"1"
هذه المرة لن أكتب أنا..
لن أجلس الساعات الطوال لأختار الكلمات
الجميلة والعبارة المنمقة..والأسلوب الرائع والراقي..
لن أتدخل في شيئا من هذا...
بل سأدع قلمي يكتب كما يشاء..
سأعطيه الحرية المطلقة ليعبر هو..
ومشاعري هي التي تتكلم..
وأحاسيسي هي التي ستنطق..
فاليوم ليس يوم عادي..
بل ليس كأي الأيام الماضية..
اليوم..
هو عملية فصل بين قلبين متجاورين..
قلبين متحابين صادقين..
لم يعرفا للغدر طريق..
ولا للخيانة مكانا أو إليها سبيل..
بل عاشا نقيين كنقاء البياض..
صافيين كصفاء قطرات المطر الهاطلة من السحاب..
اليوم هو يوم رحيلي يا صديقتي..
فعذرا يا تؤام روحي..
فقلبي اليوم يحدثك..
"2"
أتذكرين يا غالية..ذلك اليوم الذي
تعرفت فيه عليك..كان محطة لقاء فيما بيننا..
كان جميلا ورائعا..كان حديثك شيق وممتع..
كنتُ حينها قد أخذت عهدا على نفسي
أن لا أعود إلى من كنت معهم..
لأنهم باختصار لا يستحقون أن يطلق
عليهم لقب الأصدقاء..كنت حينها
أبحث عن صديقة بمعنى الكلمة..
عن قلب يحبني ..يحتويني بحنان..
يسأل عني..يحترمني ويدلني إلى طريق الأمان..
ينتشلني من الضياع ويعلمني معنى الحب في الله..
كنتُ أعلم أن عملية البحث ستدوم طويلا..
فمن الصعب أن أجد ذلك الصديق بما فيه
من تلك الصفات في هذا الزمن..
فهم قليل..بل أقل من القليل..لكن
ربي كان بي رحيم..اصطفاني من بين الملايين
لأحصل على إحدى الجواهر النادرة..
هي أنتِ يا غالية..
فلا تستغربي إن جعلت قلمي بذاته يكتب لكِ..
لأنني لن أستطيع فعل ذلك..
فحتما دموعي ستسبقني..
"3"
أتت السنة ومرت..وتلتها أختها وبلا سابق
إنذار رحلت وإذا بثالثة خلفها..وكذا فعلت الرابعة
ولم تخالف الخامسة المسير..فهاهي طوت صفحتها
وتهيأت للمغيب حتى تشرق السنة السادسة..
من يصدق,,.؟!!!!
خمس سنوات مرت من عمري وعمرك
ولم نشعر بها..لكأننا في غفلة من أمرنا..
خمس سنوات مرت..وما هي إلا سويعات
قضيناها..نبع أمل يتبعه شجن..
ذكريات وذكريات..
بحلوها ومرها سعادة ورضا قلوب فرشناها
كأنها ورد الربيع قد نما..لا تعرف للحقد مكان
ولا للكره درب يسير عليه اللئام..
ذكريات عانقت السحاب من جمالها..
وصافحت البدر من بهائها..
كانت رائعة بروعة قلبك النقي..
ذكرياتي..
نبع أمالي..لن أستطيع العيش
بدونها وإن كانت ممزوجة بعلقم..فهي أنسي
في وحدتي وجليسي في غربتي..
ونوري في ظلمتي..
سأستظل بظلالها وسأحتمي بحماها
وسأنقش على جدار الزمن..
بأنها أجمل الذكريات..
"4"
وها قد حان الرحيل..
وترقرقت الدموع
( وطافت ألف خاطرة في ذهني
فخاطرة تسليني وخاطرة تبكيني.
وخاطرة تعذبني..
وخاطرة تصرخ بي..متى ترحل.؟!)
فماذا أقول..؟!!وماذا أكتب..؟!!
وقد كنا روحين في جسد واحد..
كنتُ أنا أنتِ..وأنت أنا..
لا فرق بيننا ولا اختلاف في أحلامنا..كل شيء
فينا متطابق..حتى في أذواقنا..
كان الكل يحسدوننا على دوام الصداقة وعبق
رائحتها الزكية ..أتعلمين لماذا؟
لأننا أقمناها على قال الله وقال رسوله..
أقمناها على أساس الحب في الله والتناصح فيه..
أقمناها على بيان الحلال والحرام ومعرفة أمور الدين..
كنا نشجع بعضنا على طاعة الله والقيام بالنوافل للتقرب إليه.
فيا ليت شعري..من لي بمثلك..؟!!
وكيف سأكمل مشوار حياتي بدونك؟!!
أخبريني يا صديقتي كيف سأكون..؟!!
ولكن وإن رحلنا..وإن افترقنا..
وإن رضينا بالوداع..فستظلين في قلبي
وستبقين شمعة في فؤادي..
وستكونين معي ..في حاضري ومستقبلي..
وسنلتقي إن لم يكن هنا..
فتحت ظل عرش الرحمن..
"5"
قد نغيب يوما..
وتشغلنا الحياة
وتزيدنا هما..
لكن ثقي..
حبك في القلب باقي..
ولن أنساك..
ما قد دمت حيا..
"6"
ويبقى الدعاء
محبتك جدا..
أسيرة البحر
إنها سارقه... ..
سرقت مني جميع عبارات الشكر... كي أنثرها أمام ذاك الإبداع الخلاب...
سرقت مني القلم وحبره ... فمن جمال ما قرأت لم تدعي للغير مجال...
رائع عزيزتي..,,
برسمك لتلك الزوايا من ذاك القلب المحب...
إستمري ..,,
دمتي بود...,,