الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
Bla Mas5ra ~
21-10-2022 - 08:47 pm
هاي بنات كيفكم
اليوم جلست ادور روايات اضيع فيها طفش الاجازه
ولقيت روايه مره عجبتني قريت مقدمتها بس
وقلت خليني احطها في المنتدى تشاركوني قرائتها
وان شاء الله تكون حلوه وتعجبكم زي ماعجبتني
يلا اسيبكم دحين مع الروايه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قصه قد تبوا خياليه ولكنها حدثت على ارض الواقع
الحلقه الاولى:
قاد فارس سيارته المرسيدس مساءاً في شوارع مدينة الناصرة
متوجها الي احد المطاعم للقاء عدة اشخاص في انتظاره
توقف فارس على الاشاره الضوئيه
وفي اقل من ثانيه فتح باب السياره وصعدت امرأه جلست بجانبه
واغلقت الباب ورائها بهدوء وثقه وهو ينظر مذهولا
مستغربا دون ان يفهم شيئا مما يحدث
كل مايراه شبحا اسود او كتلة سوداء متحركه
جال ببصره من القدم حتى الراس
لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن
الذي يسكن تحت هذه الملابس رجل هو
ام امرأه ولكن عبثا فلا عيون ولا وجه
ولا ايدي ترى من خلف هذا السواد
وامام هذا الحال نطق الكائن الساكن
خلف تلك الملابس بصوت انثوي جميل
وهادئ وواثق : عفوا هل تستطيع ان
توصلني الي كفر كنا ؟
ابتسم فار وقال :
عفوا ربما اخطأت انا لست سائق تاكسي
فقالت بهدوء :
اعلم ذلك هيا اوصلني الي كفر كنا
وبدون مبالاه وجد فارس نفسه
يسير باتجاه كفر كنا وتناسى
انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله
هو ان تكون صاحبة تلك الصوت الملائكي وادار بوجهه نحوها وقال:
عفوا ياحجه
وعل ىالفور ادارت وجهها نحوه
وقالت له: انا مش حجه
قال : عفوا بقصد شيخه
قالت : وش شيخه كمان
قال : اذن متدينه بدرجه كبيره
قالت : لا انا مش متدينه
قال : عفوا هل انت مسلمه؟
قالت: يمكن شو هذا بهمك
فقال مستفزا: طيب ليش لابسه هالخمار
فقالت: انا لابسته لاني لابسته
فقال: طيب مين انتي ؟
فردت عليه : انا قدرك يافارس
ذهل فارس فكيف علمت باسمه
وبدأ يفكر بأشياء كثيره
وقال وهو يضحك:
قدري انا !! قولي لي ياقدري من سلطك علي وحكا لك عن اسمي
فقالت: اه انا قدرك انت وكيف عرفت اسمك هذا شغلي انا كأنك مابتأمن بالقدر
فقال : انا مابأمن بشي
فقالت: ادا هيك تعلم من اليوم انك تأمن بأشياء كثيره
فقال : لا بأس ساؤمن ولكن قولي لي
ماهو اسمك ام سأناديك " آنسه " قدرك ام "مدام" قدرك
فقالت: قدرك انت
قال : طيب ياقدري انا اكشفي عن وجهك
علشان اشوفك
فقالت: علشان ايش بدك تشوفني
فقال : مش قلتي انك قدري بدي اشوف
قدري انك حلو ولا ياساتر
فقالت : ماتخاف قدرك حلو كثير ومش
ياساتر ومش راح تشوفني هلأ راح
تشوفني في الوقت المناسب
وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله :
بدي اشوفك هلأ مادمتي بتقولي انك قدري
فقالت:
وقف السياره ادا بدك تتاكد اني حلوه تفضل
اكشف عن وجهي وارفع الخمار
وراح تشوف بس احسن الك ماتعملها هلأ
صمت فارس حائرا مدهولا مترددا
بين ان يمد يده ليرى ماذا يخفي
هذا الخمار ايفعل ذلك ام لا ولكن
يده لم تتحرك اما صاحبة الصوت الجميل
ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب
السياره وخرجت تسير في
شوارع كفركنا لااحد يرى شيئا وعاد
فارس الى الناصره مسرعا لعله
يلحق بالاشخاص الذين ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان
ابتسم وقال لنفسه:
يا لقدري السيء لقد خسرت الصفقه خسرتها لاشباع فضولي بالكشف عن
سر هذه الكتله السوداء وماتخفيه
خلف هذا الخمار واصل فارس السير في
الطرقات يفكر بسر هذه المرأه وماتخفيه
ونظر الى حيث كانت تجلس فراى على الكرسي جمجمه بحجم كف اليد وقد زرعت مكان
تجويف العينين كرات مطاطيه ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب
انعكاس الضوء عليها امسك فارس
بالجمجمه وقد سرت قشعريره في جسمه نظر الى الجمجمه كان منظر
الفكين اقرب الى الابتسامه
ضحك فارس وقال لنفسه:
يالقدري جمجمه وتبتسم
..احتار من حاجه هذه المرأه الي هذه الجمجمه ؟ ولماذا تكرتها معه؟
ام انها نستها دون قصد؟
لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له
وهذا واضح بدليل انها تحمل جمجمه
مر يوم وفارس مازال يفكر بامر هذه المراه ..
شعور غريب يشده اليها لا يدري سببه...!
اهو الفضول ام شئ اخر لايعرفه...!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ذهب
الي كفر كناحيث نزلت فربما يجدها هنا او هناك ..
ولكن دون جدوى وعندما عاد الي الناصره
رأى نفس المرأه تجلس على احد مواقف الباصات ..
اقتر ب منها واراد ان يحدثها لكنه كان
خائفا من ان تكون هذه المحجبه
اليت يراها امرأه اخرى ..
فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهه بها ..
وبحركه غير متوقعه اقتربت
ذات الخمار الاسود من شباك السياره..
وقالت: ليش اتأخرت يافارس ....
انا بستناك من ساعه ونص..؟
صعدت الي السياره واغلقت الباب..
وهي مازالت تعاتبه على تاخره وكأنها على موعد مسبق معه..
بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاش والتعجب
تظهر على وجهه والحيره تعتصره لانه لم يفهم شيئا مما يدور حوله
فقالت له: وصلني لحيفا
ضحك فارس وقال : بتؤمري بوصلك لحيفا ولوين مابدك بس قولي لي يا......
قاطعته وقالت: ياسمين اسمي ياسمين ناديني ياسمين
فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت
بتستنيني ولا بتمزحي ؟
فقالت:آه انا كنت بستناك ...
انت شو مفكرني كنت بسوي هون ..
بستنى واحد تاني ..
على العموم اذا مابدك تشوفيني بنزل هون
فتحت الباب وهمت بالنزول لو لا انه اعتذر لها
وقال : انا بدي اشوفك بس مش شايف
منك غير هالسواد!؟
فردت عليه غاضبه وقالت: مش مصدقني ..؟
قلت الك انا حلوه اقسم بحيات ستي اني حلوه وراح تشوفني في الوقت المناسب
رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن
واليأس وقال : ياسمين قولي لي
هل انت انسانه انا بعرفها وحابه تمزح
معي من ورا هالخمار ولا في احد
مسلطك علي علشان تجنينيني
قالت ياسمين :
لا انا ما بعرفك ومافي حدا سلطني
عليك بس من اللحظه الاولى الي
شفتك فيها صرت قدرك وبعدها عرفت
عنك كل اشي
قال لها فارس:شو قصدك...؟!
قاطعنته ياسمين وقالت له :
لقد وصلت علي ان اذهب
غادرت ياسمسن الغامضه وبدات تسير
بالشارع حتى اختفت بين الزحام وعيون
فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخد بالضحك
مستسخفا مما يحدث وقد اتخد
قرارا ان لا يفكر في هذه المراه الغامضه
الي تود فقط ان تثير فضوله في لعبة ذكيه ..
فلابد ان يكون من ورائها احد ..
وعاد الي عمله ليشغل نفسه
و لكنه فشل في ان يطرد
خيالها من مخيلته
واخذ يسأل نفسه :
مالذي يشدني الي هذه المقنعه السوداء ؟
هل هو الفضول ام ان اسلوبها المثير قد اثر بي ؟
شقت السياره طريقها من جديد الي الناصره
وما ان وصل فارس حتى بدأ يقوم
باتصلاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ..
بدل التفكير بسخافة هذه المراه
وما ان مرت عدة ساعات واقترب
الوقت من منتصف الليل وقرر العوده
الي البيت حتى فوجئ بالمراه
صاحبة الخمار الاسود تشير بيدها ليتوقف..
دق قلب فارس بسرعه واصابه
شعور غريب لم يعرفه من قبل ..
شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل .. وسعادة لرؤيتها
توقف واقتربت ياسمين من السياره
وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوف
بالسواد على الكرسي
وقالت ياسمين :
فارس ممكن توصلني لبئر سبع؟
لم يستط فارس الاجابة بل وجد
نفسه يسير في الطريق المئديه الي بئر سبع
دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العوده الي البيتاو اذا كان احدهم بانتظاره ..
خيم الصمت لدقائق طويله عليهما
كانت كانها سنوات...
لم يتكلم احدها ونظر فارس الي المراه
بعد ان استجمع جملة واحده بعد الذهول الذي اصابه
وقال فارس :
ياسمين انا في حياتي كلها ماعرفت شو هو الحب ..
ومش مهم مين بتكوني او مين انت..
انا بصراحه حبيتك من اول مره سمعت صوتك
فيها ..
ماشفتك وما بعرفش مين بتكوني ..
بس لاول مره في حياتي بشعر اني مهزوم ايوه انا مهزوم بحبك
وقالت له ساخرة : بعدك ما شفتني وحبيتني .. والله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك ...
فقال فارس: راح احبك اكثر
فقالت ياسمين: بصراخه انا كماننفكره اني احبك وخاصة اني قدرك يا....
قاطعها فارس وقال : ياسمين عن جد انتي مصدقه شو بحكي ؟
فقالت ياسمين :اه يافارس مصدقتك ..ما انا قلت من اللحظه الاولى اني انا قدرك
فقال فارس: ياسمين مين انتي ؟
فقالت ياسمين: ماتسال راح تعرف لحالكمين بكون....
وفي هذه الاثناء مرت السياره
من امام حاجز للشرطه كان بجانب
الشارع السريع بيت تل ابيب وبئر السبع واشار
الشرطي الي سياره فارس بالتوقف
لتجاوزه السرعه ..
