان بامكانك القيام بذلك على اكمل وجه.و سأقدمك الى اناس مختلفين, ولكن ليس عليك أن تفعل أو تقول شيئا كثيرا. ويمكنني,فيما بعد, أن ادعوك للعشاء على حسابي إذا شئت كعربون شكر."
- إذا كل ما علي أن افعله هو أن اكون موجودا؟
فأومأت, سيكون كاملا لا عيب فيه, إنه أطول من جاستين, و أكثر رجولة منه بعشر مرات.وقد لا جعلها تشعر بأنه خطيب حقيقي.
- آه, ربما ليست فكرة جيدة على كل حال.
و نظر ساخطا إلى الساقي ثم أومأ إلى موللي:" لا بأس, سأذهب معك.إذا استعطت أن تنتظري عدة دقائق,فأنا أتوقع حضور شخص".
و نظر إلى ساعته.و نظرت هي أيضا إلى الساقي الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة:" آه, لماذا؟" سألته خائفة من ان تصدق حسن حظها.
- لم لا؟
- لأنك لا تعرفني.
- ليس بإمكانك أن تفعلي الكثير في قاعة مليئة بالنساء و رجال الأعمال.كما أنك أنت أيضا لا تعرفينني.
فقالت بتبلد:" لا يبدو عليك أنك من النوع الذي يقدم خدمات للغرباء."
- ليس عادة.ولكن في هذه الحالة سيساعدني هذا على الخروج من مأزق, أنا أيضا.
- آه...
و نظرت إلى الخاتم ثم وضعته في إصبعها. كانت على صواب فهو رجل لا يسير الا وفق خطة مرسومة. و لحسن الحظ تطابقت خطته مع خطتها الليلة:" لا بأس إذن, لن يدوم ذلك طويلا و أنا شاكرة لك. اسمي موللي ماغاير."
- موللي ماغاير؟
- أنا اعلم أن معنى اسمي في لهجتنا المحلية الإيرلندية هو بلادة الإحساس و لكن لا تصدق هذا.
بدت التسلية في عينيه وهو يقول:" أدعى نك بايلي."
و قبل أن تصافح اليد الممدودة, إذا بصوت امرأة مثير يخترق جو المقهى:" نك حبيبي, كنت أبحث عنك في كل الأنحاء.قال لي أحد الحرس إنه رآك تدخل إلى هنا."
استدارت موللي فرأت امرأة مثيرة داكنة الشعر.وللحظة, تمنت لو أن شعرها هي البني الفاتح القصير طويل أسود كشعر هذه المرأة, ولو أن بإمكانها أن تبدو ممتلئة داخل ثيابها كهذه المرأة. أوقفت تأملاتها عندما انتبهت إلى أن جسم الرجل بجانبها قد تصلب و ازداد اقترابا منها قبل أن يحيي القادمة الجديدة:" متى عدت إلى المدينة يا كارمن؟"
قال هذا باتزان و لكن نبرة توتر بدت في لهجته لم تفهم موللي ما كان يحدث لكنها أدركت أن الأمور تتوتر.
- أخبرتك أنني سأعود, يا حبيبي, و ليس في نيتي الرحيل قبل أسابيع.
و تقدمت كارمن إليه لتعانقه ولكنه تحول جانبا وهو يضع ذراعه حول كتفي موللي:" موللي, أعرفك إلى كارمن هيرنانديز و هي صديقة قديمة.كارمن لا أعتقد أنك سبق و قابلت موللي... خطيبتي."
- خطيبتك؟
توهج وجه كارمن اللاتيني المثير غضبا:" ما الذي تعنيه بحق الله؟"
و نظرت إلى موللي غير مصدقة ثم عادت تنظر إليه متابعة:" إذا كان هناك من سيتزوج فهو أنا و أنت! أي لعبة تلعبها؟ لا أصدق هذا.لا يمكنك أن تتخلى عني بهذه السهولة. أنت لي وليس لامرأة أخرى."
و ازداد غضبها وتوهج وجهها.و حملقت بموللي بعينيها السوداوين:" لا أدري من تظنين نفسك, لكنه لي"
وشملت موللي بنظرة احتقار:" ليس لديك ما يجذب رجلا مثل نك." ثم عادت تنظر إليه:" نك..."
فقالت موللي :" ربما عليكما أن تتناقشا على انفراد." لقد لسعها كلام المرأة.أتراها تتقبل الإهانات بهذه السهولة؟
شدد نك ذراعه حول كتفهاو كأنهما يواجهان العالم معا. فكرت في أنه تمثيل حسن من جانبه رغم أنها تساءلت أي وضع جعلت نفسها فيه.كانت تظن أنها بحاجة إلى عون, لكن الظاهر أنها ليست الوحيدة في ذلك. هل كان نك في نفس وضعها؟ يا للسخرية! ومع ذلك فهذا يفسر سرعة موافقته على اقتراحها الغريب وشعرت موللي و كأنها دفعت إلى خشبة المسرح من دون نص مسرحي.
قال نك مواجها ثورة كارمن:" ولكننا انفصلنا منذ أسابيع."
قال ذلك بلطف لكن موللي شعرت بالفولاذ وراء هذه الكلمات.وكانت تحب الرجل الذي يخفي النار وراء هدوئه. و أجابت المرأة بلهجة مثيرة وهي تمد يدها لتمسك ذراعه:
- نعم, أنت قلت إن علينا أن ننهي الأمور بيننا, لكنني لست مستعدة لذلك,فأنا أحبك,و أنت تعلم هذا.
- كارمن, لقد انتهينا ولا شيء في العالم يمكن أن يغير هذه الحقيقة.هذا إلى أنني خاطب الآن امرأة أخرى. و رفع يد موللي يريها تألق الماسة في الخاتم.
بالكاد نظرت المرأة إلى الخاتم حتى حولت نظرها إلى موللي مباشرة:" ربما تظنين أنك أحرزت نجاحا بالغا في إغواء نيكولاس بايلي, ولكن دعيني أخبرك أن الأمور لا تنتهي هنا."
ثم رفعت عينيها الغاضبتين إلى نك:" لا يمكنك أن تتخلص مني بهذه السهولة أيها العاشق." ثم استدارت خارجة من المقهى بخطوات سريعة خلافا لتلك الخطوات البطيئة المثيرة التي دخلت بها.
قال الساقي:" انتهى الأمر بشكل جيد"
- اخرس. اجابه نك بهذا ثم ترك موللي و رفع حاجبيه:" هل نتوجه إلى حفلة <زنتك>؟ بعد تصرف كارمن ذاك سيبدو هذا سهلا."
- على الأقل هذا يجيب على سؤالي عن سبب موافقتك على هذا المشروع.فأنا أشك في أن جاستين سيصبح عاطفيا للغاية إذا سمع بخطبتي.
قطب نك حاجبيه:" ستهدأ."
فقال دوني:" لكنني أشك في أن تكون هذه آخر مرة تراها فيها.لو كنت مكانك لتوقعت رؤيتها في العرس,فهذه طريقتها الوحيدة للتأكد."
قال الساقي هذا فنقلت موللي نظرها بين الرجلين:" أي عرس؟"
فقال نك :" عرسنا طبعا. هيا بنا لنرى من يمكننا أن نصدمه في حفلة <زنتك>."
انا بكملها لعيون الي يستاهلوا بس وربي خيبتو املي الفصل الثاني - تمثيل
كانت موللي و نك وحدهما في المصعد المتوجه بهما إلى الطابق الأعلى في ذلك الفندق المترف و كانت أفكارها تدور.ستدخل الحفلة مع هذا الرجل البالغ الحيوية, الذي يفترض أنه خطيبها.هل من الممكن أن تستمر هذه الخطبة؟ هذا ما فهمته كارمن في فورة غضبها. لكنها عند التفكير هل ستدرك مدى استحالة ذلك؟
قال بفظاظة:" ما فهمته أن رجلا تركك لأجل حبيبة أخرى و تريدين أن تبدي له انك مخطوبة لئلا يظن متكدرة بسببه."
