- (( الجزء الأول ))
-
أتمنى من أي شخص حب ينقل القصة يكتب بالخط الكبير.. بقلم .. سراب العينMTS بالمقدمة.. مو منقول وبس.. وأن شاء الله تنال الإعجاب..
خذني على قد عقلي
(( الجزء الأول ))
كل ما كنت أحس في الضيق ولا أن الدنيا ما تسع صدري المهموم أروح وآخذ معي هالعود للبحر وأدندن على كيفي أشتكي ولا حتى أرقص أنا حر ماعندي حد..
المكان مكاني والأرض لي وبروحي ولا حد موجود فيها.. كأنها أرض من أراضي الخيال أرض طيبة وزينة وخضرة وجوها بارد برودة تنعشك وتحسسك أنك عايش..أما القمر هو الشاعر اللي يرادد كل قصيدة ومنوال والليل بمثابة الحاف اللي يغطيك..والنجوم أشبه بعيون تراقبك بكل حركة تسويها..
ورمالها كانت أحلى لحظاتي.. يوم أجلس أدق العود وأخلي الرمال الباردة تسير بين أصابع اريولي كأنها تدور على الدفئ ..
في يوم من الأيام صار معاي موقف في الدوام خلا الدنيا تضيق بعيوني.. حسيت أني شوي وبستخف..
كانت الأيام تمر علي أشبه بالأيام اللي يعدها الجندي علشان يرجع من الحرب..
ولما انتهيت من شغلي مريت على البيت وخذت العود وقلت لأهلي أني بسهر برع البيت اليوم..
المهم وأنا متجه بالسيارة.. إلا أسمع صوت الجوال يدق.. وحطيت ايدي في مخباي وظهرته.. ورحت أشوف منو المتصل..
لقيته صديقي غازي..
رديت عليه..
ألو...
مراحب بو الشباب..
مرحبتين يالغالي هلا بو نورة هلا بغازي والله.. وش الحال..؟!!
والله بخير.. بس وش بلاك يا شيخ .. منقلب حالك هاليومين ومنت عاجبني.. وش عندك..؟!!
وش أقولك يا صاحبي.. الضيق كسر اضلوعي تكسير..لو تريد الصدق يا غازي.. مليت وأنا تعبان بالحيل..
خير أن شاء الله علمني وأنا اخوك..؟!! يمكن بديني ما يسرك..؟!!
والله مدري يا خويي..بس الحال ماعدت أطيقه .. ولا كلمة أقولها إلا ألاقيها انتشرت بين الموظفين .. لا وياليت لاهنا وبس..
حتى الكلام اللي يالس أقوله عن هالمدير الأثول وصله .. ومن منو..؟!! معرف..؟!!
تبا الصدق ياخي في شي مو طبيعي بالمرة جالس يصير معي .. حشى ولا كلمة إلا انتشرت..؟!! قسم بالله ولا كأني جالس في وكالة سي أن أن..
ههه والله ضحكتني ياشيخ..
وكالة سي أن أن مرة وحدة..؟!! جيب غيرها ياخي..
لك حق تضحك .. يا غازي.. ترى اللي إيده بالماي غير ع...
أدري أدري عن اللي إيديه وش ذا يقولوا عنه ..؟!! أعرفه بس ماعندك لي أختيارات...؟!!
والله ماعندك سالفة يابوك .. بصك عنك أحسن.. مالي خلقك.. مع السلامة..
أسمعني ..؟!! لا تسكر يابن فاطمة.. أستنى واسمع اللي بقوله..
قلتلك أقلب ويهك ياغازي.. ما عندك سالفة أعرفك أنك ماسخ..
ماسخ.. ولا مالح..؟!! ههه
أقول.. أسكر بويهك أحسن لي..
لا.. قل
فريت الجوال للكرسي اللي حذاي وبعصبية..
أقابل هاطريق ولا أسمع حسك يالغبي.... رحت أكمل طريقي إلين ما وصلت للبحر كان الوقت بدأ يهدأ والشمس بدت تغيب..
