مؤيدة بنصر الله
10-12-2022 - 12:27 pm
عصفورةٌ حيرى
عصفورةٌ حيرى هيَ.. وقفتْ بجانب عشّها
تغرّدُ ألحاناً حزينةً هادئة.. وتنظر لفراخها
و تُتَمتمُ بكلِّ إصرارٍ.. وهي تقول كلامها :
سأحميكم من قسوةِ الطبيعة ومن كوارثها
سأحميكم من قسوةِ الإنسان ويده وبطشها
سأتحوّلُ أنا الضعيفة.. لِلُبؤة تأذتْ أشبالَها
فالقوةُ كامنةٌ فينا.. تنتظرُ إرادةً لإطلاقها
كما الجمالُ الذّي يكمن في تفاصيل صغيرة
في زهرةٍ بريَّةٍ مختبئةٍ بين مفاصلِ صخرة
في حجرٍ صغيرٍ عتيقٍ مرصوفٍ في زاوية
في شعاعِ شمسٍ تغلغلَ... بين طياتِ غيمة
في جدارٍ عاديٍّ انسدلتْ عليه ستارةٌ ورديّة
في سنابلِ قمحٍ .. انسابتْ مع نسماتٍ شماليّة
فالتفاصيلُ الصغيرةُ ..تكوِّنُ اللوحةَ الجميلة
و الإرادةُ الصلبةُ... تُفجِّرُ فينا القوةَ الكامنة
نظرتْ العصفورةُ بخوفٍ وتلَّفَّتتْ حولها
كانتِ الغيومُ تحملُ رائحةَ الثلجِ برُكَامِها
وكانتِ الرّياحُ تحملُ سهامَ البردِ بأقواسِها
فرفعت العصفورةُ عشَّها مستجمعةً قوتَها
وحملتهُ وطارتْ به بين مفصليّ صخرةٍ تحميها
من عواصفٍ وندفِ ثلجٍ ستكسو السهلَ بوشاحها
وفردت جناحيها تلف فراخها.. بحنان أحضانها
وأغمضت الجفون ... تحلم بدفءِ غدٍ بانتظارها
فلا بدّ أنّ الثلجَ ...يحملُ الوعودَ بالخيرِ لربيعِها
بقلمي ( أرجو أن تنال اعجابكن )