فقالت و قد اغاظتها طريقته في الكلام:" أرى أن التدريب على الإحساس يلعب دورا هاما في حياتك."
- ماذا؟
- لا تهتم! أظنك فهمت ذلك.و إذا سمحت لي باقتراح لا أحد سيصدق أننا مخطوبان إذا بقي الغضب على ملامحك. هل يمكنك أن تبتيم أو ما شابه؟ و أثناء ذلك هل يمكنك أن تتظاهر أنك تراني فاتنة؟
- فاتنة؟
فأومأت:" دوما كنت أريد أن افتن أحدا.ألا تظن أن الخطيبة الجديدة يمكنها أن تكون فاتنة؟"
- تماما.
عرفت من لمعان عينيه أنه كان يسخر منها.فليكن مادام يفعل ما طلبته منه.ما تريده فقط هو أن تجتاز هذه الحفلة, و بعد ذلك يمكنها أن تؤلف قصة تفسخ بها خطبتهما خلال أسابيع قليلة.وعندما يرى زملاؤها في العمل نك فإن كل شفقة على موللي المهجورة ستتلاشى فورا. كان الاحتفال في أوجه عندما دخلا قاعة الرقص الفسيحة المزينة التي تطل على مناظر رائعة لسان فرانسيسكو.
- هاأنت أخيرا يا موللي؟ كنت أسأل عنك.
حياها رئيس الشركة " جون بيلينغز" ثم نظر إلى نك بفضول:
- مرحبا يا جون.أقدم لك خطيبي نك بايلي,و نحن آسفان لتأخرنا هذا فقد حدث ما أعاقنا.
سبق السيف العذل.و رجت أن لا تكون اقترفت غلطة كبرى.
- سعيد بمقابلتك، يا نك. لقد سمعت شائعات تقول إن فتاتنا موللي تصادق شخصا غير عادي.لا بد أن تعلم كم نحن فخورون بموللي وعملها. لقد كان حجر الأساس لهذا الاحتفال, و من دونها ما كنا أقمنا هذا الاحتفال اليوم.
توهج وجهها سرورا و دهشة. لم تكن تتوقع مثل هذا التكريم.و ازدادت دهشتها عندما وضع نك ذراعه حول خصرها و قال:" موللي ذات عزيمة بالغة لا تستسلم ما لم تحصل على ما تريد."
شعرت بالأحاسيس تتفجر من لمسته و نسيت طبيعة الحديث للحظة. لم يتملكها من قبل شعور كهذا من مجرد لمسة.ما الذي يحدث؟
تابع جون سيره و تحدث إليها آخرون أثناء سيرها يهنئونها على جودة تصميماتها متبادلين التحيات وكانت تقدم نك إلى الجميع.و فجأة أفسح القوم طريقا ليمر منه جاستين و بريتاني,و هدأ المحيطون بموللي و أخذوا يرقبون المشهد بشوق.
قال جاستين:" موللي, تسرنا رؤيتك.كنا نتساءل أين أنت.هل جد عليك عمل في آخر دقيقة؟"
- ماذا حدث يا موللي؟ كنا بدأنا نتساءل عما إذا كنت ستحضرين أم لا؟
قالت بريتاني هذا و هي تتأبط ذراع جاستين و كأنها غريق يتمسك بحبل النجاة.كانت الشقراء الطويلة ممشوقة القوام و الثوب الأزرق الفضي محكم التفصيل على جسمها النحيل. شهدت لها موللي بالأناقة الآن. و لكنها للمرة الأولى لم تهتم ببريتاني او جاستين.كانت تستمتع بتذوق لحظة النصر.
تقدم نك مادا يده:" أنا السبب فب تأخر موللي.أنا نك بايلي.هل تعملان لدى موللي؟"
كانت نظرة جاستين المجفلة لا تثمن.قطب جبينه وصافح نك وهو يهز رأسه:" أنا لا أعمل لدى موللي.بل نعمل معا أحيانا في المشاريع.أنا جاستين موريس محاسب في شركة <زنتك>."
و نظر إلى موللي :" لم أكن أعلم أنك ستحضرين مع شخص ما"
- أحقا؟ أجابته موللي و هي تنظر باسمة إلى نك و قد أجفلت عندما رأت الدفء في نظراته إليها.وعاد يحيط كتفها بذراعه بينما تابعت هي تخاطب جاستين:" ما الذي جعلك تفكر في ذلك؟"
قالت هذا دون أن تنظر إلى بريتاني بينما قال نك:" من الصعب أن أدع شيئا يشاركني في موللي. لكن هذا الاحتفال كان هاما يالنسبة إليها و لهذا جئنا,التأخر خير من العدم كما يقال." و مر على بريتاني بنظرة عدم اهتمام عابر ثم عاد بانتباهه إلى موللي.
كادت موللي تقهقه ضاحكة و هي ترى ذهول بريتاني فهذه بجمالها لم تعتد أن يرمقها الرجال بنظرات عابرة.نظرت موللي الى جاستين و شعرت بوخزة مفاجئة.لقد أضاعت أسابيع سدى في الحداد على نهاية علاقتهما, ثم هاهي ذي الآن لا تشعر بشيء.أتراها متقلبة إلى هذا الحد؟ أم كانت رغبتها مجرد مباهاة بأن لديها حبيبا تخرج معه إلى المطاعم الحديثة الطراز و إلى الحفلات و النزهات؟ مهما يكن فقد شعرت بالارتياح الآن كونها لم تعد تحت سحره,و لم يعد لديها ما تثبته لجاستين أو بريتاني.
قالت:" علينا أن نتابع سيرنا.لقد قابلنا جون و أنا أريد الآن أن يقابل نك شركاءنا اليابانيين الجدد."
- هل هذا خاتم خطبتك؟ سألتها بريتاني هذا و هي تحملق غير مصدقة في يد موللي. رفعت موللي يدها متباهية بخاتم زواج جدتها.عند ذلك التقط مصور صورتين فأجفلوا للوهج المفاجئ.
رتبت موللي نفسها ومالت قليلا باسمة نحو المصور بينما تراجعت موللي خطوة إلى الوراء إلى جانب نك ثم رفعت بصرها إليه باسمة:" هل نقترب أكثر من بعضنا البعض؟"
فمال إلى الأمام و همس:" هل ما فعلته يكفيك؟"
فقالت بصوت خافت:" عملك عظيم,و أنا أقدر لك هذا."
وسطع وهج آخر. قررت موللي أخيرا أن تدع جاستين و بريتاني يلتمسان الأضواء كانت مستعدة للذهاب فقد أكملت مهمتها.و قالت وهي تبتعد:" نستأذن."
وعندما أخذا يخترقان جموع الضيوف كانت يد نك على كتفها فقالت راضية:" هذا كل ما كنت أطلبه.شكرا."
- مواجهة جاستين و بريتاني... هل هذا هو السبب الوحيد لهذه الخدعة العظمى؟
- بريتاني أكثر, فأنا لا أطيقها لقد عملنا معا في شركة <زنتك> مدة سبع سنوات تقريبا و مع ذلك لم نتفق.
- إنها امرأة أنانية!
- معظم الرجال يجدونها فاتنة.
فقال بحزم:" بل معظم الرجال يجدون جسدها فاتنا وهذا مختلف."
- لا أدري ما الفرق
- ربما عليك أن تكوني رجلا لتدركي الفرق.والآن أخبريني يا موللي ماغاير,ما هو عملك في شركة <زنتك>؟ فكرة رئيسك عنك رفيعة.