استجاب فارس للنداء وتقوف بجانب
الطريق واقترب من النافده شرطي وطلب من فارس اوراقه الخاصه الرخصه والتأمين
ورخصة السياره وهم فارس في
اعطاء الاوراق الي الشرطيوفي تلك الاثناء
طلبت منه ياسمين ان لا يستجيب
لطلب الشرطي وان يسير بسرعه..
سار فارس وهو لايأبه بعواقب
مافعل مع الشرطه واخدت ياسمين
تضحك ولكن ماهي الا لحظات
حتى كانت عدة سيارات شرطه تطارد سياره فارس وتنادي عليه بان يتوقف
على يمين الطريق
وجد فارس نفسه في ورطه كبيره
وتوقف رغم ان ياسمين طلبت منه
ان لا يهتم بهم ونعتها بالجنون
وقال لها: انتي مجنونه وبدك تقتلينا
احاطت الشرطه بالسياره بعد ان توقفت واقترب الضابط منها وعلى وجهه علامات الغضب..
وما ان اقترب حتى بادرته ياسمين قائله:
ماذا تريد ؟
بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال:
لا شيء .. لا شيء..!
فقالت له ياسمين :
اذن ابتعد من هنا!!
ابتعد الشرطي وصعد الى السياره العسكريه
ودون ان يكلم احدا ..
ويبدوا ان احد افراد الشرطه اصابه
الفضول فاقتربمن السياره هو الاخر ..
ولكن ما ان راى ياسمين حتى ابتعد هو الاخر مسرعا وكان كل منهما قد راى
رئيس دوله او شيئا مهما او شيئا غريبا
وبسرعه ادار فارس راسه باتجاه ياسمين
وراها تحمل بيدها "جمجمه"
وراى شعاعا احمر باهتا سرعان
مااختفى فحرك فارس عينيه من تاثير
الشعاع واخد يفحص بعينيه
من اين مصدره وهو متاكد من انه
رآه ينبعث من تحت النقاب الاسود
اكمل فارس سيره مذهولا وهو يفكر
بما حدث وهل ان منظر النقاب هو مااخاف الشرطه؟
ام ان الجمجمه ؟
ام ان هناك شيئا اخر؟
لم يخف على المرآه ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك باديا على
وجهه وعلى حركات يديه وعلى
اشعاله السيجاره تلو الاخرى بنهم
قالت له: شو في يافارس في اشي؟
فقال: اللي صار مع الشرطه غريب؟
فقالت: وماهو غريب في الامر ان تسال
الشرطي ماذا تريد فيقولون لك
لا شيء هذا يحدث مئه مره في
اليوم ولكن انت مرهق
وانا السبب في ذلك اسفه
اسفه ياحبيبي ماكان يجب
ان اجعلك تقود هذه المسافه الطويله
وصلت السياره مدينه بئر السبع
وهناك طلبت منه السير في طريق
جانبيه سار بها فارس اكثر من ساعه
ليدب الرعب في قلبه ويزداد الخوف
اكثر واكثر كلما اوغل في الطريق
وكان هذا الطريق في
عزله عن العالم فلا شيء امامه
او على جنبات السياره
سوى الصحراء المظلمه
والكتله السوداء التي تجلس
بجانبه واصوات عواء الذئاب
يملأ المكان وتزيده رهبه
تنهدت المراه الغامضه
وقالت: اوقف السياره هاقد وصلنا
اوقف فارس السياره وهو لا يرى شيئا
يدل على عنوان
فقال فارس وعلامات الذهول باديه على وجهه:
الى اين اني لا ارى سوى الصحراء المظلمه ؟
الى اين هل تمزحين؟
قالت:
كلا انا لا امزح
سنسير على الاقدام وبعد دقائق سنصل
قال: على الاقدام هل انت مجنونه ؟
قالت : هل انت خائف ؟
قال: نعم انا خائف وهل يوجد عاقل
يوافق على السير في هذه الاماكن
ولو عده امتار؟
قالت:
لا مكان للحب والخوف معا اما ان يقضي الحب على الخوف واما العكس
فان اردت ان ازيل الخمار لتراني
فتعال معي واعدك بانك ستسعد طوال حياتك
قال: وما ادراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار؟
قالت: تعال وستعرف بنفسك


التعليقات (9)
Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
وسارت تشق طريقها في الظلام وفي
عتمه الصحراء وكلما سارت خطوه شعر فارس بان روحه تبتعد عن
جسده واختفت ياسمين المراه الغامضه ود فارس لو انه يقفز من السياره ليلحق بها ولكن الخوف كان يمنع فهو لا يعي حقيقه مايجري وسرعان ماافاق فارس من ذهوله
ليشعر بخوف كبير ممزوج بالحزن والآسىوالاحباط خوفا من هذه المراه الغامضه التي تعلقت روحه بها بصوره
غريبه وبقوه لم يعهده من قبل
\وخوفه ان لا تعود من جديد
وان لا يراها على الرغم من انه
لم يرها فعلا لم يعرف الا صوتها الآتي من خلف الخمار الاسود كان خوف فارس الاكبر من المجهول
الذي تقوده اليه هذه المراه الغامضه المسماه"ياسمين"
وفي وسط تردده وخوفه
من ان يلحق بها او لا يلحق
بدا يسمع عواء ذئاب آت من بعيد تعالى صوت العواء اكثر واكثر ازداد
صوت العواء وتكاثر واخذ الصوت يقترب ادار فارس محرك السياره
ليهرب من المكان بسرعه لشعور بالخطر الذي يترقبه وصوت الذئاب يحيط به من كل جانب ابت
السياره ان تتحرك وحاول مره اخرى ولكن دون جدوى فمحرك السياره لايعمل وكأن خللا قد حل بها
وبحركه لا شعوريه وسريعه
اغلق فارس نوافذ السياره واحكم اغلاق الابواب واخذ يترقب وصول الذئاب اليه وهو يتساءل :
هل تستطيع الذئاب كسر الزجاج والدخول الى السياره؟
وهل سأتحول الى وجبه
عشاء لذيذه للذئاب ؟
وماذا سأفعل ؟؟
وكيف سأتصدى لها ؟؟
كم يبلغ عددها ؟؟
لا بد انها عشرات الذئاب
الصوت يدل على ذلك الصوت
قريب جدا وعلى بعد مترين او ثلاثه امتار على الاكثر
ولكن لماذا لم تقترب من السياره؟
لابد انها تعلم بانه من الصعب
اقتحام السياره فهي
ستنتظر خروجي من
السياره لأصبح لها هدفا
سهلا يالغباء الذئاب
هل تتوقع ان اخرج من السياره
واقدم نفسي لها بهذه السهوله؟
واخذ فارس يلتفت
تاره الى الخلف
وتاره الى الامام
شمالا ويمينا
ليرى ان كانت الذئاب
قد هجمت وفي وسط هذا الخوف الرهيب من الموت الشنيع
الذي يحيط به من كل جانب تذكر
( ياسمين الغامضه ) وتمتم وقال:
لعنه الله على ...........
" الله يسامحك يا ياسمين على ما فعلت "
فرك فارس عينيه واخذ يحملق
في الافق لتعود الطمأنينه
الى قلبه بعد ان راى خيوط النور
تشق طريقها وسط الظلام معلنه
عن بدء شروق الشمس
وعن الفرج القريب لخلاص
فارس من "الموت"
ومع انتشار النور تلاشى
صوت الذئاب التي لم يرها
نظر فارس حوله ليرى نفسه
وسط صحراء جرداء قاحله
وعلى مدى نظره
لايرى اي اثر يدل على وجود حياه
او بشر
ازداد فضول فارس حول المكان الذي ذهبت اليه ياسمين
فتح باب السياره
واخذ يسير في نفس الاتجاه
والذي سارت فيه ياسمين
وبدأ يحدث نفسه ويقول:
لابد انها قريبه من هنا فهي
قالت ان المكان الذي
ستذهب اليه على بعد عده
دقائق فقط نظر فارس
حوله بكل الاتجاهات
وايقن انه لو سار عده ساعات فلن يصل الى اي مكان
فنظر الى الارض
وراى اثار خطواته على الرمال
فأخذ يبخث عن اي اثر لخطوات ياسمين الغامضه
ولكنه لم ير اي اثر فقرر ان يعود الى السياره ليصلحها
ويعود ادراجه الى الناصره بعد ان يأس من وجود اي امل
يدله على ياسمين ذات الخمار
وفي طريقه الى السياره
لمح عن بعد شيئا يثير الانتباه
في وسط الرمال
فسار نحوه لدقائق وما ان وصله واقترب حتى دبت القشعريره في جسمه فقد راى قبرا قديما
يدل شكله على انه موجود
منذ مئات السنوات
وكان لون حجارته عباره عن مزيج من الاسود والبني ولون الغبار المتراكم عليه
فتساءل فارس بينه وبين نفسه:
ياترى ماهي حكايه هذا القبر ؟؟
ولمن هو؟؟
ولماذا هو في هذا المكان بالذات ؟؟
لابد ان من بناه احتاج الى
وقت طويل حتى يبنيه
بهذه الطريقه البارعه ؟
ولكم لماذا؟
وبدأت عشرات الاسئله
تدور في ذهن فارس
ولكن دون اجوبه وبالرغم من
الخوف الذي كان يراوده
الا انه وضع يده على
القبر ليتحسسه ورفع يده
التي التصق الغبار بها
وشعر فارس انه على القبر كتابه معينه
فأخذ يزيل الغبار عن القبر
لعله يستطيع قراءة
الكلمات المكتوبه فدبت بجسمه قشعريره الموت والخوف حينما قرأ
( افتح القبر لا مكان للحب والشك معا اما ان يقضي الحب على الشك واما ان يقضي الشك على الحب )
افتح القبر وسترى مايسعدك
وما ان قرأ فارس الكلمات المكتوبه على القبر حتى
اخذ يهرول مسرعا الى السياره وهو يتمتم:
يا الهي ماذا يوجد داخل هذا القبر ومن هو الشخص الذي دفن فيه ومن يكون صاحبه؟؟
فتح فارس بوابه السياره
وادار المفتاح
وتحرك بسرعه
وهو مازال يتمتم
يا الهي
من يكون صاحب القبر
من يكون؟
وتذكر فارس
ان السياره التي كانت معطله بالامس اشتغلت الان
واخذت السياره تشق طريقها