وبدأ الليل ومع أول خيط بعثره في السما..خرجت وتمشيت بالرمال وأنا فاضخ هالنعول والقترة والقحفية ..
وتمشيت وتمشيت رايح جاي ... وجاي رايح.. يعني على هالحالة..
إلين ما شفت الليل قد بدا سمرته وياي.. طلعت الفانوس والعود من السيارة.. وتوجهت ناحية البحر لقيت القمر والنجوم تعكس ضوها على سطحه لدرجة أني صرت نادراً ماشغل هالفانوس..
وخطيت كم خطوة إلين ما صارت المسافة بيني وبين البحر عشر خطوات..
تقريباً..
ويلست وبديت أقول موال.. وبعدها دقيت بالعود..
ومن أغنية لأغنية ومن منوال لمنوال.. كان فيني طبع وأنا أغني يا أني أغمض عيوني فترة وبعدها أفتح ولا طالع للسما وأوجه كلامي للقمر وكأني أترياه يرد علي...
والوقت كان مثل الحفرة اللي ما تشبع ياخذ وياخذ ولا يكتفي.. وكل مرة والليل يتوهني بحلاه..
وأنا بمنتصف الليل.. وقفت عن دق العود.. وأخذت أتنفس من أعماق قلبي.. أبي أطلع القهر اللي يحرق صدري..
وتحركت بعيوني وأنا أتأمل.. إلا أشوف.. شخص مب بعيد يالس عند البحر..
أشططيت غضب ما كان ناقصني إلا حد يشاركني مملكتي..!!
قلت ما عليه ..أنا راويه.. طبعاً ماكنت أقدر أسوي شي في البداية قلت خلاص مو مشكلة.. يمكن هذي أول مرة وآخر مرة..يقتحم مكاني الخاص..
وتحملت وتميت يالس أراقبه بس بطريقة غير ملحوظة وتعكر مزاجي زود عن قبل..
فوقفت على حيلي ولميت قشي ورحت للسيارة علشان أرجع البيت.. وتميت يالس في السيارة فترة.. أراقب وأراقب..هالشي..
بس ما أشوف هالآدمي يتحرك..؟!! كأنه خشبة ثابته..
ما عليه بتركلك هاليوم على مزاجي وبطوف.. لكن لو شفتك مرة ثانية شوف شو بيصير فيك..؟!!
رجعت البيت ودخلت الغرفة وطلعت لي ملابس النوم ورحت أتسبح ويوم خلصت قلت بروح أنام.. لأن هذا آخر شي ينصدر من شخص كان طول اليوم هايت...
لكن أنا كنت عكس.. أول ما حطيت راسي فكري.. راح عند هالشخص اللي خرب علي صفوي وعكر نهاية يوم كان طين.. بالنسبة لي..
وإلا شوي.. أنا على بالي شوي.. ما أسمع إلا طرق باب غرفتي وإلا أمي تدش..
يا محمد..قم.. صلاة الفير ياولدي.. قم علشان تسير المسيد..
أنزين أمي.. أنا ناش أصلاً اللحين بسير..
ومثل العادة صدقتني أمي أني بروح المسيد... لكن أنا صليت في غرفتي.. بدال ماسير وأتعب أكوه غرفتي عندي.. ومالي مزاج.. أسير مكان..
وساعة تجر ساعة...
إلين ما صارت الساعة ثمان.. سرت وتلبست وحبيت راس أمي وتريقت وتوجهت للدوام مباشرة..
في المكتب.. لقيت خويي غازي.. أوه يا رب ما كان ناقصني على تعب أمس إلا صباح أقابل فيه ويه غازي.. شو هالدنيا.. اللي تعاقبني.. بس ماعليه.. أتحمل..
توجهت لمكتبي وسحبت الكرسي وجلست وعطيته ظهري وقابلت الكمبيوتر..
تكلم غازي..
بكون أحسن منك.. وعليكم السلام..
أما عني.. ولا تكلمت حتى حرف..