- عملت في الشركة منذ تخرجت من كلية الفنون.وأنا أحد مديري القسم الفني الآن و حديثا حالفني الحظ و حصلت على مشروع شركة<هاماكوموتو>.
- هل أنت محظوظة ؟ أم موهوبة؟
فضحكت:" يعجبني تفكيرك.أنا أهتم بالتصميمات التخطيطية و الإعلانات."
- وماهو دور جاستين في كل هذا؟
إنه رجل ارتبطت به فترة من الزمن, لولا تصرف بريتاني الفظيع لما كان لانفصالنا أهمية كبرى.لكنها امرأة قذرة و قد سئمت من موقفها المتعالي. و نظرت من فوق كتفها فرأت المرأة تتحدث إلى المصور.ربما ترتب أمر صورة أخرى يمكنها أن تفيدها بشيء: "جاستين هو أحد المحاسبين المتنفذين في الشركة و نحن غاليا ما نعمل معا. أردت أن أسترد كرامتي أمام بقية الفريق فمن الصعب أن أشعر دوما أنني موضوع شفقة حين أدخل أي مكتب."
- إذا أنجزنا المهمة و انتهينا هنا؟
فأومأت:" حالما ننتهي من الحديث مع زبائننا.هل أنت مستعجل للرحيل؟"
فهز رأسه:" كانت مواجهتنا هنا أخف من مواجهتنا لكارمن."
ابتسمت موللي و هي تومئ محيية ضيفا آخر:" لو كان جاستين لاتينيا أتظنه كان سيظهر الغضب؟"
نظر نك إلى الجموع فرأى جاستين:" لا, إلا اذا كان هذا يخدم مصالحه."
- إنه يركز على الفرصة الرئيسية التي هي ترقيته.ولكن ألسنا جميعا من الطراز نفسه؟
- ربما كلامك صحيح.
رغم شكوكها الماضية, أدركت أنها مستمتعة بالحفلة.كانت تشعر بوخزة ذنب في كل مرة قدمت فيها نك بصفته خطيبها, و لكن خفف من ذلك علمها بأن أكثر من تحدثت إليهم لا يعرفونها إلا من خلال صلة العمل.فرتبت الأمر بحيث ينتشر خبر الانفصال خلال أسبوعين. انتهت الحفلة حوالي الثامنة, ولم يكن لديها ما تشكوه بالنسبة إلى اهتمامه الذي كان مركزا عليها طوال الوقت.في الواقع كان ذلك نصرقا ذكيا منه. و تملك موللي شعور بالأسف لانتهاء الحفلة.
- شكرا لك مرة أخرى نك.و أنا ممتنة لك كل ما فعلته.
- العون كان متبادلا. كان دوني يعلم أن كارمن ستثير المتاعب.
- ألم تتكهون أنت بذلك؟
- لقد انفصلنا منذ شهرين و هي تعلم ذلك لكنني سمعت أنها قادمة هذا النهار, ففكرت في مواجهة في المقهى في مثل هذا الوقت أسهل منها في مكان أكثر ازدحاما. ذلك أنني لم أكن أريد أن أنفرد بها.إياك أن تثق بامرأة تحتقرها, كما يقال.
- هذه نصيحة سأتذكرها دوما. إنها تبدو من النوع المولع بإثارة المشاكل بين الناس
- إنها تحب الاستعراض مثل بريتاني صديقتك.
- أرجوك برتاني ليست صديقتي.ولا أريد أن أراها مرة أخرى.
- لكنها ستكون غدا صباحا في الشركة كعادتها.
- آه حسنا هناك أشياء يجب الصبر عليها.
على الأقل ارتاحت موللي من شفقة زملائها في العمل.فقد سر أكثرهم بالتعرف إلى نك و بدت عليهم السعادة من أجلها.
- هل لديك سيارة؟
- لا فقد جئت في تاكسي.سأنادي سيارة و أصل إلى البيت بسرعة فائقة.
أومأ إلى حارس الباب فأحضر لها تاكسي في لحظة. فمدت يدها إليه لتصافحه:" شكرا مرة أخرى يا نك لمساعدتك."
- أنا واثق أن للخطيب بعض المزايا. ثم أخذها بين ذراعيه في عناق سريع.
ما الذي حصل؟ لم تدرك موللي ما يحدث. عدة ساعات من الثرثرة مع هذا الرجل وما زالت جاهلة به.لم تتوقع عناقه ولا استجابتها له: "الوداع , يا موللي ماغاير."
تنهدت و هي تنظر إليه من نافذة السيارة التي كانت تبتعد بها. جاستين ليس الرجل الذي يجب أن تبكي على فراقه إنما هذا الرجل نك بايلي .
الفصل الثالث:خدمة مدفوعة
في صباح اليوم التالي, أخذ نك يحدق في الصحيفة التي وضعتها سكرتيرته على مكتبه و قد تملكه الغضب...تبّا! كان عليه أن يتكهن بذلك الليلة الماضية.و الآن عليه أن يصلح ما أفسده قبل أن تخرج الأمور من يده.سألته هيلين:" هل هناك ما تريد قوله سيدي؟"
عملت معه هذه المرأة البالغة الخامسة و الخمسين من العمر منذ استلم إرثه من أبيه و المتمثل في سلسلة <فنادق ماغيللان> التي تغطي الساحل الغربي. وكان فندق <فلاغ شيب> هو الأول, و قد جعله مركز قيادته كما فعل أبوه قبل وفاته منذ عشر سنوات.
تبّا لماذا لم يفكر في الصحف عندما أخذت الكاميرات له الصور الليلة الماضية؟
تملكه وهو ينظر إلى الصور شعور بالضيق هل كان الأمر مجرد خطة موضوعة؟ نوعا من الخداع؟ تمثل دور الخطيبة لتبدأ بعد ذلك بابتزازه؟ أم أنها مجرد محاولة منها للتعرف إليه أملا في نوع من الربح؟
تعود نك على ملاحقة النساء له منذ ابتدأ في دنيا الأعمال... طمعا في حصة من ماله أو التألق الذي تجلبه إدارة الفنادق.لكنه لم يتوقع شيئا كهذا. كانا, هو و موللي, يحتلان عناوين القسم الاجتماعي في الصحيفة.
مالك الفنادق الكاره للزواج يستقر أخيرا... نك بايلي يتزوج. كان واثقا من أن دوني لم يكن يتوقع النتيجة عندما اقترح أن يمثل نك دور الخطيب لفتاة غريبة. كان الاقتراح يستحق التفكير نظرا لمتطلبات كارمن المتزايدة. ولقد حاول فسخ علاقتهما برفق لكنها لم تفهم أن ما بينهما قد انتهى. و شعر بوخزة من خيبة أمل وهو يفكر في أن موللي ستسرع إلى الاتصال به مقدمة اقتراحا او طالبة شيئا.وقفت هيلين بجانب المكتب متأملة الصور مائلة إلى الأمام لتقرأ المقالة. ثم تمتمت: "لم أرسل إليها أزهارا أو أحجز لها مائدة في أي من مطاعمك المعتادة"
- ليس الأمر كما تظنين. قال هذا وهو يطوي الصحيفة ثم يلقي بها في زاوية المكتب. لقد طلب من دوني أن يتحرى عن موللي ماغاير وما تسعى إليه و أن يقضي على أي شيء قد يكون نما في ذهنها.
قالت هيلين:" ما الذي علي أن لا أظنه؟ ألا تعني الخطبة التصميم على الزواج؟ "
- مخبر الصحيفة أخطأ . نحن غير مخطوبين.
- في إحدى الصور يبدو خاتم الخطبة.