بسرعه جنونيه الى الناصره
هدأ روع فارس فابطء السرعه
واخذ يكلم نفسه بصوت مسموع :
لن ادع هذه المراه تلعب في حياتي انا لم ارها ولم اسمع سوى
صوتها ولا ادري من تكون
لماذا اوهمت نفسي بانني
احبها ولماذا اتركها تتلاعب
في مصيري اقسم بالله
وبكل عزيز باني لا اريدها
ولهذا لن افكر فيها حتى لو جاءت ولتكن من تكون فهي
لاشيء لا شيء
ولن ادع خيالي يصنع
منها شيئا
عادت الثقه لنفس فارس
وعاد الى حياته الطبيعيه ليمارس العمل والنجاح بعيدا عن الاوهام وبالرغم من نجاح فارس في قدرته على طرد
( ياسمين المراه ذات الخمار)
من عقله وافكاره
الا انه ادرك ان الحياه
لم تعد مثل السابق
وانه غير قادر على الخلاص
من شعور الاسى والحزن لفقدانه شيئا مهما في حياته
واخذ يحدث نفسه :
يارب ما الذي يربطني بهذه المراه الغريبه؟
هل هو الحب ؟
فانا لا اؤمن بالحب
ولن اؤمن به
وان كان هناك حب
فلماذا لم اعرفه من قبل ؟
لماذا هي؟
فانا اعرف عشرات الفتيات الجميلات لماذا هي
وانا لم ارها ولا اعرف ماهم شكلها ؟ سوداء بيضاء شقراء قبيحه اوجميله
لماذا اربط نفسي بامراه الخمار
والقبور والجماجم والذئاب والصحراء والخوف والجنون؟
لماذا؟
وما الذي يجبرني على ذلك اي حب هذا لابد انه الفضول
ولكن منذ اللحظه الاولى اشعر بهذا الشعور يا الهي هل هو الحب؟
هل الحب مجنون لهذه الدرجه
ام انها لعنه علقت بها لتدمر
حياتي كلا لن ادعها لن افكر فيها كفاني جنونا وغباءا وضعفا كفى
سار فارس في شوارع الناصره
مره يشعر بالفرح والثقه
لخلاصه منها وتاره
يشعر بالحزن والاحباط
لفقدانه اياها
وفجاه لمح فارس
في اخر الشارع عن
بعد امرا ترتدي السواد
والخمار وتسير في الشارع مبتعده خفق قلب فارس بقوه
ولم يتمالك نفسه
فاخذ يسير خلفها
بسرعه ليلحق بها
وكأن هناك قوه تسيره
نحوها دون ارادته اقترب
فارس ولم تعد تفصله
عنها سوى عشره امتار
او اقل ودخلت ذات
الخمار الى احد المحلات التجاريه
في الشارع ووقف
فارس ينتظر خروجها
وبنفس الحظه
كانت هناك يد تربت
على كتفه وبصوت
جميل هادى يقول له:
اثقل يا مجنون
فتلفت فارس الى الخلف
نحو مصدر الصوت فراى
ياسمين ذات الخمار الاسود واقفه تضحك
فقال فارس:
ياسمين حبيبتى اين كنت؟
اين اختفيت؟
اين ذهبت؟
لماذا لم تات؟
انا احبك ولا حياه لى بدونك لا اسستطيع ان احيا بدون سماع
صوتك او ان اراك مع اننى لا ارى سوى الخمار ارجوك ارحمنى
قالت ياسمين ذات الخمار:
فارس لماذا تسير خلف هذه
المراه من اين تعرفها
وماذا تريد منها ؟
انت كاذب انت لا تحبني
وان كنت تحبني فلماذا تسير خلف امراه اخرى
قال فارس:
ياسمين حبيبتى اعتقدت انها انت خاصه وانها تشبهك في الاسود والخمار
قالت ياسمين :
لا يا حبيبى انا احلى منها بكثير
وشو جاب لجاب انا ياحبيبى مافي وحده احلى مني
قال فارس :
ياسمين بدك تجننيني
هو انا شايفك ولا شايفها
هو في حد يقدر يشوف
من تحت هالعبايه والخمار
فانا يادوب سامع صوتك
كيف بدي اعرف ان
كنت احلى منها واللى
هى احلى منك يالله ان كنت
واثقه من جمالك
ارفعي الخمار علشان اشوفك
ضحكت ياسمين وقالت:
انا موافقه على رفع الخمار وهلا بتشوف انى احلى
من كل بنات الناصره
واحلى من البنت الى
انت لاحقنها كمان
بس بشرط اول بتنادى
عليها وبتخليها ترفع الخمار
وبتشوفها تفضل ادخل
المحل وراها وشوفها
قال فارس :
شو القصه بهذه البساطه
بدك ادخل واقول لوحده متدينه يالله ارفعي الخمار علشان اشوف
وجهك شو المناسبه ولا بدك اتبهدل ؟
فقالت ياسمين شو هي احسن مني شو بتفكرنى ولا بس بدك ......
فقال: حبيبتى انا بحبك ومن حقي اشوفك واما هي مابتهمنى ليش اشوفها
فقالت:
لقد قلت لك انى جميله جدا والله العظيم انا حلوه
كثير بدك اوصفلك
انا شعري طويل وناعم
وعيونى وساع وبشرتى
قاطعها فارس وقال :
ياسمين انا ما بهمنى
ان كنت جميله ولا لا
وعلى فكره
مافي وحده بتقول عن حالها
مش حلوه فقالت
انا حلوه صدقنى
وما تستعجل الامور
وستفخر بي
فانا عندما رايتك لاول مره
قررت ان اختار نفسي زوجه لك
ولا انت مش واثق بدوقي
ضحك فارس بصوت عال
وقال ساخرا :
انت اخترت نفسك زوجه لي
جميل انا موافق هيا بنا
اذن نتزوج
فقالت :
لكن يجب ان تصبر
بضعه اسابيع حتى
انهي بعض المشاكل العائليه
ومن ثم نتزوج فورا ان
وافق اهلى او لم يوافقوا
ولكن الاهم من ذلك يجب
ان اتاكد بانك تحبني فعلا
ولان هيا تعال اوصلني
فقال فارس ساخرا:
والى اين هذه المره
تريدين ان اوصلك الى صحراء سيناء
ام الى جنوب لبنان ؟
فقالت ياسمين بنبره حزينه:
اسفه انا اسفه الى طلبت منك توصلني وسارت بسرعه
واختفت وسط الزحام
وفارس يناديها
ولكنه لم يستطيع اللحاق بها
عاد فارس سائرا الى سيارته
وهو حزين وخائف
من ان تكون ياسمين
قد غضبت وان لا تعود
من جديد جلس فارس في سيارته وهو لا يدري ماذا يفعل
وفي لحظه راى ياسمين
ذات الخمار تقترب من السياره
وتقول له
انا اسفه اني دخلت في حياتك
خلاص
هذه اخر مره بتشوفنى فيها
وهمت ياسمين بالذهاب
لولا ان فارس امسك بها
واصر على ان تركب السياره
وقال لها:
حبيبتي انا امزح معك
لا اكثر والله لو طلبت مني
اوصلك الى اخر نقطه في
العالم لفعلت فلا تكونى
مزاجيه لهذه الدرجه ولان
اين تريدين ان اوصلك؟
فهزت المراه الغامضه راس
ها وقالت:
اوصلنى الى طبريا فتحرك فارس باتجاه طبريا
وقال لها :
ياسمين ماحكايه تحركك من مكان الى اخر
وفي اوقات مختلفه وما حكايه القبور والجماجم؟
فقالت غاضبه :
ايه قبور ومادخلي انا بالقبور
وعن ايه جماجم تتكلم اين هي الجماجم ؟
فمد فارس يده الى جيب السياره وفتحه واخرج منه الجمجمه الصغيره وقال:

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
انا اتحدث
عن هذه الجمجمه
وعن الجمجمه الاخرى
التى تحملينها بيدك
واقصد بالقبور القبر الذى
ذهبت اليه في الصحراء
ام تراك نسيتي
قالت ياسمين:
انت مجنون اي قبر في الصحراء ؟
انا لم اذهب الى اي قبر
شو انت بتفكرني
الم اطلب منك ان تاتي معي
لترى اين اسكن
ولكنك خفت
وتركتني اسير لوحدي
وهذه ليست جمجمه
انظر اليها انها
ليست جمجمه
انها مجرد حجر يجلب الحظ
فقال فارس:
كلا ياحبيبتى
انها جمجمه صغيره
اما ان تكون لطفل صغير
حديث الولاده
او لشئ اخر
لا ادري ماهو ان كنت
مصرا على انها جمجمه
فليكن ذلك
انها تجلب الحظ
انظر اليها اليست جميله؟
لماذا انت خائف ؟
هل تخاف من حجر
او كما تقول من جمجمه؟
دعها معك
وستجلب لك الحظ السعيد
صدقني يافارس
فقال :
ياسمين ماهو السر الذي تخفيه خلف هذا الخمار
من اين انت ومن انت؟
فقالت:
لماذا انت خائف؟
انت تحبني وانا احبك
فماذا يهمك
من اكون ومن اين انا؟
لقد قلت لك ستعرف
كل شئ في الوقت المناسب
وان كنت في عجله لمعرفه
من اكون فاقض على
خوفك وستعرف كل شئ
متى شئت
وكل مااستطيع ان اقوله لك
ان اسمي ياسمين
وانا جميله جميله جدا
وان اردت ان ترى صورتى
ابحث عني في حلمك القديم
فقال :
عن اي حلم تتحدثين؟
فقالت :
انت تعرف ماذا اقصد
لاتهرب من الحقيقه
ولان اوقف السياره هنا
وانتظرني
ولاتذهب حتى اعود
بعد خمس دقائق ساعود
خرجت ياسمين مسرعه
واختفت بين المباني
في شوارع طبريا
واكثر مالفت انتباه فارس
انها تسير بين الناس
دون ان يكترث بها احد
بالرغم من ملابسها الغريبه
والخمار الملفت للانتباه
فنادرا مايرى في شوارع طبريا
التى معظم سكانها من اليهود
هذا الباس الغريب
مرت دقائق
وساعات ولم تعد المراه الغامضه وفارس
مازال ينتظر وقد جن جنونه
وخرج من السياره
واخذ يبحث عنها في الشوارع
حتى وصل الى احد الشوارع
وكانت بجانبه مقبره
فقال في نفسه:
مثل هذه المجنونه الغريبه
ليس من المستبعد
ان تكون في هذه المقبره
فقرر فارس ان يدخل المقبره
بعد ان تغلب على خوفه
فدخل وبدا يسير بين القبور
حتى راى قبرا قديما
كانه نفس القبر الذى راه في الصحراء دفع الفضول فارس
للاقتراب من القبر
واخذ يزيل الغبار الذي
تراكم عليه منذ زمن لعله
يقرا اسم صاحب
القبر وقد كتب 1790 وذفن هنا
ابن ......