وشوي وجه غازي كلامه لي.. أنزين ماقلت يالطفس.. وش له سكرت التيلفون بويهي أنا رفيجك رفيج العمر عشرت 15 سنة تسوي فيني جذيه..؟!!
ماعليه..
ماهان علي أني أزعله بس هو اللي عصبي.. بس هم بعد خلك بغيضك يا غازي أعرفك بتموت لو ماكلمتك..
محمد..ماتسمع يالأثول..أنا يالس أكلمك..؟!!
طنشته.. والله لا أخليك تتحرقص بمكانك ماكون محمد..
إلا وشوي أسمع غازي يقول.. والله بقوم من مكاني.. وأنت تعرف شو بسوي.. لو قمت؟!!
طنشت.. وسويت حركة بإيدي ..هش هش..
عصب وقام وأول ما توجه لمكتبي لف كرسيي صوبه..علشان أشوفه..
ويوم طالعت ويهه وهو أونه عاد..معصب..قال :
محمد أنا يالس أكلمك.. ليش أنت تعاملني بهالأسلوب..؟!!
تحركت بكرسيي وقلت : أنت ياغازي ما تقدر اللي أنا فيه ..؟!!
طالعني وضحك.. ليش قالولك كيال..؟!
شفت..هاه.. بديت تتمصخر مثل عادتك وبلا ما تسويلي حشيمة.. كأني ريال..
محمد والله إذ أنت شاك بعمرك ريال ولا لأ.. هذي مشكلتك..؟!!
لا أكلمك ولا تكلمني.. يا غازي..
خلاص خلاص.. توبة توبة.. وسحب كرسيه ويلس احذاي ..
أنزين محمد.. وين رحت البارح..؟!!
وأول ماقال هالكلمة..أوه.. والله ذكرتني.. بالمجهول اللي أقتحم أمسيتي الخاصة.. ياليتك تسكت شوي أريد أفكر فيه.. بس لو تكلمت وقلتله اسكت أعرفه بياكلني بقشوري.. يا حبه للسوالف..
محمد وين سرحت..؟!!
لا لا ولاشي عندك.. انزين وش كنت تقول يا غازي..؟!!
البارح.. أكلمك عن البارح وين كنت..؟!!
رحت أحوط بالسيارة.. لأني متضايق.....
صح والله!! غازي..؟!!
منو تتوقعه اللي يخبر المدير والي خلاه يكرهني واللي ينشر أخباري عند الموظفين..؟!!
باخبرك يا محمد شي ولا تعصب..
ابصراحة.. أنا شفت سالم عند المدير وأكيد هو اللي يتكلم عنك..
سالم.. ما غيره..؟!!
هيه يا محمد.. تراك غشيم.. هو يسوي هالسوالف علشان يرتفع منصبه وعلى حساب منو...؟!! حسابك يا خوي..
كنت أحاول أتمالك أعصابي لكن ماقدرت.. والله لراويه.. رحت لمكتب سالم وسويت فضيحة لا صارت ولا أستوت...
أقتحمت مكتب سالم وبعصبية.. وفريت القلم اللي كان بيدي بويهه..
أسمعني يا سالم..أسمع.. زين..
شو فيك يا خوي..؟!!
لا تقول أخوي على لسانك.. سمعت ولا لأ..؟!!
أنت وش تريد مني.. يا ناكر الجميل..؟!!
محمد صون لسانك ترانا في الشغل مو البيت..؟!!
أعرف يا بن أمي وبوي.. أعرف..
لكن أسمع..
ترى مثل ما تحب تفضحني عند المدير والموظفين.. أظن أن من حقي أني أفضحك يالخسيس..؟!!
من قالك هالكلام يا خوي..؟!! أنا مستحيل أسوي هالسويا يالغالي.. أنت تعرفني زين يا محمد..
بس..بس.. لا تسوي فيها متدين.. وكم مرة قلتك بلا خوي ولا زفت ولو سمعت مرة ثانية شي انتشر عني .. والله والله ماتلوم إلا نفسك.. يا.. سالم.. سمعت..ما تلوم إلا نفسك..