- هل وصلتك الأرقام من موقع البناء في بورتلاند؟
- هل تغير الموضوع سيدي؟ قالت هذا و هي تعود إلى مكتبها و تأخذ في مراجعة التقارير و الملفات المكدسة.
و عندما رن جرس الهاتف تناولته بسهولة ثم رفعت بصرها باسمة: "دوني على الخط يا سيدي ".
فاختطف السماعة: " تبا لك و لأفكارك اللعينة!"
- أظنك قرأت الصحيفة
- لم أفكر قط في أن الصحافة ستكون هناك
-ربما موللي هي التي تدبرت هذا طمعا بالمال أو بمصلحة.ما الذي تعرفه عنها؟
- إنها تبدو لطيفة بما يكفي.هل تريدني أن أتحرى عنها؟
- نعم و أخبرني إذا وجدت شيئا ذا أهمية.
- أنت محظوظ لأنك لم تظهر على نشرة الأخبار فقد كان العناق جيدا.
- أي عناق؟ كان ذلك العناق جيدا و لكن كيف عرف به دوني؟
- ألم تر الصفحة الثانية؟
قلب نك الصفحة إلى حيث بقية المقالة, فرأى صورة لعناق وداعه, تبا لذلك!
و سأله دوني: " إذا, هل ستراها مجددا؟"
- لا فقد كان ذلك لليلة واحدة فقط.هل نسيت؟تبا! ألست أنت الذي سعيت بذلك؟ هذه المقالة تبدو مشبوهة. عليك أن تتحرى عن سبب نشرها و انظر ما بإمكاننا فعله لإصلاح الأمر. كذلك عليك أن تكتشف ما هي لعبة موللي.
- هيه... أنا أعيش للعمل هذا صحيح. و لكن أليس لديك من يمكنه القيام بعمل أفضل؟
- أدع أناسا آخرين يعرفون الوضع؟ هذا مستحيل.
- و كارمن؟
- لقد فهمت الأمر بالأمس.
- إلى أن تراك في مكان ما من دون خطيبة . فإذا اشتبهت أن هناك خلافا بينكم ستعود إليك هذه المرة بشكل يجعل رجوعها عنك مستحيلا.
- هذا جميل. سأهتم بذلك في حينه.ألم تفعل شيئا بالنسبة للأمر الآخر؟
- أعطني فرصة, يا نك, فقد ابتدأت لتوي منذ يومين. هذه الأشياء تأخذ وقتا. علي أن أبدي المودة قبل أن يفضي إلي أي شخص بالأمر.فإذا استعجلت الأمور سيشككون للأبد.
كان دوني مورغان قد أنشأ وكالة للتحريات الخاصة منذ عدة سنوات بعد أن عمل عشر سنوات في " قسم شرطة لوس أنجلوس".و كان نك قد استخدم ابن خالته هذا ليتحرى له عما إذا كان هناك اختلاس في المقهى, ذلك أن أرقام المبيع تدهورت مؤخرا على الرغم من ازدحام المكان الدائم.تملكته الشكوك لكنه كان يريد برهانا قبل أن يتصرف. ووافق دوني على أن يسعى متخفيا إلى العثور على برهان.
و سأله دوني: " كيف حال خالتي؟"
- على حالها. كان هذا هما آخر يتملكه فصحة أمه تتدهور منذ أسابيع. كانت الممرضة التي ترعاها طوال الوقت متفائلة على الدوام لكن الطبيب كان أكثر تحفظا. كان نك يكره العجز الذي يشعر به عندما يكون بجانب أمه. إنه يريدها أن تشفى و تستعيد نشاطها المعتاد لتعود مجددا تلك المرأة النابضة بالحياة.
- بلغها تحياتي عندما تراها. على أن أذهب الآن.
أدخلت هيلين إليه الملف الذي يريده ثم أخذت الصحيفة و هي تتأمل الصورة الجديدة.
ركز نك انتباهه على الملف باذلا جهده في نبذ موللي ماغاير من ذهنه. إذا فكرت في أن تستفيد بشيء مما حدث الليلة الماضية فسوف تندم. كانت بينهما اتفاقية لليلة واحدة و هذا كل شيء. لكنه أخذ يتساءل عما كانت تفعله تلك اللحظة... تخطط و تتآمر.
كانت موللي تعمل أثناء تناولها الغداء. لقد وصلت إلى المكتب باكرا لكي تتمكن من إنهاء عدة مشاريع كانت وضعتها جانبا عندما أخذت تعمل لحساب شركة<هاماكوموتو> و قد صممت على قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجع للمياه المعدنية...ابتداء من الغد. فساعات العمل الطويلة التي تطلبتها إبرام تلك الاتفاقية مع الشركة اليابانية استهلكت الكثير من ساعات فراغها. و لهذا أخذت عطلتها بعد ظهر الجمعة مباشرة حتى صباح الاثنين.و لم تكد تستطيع الصبر!
تناولت ملفا آخر مستمتعة بحس الإنجاز الذي يرافق إنهاء العمل.نشرت التخطيطات على منضدة الرسم ثم تناولت القلم الفحمي.كانت تريد أن تنهي آخر رسم لديها قبل أن تأخذ فترة استراحة.
ساد الصمت فجأة في القاعة الواسعة المخصصة للفنانين فرفعت موللي بصرها ليقع مباشرة في عيني نك بايلي.
حدقت إليه بدهشة. ألم يودعا بعضهما إلى الأبد الليلة الماضية؟
و على الفور تذكرته و هو يغازلها ممثلا دور الخطيب العاشق الليلة الماضية.لكن لم يكن يبدو عليه اليوم أي استعداد للغزل. البذلة القاتمة و القميص الأبيض اللذان يرتديهما أبرزا شخصيته الفياضة بالرجولة.وبدا لها أن مجرد وقوفه هناك ملأ القاعة.كان هذا غريبا. فهي لم تلحظ قط من قبل أن هذا المكان الفسيح المكشوف ضيق بهذا الشكل.
نظر إلى الفنانين الآخرين الذين أسرعوا جميعا للاهتمام بعملهم, ما عدا بريتاني التي أخذت تحملق فيهما من بعيد. و اذا كان نك قد لاحظ هذا فقد تجاهله تماما إذ كان ينظر إلى موللي مباشرة:" علينا أن نتحدث"
بدا الفولاذ وراء لهجته اللينة تماما كما كان مع كارمن. نظرت إليه بحذر:" نتحدث في عماذا؟"
ما الذي يفعله هنا؟ و كيف جاء إلى هنا؟ إنه يعلم طبعا أنها تعمل في شركة <زنتك>.ألم يجد صعوبة في الظهور أمام المكتب الخارجي و السؤال عنها؟و لكن لماذا تركته موظفة الاستقبال يدخل من دون مرافق؟هذه ليست العادة المتبعة.
سألها :" هل رأيت صحيفة اليوم؟"
فهزت رأسها :" نادرا ما أقرأ الصحيفة المحلية. لماذا؟"
استدار ووضع يديه في جيبي بنطلونه وهو يتأملها بتقطيبته المألوفة. توقفت موللي عن الحركة و لكن هذا استلزم منها جهدا بالغا. نظرت في أنحاء الغرفة بسرعة و لاحظت كيف أن الجميع كان يبدو مشغولا. لكنها تعلم أنهم يصغون بفضول. بريتاني على الأقل كانت أبعد من أن تستطيع سماع شيء لكن موللي رفضت أن تصب الزيت على نار الأقاويل فقالت له :" تعال معي"
و نزلت من على مقعدها العالي و اتجهت الى باب الخروج. كان المكان الوجيد الذي يمكنها الانفراد فيه هو قعر السلم. فتحت الباب ثم أطلت منه لتتأكد من أنهما وحدهما قبل أن تستدير لتواجه نك :" ما الذي تريده؟ لم أتوقع أن أراك مرة أخرى".