والكلمات الاخرى قد مسحت
مع الوقت وفي وسط القبر
كتب بلغه عربيه منقوشه على الحجر :
يازائري
لا تخف وانت تنظر قبري
يازائري
انا قدرك وانت قدري
يازائري
انا منك وانت مني
يازائري
احفر التراب ولا تتركني لوحدي
يازائري
اغلق قبرك يفتح قبري
يازائري
افتح القبر فانت مخلصي
وما ان قرا فارس هذه الكلمات
حتى سقطت دموعه
واصابته حاله من الهستيريا
وبدا يرفع بلاطه القبر بكلتا يديه
ويحاول ولكن دون جدوى
فوزن البلاطه كان اثقل
من ان يستطيع رفعها
لوحده واستمر فارس
في المحاوله حتى
خارت قواه ودب الياس في قلبه
واخذ يدور حول القبر لعله
يجد طريقه ما لفتح القبر
وايقن انه بيديه الجردتين
لن يستطيع فتحه وقرر فارس ان يذهب ويحضر المعدات
الازمه لذلك من فاس وشواكيش
...الخ
.. وعاد الى سيارته بعد ان
اصبح مغطى بالتراب من
راسه الى اخمص قدميه
وتحرك للبحث عن دكان
لشراء المعدات الازمه
ولكنه لم يجد اي مكان مفتوح
يستطيع من خلاله شراء المعدات الازمه
وعليه قرر ان يذهب
الى مدينه مجاوره لطبريا لشراء المعدات ولم يكن فارس
ليستطيع ان يفكر باي شئ
الا كيف يستطيع ان يفتح القبر
ويرى مابداخله
واحساس قوي جدا
يسيطر عليه
ان داخل هذا القبر شئ يعرفه
او ان داخل هدا
القبر قصه غريبه
كانت السياره تسير بسرعه
جنونيه
وهو يشعر انها لا تتحرك للوصول
الى اقرب مكان يستطيع شراء فاس منه ولكن الطريق بعيده
وصبر فارس بدا ينفد
ولمعت في راس فارس فكره
ادخلت السرور الى قلبه
وفارس لا يعجز عن حل مشكله
ادار السياره
وتوجه الى الورش القريبه
من الشارع
ونادى على العامل الذي
يقوم بحراسه الورش
وطلب منه فاس وطوريه
ولكن العامل ارتاب في امر فارس
وخاصه ان اليل قد حل دون
ان يدرك فارس ذلك
واخد العامل يسال فارس
شو بدك في الطوريه في هالليل؟
قال فارس :
شو الغريب في الموضوع؟
قال الحارس:
لا باس واحد مثلك كلو غبار وتراب وراكب مرسيدس
وجاي في هالليل يطلب
طوريه وفاس يعني مش اشي غريب...؟
فقال فارس وهو يضحك:
اسمع انا قتلت واحد
وبدي اروح ادفنوا خذ 200 شيكل واعطني الى
طلبتوا وخليني اتسهل
فضحك الحارس ايضا وقال :
لا شكلك قاتل عشره مش واحد
فقال فارس:
ياعمي انت عامل فيها قصه
بدك تبيعني فاس وطوريه
واذا مابدك خلصني
فقال الحارس:
اسمع ياحبيبي لا انا عامل فيها قصه ولا بدي اعمل قصه
العده مش الي
هذه لصاحب العمار
روح اطلبها منو وسيبني بحالى
نظر فارس الى الحارس
نظره اشمئزاز وسار عده امتار
باتجاه السياره
ولكنه عاد الى الحارس
وقال له:شو اسمك انت؟
فقال الحارس:
شو بدك في اسمي؟
فقال فارس:
شو خايف تقولي اسمك؟
فقال: اسمي محمد
فقال قارس:
اسمع يا محمد انت باين عليك زلمه محترم وانا بدي اقلك الصحيح
انا رايح اطول كنز مدفون
قريب من هون اذا بتجي تساعدني بعطيك ربع الكنز
فقال الحارس:
شو انت بتتهبل علي؟؟
فقال فارس:
يا محمد على الحساب ما انت ذكي
يعني واحد مثلي راكب مرسيدس
شو بدوا في الفأس والطوريه
الا علشان "الكنوز" المدفونه
وعلى فكره حتى السياره
هاي انا اشتريتها من ورا الكنوز
اللي بطولها في الليل
ومبين انو انت كمان طاقه الفرج انفتحت لك بدك تجي معي
ولا اروح اشوف واحد غيرك
وادار فارس ظهره للحارس
وسار ذاهبا الا ان الحارس لحق به
وقال له:
ساحضر معك ولكن تعطيني نصف الكنز
ابتسم فارس وقال له:
لا ياحبيبي بس الربع واذا انت مش حابب بشوف غيرك
وافق الحارس حتى لا يضيع فرصه العمر
وعاد الى الورشه
واحضر معدات كثيره
وضعها في السياره
واخذ عهدا من فارس
ان لا يغدر به بعد اخراج الكنز
سارت السياره حتى وصلت
الى جانب المقبره
واخذ فارس يتحين الفرصه المناسبه حتى يدخل المقبره
دون ان يراه احد
وقفز فارس والحارس مع المعدات الى داخل المقبره
وكان باديا على وجه الحارس
الخوف من رهبه المكان
ولكن حلمه في الكنز المنتظر
كان اقوى من الخوف
واخذ فارس يسير وخلفه يسير الحارس بين القبور
يبحثان عن القبر الغريب
ولم يكن من السهل ايجاد القبر
في عتمه الليل
وخاصه ان القبر قديم
وعن بعد استطاع
ان يجد القبر من بين عشرات القبور المحيطه به
وسار باتجاه القبر
لكن الحارس لم يتحرك من مكانه التفت فارس الى الحارس
وقال له:
هيا يامحمد تحرك ياحبيبي
وتعال نفتح القبر
ونطلع الكنز بلكي
ربنا فتحها عليك مثل ماهو فاتحها علي
ولكن الحارس لم يتكلم كلمه واحده ولم يتحرك من مكانه
واستمر فارس في حديثه
وقد وجدها فرصه للانتقام
واشفاء غليله من الحارس
وما فعله به
وقال له:
يالله يامحمد ليش خايف
هو انت لسه شفت اشئ
من اللى انا شفتوا
ماانا قلتلك اعطني الفاس والطوريه وما تعملهاش قصه بس انت باين امك داعيالك..
ورمق الحارس فارس
بنظره مرعوبه والقى
بالعده التي يحملها على الارض
وقال:
مبروك عليك الفأس
ومبروك عليك الطوريه
والكنز وكمان
بدي توصلني انا وراي اولاد
وبدي اعيشهم
واخذ الحارس يركض هاربا مرعوبا
ورغم عتمه الليل الموحشه ورائحه الموت المنتشره بين القبور ورهبه المكان
اخذ فارس يضحك من تصرفات
الحارس ضحكة خرجت
من اعماق نفسه
وما ان تلاشى صداها في سكون الليل بين الاموات
حتى عاد الخوف والذعر
الى قلبه بعد
ان وجد نفسه وحيدا
ومع كل خرفشه ورقه
او صوت آت من بعيد
او قريب تخيل له عشرات
الصور
فتاره يتخيل له ان القبور
ستفتح وسيخرج الاموات
من قبورهم كما يحدث في
افلام الرعب
استجمع فارس شجاعته
وحمل المعدات
واقترب من القبر
اكثر فاكثر ليرى جمجمه صغيره
اخرى وضعت على القبر
استجمع قوته
وواسى نفسه
فقد اعتاد على رؤيتها
ونظر الى الكتابه الموجوده
على القبر وشعر ان هناك
شيئا قد تغير
اشعل ولاعه السجائر
ليرى على نارها
ان الكتابه المنقوشه
والتي قراها قبل عدة ساعات
قد تغيرت
وان الكتابه الجديده ايضا
منقوشه على الحجر
وقد حلت مكانها
واخذ بقراءتها:
"اظلمت الدنيا
ومخلصي عاد
ولم يعد حكم علي
ان ابقى وحدي
لايام جدد حلمي في
مخلصي كان على غير
مااعتقد
كنت اظن ان
مخلصي قبل
الغروب سعيد"
لم تعد اقدام فارس تقوى
على حمله حتى جلس
على حافه قبر اخر ينظر
الى القبر مشدوها
لا يقوى على الحراك
ولا يدري ماذا يفعل
او لماذا هو موجود في هذا
المكان وشعور قوي ينتابه
بانه تأخر وقد فات الاوان
على فتح القبر وهو لا
يعلم لماذا اراد فتح
القبر وما شعر فارس
الا بايدي الاموات تمسك
به من الخلف ليتجمد
من الخوف
ويكاد يغشى عليه من الاموات
الذين احاطوا به من كل
جانب واخذ قلبه يدق
بسرعه معلنا ان يوم القيامه
قد قام وان الاموات
امسكوا به
وان عزرائيل سياخذ روحه
لم يستطع فارس الصراخ
او التحدث بل اغلق عينيه
مستسلما للموت
والاموات الذين يحيطون به
وفي هذه الحظات شعر فارس بان احدهم قد سكب الماء
على وجهه وفتح عينيه
ليرى ضوءا موجهاا الى وجهه ويسمع صوتا
يقول له بلغه عبريه:
ماذا تفعل هنا؟؟
لم يستطع فارس النطق
من هول الصصدمه
وبدأ فارس يستعيد وعيه
شيئا فشيئا ليجد نفسه
يجلس على كرسي
في مركز "شرطه طبريا"
وان الاموات الذين تخيلهم ماهم الا شرطه
يقترب احد ضباط الشرطه
من فارس وهو يحمل بيده
كوبا من القهوه
ويناولها لفارس
ويجلس بجانبه
ويقول له :
اشرب القهوه اسيقظ يا .....