ماتلوم إلا نفسك..
وطالعته من فوق لتحت.. بنظرة احتقار..ورحت..
وتوجهت لمكتبي.. بعد ماتركت أخوي سالم منصدم مني.. بس المهم حسيت أن النار اللي في صدري شوي هدت... لحقني غازي..للمكتب..
أحسن يستاهل الخسيس.. ياخي أتمنى أنه..يفارقنا بلا عودة..
الله يسمع منك يا غازي..
معرف كيف تتحمل غلاسته يا شيخ..!!!
ماعليه حذرته وأن شاء الله يفهما عاد.. ياخي لو وقفت عند المدير بقول ممكن.. لكن حتى عن المكافئة اللي نزلها لي المدير بدون علم الموظفين.. هذي بكوم.. يالله عالحقد..
قلتلك أخوك يحب نفسه.. بس ما صدقتني..
ماعليه يا غازي خلنا نخلص هاليوم .. على خير.. لو بقى خير أصلاً..
ساعات وساعات إلا انتهى موعد الشغل وكل منا توجهه لبيته..
أول ما وصلت البيت.. سلمت على أمي وأبوي وأخواني وأخواتي.. ودشيت الغرفة توضيت وصليت ورحت آكل كم لقمة علشان تصلب طولي.. وبعدها رجعت للغرفة علشان آخذ قيلولة..
سمعت أحد يدق عالباب..
منو ..؟!
أنا سالم.. ممكن أدش يا محمد..؟!!
لأ..
بس شوي ما بطول عليك..
قلت لأ.. ماتفهم..؟!!
صدقني ما باخذ من وقت كثير.. أرجوك علشاني..
توجهت للباب وفتحته.. فتحة بسيطة وطليت منها براسي بس..
هاه.. شو ..؟!!
ممكن أدش..؟!!
ليش ناوي تبيت عندي..؟!!
لا.. يا خوي بس..أبكلمك بموضوع وما ريد حد يسمعه من الأهل..
أشوف ظهرلك راس بعد.. ياي تبا تتكلم عن فضيحتك..؟!!
محمد لو سمحت ممكن أدش..؟!! الله يخليك خليني أدش وبعدها.. أنت حر..
سكت شوي وبعدها طلعت راسي وفتحت الباب أكثر.. دش سالم الغرفة.. وصك الباب من وراه بالمفتاح..
وقال بصوت متروس من الغضب.. والحره..
وأشرلي بالسبابة..
أنا ما ريد أتكلم معاك عن الحركة السخيفة اللي صارت اليوم.. لكن اللي أريد أقوله الشخص اللي خبرك هالكلام اللي قلته على مسمع الموظفين هو شخص سافل..
هجمت عليه ومسكته من حلجه.. أسمعني زين يالكلب.. ترى السافل أنت.. يالخسيس..مو اللي ياي يفضحك عندي.. ولا اللي زعلك انه سوى نفس حركتك بالدس..
انصدم مني سالم لأنها أول مرة يشوفني على هالحالة ولأول مرة كمان.. أمد إيدي على اخوي اللي يكبرني.. وأكلمه بطريقة عيال الشوارع..
طالعني.. بنظرة كلها متفاجئة.. وكأنه يسحب الكلمة..
أنا....أنا.. كلب يا محمد..؟!!
نعم.. وخسيس.. ويارب تموت وتفارقني.. ياخي غثيتني وياك.. تعبت معاك حييل .. انسى أن عندك أخ.. وخليني أعيش حياتي.. بسك عاد..
خرجت دمعة من عين أخوي وهو يقول.. ماعليه.. الله يسامحك.. أنا آسف لأني طولت عليك بس ممكن تهد ايدك وتترك حلجي....!!
هديت حلجه وأنا كنت أتمنى أني أقتله.... وقلت بصوت ساخر..
زين والله لو بتفارقني اللحين..وللأبد..
خرج أخوي وهو منصدم بالحركة اللي أنا بنفسي معرف كيف سويتها..