- أصحيح هذا؟ من الصعب تصديق ذلك خصوصا بعد تغطية الصحافة لما حدث الليلة الماضية.
- الصحافة؟ كنت أعلم أنهم سيكونون هناك. ذلك أن شركتنا الجديدة هي حدث هام. وما لدينا من مخططات يؤثر على عدة شركات في سان فرانسيسكو و حول العالم. هل حاول أحد أن يجري معك مقابلة؟
و كان هذا مستحيلا لأن نك كان بجانبها طوال الوقت إلا إذا حصل هذا بعد ذهابها.
- هناك صور لنا في الصحيفة اليوم بالإضافة إلى مقالة عن زوبعة حبنا و خطبتنا.
حدقت موللي إليه ذاهلة :" ماذا؟ أنا لم أعطهم أي قصة حتى إنني لم أتحدث إلى أي صحفي. كنت أنت معي طوال الوقت و تعرف أنني لم أفعل هذا."
كيف كتبت الصحيفة قصة الخطوبة و لماذا؟ كان من المفترض أن تتركز التغطية الصحفية على اتفاقية الشركة الجديدة.
- لا يهم كثيرا من الذي أعطى القصة للمراسل الصحفي. الموضوع هو أن القصة في صحيفة هذا النهار و ربما قرأها الجميع.
- لكن هذا سينتهي بعد يوم أو يومين. أعني من يهتم لخطبة مديرة فنية في <زنتك>؟"
- المجتمع بأكمله و القطاع المالي في سان فرانسيسكو سيهتم بذلك إذا كان خطيبها هو نيكولاس بايلي صاحب <فنادق ماغيللان>".
تخلخلت ركبتا موللي فهبطت جالسة على درجة السلم و هي تحدق فيه و تجفف راحتيها اللتين رطبهما العرق ببنطلونها.ثم هزت رأسها :
" مستحيل! لا يمكنك أن تكون رئيس <فنادق ماغيللان>.إنها موجودة منذ عشرات السنين وهي إرث عائلي."
- أنشأها جدي بعد الحرب ثم ورثتها أنا بعد وفاة منذ عشر سنوات.
- ما الذي كنت تفعله في المقهى عند العصر إذن؟ ظننتك... و سكتت فجأة.
أراح قدمه على الدرجة بجانبها ثم انحنى يتكئ على ركبته:" ظننتني ماذا؟"
- دعك من هذا عندما سألك الناس عن عملك لم تقل إنك صاحب الفندق! قلت فقط إنك تعمل في حقل الصناعة.
- أعني بذلك الفنادق. لكن <زنتك> لم تكن شركتي و لهذا لم أشأ أن أسرق الأضواء منك أثناء حفلتك.
- الآن ماذا تريد؟ أن أرسل تصحيحا للصحيفة؟
لم تستطع موللي أن تصدق هذا... أن رئيس <فنادق مغيللان> وافق على أن يقوم بدور خطيب مؤقت لها! لم تجد هذا معقولا.
سألها :" هل أعطيتهم أنت القصة؟"
فهزت رأسها.
- من غير المحتمل إذن أن يقبلوا تصحيحا منك. و بعد نشر الصور أشك في أن أحدا سيصدق ذلك على أي حال. و من ناحية أخرى تجاوز الأمر هذا الحد. فلقد رأت أمي المقالة و الصور.
- و هي لم تقبل بذلك؟
كوللي تتفهم فكل أم ترغب في رؤية خطيبة ابنها قبل الخطبة.
- أخبرها الحقيقة فأنا واثقة من أن مجيطها غير محيط بريتاني و جاستين و على أي حال أنا أفكر في إعلان انفصالنا قريبا.
- و كيف؟
فهزت كتفيها :" سأذهب إلى عدة مناسبات وحدي و إذا سألني أحد أقول بأن خطبتنا لم تنجح."
فتردد :" ليس الآن".
- ماذا تعني بقولك ليس الآن؟
- عليك أن تتمهلي قليلا
- ماذا؟ و لماذا؟
- أمي مريضة منذ فترة و هذه المقالة غيرت وضعها تماما. طبيبها و ممرضتها يظننا أن الحدث هو ما جعلها تعود إلى الوقوف على قدميها. لقد بدا عليها من التحسن بعد قراءتها المقالة أكثر مما اكتسبته منذ أسابيع."
- ما هو مرضها؟
- أصيبت في الشتاء الماضي بالتهاب رئوي لم تشف منه تماما. هزلت و فقدت اهتمامها بكل شيء.
فأجابت موللي :" لا بأس, لن نصحح الخبر إذن."
- هناك المزيد. إنها تريد أن تتعرف إلى خطيبتي.
- أخبرها بأننا انفصلنا.
- لقد أخبرتك لتوي بأنها تغيرت تماما لأنها ظنتني سأتزوج و هي تريد أن تقابل عروسي المقبلة.و إذا كنت تظنين أنني سأقضي عليها فأنت مجنونة.
فقالت باستنكار :" لكننا غير مخطوبين."
- أنا و أنت نعلم هذا و كذلك دوني. لكننا لسنا كذلك بالنسبة لبقية العالم. ألم تقدميني في حفلتك على أنني خطيبك؟ يمكنني أن أستدعي عشرات الشهودعلى ذلك الآن.
أخذ الشك يتملكها بالنسبة إلى قصده من هذه المناقشة :" لكن ذلك كان لتلك الليلة فقط."
- أنا ساعدتك في الخروج من مأزقك و عليك أن تساعديني في الخروج من مأزقي.
- لكني ساعدتك مع كارمن
- أنا ساعدتك مع بريتاني و جاستين و هما اثنان مقابل واحد. مازلت مدينة لي بواحد.
قفزت واقفة بغضب:" أنا لست مدينة لك بأي بشيء."
وقف بدوره و أخذا يحدقان ببعضهما البعض فلاحظت نظراته القاسية و ما فيهما من عزم و تهجم.
- إذن أنت لا تمانعين إذا أنا مررت على مكتب جاستين أثناء خروجي وأخبرته أن كل شيء كان مجرد ادعاء؟ و ربما أخبرت بريتاني أننا كنا نخدعهم جميعا.
- لن تفعل هذا
فقال بنعومة :" جربيني".
- لماذا تريد أن يعتقد معارفك أنك خطيبي؟ أنا فنانة أعيش في أحلام اليقظة و ألبس الجينز و الصندل.إذا كنت أنت حقا كما تقول فأنت غني و ربما لديك عشرات من النساء يرتمين عند قدميك. من سيصدق أننا خطيبان؟
- هذه ملاحظة هامة, أليس كذلك؟ لكن الحقيقة هي أن الصحيفة هي التي قالت ذلك, مكملة بص
يتوقف مستقبل مولي ماغواير على ان تقنع شابا ذا مواصفات عالية ان يلعب دور خطيبها لليلة واحدة.
وعندما يضع القدر " نك بايلي" الساحر في طريقها تشعر مولي بأنها وجدت الحل لمشكلتها...
إنه رائع المظهر و ناجح و ممثل ناجح و سيكون رهن امرها للمدة التي تطلبها.
حصلت مولي على ما تريد لكن "نك" لن يتركها قبل ان يتأكد من انه اخذ حقه في الصفقة بالكامل...وبشروطه"
الفصل الأول : طويل,أسمر , خطر
كانت "موللي" على شفير الانهيار وهي تسير على الرصيف المزدحم أمام فندق <ماغيللان> باتجاه ساحة "يونيون" وكانت أفكارها مشتتة في ألف اتجاه و اتجاه.