ويشعر فارس براحه كبيره
حينا راى ان الضابط هو
"ابن عمته "
سعيد العامل في شرطه طبريا
يحتسي فارس القهوه
ويبدأ الحديث مع سعيد ليقاطعه
ويقول له:
ممنوع علي الحديث
الان معك
سنتحدث بعد ان يتم التحقيق معك
من قبل الضابط المسؤول
وتم التحقيق مع فارس لعده
شاعات واخذت افادته
ليحضر بعد ذلك سعيد
ويجلسه
ويقول له فارس :
لماذا كل هذه القصه
هل القانون يمنع الجلوس
في المقابر
فقال سعيد:
فارس حينما قبضت عليك الشرطه واغمي عليك
كانوا يظنون انك احد "
مدمني المخدرات "
ولكن بعد ان رأوا ملابسك
المتسخه بالغبار والمعدات
التي بحوزتك اصبح الامر اخطر
من ذلك فأنت الان تواجه
مشكله كبيره سيتم
فحص المقبره في الصباح
وان وجدوا اي تخريب
ستكون المتهم الوحيد
وان لم يجدوا
ستتهم بمحاوله تدنيس
وتخريب مقبره يهوديه
وهذه عقوبتها ليست بسيطه
ذهل فارس من كلام سعيد ومن الورطه الكبيره
التي وقع فيها
فقال لسعيد:
هل تستطيع ان تخرجني بكفاله؟؟
ربت سعيد على كتف فارس
وقال له:
دعنا نرى ما سيحدث غدا وعلى العموم
لقد بغلت اهلك انك متواجد عندي
في البيت في حيفا
حتى لا يقلقوا عليك
مرت "48" ساعه
ووجهت لفارس تهمه
محاوله تدنيس وتخريب مقبره
وتم اخراجه من الحجز
بكفاله ماليه لحين
المحكمه وعاد فارس
الى البيت
وهو يفكر في هذا
القدر الغريب الذي
تقوده اليه هذه
المراه الغامضه
التي تسكن القبور
وتلعب بالجماجم
مرت الساعات
وحل المساء
وفارس في حاله شرود وذهول
يفكر فيما حدث معه
ويفكر في
"ياسمين الغامضه"
ولم يخرجه من ذهوله
الا صوت رنين الجرس المتقطع
على الباب الخارجي للبيت
وتوجه"علاء"
الاخ الاصغر لفارس
باتجاه الباب وفتحه
لحظات وعاد الى فارس
وقال له بلهجه ساخره:
فارس في "نينجا"
في الخارج بدها اياك !
فرمقه فارس بنظره تعجب
وقال لعلاء: ماذا تقصد؟
فرد علاء:
في الخارج امراه مقنعه غامضه
تسال عنك

مبدعات دائما
مبدعات دائما
الف شكر اختي

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
دق قلب فارس بقوه حينما راها
واراد ان يمطرها بعشرات الاسئله
لولا انه ادرك ان اخاه الاصغر
علاء قريب منه
فتمالك اعصابه
وحاول ان يخفي ارتباكه
وقال:
تفضلي
سارت المراه المقنعه
ياسمين الى داخل البيت
وعلاء يراقب المنظر بفضول
فهو لم يعتد على رويه امراه مقنعه بهذا الشكل ...
جلست ياسمين على الكنبه
وطلب فارس من علاء ان يذهب
ويطلب من الوالده تحضير القهوه وباشاره واضحه ان يتركهما لوحدهما...
جلس فارس واخذ ينظر بتمعن الى ياسمين
من راسها الى اخمص قدميها
وقال بصوت هادئ ومرهق:
كيف حالك ياسمين؟
فقالت:
انا جيده كيف حالك انت يافارس ..؟
اين اختفيت منذ يومين؟
ابتسم فارس ورمق ياسمين بنظره حاده وقال:
كنت في رحله الى جزر القمر..
فقالت:
وين هاي جزر القمر ؟
فقال:
في حجز شرطه طبريا يا ياسمين...
فقالت:
وماذا كنت تفعل هناك؟
فقال:
اسالي نفسك ماذا كنت افعل؟
قالت:
وما دخلي انا ..
وكيف بدي اعرف شو كنت تعمل؟
فقال:
مسكينه انت ما دخلك بشي
لا بالقبر ولا بالجماجم
وحتى الاشعار المنقوشه على القبور
لا دخل لك بها..
فقالت مستفزه:
شو يا فارس
ارجعنا نحكي على القبور والكلام الفاضي؟
فقال:
بسببك كدت ان ادخل السجن لسنوات طويله
والله اعلم ماذا سيحدث معي
فقالت غاضبه:
وما دخلي انا
اهذا لاني تاخرت عليك
لم يكن الامر بيدي
والا لما تاخرت
فقال فارس:
حسب الكلام المنقوش على القبر
انا الذي تاخرت ولست انت .
. فقالت:
فارس لماذا تصر على ان تحدثني عن القبور
مادخلي انا بهذا؟
فقال:
مادخلك انت؟
اليس هذا المكان الذي تسكنيه؟
الم تذهبي الى هناك
وتتركيني انتظرك ساعات حتى اضطررت ان اجن
وادخل المقبره
ولحسن حظي اني وصلت متاخرا
والا لفتحت القبر
وقبض علي وسجنت لعده سنوات
فقالت ياسمين:
ماذا تقصد هل انت مجنون
مادخلى انا بهذا الجنون
الذي تتحدث عنه..
انا حينما تركتك
ذهبت الى طبيب نساء
وتاخرت عنك رغما عني
وان واصلت حديثك بهذه الطريقه المجنونه
فنصيحتي لك ان تذهب الى طبيب نفسي
ليعالجك لانك تحلم اكثر من الازم
وترى اشياء لا وجود لها
الا في خيالك ..
اكل هذا لانني ارتدي الخمار..؟ ساخلع الخمار يافارس ..
ساخلع الخمار
ان كان هذا سيخرجك من جنونك ..
فقال فارس :
هيا افعلي هذا
فقالت:
امصر...
فقال: ها انا انتظر..
فقالت:
ولكن ان فعلت هذا فلن تراني الى الابد
فقال:
ان لا اراك خيرا من ان اراك وانا لا اراك
قاطعته قائله:
يافارس انا جميله لدرجه لا توصف وجمالي ليس من هذا الزمان
وان رايتني الان
ستندم طوال عمرك
انصحك للمره الاخيره
ان تصبر حتى يحين الوقت
فقال :
لا يهمني هيا نفذي ماقلت يا ياسمين
فقالت:
ااه لو علمت عدد السنوات التى انتظرت قدومك بها لغيرت رايك
فقال:
لا اريد ان اعلم شيئا
فقط اريد إن اراك
وانهي هذه اللعبه
فقالت وبنبره حزينه:
آه يا مخلصي
لو كنت تعلم ما تخفيه لك الايام
لما عجلت بنهايتي ونهايتك
فقال فارس:
اسمعي يا شاعره القبور والجماجم
لن تؤثري علي بكلامك ألان
اما إن تخلعي هذا الخمار
واما ....
فقالت: واما ماذا؟
فقال: سامزقه بيدي واخرجك منه بالقوه
فضحكت ياسمين مستفزه فارس:
إن كنت تستطيع
فلم لم تفعل هذا بالسابق
هيا افعل هذا ألان
ووفر الوقت علي وعلى نفسك
هيا هل انت خائف تحرك يا فارس لاتخف نفذ كلامك
استفز فارس وغضب ووقف
واقترب من ياسمين
ومد يداه ليمزق الخمار
وصوت ضحكات ياسمين
تستفزه اكثر واكثر
وكأنها تدفعه إن يفعل ويمزق
فارس الخمار بقوه ليرى ماذا يخفي هذا الخمار
وما إن ينهي حتى يعود إلى
الوراء عده خطوات
وعيونه مستمره باتجاه ياسمين
التي مازالت تضحك
ويجلس مسترخيا على الكنبه
شارد الذهن
لا يقوى على الحراك
وما زالت عيونه مستمره باتجاه ياسمين
ويصحو على صوت اخاه "علاء"
الذي يناديه :
فارس فارس سلامه عقلك
خذ واشرب القهوه
بس وين صاحبتك "النينجا" راحت؟
شقشق فارس عينيه
وجال فيها انحاء الغرفه
وفركها وسأل اخوه علاء عن "ياسمين"
وين راحت ؟؟
وين اختفت ؟؟
كيف طلعت ؟؟
ومن وين طلعت ؟؟
فرد علاء كيف طلعت اكيد طلعت من الباب
نهض فارس مسرعا دون إن يأبه بعلاء الذي مازال يحدثه
واستقل السياره
وانطلق بها يشتم
ويلعن ياسمين بكل الشتائم التي يعرفها في حياته
دار بالشوارع حتى هدأ من غضبه
واخذ يستعيد احداث الصالون
من لحظه دخولها إلى لحظه وقوفه وتمزيق الخمار لكن لم يستطيع
إن يتذكر ماذا راى خلف الخمار
واخذ يتمنى
إن يرى ياسمين ولو للحظه واحده
فقط
ليقول لها اذهبي إلى جهنم
واياك إن اراك أو اسمع صوتك
ولا اريد إن اعرفك ولا يهمني من انت
فانت مجرد مريضه مجنونه
تعشق القبور والجماجم
تختفي خلف قناع اسود
لتخفي خلفه قباحه
لا كثيل لها
أو انت مصابه بمرض الجدري
مقرفه لدرجه تثير الاشمئزاز
أو انت ممسوخه على شكل خنزير بري
واخذ فارس يتخيل فعلا
لو إنها على شكل خنزير
واثار هذا المنظر الضحك في نفس فارس
وهدا من روعه
واتجه إلى الناصره
إلى مكتبه
ودخل واخبر السكرتيره
إن سال عنه أي شخص
فلتخبره انه لم يات
وان لا تحول له أيه مكالمه
مهما كانت مهمه
وردت السكرتيره بكلمات
" حاضر يااستاذ فارس"
ولكن هناك امراه في الداخل
تنتظرك منذ وقت
نظر اليها فارس وقال من هي؟؟
فابتسمت السكرتيره
واشارت بيدها بما معناه إنها لا تعرف
فشعر فارس من اسلوب السكرتيره الساخره
بانها تتحدث عن ياسمين المقنعه
ودخل فارس بهدوء
حتى لا يثير الارتياب
وما إن دخل حتى راى ياسمين
تجلس على مكتبه
وتقرااوراقه
وكانها صاحبة المكتب
وكانه هو الضيف
بحيث لا تأبه بوجوده
فجلس فارس على الكنبه
واخد ينظر الي ياسمين
وتبسم
فرفعت ياسمين رأسها وقالت بهدوء :
كيفك يافارس ..