ولما توجه للباب.. طالعني وقال : تعرف يا محمد مردك تعرف منو منا الخسيس..أنا... ولا غازي...؟!!
وعقبها خرج.. وعطاني ظهره.. وراح.. بخيبة أمل..
(( الجزء الثاني ))
(( صدمة تهز العايلة ))
مرت الأيام.. وأنا اتجنب أي اشتباك في الكلام سواء في البيت ولا الشغل.. مع أخوي سالم
لكن بعد فترة مو طويلة على آخر مرة تضاربت ويا أخوي سالم..
سمعت كلام انتشر عني في أنحاء الدايرة.. أني طولت إيدي على اخوي وأنه مارد علي... يعني السالفة بالتمام.. بكل تفاصيلها
شليت حالي لمكتب سالم.. بعصبية.. ورفست الكرسي اللي جدامه بريولي..
وصرخت بويهه وقلت..
يا زفت.. ماحذرتك قبل ولا لأ..؟!!
سرع سالم وصك باب المكتب وهو يقول.. دخيلك يا خوي أسكت والله يكفينا فضايح...
شو تقصد يالواطي.. أنا الفضيحة.. بس اسمع عاد لا أنا خايفٍ منك ولا من أخوتك هذي... والله يابن أمي وأبوي لخليك تندم.. والله..
خرجت من مكتبه وأنا براسي الشر.. وانتظرت الدوام يخلص ويوم الكل توجهوا لبيوتهم.. أترييت أخوي سالم..
الله يلعنك يا شيطان .. ياليتني مت قبل هاليوم..
انتظرته ويوم شفته خرج من الدايرة ركب سيارته وتحرك.. وأنا بدوري لحقته.. بسيارتي..
توقف عند البقالة علشان يتشرى لأخواني الصغار حلويات وألعاب كالمعتاد..
ويوم خرج.. من البقالة.. كنت أنا صاف السيارة من نفس الشارع العام لكن بجهة ثانية.. لمحني سالم... بدال مايركب سيارته..
قطع الشارع مشي وأقترب وأول ما وصل.. ركب احذاي.. وقال وهو مبتسم وكأن ولا شي صار..
أنت هنا ياخوي..؟!! خذ هالعصير ترى الجو حار وأنا خوك..!!
صرخت بويهه .. وقلت وأنا أدزه.. أخرج يالكلب من سيارتي نجستها ..أخرج.. يالله..
تغير لون ويهه وخرج وقبل ما يخرج.. قال جملة مستحيل أنساها.. يا خوي أنا أحبك أنت سند اظهري ولو شو ما قلت أو سويت .. بتبقى أخوي..
وبعدها خرج.. وهو يقطع الطريق..
طلعت العفاريت بويهي وقلت بصوت عالي وأنا أحرك سيارتي.. موت يا سالم موت..
وتوجهت كالصاروخ صوبه وأول شي شفته كانت عيونه وهي تبكي..
دش سيارتي يضحك كذب وخرج يبكي أنا اللي بكيته..
وصدمته بسيارتي وشفته وهو ينزف, شفت الألعاب تطيح وشفت الحلويات متبعثرة بالشارع..
ولما نزلت من سيارتي.. شفته ينزف.. ويتشهد كأنه يالس اللحين يشوف عزرائيل.. بدال مسعفه..تركته ورحت..
الله يلعنك يا شيطان وين ماكنت.. عميتني عن أخوي..
ولما رجعت البيت دشيت غرفتي بسرعة..لكن حسيت بطعنة بقلبي كأن ربي يقولي.. أنت انسان وحس بغريزة الأخوة.. ماقدرت.. أيلس لو حتى ثانية وحده..
خرجت بسرعة من غرفتي وتحركت بسيارتي للمكان اللي فيه أخوي..
لكن كانت المفاجئة.. اللي اصعقتني..
أن أخوي....!!!!
يتبع
vvvvvvv
vvvvvv
vvvvv
vvvv
vvv
vv
v
وأخيراً لقيته في أحد المستشفيات..
