صفحات من الماضي

أقف هناك ... أمام صفحة الماء تلك... وقد عمّ السكون على المكان...
وغط السواد كل الشيء.... وتلبدت السماء بالغيوم السوداء...
أقف وحدي وقد طوقت نفسي بذراعيّ... كطفلٍ تائه...
يلتمس الدفء ...
أغمضت عيني بهدوء .... سمحت لعيني بأن تهل بعضاً
من دمعها بكل هدوء ... وحرقة...
توالت على خدي القطرات... وتركت لنفسي العنان... بأن تخرج بعضاً
مما تخفى في قلبها المسكين...
آآآآآآه ياقلبي... كلمة تنهدت بعمق وأنا أخرجها ثقيلة.... من أعماق صدري..
مسكين أنت لقد قدر لك أن تكون في جسد إنسان...
لا يعرف كيف يبوح بما فيه من هموم إلا على الورق....
والورق فقط...
تنهدت مرة أخرى ... ثم نظرت أمامي ...
لكم هو موحش منظر البحر بالليل... خاصة إذا كان الظلام مخيم على المكان...
الظلام... سرت قشعريرة في جسدي بعد أن قلتها وقد هبت نسمة باردة
هزت أعماقي بعنف...
كم تغيرنا .. وأصبحنا غرباء...لبعضنا...
غرقت في بكاءٍ مرير.... حقاً كم هو صعب هذا الشعور...
أن تشعر بالضعف ... وترغم على الاعتراف بشيء لم يكن لك يد فيه...
أحسست لولهة كم أنا ضائعة ... حائرة ... أرغب بأحدهم ...
أحد يشعر بشيء مما اشعر به..
أرغب أن أرتمي بين أحضانه.. وأبكي وأشكِ له ... وأكلمه بكل شيء...
حقاً لقد تغير كل شيء الآن...
كم أتمنى أن تعود أيام الماضي...
أريدها بحلوها ومرها ....
الأيام التي كنا نضحك فيها من أعماق قلوبنا...
الأيام التي كنا نعيشها ولم يكن يهمنا أحد...
والتي حتى لو حصل وأن غضبنا على أحدهم...
لا تمر ثواني إلا وتجدنا نضحك فيها معه من جديد....
أيام لم يكن فيها ذالك الشيء الذي يسمى كره...
لم يكن فيها أبداً...
لقد كنا نعيش أيام الطفولة الرائعة...
كم أتمنى أن تعود...
لكنه لن تعود... أبداً..
وعلينا أن نتحمل ما نحن فيه... هذا الوقت الذ ي لم نعد نضحك فيه...
وإذا ضحكنا كان ذالك من بين دموع تترقرق في أعيننا...
تكالبت علينا الهموم... تشتتنا بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنا... حتى لو لم
يكن ذالك ظاهر فيكفي أننا تشتتنا بأرواحنا التي لم تكن يوماً...
قد انفصلت...
آآآآآآآآآآآه من الزمن ... لا يحنو علينا أيام إلا ويذيقنا الألم في أيام أطول من الأيام التي حنّ فيها علينا....
توقفت عن البكاء وأنا ألمح القمر وقد بدأ يظهر من بين الغيوم السوداء...
لا أعرف لماذا شعرت بالحرج حينها...
لكني مسحت دموعي,,, وأنا متيقنة أنا الماضي سيكون... فصلاً كاملا من كتاب حياتي... فصلاً ليس كأي فصل...
سيكون هو الأجمل فيها...
وأقفلت دفتر ذكرياتي... وأنا أسير ذاهبة وقد تركت خلفي بعضاً من ذكرياتي
ودموعي...!!
وبقايا من أثار أقدامي....