ليش متاخر لهلأ
فقال لها فارس :
والله ياست ياسمين
لو بعرف انو حضرتك موجوده
ماكنت تاخرت
فقالت ياسمين :
طيب مره ثانيه ما تتاخر
فابتسم فارس
وعادت ياسمين تقرأ الاوراق
ومن ثم
قالت:
فارس قديش معك فلوس؟
ضحك فارس وقال :
ليش بتسألي ؟
فقالت: جاوبني اول؟
فقال فارس:
الحمد الله من يوم ماشفتك
وانا شايف الخير
اساليني قديش انا مديون
علشان اقدر اجاوبك
فقالت ياسيمن:
انا بعرف انك مديون
بس قديش بتقدر تدبر فلوس؟
فقال:
مليح ادا بقدر ادبر بنزين السياره
فقالت:
لا انت بتقدر تدبر 520 الف شيكل
فضحك فارس وقال:

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
تسلمي على المرور مبدعات
تابعي معايا الروايه ان شاء الله تنبسطي

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
فضحك فارس وقال:
يا سلام بسهوله
فقالت:
بيع السياره وبيع بيتكم القديم
لانوا هيك هيك مش عم تستغلوه
وفي مع امك عشرين الف شيكل
ومع علاء اخوك خمسه وثلاثين الف شيكل
وسواره الذهب اللي مخبيها
في الخزانه
بتجيب ثلاثه الاف شيكل
والبنت الي قاعده بره
وبتحبك كثير
راح تدبر لك كمان سبعه الاف شيكل وفي سامي ابن عمك
الف وخمسمائه شيكل
والاثاث اللي في المكتب
بعد ما تخسر فيه
بيجيب "5" الاف شيكل
وانت ناسي في بنطلونك القديم ثلاثمائه شيكل
يصير المبلغ "520" الف شيكل
بالضبط مش ناقصين
ولا اغوره وحده
اذا بديت اليوم بعد 48 ساعه
بكون معك كل المبلغ
بتروح بتدفع
مبلغ العشرين الف شيكل
اللي عليك دين لبنك
وبتحط بقيه المبلغ
في البنك وبتقدم قرض
وعلاقتك مع البنك منيحه
ممكن تؤخذ كمان
"200 الف شيكل"
وهيك بيصير معك
مبلغ "430 الف سيكل"
اندهش فارس وذهل
لمعرفه ياسمين بكل هذه التفاصيل الدقيقه التي هو نفسه
لا يعرفها
وقال:
ياسمين انت كيف بتعرفي كل هذه المعلومات؟؟
فقالت:
انا بعرف كل شيء بدي اعرفو
المهم انت تحرك
واجمع المبلغ
فضحك فارس
وقال ساخرا من كلام ياسمين :
حاضر يا ياسمين
كلامك والله مقنع
بس في مشكله وحده
انا لما ابيع السياره
كيف راح اقدر اوصلك على المقابر؟!
واخذ فارس يضحك بصوت عالي
وبهدوء قالت ياسمين باسمه :
بسيطه بتستأجر سياره يا شاطر
فقال:
طيب وبعد ان اجمع هذا المبلغ
هل سنتصور بجانبه صوره تذكاريه
انا وانت
"عفوا فارس والشبح الاسود"
وضحك فارس
واجابت ياسمين بهدوء
"لا ياحبيبي حتجمع المبلغ
وانا حقلك عن قطعه ارض
بتروح بتشتريها بكل المبلغ
وبعدين بقلك كيف تبيعها
فيا بنخرب بيتك
وبتشحد او بتغير كل احوالك
وجد فارس حديث ياسمين ممتعا
وايضا فرصه للسخريه منها
وقال:
طيب ياحبيبتي
مش لما اشوف وجهك الحلو اول علشان انجن بجمالك
واخرب بيتي بيدي
فقالت:
ماذا حدث لك يا فارس
انسيت بهذه السرعه
الم نجلس معا منذ ساعات
في بيتك ام نسيت وقاحتك
في مد يدك وتمزيق الخمار
عن وجهي لتراه
"نعم لا استغرب انك نسيت
بهذه السرعه فانت حينما رايتني
فقدت قدرتك على التركيز
سلامه عقلك حبيبي"
فقال فارس:
هذا صحيح انا مزقت الخمار
حتى ارى وجهك
ولكني لا اذكر ماذا حدث
بعدها ولا اذكر اني رايتك
ولا اذكر ماذا كان تحت الخمار
لا بد انك سحرتني
فقالت:
انت يا مجنون يا اهبل
وانا شو خصني
اذا انت مابتذكر شيء بعد ساعه
واذا انا سحرتك
فيا حبيبي جمالي بسحر
وبؤخذ العقل
علشان هيك دير بالك على عقلك وعلشان اذكرك
انك شفت وجهي اللي حلو كثير وعيوني الواسعه
وشعري الناعم اللي زي الحرير
قاطعها فارس وقال:
بعرف حفظت كل الكلام اللي بدك تحكيه واكثر من هيك
انا ما بدي اشوفك
ولا اشوف جمالك
فقالت:
لا مش صحيح انت حاب تشوفني كثير
فقال:
لا انا مابدي اشوفك
فقالت:
ياحبيبي انت مش راح تعرف تنام الليل الا لما تشوفني
مليح لا تضحك على نفسك
فقال:
كان زمان يا شاطره
انت اليوم بالنسبه الي
مجرد وحده لابسه اسود باسود
مش مهم عندي
اذا انت حلوه او مش حلوه
انا مش فاضي اتسلى
مع وحده مثلك
شكرا يا روحي
الوقت خلص
شوفي واحد ثاني
عندو فضول اكثر مني
علشان يطارد وراك في المقابر
يا شاعره القبور يا ام الجماجم
فقالت ياسمين ذات الخمار بلهجه حزينه
ولا بد ان بعض الدموع قد رافقتها
من تحت الخمار:
الله يسامحك يا فارس
الله يسامحك انا يا فارس
مابتسلى انا حبيتك فعلا
وانت الوحيد اللي حبيتك
ومابدي يصير فيك اشي
انت غير عنهم كلهم
فارس انت مابتعرف قصتي
ولا قصتك يا فارس
اسمع كلامي علشان
اقدر اساعدك واساعد نفسي
لا تحرجني اكثر من هيك يا فارس صدقني انا حبيتك
وما بدي الا اخلص
واخلصك معي
فارس انا مابدي تشوفني
علشانك انت
وعلشان تكون مخلصي
ارجوك يافارس
اعمل اللي بقلك عليه
ارجوك ولا تسال كثير
ارجوك بلاش تفكر تشوفني هلأ وخلني انا اساعدك
علشان تشوفني ارجوك ارجوك
واخذت ياسمين تبكي
وبرغم ان الدموع يخفيها الخمار
الا انه بدا واضحا لفارس
انها تبكي بصدق
صمت فارس للحظات
واخذ يستعيد في ذكرياته
المأسي والمصائب التي واجهته
منذ ان ظهرت ياسمين المقنعه
في حياته واخذ يمر في مخيلته
صور القبور الغريبه والجماجم
وحار بين قرارين
اما ان يطردها فورا من حياته
برغم من انه يشعر بانه يحبها بجنون واما ان يسير خلفها
نحو المجهول الذي لا يعلمه
اثارت غضب شديد
في اعماق فارس
واخذ يصرخ بها قائلا
: يا هلأ بشوفك
وبعرف مين انت
يا اطلعي من حياتي
ومابدي اشوفك
فقاطعته ياسمين بصوت هادىء :
ارجوك يا فارس والله انا جميله
اصبر قليلا اصب بعض الوقت
فقال فارس :
هلأ هلأ او روحي
فقاطعته ياسمين :
ولكن بحذرك يا فارس انت مابتعرف اشي
فصرخ فارس في وجه ياسمين
وقال:
ما بدي اعرف شيء
وما يهمني حلوه
انت ولا مش حلوه
شغله وحده بس
انا بدي تنقلعي من مكتبي
من غير رجعه
وامسك فارس بيد ياسمين
وسحبها بالقوه وهو يصرخ :
انصرفي من هون
انصرفي من هون
وبحركه سريعه
دفعت ياسمين فارس
لتلقيه على الارض
وتقف امامه بثقه
وبلهجه مليئه بالغضب والثقه
وقالت:
لقد حذرتك يا فارس
والان انظر الى صبرك الملعون !!!
واخذت ياسمين تخلع الخمار والرداء والكفوف
حتى الحذاء ولم يبق على جسدها
الا قميص ازرق ناعم شفاف
علق بخيطين رفيعين بكتفيها
وبالكاد يخفي ولا يخفي جسدها
وعيني فارس مستمره
مذهوله مما يرى
ياسمين تنظر الى فارس
وتحثه على ان ينظر اليها
وهي تقول
"انظر الى مصيرك يافارس "
ان كان الله قد خلق على الارض جميله فهي " انا "
اتريد ان تعرف من اكون؟؟!!
لقد حذرتك ان لاتعرف
ولكني ساقول لك من انا؟؟!!

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
انا لعنه ابوك
وابو ابوك
واجدادك
انا لعنه حتطاردك
وتطارد اولادك
دموعي وحسرتي
انا وامي وام امي
حتذوقوها ومن قبلك
اجدادك
ومثل ماحكمتم على كل انثى
فينا تولد وتعيش بقبر
حنفتح لكل بكر
في عيلتكم قبر
وهلأ الدور عليك انت يا فارس
انت بكر عيلتكم
انا حاولت انقذك من مصيرك
المشؤوم وانهي مشكلتك
ومشكلتي
بس انت مثل اجدادك
لو ماشفتني يا فارس
كان في امل انك تعيش
تحت الشمس
مثل كل الناس
وكان ممكن تخلصني
انا من ظلمه القبور
وكان ممكن تكون نور المستقبل
بس انت من دمهم
وطباعك من طباعهم
وهلأ يا فارس حدور من قبر لقبر
وان ربك رحمك
حتلاقي القبر اللي يناسبك
اللي ماراح تعرف فيه
ليلك من نهارك
وارتدت ياسمين عبائتها
ورقمت فارس بنظره
حادة استمرت لحظات
خيل لفارس إنها الدهر
وغطت وجهها بالخمار
وفتحت الباب وخرجت
وفارس مازال يجلس على الارض مذهولا مما رأى ومما سمع
وادرك انه امام مأزق كبير جدا
اكثر مما كان يتصور
وان في الامر سر كبير
كان مخفيا تحت ذلك الخمار
وان الامر لم يعد كما كان يتصور
مجرد تسلية لفتاة
تختفي تحت الخمار
واخد يتساءل ..