ورحت أركض وأدور عليه.. وأسأل عن الدكتور اللي يشرف على أخوي..
فدلتني ممرضة على الدكتور.. وأشرت عليه وقالت..
شفت الدكتور اللي شعره أشقر وماسك كوب بيده.. ؟!! هذاك اهو اللي يشرف على حالة أخوك..
رحت أركض ومسكت أيده.. بقوة.. وقلتله : دخيلك وين أخوي وينه..؟!!
طالعني وهو مستغرب : منو أخوك يابن الناس..؟!!
سالم اللي تعرض....
قاطعني..
أيوه .. أخيراً لقينا حد من أهله... ؟!!
كلمته مثل المينون..أنا أخوه محمد.. لا تطولها يا شيخ.. وينه سالم ..؟!!
أخوي.. وينه..؟!! كيف حاله..؟!!
تلفت الدكتور شوي.. واتلعثم..بعدها قال : ابصراحة معرف وش أقولك يا أخ محمد
لكن الضربة كانت وايد خطيرة والحمدلله أن ربي أرسله حد يسعفه في الوقت المناسب لأنه لو تأخر كان من عداد الأموات..
أما اللحين بننتظر تمر 48 ساعة إذا قام ساعتها بيكون تجاوز الخطر..
أما لو أخوك ما قام بيدخل في غيبوبة مقدر أحدد مداها
والعلم عند الله لأن الضربة مثل ماقلتك مو سهلة.. سببت نزيف بالدماغ.. مع بعض الكسور..
النزيف ووقفناه.. لكن الباقي على الله ياخوي.. شد حيلك.. وشوف ذاك الريال الشايب اللي هناك.. هو من أسعف أخوك.. حب يطمن عليه...
أما اللحين برخصتك..
كنت مثل اللي يحاول يكذب الخبر.. توجهت لعند الريال اللي ساعد أخوي.. بدون شعور ويلست احذاه..
وأول ماشاف تعابير ويهي.. قال: أكيد أنت أخوه صح..؟!! سبحان الله فولة ومنقسمة نصفين..
وأول ما سمعته يقول فولة ومنقسمة نصفين تذكرت طفولتي وياه وأننا ما كنا نفترق لو ثواني.. أما اللحين صرت أكرهه لدرجة أني صدمته بسيارتي تمنيته يموت..
بكيت لدرجة.. أن العم حاول.. يهديني..
فقالي كلمة بدال ما تهديني خلتني يغمى علي..
أحمدالله يابني أن أخوك حي.. ترى ابن الحرام صدمه وراح.. ولولا مشيئة الله ماكنت مريت وساعدة أخوك..
حسيت بشي غريب يجري بدمي.. وقلت في نفسي..
أنا ياعم..تسمعني..؟!! أنا المجرم..أنا اللي ذبحت أخوي.. أنا..
ماحسيت إلا الأرض تحظني..
وأول ما فتحت عيوني لقيت نفسي في غرفة في المستشفى... ومعاي هالعيوز..
طالعني وقال : حمد لله على سلامتك.. خوفتني عليك..؟!!
وين أنا..؟!!
أنت في المستشفى بس ياك.. هبوط في الضغط والحمدلله اللحين بتكون صحتك مثل الحصان..يا ولدي..
أخوي وينه ياعم.. أريد أشوفه..؟!!
في غرفته بعده على حالته.. بس ارتاح شوي وبنسير أنا وأنت..عقبها..
قمت وشديت حالي وقلت : ما ريد أرتاح.. أبي أخوي..
يا عدالي وساندني.. هالعيوز..
وتوجهت أنا وياه لغرفة أخوي.. يلس شوي هالشايب عقبها أستأذن وراح مأكد أنه بكرة بيطوف يطمن عليه..
واستويت لوحدي وياه.. مسكت إيده وأنا أرتجف وتميت أبوسها وأدعي أنه يعيش.. وقريت عليه القرآن..
وبعدها..
اتصلت على أهلي.. وقلت لهم أن سالم.. استواله حادث..
بس ماتجرأة علشان أقول...وأنا اللي دعمته...
أتيمعوا الأهل.. ويلست أمي تقرأ القرآن فوق راسه وتدعي..
وأبوي رايح جاي في الممر...ويطالع بساعته بين كل ثانية وثانية..
أما أنا كنت عند زاوية الغرفة.. انتظر..
مرت ال 47 ساعة..
مابقت غير ساعة يا سالم.. نش علشاني.. رفجت عرب..
وطالعت ساعتي وكنت أراقب بهاساعة اللي بتمر ومعاها نبض كل العايلة ترافقها..
اللحين... ال 48 صارت كاملة.. ركضت مبتعد عن الزاويا وأمي وقفت وهي ماسكه بإيده وأبوي يا وهو يسحب ريوله سحب..
وكلنا واقفين نطالع في عيونه..
يالله افتح.. عيونك...
سالم تسمعنا..؟!!
أنا أخوك.. يا خوي.. أنا محمد..
تمر الدقايق.. وتمر الساعة وسالم مافتح عينه.. وصل الطبيب عندنا.. وفحص سالم.. وطالعنا.. بعدها قال:
حالته بدت تتأزم..
أخلوا الغرفة لو سمحتوا..
أنا أخوه يا دكتور..
حتى أنت.... بدأ يصرخ وينادي على الممرضات وتحولت غرفة سالم مجمع أطباء.. من النافذة الصغيرة كنت أراقب... وأحاول أفهم.. لكن ما فهمت اللي يستوي..
وشوي.. خرج الدكتور.. من عنده.. ويهز راسه..
وصرخت فيه ومسكت قميصه وأنا بحالة يرثى لها أشبه بنهيار .. حاد..
شو يادكتور.. أخوي..؟!!
طالعني وهو كان يشفق على حالتي وحط إيده على اكتوفي.. وقال بعد تردد...
دخل في غيبوبة ومقدر أحدد إذا بتكون ليوم ولا يومين ولا لسنة..ولا............
سمعت صرخة من وراي..
إلا أشوفها.. الوالدة.. تطيح..
تراها يوم سمعت هالخبر.. جتها نوبة قلبية... أما الوالد.. الضغط أرتفع عنده..
أمر الدكتور بادخال كل واحد منهم في غرفة خاصة أمي في قسم النساء وأبوي في قسم الرياييل..
وصاروا والديني مرقدين في المستشفى إضافة لسالم..
نقلوا.. أخوي سالم من غرفة العناية المركزة.. بعد أسبوع لغرفة المراقبة..
أما أمي وأبوي الحمدلله قضوا يومين وبس.. وعقبها ردوا البيت..
بقينا على هالحال... نروح ونيجي عند سالم في المستشفى...
*************************************************
(( الجزء الثالث ))
(( انهيار ))
طلبت من الدوام إجازة.. بسبب الظروف اللي أمر فيها...
واتجهت مباشرة بعد خروجي من عند المدير لمكاني المفضل.. لكن هالمرة مو علشان أدندن بالعود....
لا.. علشان أبكي وأصيح.. مثل الطفل..
ولما وصلت... نزلت وبقيت يالس إلين الليل.. وماهي إلا ساعات إلا أشوف الشخص نفسه اللي زمان شفته موجود.. هناك..في نفس المكان..
تجاهلت وجوده.. وبقيت منزوي على حالي أبكي وأبكي.. وأردد أنا ذبحته أنا السبب..وشوي إلا أشوف هالشخص يطالعني من بعيد..
كأنه يقول...
سكنهم مساكنهم.. شو بلاه يهذي ..
سكت وحاولت استجمع قواي.. وأنا أقول في قلبي.. حتى يوم جيت أبكي لقيتك عندي..؟!!
قمت من مكاني وقلت بسير عنده وبقوله لو سمحت روح لأني متضايق
وماريدك في هالمكان..