لم تكن تريد أن تصعد إلى الحفلة و لكن عدم ذهابها سيكون جبنا , ويزيد الأقاويل التي وقعت ضحيتها طوال الأشهر الثلاثة الماضية إنها حقا لا تريد أن تضيف المزيد إلى ذاك النهار!
وقفت سيارة أخرى أمام مدخل الفندق الرئيسي .تقدم الحارس ليفتح باب السيارة فرأت موللي هارولد ساتين و زوجته و هو أحد أصدقاء جاستين و من المتنفذين في شركة <زنتك> التي يعملون جميعا فيها.وكان من سوء حظها أن رأياها في اللحظة نفسها التي رأتهما فيها. كان الزوجان في طريقهما الى حفلة <زنتك> وهي الحفلة التي يفترض بها أن تصل اليها منذ حوالي 10 دقائق , وسألها هارولد وهو يقف بجانبها :
- مرحبا يا موللي هذا هو المكان أليس كذلك؟
فأجابت وهي تبتسم لزوجته بأدب: في الطابق الخامس والعشرين.
سألها : هل نذهب معا؟
فأجابت كاذبة بسهولة غير عادية: أنا بانتظار شخص.
- آه ظننتك لوحدك !
جاهدت كيلا لا يبدو العبوس على وجهها. هل أصبح العالم كله يعلم عن ذلك الانفصال الكبير؟ حسنا هذا طبيعي فقد حرصت بريتاني على ذلك. مسكينة موللي! ذلك أن بريتاني لم تكن تقصد أن تقف حائلا بينها و بين جاستين, ولكن عندما وقعا في الغرام ماذا كان بإمكانهما أن يفعلا؟ ألقت هذا السؤال على كل شخص يمكنه أن يسمع , وعادة عندما كانت موللي في مرمى السمع هي أيضا.
و كررت: لا, أنا في انتظار شخص . و مضت تبحث بعينيها بين المارة في الشارع المزدحم.
فقال هارولد: سنراك هناك إذن.
بقيت تنظر اليهما بابتسامتها المهذبة الزائفة حتى ابتعدا, فتنهدت ارتياحا. ظهورها في الحفلة ضروري, و تمثيل دور المرأة المبتهجة ضروري أيضا.فقد كانت الفكرة من تصميمها على كل حال و أفكارها المبتكرة هي المحور الأساسي في التوقيع على احد العقود المربحة للغاية مع شركة "مشاريع هاماكوموتو" الضخمة.
أليس ذلك ما جعل بريتاني تغضب؟ ذلك أن المرأتين كانتا في القسم الفني من "زنتك" وهي شركة رفيعة المستوى و رائدة في تقديم الأفكار للصناعيين.و منذ اليوم الأول لموللي في العمل أضمرت لها بريتاني تايلور الأذى لها. بعد سبع سنوات تقريبا كان المفروض أن تشعر موللي أن وضعها أصبح منيعا و لكن إغواء بريتاني لجاستين كان القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال. لن تستسلم موللي لنظرات الشفقة و تمتمات المواساة لانفصالها عن جاستين.لم تعد الآن (الآنسة اللطيفة ) كما يطلق عليها.... سوف ترد الصاع صاعين.
ابتدأت حفلة الافتتاح منذ عشرة دقائق.الصحفيون و الاعلاميون و المتنفذون كلهم كانوا على قائمة المدعوين . كل شخص مميز سيكون هناك! بما في ذلك جاستين موريس... و بريتاني !
سارت موللي على الرصيف و الأفكار تتقاذفها.ربما عليها ان تختفي لمدة أسبوعين ثم تخبرهم انها تعرضت للخطف او ربما يمكنها ان تقول انها وقعت و التوى كاحلها, او ربما بامكانها تبني الفكرة التي عرضتها عليها جارتها شيلي , و هي ان تدعي انها مخطوبة ولكن خطيبها لم يستطع القدوم معها .بامكان هارولد ان يشهد انه رآها فعلا على الرصيف بانتظار شخص ما .
كان الأمر محزنا... ربما هي المرأة الوحيدة في سان فرانسيسكو التي لم تستطع ان تجد مرافقا يصحبها الى احتفال مهني.لكن الرجال الذين تعرفهم الى حد يجعلها تطلب منهم ذلك, يعملون في شركة "زنتك" نفسها.و آخر ما تريده هو ان يعرف أي شخص في الحفلة انها تفكر في ذريعة لتخفف بها الأذى الذي سببته لها بريتاني.
عادة, لم يكن ذهابها وحدها إلى حفلة تقيمها الشركة شيئا مهما على الاطلاق,كان ذلك قبل مؤتمر الأسبوع الماضي حين طعنت بريتاني في قدرة موللي على الاحتفاظ بمشروع طويل الأمد و كأن موللي هي التي تخلت عن جاستين! صرفت موللي بأسنانها وهي تفكر في بريتاني و الآخرين و هم حول المائدة ينظرون إلى بعضهم البعض.إنها تعرف أن ذلك غيرة مهنية ذلك أن أفكار بريتاني لم تقبلها الشركة بعكس أفكار موللي.
منذ أربعة أشهر كانت موللي قد ابتدأت تفكر في حفلة الزفاف حين كان جاستين يواعد بريتاني خفية و هكذا تبددت احلام موللي عند علمها بالجقيقة.اذا كان يريد بريتاني تايلور فليذهب اليها! و الأسوأ من ذلك انها وجاستين و بريتاني يعملون في الشركة نفسها.وقد شاهد الجميع موللي و جاستين معا في حفلة عيد الميلاد الماضي. لكن الجميع يعلم الآن ان بريتاني باتت الآن حبيبة جاستين. قطبت موللي جبينها فقد ساءها ان تشعر انها منبوذة بينما جاستين يستعرض امام الجميع و يتباهى ببريتاني بالغة الجمال.
غبية,غبية,غبية! كان عليها ان تكون اكثر حكمة فلا تتواعد مع أحد زملائها في العمل.في كل مرة تراه الآن في الشركة تتذكر كيف كان يحوم حولها.وتفكر في انها لم تكن بالنسبة اليه سوى واحدة من كثيرات و أن بريتاني ستلقى النهاية نفسها ذات يوم و لكن ليس الآن.المتوقع من موللي الآن ان تظهر في الحفلة وتتصرف و كأن الحياة على خير ما يرام.تنفست بعمق و قررت ان تواجه الأمر بأحسن ما يمكنها من ذكاء. نظرت حولها مرة أخيرة وكانها تتوقع معجزة وادركت انها ستحضر الحفلة وحدها الا اذا تمكنت من دعوة رجل غريب وسيم.
لقد حان الوقت لتلبس محبس الخطبة الذي احضرته معها مصرة بكل وقاحة على انها مخطوبة, الا اذا تمكنت بريتاني من كشف هذه الخطة.فهذه المرأة ليس من طبيعتها الجلوس بصمت لتدع الآخرين يتابعون حياتهم. انها تحب ان تتأمل و تستنتج و تطيل التفكير بخبث. و تملكها الغضب... لو كان جاستين يكن لها ذرة من المودة لما حضر هذه الحفلة التي كان يفترض ان تكون تكريما لها هي,لا ان يأتي حبيبها السابق الذي يعرف الجميع كل شيء عنه مع حبيبته الجديدة ليسلبا الأضواء منها بكل دناءة.
أملت ان تنجح من صون ماء الوجه امام رجال الأعمال المتنفذين فرفعت رأسها و دخلت رأسا الى بهو الفندق المزدحم حيث لفت نظرها لافتة تشير الى اليسار كتب عليها "مقهى ماغيللان".
كان المقهى خاليا الا من رجل و امرأة في شهر العسل يجلسان الى مائدة بجانب الجدار و رجل يتكئ على البار يتحدث الى النادل.كان واضحا ان الوقت لا يزال مبكرا.
سارت الى البار و جلست بحذر على المقعد المرتفع .ترك الساقي حديثه و توجه اليها قائلا بابتسامة ودود:" هل من خدمة؟"
فكرت بكآبة لا بد انه لا يعلم شيئا عن مسألة بريتاني ووضعها هي,والا لاستحالت ابتسامته الى شفقة:"أريد كأسا من الصودا..لا,انتظر فأنا اكره الصودا ... اعطني كأس عصير حالا..لا,انتظر ربما فنجان قهوة يفي بالغرض...لا, انتظر حضر لي كوكتيل عصير..."
فسألها الساقي:"ماالذي تريدينه حقا؟"
- ما أريده حقا, حقا ... هو رجل طويل أسمر خطر
قالت هذا بكآبة متمنية لوأن بامكانها ان تأمر باحضار خطيب مؤقت بنفس السهولة التي تطلب بها كأس شراب .نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى الرابعة و النصف تقريبا.اذا لم تذهب الى الحفلة حالا فسوف تبدأ الأقاويل.
فقال:" ما رأيك بأشقر ودود؟"
- ماذا؟
نظرت الى عينيه الزرقاوين اللامعتين تحت شعره الكثيف الأشقر.بدا لها رجلا ظريفا للغاية و لكن ليس من النوع الشاعري.
- لا اما ان يكون أسمرا طويلا خطرا و اما لا شيء على الاطلاق.
سألها و هو يحضر لها الكأس :"لديك مشكلة؟"
- و هل كل من يأتي الى هنا لديه مشكلة ؟
- فقط أولئك الذين يأتون مع الرابعة عصرا.
ووضع الكأس امامها:" وانا شبه عالم نفسي."
- هم ...
ارتشفت بعض العصير و نظرت الى ساعتها مرة أخرى, كان الوقت يتأخر.أترى بريتاني بدأت بالحديث والتحريض عليها؟ انها تسمع تلميحاتها السيئة و الخفية و ترى البراءة في عينيها الواسعتين و هما تدعيان العطف.وتساءلت موللي ان كان بامكانها مواجهة مبارة أخرى.
سألها الساقي:" هل تنتظرين رجلا في موعد؟"
- يا ليت! المفروض ان اكون في حفلة زنتك في الطابق الخامس و العشرين.
عادت ترشف كأسها, و فتحت حقيبة يدها و أخرجت منها خاتم جدتها و نظرت اليه ثم نظرت الى الرجل:"اذا انا لبست هذا هل ستظنني مخطوبة؟"
- وهل أنت مخطوبة؟
- ليس هذا هو الموضوع, ماذا كنت ستظنني؟
- كنت سأظن أن امرأة جميلة مثلك مقبولة بخاتم خطبة أم من دونه
طرفت بعينيها و ابتسمت:" أوه, ربما الأشقر الظريف سينفع على كل حال."
غمزها مشيرا الى الطرق الآخر من البار,فنظرت الى هناك فرأت رجلا أسمر عابسا.تأملته لحظة,فرأته ملائما ... انه طويل اسمر خطر حتما. بدا أشبه بقرصان في بذلة عمل.لم يكن وسيما بالظبط و لكن هالة الغطرسة التي تحيط به بامكانها أن تردع بريتاني و تعيدها الى حجمها.من تراه يا ترى؟
وعادت تنظر الى الساقي الودود:" إنه ينفع"
- أتظنين ذلك؟
- هذا اذا توقف عن العبوس ليبدو خطيبا مغرما.لكنني لظنني سألبس الخاتم و اعتذر من الحاضرين.
- عم تعتذرين؟
- سأقول ان شيئا طرأ في اللحظة الأخيرة فلم يستطع خطيبي الحبيب ان يحضر.
- وما الحاجة الى خطيب حبيب؟
سألها وهو يتكئ على البار مستعدا كما يبدو للإصغاء حتى النهاية.عادت تشعر بالإحراج الذي سببه لها جاستين,غريب هذا هو الاحساس الوحيد الذي شعرت به,ألم تكن تحبه حقا؟لقد كانت تستمتع بصحبته حتى انهما تحدثا عن الزواج اليس من المفروض ان يكون قلبها محطما؟ لكن بدلا من ذلك كانت تشعر بالإحراج ليس الا.و أجابت:" لحفظ ماء الوجه, هل تعلم ان اليابانيين يهتمون كثيرا بحفظ ماء الوجه؟"
- وما دخل اليابانيين في الموضوع؟
- سيكون في الحفلة عدد من اليابانيين. انا أعرف السيد <ياما موتو> و السيد<هاريشي> انهما يحبان تصميماتي و لهذا علي ان احضر و لكن الأمر سيكون أسهل بكثير لو واجهت الجميع برفقة خطيبي.
- و السبب؟
- سيكون الأمر اسهل لأن الرجل الذي كنت سأتزوجه سيكون موجودا برفقة حبيبته الجديدة.لقد حاولت جهدي ان اتجنب أي منهما طوال اسابيع, لكن الأمور لا تنجح دوما بهذا الشكل.وانا اريد ان ارقص خالية البال مع شخص وسيم.جاستين و بريتاني زميلان في العمل و لهذا يعرف الجميع الوضع و يشعرون بالأسف لأجلي وانا اكره ذلك.
- و الخطيب الطويل الأسمر الخطر سيمنحك الشعور بخلو البال الذي تحتاجينه؟
- نعم !
فضحك:" لدي الرجل المناسب,ويمكننا ان نصيب عصفورين بحجر واحد.انتظريني."
ثم توجه الى آخر البار بينما كانت تراقبه بلهفة.هل حقا سيطلب من ذلك الغريب الطويل الأسمر ان يمثل معها دور الخطيب؟ حتى لو فعل ذلك لا يمكن ان يوافق الرجل أبدا.لا يبدو من ذلك النوع الذي يوافق على شيئ لا يتماشى مع مصلحته الشخصية.ألم يكن جاستين كذلك؟ كانت حينذاك تشعر بالغرور ازاء اهتمامه بها اما الآن فهو يعاملها وكأنها حمقاء مسلوبة اللب اساءت تفسير صداقته.
اذا تورطت بعلاقة أخرى مع أي شخص كان فستحرص على ان يكون ودودا طيبا و ليس لديه رغبة خفية في التقدم الى الأمام.
هز ذلك السيد الطويل الأسمر رأسه فهبط قلبها.أتراها حقا كانت تأمل ان يوافق؟
لم تستطع ان تسمع الحديث و لكنها رأت الساقي يناقش معه الموضوع.شيء قاله لا بد ترك تأثيرا فلقد تأملها الغريب لحظة طويلة.ثم القى نظرة خاطفة على ساعته,ثم على باب المقهى,ثم وقف و توجه نحوها.
خفق قلب موللي,رباه, أترى الرجل جاء جاء ليتحدث إليها؟ اشتدت يدها على الخاتم؟وتسمرت نظراتها عليه و هو قادم.لقد كانت تمزح مع الساقي عندما فالت له ذلك.
- أنا بايلي.دوني يقول إنك بحاجة الى مرافق الى حفلة شركة "زنتك".
ابتلعت ريقها بصعوبة.هل ستحصل حقا على رجل طويل أسمر خطر؟:" نعم, كلا في الواقع,أنا بحاجة...أعني أريد،أعني...شيئا أكثر من مجرد مرافق.أنا بحاجة الى خطيب مؤقت...لهذه الليلة فقط"...
قالت هذا بسرعة,فرفع حاجبيه:"طوال الليل؟"
- أوه لا!لأجل الحفلة في الطابق الأعلى فقط.وهي ستنتهي الساعة الثامنة على الأكثر.
تأملها لحظة و كأنه يزن كلماتها:" ما الذي تتوقعينه بالضبط من خطيب مؤقت؟"
- ليس كثيرا.
وشملته بنظراتها و قلبها مازال يخفق بشكل غريب.كان طويلا بالغ الأناقة و قد بدت بذلته ثمينة للغاية و عيناه سوداوين تتفحصانها بثبات.وارتجفت... مازال يبدو شبيها بالقرصان. لكنها ابتسمت له و تملكها شعور عنيف بالطيش:" كل ما عليك فعله هو الوقوف بقربي و أظن ان بامكانك القيام بذلك على اكمل وجه.و سأقدمك الى اناس مختلفين, ولكن ليس عليك أن تفعل أو تقول شيئا كثيرا. ويمكنني,فيما بعد, أن ادعوك للعشاء على حسابي إذا شئت كعربون شكر."
- إذا كل ما علي أن افعله هو أن اكون موجودا؟
فأومأت, سيكون كاملا لا عيب فيه, إنه أطول من جاستين, و أكثر رجولة منه بعشر مرات.وقد لا جعلها تشعر بأنه خطيب حقيقي.
- آه, ربما ليست فكرة جيدة على كل حال.
و نظر ساخطا إلى الساقي ثم أومأ إلى موللي:" لا بأس, سأذهب معك.إذا استعطت أن تنتظري عدة دقائق,فأنا أتوقع حضور شخص".
و نظر إلى ساعته.و نظرت هي أيضا إلى الساقي الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة:" آه, لماذا؟" سألته خائفة من ان تصدق حسن حظها.
- لم لا؟
- لأنك لا تعرفني.
- ليس بإمكانك أن تفعلي الكثير في قاعة مليئة بالنساء و رجال الأعمال.كما أنك أنت أيضا لا تعرفينني.
فقالت بتبلد:" لا يبدو عليك أنك من النوع الذي يقدم خدمات للغرباء."
- ليس عادة.ولكن في هذه الحالة سيساعدني هذا على الخروج من مأزق, أنا أيضا.
- آه...
و نظرت إلى الخاتم ثم وضعته في إصبعها. كانت على صواب فهو رجل لا يسير الا وفق خطة مرسومة. و لحسن الحظ تطابقت خطته مع خطتها الليلة:" لا بأس إذن, لن يدوم ذلك طويلا و أنا شاكرة لك. اسمي موللي ماغاير."
- موللي ماغاير؟
- أنا اعلم أن معنى اسمي في لهجتنا المحلية الإيرلندية هو بلادة الإحساس و لكن لا تصدق هذا.
بدت التسلية في عينيه وهو يقول:" أدعى نك بايلي."
و قبل أن تصافح اليد الممدودة, إذا بصوت امرأة مثير يخترق جو المقهى:" نك حبيبي, كنت أبحث عنك في كل الأنحاء.قال لي أحد الحرس إنه رآك تدخل إلى هنا."
استدارت موللي فرأت امرأة مثيرة داكنة الشعر.وللحظة, تمنت لو أن شعرها هي البني الفاتح القصير طويل أسود كشعر هذه المرأة, ولو أن بإمكانها أن تبدو ممتلئة داخل ثيابها كهذه المرأة. أوقفت تأملاتها عندما انتبهت إلى أن جسم الرجل بجانبها قد تصلب و ازداد اقترابا منها قبل أن يحيي القادمة الجديدة:" متى عدت إلى المدينة يا كارمن؟"
قال هذا باتزان و لكن نبرة توتر بدت في لهجته لم تفهم موللي ما كان يحدث لكنها أدركت أن الأمور تتوتر.
- أخبرتك أنني سأعود, يا حبيبي, و ليس في نيتي الرحيل قبل أسابيع.
و تقدمت كارمن إليه لتعانقه ولكنه تحول جانبا وهو يضع ذراعه حول كتفي موللي:" موللي, أعرفك إلى كارمن هيرنانديز و هي صديقة قديمة.كارمن لا أعتقد أنك سبق و قابلت موللي... خطيبتي."
- خطيبتك؟
توهج وجه كارمن اللاتيني المثير غضبا:" ما الذي تعنيه بحق الله؟"
و نظرت إلى موللي غير مصدقة ثم عادت تنظر إليه متابعة:" إذا كان هناك من سيتزوج فهو أنا و أنت! أي لعبة تلعبها؟ لا أصدق هذا.لا يمكنك أن تتخلى عني بهذه السهولة. أنت لي وليس لامرأة أخرى."
و ازداد غضبها وتوهج وجهها.و حملقت بموللي بعينيها السوداوين:" لا أدري من تظنين نفسك, لكنه لي"
وشملت موللي بنظرة احتقار:" ليس لديك ما يجذب رجلا مثل نك." ثم عادت تنظر إليه:" نك..."
فقالت موللي :" ربما عليكما أن تتناقشا على انفراد." لقد لسعها كلام المرأة.أتراها تتقبل الإهانات بهذه السهولة؟
شدد نك ذراعه حول كتفهاو كأنهما يواجهان العالم معا. فكرت في أنه تمثيل حسن من جانبه رغم أنها تساءلت أي وضع جعلت نفسها فيه.كانت تظن أنها بحاجة إلى عون, لكن الظاهر أنها ليست الوحيدة في ذلك. هل كان نك في نفس وضعها؟ يا للسخرية! ومع ذلك فهذا يفسر سرعة موافقته على اقتراحها الغريب وشعرت موللي و كأنها دفعت إلى خشبة المسرح من دون نص مسرحي.
قال نك مواجها ثورة كارمن:" ولكننا انفصلنا منذ أسابيع."
قال ذلك بلطف لكن موللي شعرت بالفولاذ وراء هذه الكلمات.وكانت تحب الرجل الذي يخفي النار وراء هدوئه. و أجابت المرأة بلهجة مثيرة وهي تمد يدها لتمسك ذراعه:
- نعم, أنت قلت إن علينا أن ننهي الأمور بيننا, لكنني لست مستعدة لذلك,فأنا أحبك,و أنت تعلم هذا.
- كارمن, لقد انتهينا ولا شيء في العالم يمكن أن يغير هذه الحقيقة.هذا إلى أنني خاطب الآن امرأة أخرى. و رفع يد موللي يريها تألق الماسة في الخاتم.
بالكاد نظرت المرأة إلى الخاتم حتى حولت نظرها إلى موللي مباشرة:" ربما تظنين أنك أحرزت نجاحا بالغا في إغواء نيكولاس بايلي, ولكن دعيني أخبرك أن الأمور لا تنتهي هنا."
ثم رفعت عينيها الغاضبتين إلى نك:" لا يمكنك أن تتخلص مني بهذه السهولة أيها العاشق." ثم استدارت خارجة من المقهى بخطوات سريعة خلافا لتلك الخطوات البطيئة المثيرة التي دخلت بها.
قال الساقي:" انتهى الأمر بشكل جيد"
- اخرس. اجابه نك بهذا ثم ترك موللي و رفع حاجبيه:" هل نتوجه إلى حفلة <زنتك>؟ بعد تصرف كارمن ذاك سيبدو هذا سهلا."
- على الأقل هذا يجيب على سؤالي عن سبب موافقتك على هذا المشروع.فأنا أشك في أن جاستين سيصبح عاطفيا للغاية إذا سمع بخطبتي.
قطب نك حاجبيه:" ستهدأ."
فقال دوني:" لكنني أشك في أن تكون هذه آخر مرة تراها فيها.لو كنت مكانك لتوقعت رؤيتها في العرس,فهذه طريقتها الوحيدة للتأكد."
قال الساقي هذا فنقلت موللي نظرها بين الرجلين:" أي عرس؟"
فقال نك :" عرسنا طبعا. هيا بنا لنرى من يمكننا أن نصدمه في حفلة <زنتك>."