ترى ماهو السر الذي يجعل فتاة
مثل يلسمين تتصرف على هذا النحو
هل هي مجنونه...؟
واخذ فارس يتذكر لقاءه الاول
مع ياسمين والصدف الغريبه
التي حدثت والتي لم يأبه
ولما يعرها أي انتباه
وتذكر الكلمات المنقوشه
على القبور
وكيف كانت تتغير من كتابة
الي اخرى
والتفاصيل التي تعرفها عنه
هذه المراه الغريبه
والتي هو يجهلها ..
وجد فارس نفسه
امام لغز معقد يعجز عن حله
خرج فارس من غره مكتبه
الي الردهة حيث تجلس السكرتيره
ليجدها تغط بنوم عميق
على المكتب
وبين يديها جمجمه صغيره
كتلك التي يراها دائما مع المراه المقنعه ياسمين
سحب فارس الجمجمه الصغيره
من يد السكرتيره بهدوء
حتى لا تستيقظ وتراها
ووضعها في جرار مكتبه
ثم عاد وايقظ السكرتيره
من نومها لتفتح السكرتيره عينيها
وتنظر الي فارس وتبدا بالضحك !!
ويسألها فارس :
على ماذا تضحكين ؟
فتقول السكرتيره:
لا ادري كيف غلبني النوم
ولكني حلمت بك حلما مضحكا !
فقال فارس :
وما هو هذا الحلم المضحك؟
فقالت:
لقد حلمتت اننا تزوجنا
واصبح ليدنا بنت وولد
وسمينا الولد قبر
والبنت جمجمه
اقشعر بدن
فارسل هذا الكلام
ولكنه تظاهر بانه يبتسم
واخدت السكرتيره تلتفت حولها
وتفتح الجواجير
وتفتش على الورق
وتفتش على الرفوف
سألها فارس:
عما تبحثين؟
فقالت:
ابحث عن الجمجمه ..!
دهش فارس وقال:
عن أي جمجمه تتحدثين؟
فقالت:
جمجمه كانت معي اين دهبت؟
ونظرت السكرتيره الي فارس
واخدت تصرخ فيه:
انت اخدتها اعدها
إنها لي لن تسرقها اعدها
امسك فارس بيدها
واخديهدئ من غضبها
وهو قد اردك إن في الامر شيئا غريبا
ولكن غضب السكرتيره
زاد وصراخها قد ارتفع
وليتجنب الفضائح دخل الي مكتبه واعاد اليها الجمجمه
امسكتها السكرتيره
وكأن روحها اعادت اليها
وهدات وهي تضحك
وتقبل الجمجمه
وفارس ينظر اليها
وهو على يقين بان ياسمين
هي التي تقف وراء مايحدث...
وقال فارس لها:
من اين حصلت على هذه الجمجمه ؟!
فقال:
إنها من صديقتي
إنها تجلب الاحلام السعيده
وتحقق الاماني فقط
كل ما علي إن امسكها
وانظر في عيونها
واتمنى أي شئ ليحدث فورا...
الا تصدقني انظر ماذا سأفعل
ألان سأتمنى ..
ماذا اتمنى ..
ساتمنى إن تتصل امي بي ..
الان انظر ..
وبأقل من لحظه رن جرس الهاتف..
فقالت:
ارفع السماعه يا فارس
لتتأكد إنها امي
اناتمنيت ذلك
ارفع السماعه لتتأكد
إنها امي
فما تمناه يحدث فورا
رفع فارس السماعه
ووضعها على اذنه
ليرد عليه الطرف الاخر
قائلاا:
صدقها ياحبيبي
كل اللي حتتمناه حيصير ...!
فقال فارس :
ياسمين مين انت
وايش بدك يايسمين؟
فقالت:
انا حلمك القديم ياحبيبي
واغلقت الخط
ونظرت السكرتيره الي فارس وقالت:
اصدقت ألان إنها امي
اليس كذلك إنها امي
انا تمنيت ذلك
وها هو قد حدث
اتريد إن اتمنى لك شيئا
اطلب ماذا تريد
هل تريد ان اوصلك الي البيت ..
هيا لاوصلك.
اصطحبها فارس معه بسيارته
واثناء الطريق
خطف فارس الجمجمه
من بين يديها
والقاها من نافذه السياره
وقال لها:
كفاك امنيات لهذا اليوم
ةاخذت السكرتيره تبكي
وترجوه إن يقف
لتستعيد الجمجمه
ولكن فارس لم يأبه لرجائها
وسار بسرعه
وهي مازالت ترجوه
وتبكي حتى فقدت الامل
وهدات وكان شيئا لم يكن ..
وصل فارس
وتوقف امام منزلها
فخرجت من السياره
باتجاه البيت وسارت عدة خطوات ولكنها عادت الي نافذة السياره
وقالت:
انا اسفه على اللي صار
وعل ىفكره
انا مش زعلانه إن رميت الجمجمه بتعرف ليش !!
فابتسم فارس وقال:
ليش ؟
فقالت:
علشان انا معي وحده ثانيه
واخرجت من جيبها
جمجمه صغيره اخرى
وقالت :
بااي فارس باي...!
فوجئ فارس وقال:
يالهي أي سحر هذا
الذي تملكه ياسمين
لتسيطر على الناس بهذه الطريقه
وسار فارس بسيارته
بسرعه جنونيه باتجاه البيت
حتى وصل وقفز من السياره
ودخل البيت
واخذ يبحث عن امه
حتى وجدها ..
وقال لها :
امي احكي لي عن ابي
كيف مات..؟!
فنظرت ام فارس اليه مستغربه ...
وقالت :
مابك
ولم تسأل ألان؟؟؟
قال لها
اريد إن اعرف
كيف مات ؟؟
فقالت:
مثل ما كل الناس بتموت
, عادي ..
فقال:
اليس بموته أي شئ غريب؟!!
فقال تامه :
كلا ياولدي
وليس هناك أي شئ غريب ..
فقال :
وجدي كيف مات ؟
فقالت:
مابك يافارس؟
ماذا حدث لك...؟
فقال:
امي ارجوك احكي لي كل اللي بتعرفيه عن عائلتي
هذا مهم جدا
احكي لي أي شي تذكرينه
ارجوك يا امي
وتحت الحاح فارس:
جلست والدته
واخذت تروي له
حكاية ابوه وكيف مات .
لم يجد فارس فيها أي شي غريب .
واخذ فارس يتذكر كلام ياسمين ..
انا لعنه ابوك
وابو ابوك واجدادك
وراح نقتح لكل بكر في عيلتكم
قبر
وقال لامه: :
انا اكبر ولد في العيله ..
مزبوط .
طيب مين بكر سيدي
من اعمامي مين اكبر واحد ..؟!
فقالت:
ياعمك نبيل يا عمك سامي
فقال :
طيب احكي لي عن اعمامي؟
فقالت:
عمك نبيل كان في دول الخليج
منذ زمان وعمك سامي
مسافر في امريكا
واخذ فارس يسأل
وامه تجيب
ولكنه لم يحصل على أي شئ يستطيع من خلاله ربطه مع قصة ياسمين حتى يأس وتناسى الموضوع ..
رن جرس الهاتف
فقفز فارس من مكانه
لشعوره القوي
إن ياسمين على الطرف الاخر
ورفع السماعه
وصدق شعوره
وكانت ياسمين على الطرف الاخر

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
وقالت :
فارس اذا بدك تعرف اكثر
، انا بستناك "
بكرا " في حيفا بعد غروب الشمس ..لا تتأخر .
- فقال فارس :
بس وين استناك ؟؟
- فقالت:
انت بتعرف وين ..
واغلقت الهاتف !!!
وفي اليوم التالي
وبعد غروب الشمس
توجه فارس الى حيفا ،
ليلتقي بام الجماجم ،
ولم يكن فارس ليخمن اين تنتظره ،
فهو يعلم انها ستكون
في اقرب مقبرة ,
ولم تكن لهفة فارس
لمعرفة المزيد من المعلومات
التي ستساعده على حل اللغز
اكبر من لهفته واشتياقه الكبير
لرؤية ياسمين ام الجماجم .
ووصل فارس ووجد ياسمين
جالسة على احد القبور
وهي ترتدي الخمار .
اقترب منها فارس ...
وبادرته الكلام قائلة :
أيوجد في الدنيا اجمل من هذا المكان ...؟
وتابعت :
مش ملاحظ انك تعودت عليه
وبطلت تشعر بالخوف زي الاول ..
.تعال اجلس بجانبي يا فارس
فوق هذا القبر .
انصاع فارس لطلبها
وجلس كطفل صغير
يتلقى الاوامر من امه ..!
- وسألته قائلة :
اتعلم يا فارس فوق قبر من تجلس ؟
فقام فارس عن القبر
بحركة لا شعورية وسريعة !!!
- فقالت له ياسمين بهدوء وثقة :
لا تخاف يا حبيبي لا تخف ، الاموات ..."
ما بخوفوا حد ..
بس الطيبين هم اللي بخوفو ا ".
- فقال فارس :
ياسمين انت جنية
ولأ شبح ميت ؟؟؟
- فقالت :
لا يا حبيبي ،
خلي عقلك كبير شوي
، وبلاش هيك افكار
انا مش جنية ولا شبح ميت
، انا انسانة مثلي مثلك ..
.ودمي من دمك
وجذوري من جذورك
والفرق بيني وبينك
اني انثى وانت ذكر
وكل ما بدك تعرف اكثر
لازم تفتح قبر
وان حبيت تعرف حكايتي وحكايتك
،لا تخاف وافتح قبر ،
وراح تلاقي فيه اللي يساعدك
واللي يدلك
ووقفت ياسمين
واقتربت من فارس
وهمست في أذنه
وكانها لا تريد ان يسمعها احد :
فارس انا بعرف انك بتحبني
وانا كمان بحبك يا فارس
وقدري وقدرك راح يجمعنا بقبر واحد ..