وأول ما بديت اتجه صوبه.. العزيمة اللي ييت فيها مو نفس العزيمة اللي تراودني اللحين..
ملامح الشخص من بعيد مو واضحة.. ولو بروح عنده.. يمكن يكون انسان راعي مشاكل وأنا اللي فيني كافيني أحسن أرجع من وين ماييت..
وألتفت ومشيت إلين ما وصلت السيارة وركبت ورحت المستشفى علشان أتطمن على أخوي..
والمفاجئة اللي خلتني أستخف..
دشيت الغرفة..مالقيت أخوي سالم..
وين أخوي..؟!!
حد يرد علي.. وين أخوي..؟!!
صرخاتي هزت زوايا المستشفى والمرضى خرجوا من غرفهم متجهين لناحية الصوت اللي يصارخ.. وهذا الصوت كان صوتي..
كنت في حالة هيجان أصرخ ونازع.. وشوي إلا أسمع صوت رقيق من وراي.. ولما تلفت للصوت.. لقيتها ممرضة.. تقول :
لو سمحت يا أخ .. ممنوع الزيارة في هالوأت لو بدك تشوف خيك تعال في وأت الزيارة .. ومين اللي سمحلك تطلع لاهون....؟!!
رديت عليها وأنا كنت ناوي آكلها لو قالت حرف ثاني..
بلا لاهون ولا زفت.. أخوي.. وينه لا أقلب المستشفى فوق رؤسكم..
وأول ما شفت الدكتور.. طالعني من بعيد ووقف في مكانه.. اهنيه حسيت أن الموضوع فيه شي..
طالعته شوي.. وأوجه بعيوني للموجودين.. وشوي للممرضة.. وقلت بصرخة تهز المستشفى..
لالالالالا... مستحيل.. لا تقولوا أنه مات..؟!! وأخذت أرمي كل شي أشوفه على طاولة الرسبشن..
وبعدها معرف شو اللي استوالي.. بس اللي أذكره أن الدنيا كانت تدور فيني
وماحسيت بنفسي إلا والدكتور يقول: هاه كيفك اللحين..؟!!
طالعته وأنا ميت من الصياح.. والتنهيدات قطعت صدري.. وخلتني أتحول من ريال شديد القوة لياهل.. يبي حد يواسيه.. وقلت.. وأنا أحاول أرفع ايدي علشان أمسح ادموعي :
أخوي.. ليش ماخليتوني أشوفه قبل ماتنزلوه للثلاجة..؟!!
أنا اللي ذبحته... أنا...
قاطعني الدكتور وهو يحاول يهديني.. وقال :
هدي أعصابك..أخوك بخير.. لكن نقلناه لغرفة أوسع بناء على طلب الوالد لأن أمك تريد تبيت عنده.. وعلشان ترتاح بسمحلك تشوفه اللحين على الرغم أن الوقت ممنوع فيه الزيارة... لكن لنظر لحالتك..فأنا بساعدك..
ارتاح قلبي.. ومسحت دموعي رغم أن عيوني كانت حمرة وواضح علي أني انفجرت مو بس بكيت.. وانهرت..
وصلني الدكتور للغرفة اللي انتقل لها سالم..
سالم.. فديتك يا سالم يا عساني مت قبل مذبحك..
دشيت الغرفة...
لقيت الوالدة نايمة.. توجهت وأنا أسحب اريولي سحب.. وتقدمت لناحية الشبرية اللي مدد عليها أخوي.. ويلست احذاه ومسكت إيده وأنا ابكي..
التنهيدات حرقت صدري من حرارتها.. وتميت أقول :
سالم...سامحني يا خوي.. سامحني لأني قتلتك.. أنا مجرم يا حبيبي...
نش.. وخذ مني القصاص.. بس لا تموت..
حطيت راسي على ايده وأنا أبكي.. صوت..
أسمع صوت..
منو...؟!! معقول ... صوت سالم..ولا.....؟!!!!
*******************************************
يتبع
vvvvvvv
vvvvvv
vvvvv
vvvv
vvv
vv