لا تخاف يا فارس
وافتح القبر
علشان تعرف الحقيقة ،
وسارت ياسمين بين القبور
تاركة فارس خلفها
وعن بعد التفتت الى فارس
وقالت بصوت عال
خيل لفارس ان الاموات
ستستيقظ من قبورها .. :
" ان طلعت الشمس
يكون الوقت قد فات "
.. واختفت ياسمين ..
اخذ فارس ينظر الى القبر
الذي جلست عليه ياسمين
وكلما فكر ان يفتحه
ينتابه شعور كبير بالخوف
وتقفز الى مخيلته
عشرات الصور عما قد يراه
في داخل القبر ،
ولكن الفضول
كان اقوى من الخوف ،
واقترب فارس من القبر
واخذ يحرك بلاطة القبر
حتى ازاحها عن مكانها ،
ونظر داخل القبر
فرأى غير ما كان يتوقعه
...صندوقا قديما من النحاس
كان يبدو عليه
انه صنع منذ مئات السنين
...اخرج فارس الصندوق
من داخل القبر
وفتحه ليرى ما بداخله .
وفي اقل من لحظة
اغمض عينيه وفتحهما
..خيل اليه انه
سيجد في الصندوق
قبل ان يفتحه جمجمة
او يدا مبتورة
او ربما اصبعا
او أي شيء يبعث على الرعب والخوف
ولكن فارس
وجد ما لم يكن يتوقعه ..
.وجد " وثيقة زواج "
قديمة جدا
تحمل اسم
(سالم قاسم الدهري
وجورجيت عيسى الشامي)
وخاتمي زواج من الذهب
كان واضحا انهما لم يستخدما
منذ عشرات السنين.
كانت الوثيقة مهترئة ..
.والعث والعفن فعلا
بها فعل الدهر في تغيير الاشياء
..كانت مؤرخة قبل 150 عاما
الا انه كان من السهل
قراءة المحتويات والتاريخ
الذي يدل على توقيعهما
قبل 150 عاما
والتي يعتقد
انها سجلت وكتبت في الشام.
حمل فارس الصندوق
وسار متعرجا بين القبور
في طريقه للخروج من المقبرة
وهو يتلفت يمينا ويسارا
خوفا من ان يراه احد
او يقبض عليه
افراد من الشرطة
في هذه الساعة
وخاصة انه ما زال يواجه
تهمة تدنيس المقابر في المحكمة بسبب ام الجماجم
وما حدث في مقبرة طبريا .
سار فارس بين القبور
يبحث عن مخرج يخرجه
من المقبرة بسلام
ولكن على ما يبدو
فقد ضل طريقه بين القبور
فاخذ يسير من جهة الى اخرى
وبحذر عسى ان يجد منفذا
يفضي به الى الخارج ..
بحث طويلا ولكن دون جدوى
، وكأن المقبرة
لم يعد لها أي مخرج ،
توقف فارس
ونظر حوله في كل الاتجاهات
ولم يستطع ان يتبين طريقه
، قرر ان يسير باحدى الاتجاهات
حتى نهاية المقبرة
ومن ثم يقفز عن سور المقبرة
رغم ارتفاعه العالي
سار بين القبور
في اتجاه واحد وبخط مستقيم
، مشى فارس
وكلما اعتقد انه قطع مئات الامتار
كان يفأجا بانه قد عاد من حيث
بدأ المسير
وكأنه كان يمشي على كرة
كلما لف لفة عاد الى مكانه ،
وتوقف بعض الوقت
، واخذ يحدث نفسه "
انا مشيت في هاي الجهة
وبخط مستقيم
يعني لازم يكون في بداية
وفي نهاية
يبدو ان الخوف والقلق
افقدني تركيزي ".
كرر فارس المحاولة
مرة اخرى بعد ان صمم على
ان يسير بخط مستقيم
واخذ في حسابه
انه لن يلف حول أي قبر
حتى لو قفز عنه
ففعل هذا ولكنه عاد الى حيث ابتدأ.
ايقن فارس
انه متورط
وان ما يحدث امر غير طبيعي
، وانه وقع في مصيدة
ولن يخرج من هذه المقبرة حيا
، تذكر كلام ياسمين
حينما قالت له
انها ستفتح له قبرا .
دب الخوف والذعر
بقلب فارس
وراح يشتم نفسه "
ما اغباني
لقد فتحت قبري بيدي " ...!!!
هل يعني هذا اني ميت
ولن اخرج من هذه المقبرة .
.. واستمر فارس
بحديثه مع نفسه ....
روعه القصه عجبتني
ان شاء الله اكملها
تابعو معايا

Bla Mas5ra ~
Bla Mas5ra ~
استمر يحدث نفسه ..
. يسالها ويجيب انا لن اموت ،
انني لست ميتا
ولهذا كلما سرت عدة امتار
عدت الى نفس المكان
فالاموات لا يخرجون من المقابر
وانا لم اجد طريقي ..
كلا ربما انا مجرد روح
لميت وان ما يحدث معي
يدل على ذلك ...
جسدي مدفون
وروحي طليقة
يا الهي ساصاب بالجنون
يا الهي ارحمني ،
ان كنت ميتا
اعلمني وان كنت حيا
اخرجني من محنتي
ومن هذا المازق.
وسار فارس باتجاه القبر
الذي فتحه
وفي داخله شك رهيب
وخوف قاتل
من ان يجد جسده ملحودا
في القبر ...
اقترب من القبر ،
نظر الى داخله بحذر
، تفحصه بعناية ودقة
بحث في ارجائه
لم يجد شيئا
هز رأسه ساخرا من نفسه
محدثا اياها متمتما :
الحمد لله انا مش مدفون
يعني انا مش ميت ،
بس انا انجنيت
وطار عقلي
وانجنيت على كل حال "مجنون ...مجنون" ..
فمجنون حي
احسن من عاقل ميت "
التفت فارس من جديد
ليجد على بلاطة
باب القبر التي ازاحها
ليفتحه كتابة منقوشة
بخط محفور على سطحها
ولم يكن قد شاهدها من قبل ....
نظف الغبار عنها
وازاح بعض الطين
الذي كان يواري
جزءا منها وقرأ :
في كل قبر سر
ولكل سر قبر
اذا خرج السر من القبر
سار
وان كشف القبر عن السر
انهار
فتعال في الظلمة
لتكون سري
او اهرب من خيط
نور قادم واغلقني
وما ان قرأ فارس
هذه العبارات حتى تذكر كلمات
ياسمين الاخيرة التي قالتها
له قبل ان تغادر المقبرة
" فارس ان طلعت الشمس
بكون الوقت فات "
اغلق فارس القبر بسرعة
وحمل الصندوق
واخذ يركض مسرعا
وما هي الا عدة امتار فقط
حتى وجد نفسه خارج المقبرة
وكانت الشمس
قد بدأت بالبزوغ مشرقة ...
تنفس فارس الصعداء
وايقن انه قد
قضى ساعات طويلة
داخل المقبرة
وسار باتجاه سيارته ،
فتحها والقى بجسده
على الكرسي
وادار المفتاح ليشغل المحرك.
وفي لمحة عين
انطلقت السيارة بسرعة جنونية ...
نظر في المرآه
ليرى كتلة من السواد
تجثم في الكرسي الخلفي
تملكه الخوف
وادار راسه الى الخلف
ليجد ياسمين
تقول له وهي تتثاءب :
صباح الخير يا فارس .
.. وبحركة سريعة وخفيفة
انتقلت من المقعد الخلفي
الى المقعد الامامي
الى جانب فارس ،
وتكمل حديثها وهي تتثائب
: ليش طولت يا فارس
، انا ظليت استناك
حتى انعست ونمت
بدون ما ادري عن حالي
- فقال :
انت عارفة ليش انا طولت ..!!
- فقالت :
شو مالك على هالصبح ،
انا شو بعرفني
مش يمكن اعجبتك القعدة
علشأن هيك طولت ...!!
- قال :
ياسمين انت الشيطان بحالو
انت الشيطان اللي بنشوفوا
في الافلام الاجنبية ،
والي صار معاي في المقبرة
معناه عمل شياطين .
- فقالت :
طيب يا حبيبي بلاش تشوف
افلام اجنبية كثير علشأن صحتك وعقلك ما يصير ترلّلي
,واحكيلي شو صار معك
، انا مش فاهمة اشي
- فقال :
ما انت عارفة شو اللي صار
، اختفت كل ابواب المقبرة ،
وما كان الها نهاية
، انت بدك تجننيني
خليتيني افتح القبر
، انت اكيد ساحرة
انت مش انسانة
مستحيل تكوني انسانة
في واحدة في الدنيا كلها
بتدخل مقابر في الليل
وبتعمل اللي انت بتعمليه.
انت شيطانة
واللي بتعمليه واللي شفتو منك
من يوم ما عرفتك اشي
بخلي العقل يطير
وما بقدر عليه انسان،
شو بدك مني قولي
لي وخلصيني ،
وان كان هدفك تجنينيني ،
فانا انجنيت وخلاص.
- فقالت :
يا حبيبي من ناحية انك راح تنجن ،
انت راح تنجن اكيد
وهذا الموضوع ما في عندي
فيه أي شك ،
بس لسه بكير عليك ،
واذا كنت يا حبيبي
بتقول عني شيطانة ،
فانا احلى شيطانة في حياتك
. وعلى فكرة يا حبيبي
بكره حتعرف
انو اذا كان في شياطين
، فتاكد انهم تعلموا الشيطنة
في مدرسة اجدادك،
والشياطين يا حبيبي
ما بتخلف ملائكة ،
وبكره حتعرف اصلك الراقي
علشان تروح تنام
وترتاح وتحلم احلام سعيدة
وبرضوا انا تاخرت
ولازم اروح هلا اتحرك
وبنحكي في الطريق .
حرك فارس السيارة
وسار يشق طريقه مسرعا
باتجاه مدينة الناصرة
وعشرات الاسئلة تدور في راسه
افقدته القدرة على التركيز في شيء ، ويبدوا ان ياسمين
ادركت حجم الارهاق
والتعب الشديد الذي الم بفارس ، وطلبت منه ان يوقف السيارة على يمين الشارع وان ينزل منها .
- فقال :
ليش شو في ؟
اوقف فارس السيارة
ونزلت ياسمين
واتجهت الى الباب الآخر
وفتحته وقالت لفارس:
انزل يا حبيبي لا تخاف

سجل دخوله بالغلا في حياتي قلبي ظلام من العادات وجيتك تبعث النور بقلم ك ل الغلآ
فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني