عفوا تنحوا قليلا أختكم كانت بين الرجال بالأمس

.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العظيم الذي لا أعظم منه ، الكبير الذي لا شيء أكبر منه ، الجليل الذي لا شيء أجل منه .
الحمدلله ربي الذي رحمته سبقت غضبه ، ومغفرته سبقت عقوبته ، حليم على الجناة ،
غفور للعصاة ، ولولا رحمته ما استقرت الأرض ولا السماء
والصلاة والسلام على من الرحمن اجتباه ، وجعله للخلق رحمة مهداه ، الشفيع يوم الجميع
عراة ، القائل :
( عليكم بالجهأد في سبيل الله فإن الله يذهب به الهم والغم )
عليه أكثر التسليم وأتمه ..أما بعد ...
وقل ساعدي يا نفسي بالصبر ساعة ... فعند اللقاء ذا الكد يصبح زائلا
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويصبح ذو الأحزان فرحان جادلا
.
.
.
ليل جامد
ونهار منزوع المشاعر .. وسماء ظلماء ظمأى . وأرض لاتلد إلا الرماد .!!!
وساعات تتخبط بضياع .وأوقات قتلت بالتأفف.!!!
وأيام بكت من طول الفراغ . وتساؤلات باكية تدور في العقول . وجُمل قاتلة تسرح في المخيلة .
ووجوه تتزين بأقنعة !!! وتتلون في
اليوم ألف مرة ومرة ببشاعة ودون أدنى حياء .!!!
هكذا هم .وهكذا عندما نظرت إلى حياة من
حولي !! في لحظة تأمل مني لربما
كانت قاسية . فنسخت تلك اللحظات المتأملة . سطورا ً عابسة
فكانت .!!!
بوح صباحي .!!!
ونوح مسائي .!!!
.
.
.
فلفني ببرود صمت مرعب . وسجن من سحر الخيال والأحلام .أخذني غارقة .!!! ووضعني أسيرة
مقيدة برضى .!!! أرسف في أغلالة
فلا أود الفكاك منها .. فأطوى آهتي وحسرتي منها ومن بُعدِ تحقيقها .. كجمرة تتراقص في
الصدر بمتعة !!! فيا ترى كيف تكون
الأحلام قبر ومنفى ؟!! في ذات الوقت الذي تسعد وأنت تعانقها بسكرة وتتلذذ بها كعسل وشهد مصفى
؟!!! لربما هو شعور مؤلم .يكتنفه
الحزن والحسرة والحيرة في لحظة صراحة !!! فينبت سؤال دامع من يا ترى يضحك على من ؟!
أهي أحلامك أم أنت ؟!! ومن يا ترى يسخر
من .من ؟! أهي أمانيك أم أنت ؟!! مع أن تلك الأماني والأحلام لم تطلب المستحيل ولم تنشد اللؤلؤ
في أصداف البحر !! ولم يتعدى لسانها
ولم يلهج إلا ب عفاء على الدنيا .وخُذ من دمي يارب حتى ترضى ..فواعجبي !!!
أغريب أم الزمان الغريب ... كيف تشقى وأنت للطيب طيب ؟!
.
.
.
ضجّ
الفكر من هذه الأفكار .. وأر اليأس بخطوات يختال أمامي . وترفلني الهم والأسى بقسوة في ليلتي
هذه ..لم يكسر سوادها وصدأ الظلام
إلا صوت حاني . أتى من قريب وبعيد من ذاكرة مجد وعزة ..مردداً
(( أخاطبكم وأنا أنتظر اليوم الذي تصلون فيه حبال الود السابق وترممون بناء الإخوة السالفة .))
مزق صمت ليلي وبدده .. هذه اللآلئ الكبار من المشاعر .. التى تضم صدق شوق .ونصيحة
مشفق . وبوح محب . قد ملكتني وشدت مسمعي .!!!
لكن من ؟ ولمن ؟!! وأي ودّ ؟ وأي بناء ؟ وأي إخوة سالفة ؟!!! أمخاطبي هذا الصوت ؟!!
رُمت وترقبت قوافي هذا الخطاب وأطرقت السمع .
لعلي أجد رد أو جواب..!! أستسقي مرة وأستجدي تارة .. ولا جواب !!! .. لكن لحظات
الإنتظار لم يطل مكثوها .. عاد حادي الصوت من
جديد . .لكن بنظم وابل لم يرفق بي .!!! مردداً ..
((أخاطبكم وأنا أنتظر اليوم الذي تصلون فيه حبال الود السابق وترممون فيه بناء الأخوة السالفه
أخاطبكم بعد أن قلّ الموافق، وعزّ النصير، وكثرت
الجراح واشتدّ الخطب وتخطفت يد المنون كثيراً من الفرسان الأوائل، والأبطال الأماثل
.((وقد أخرنا الله لحكمة يعلمها))
ونحن نعاهده سبحانه ونعاهدكم أن نظل شجىً في حلوق الطغاة، وسيفاً مسلطاً على رقاب الظالمين،
وجنداً للإسلام نذود عن حياضه، ونستسهل في سبيله
الصعب،ونسترخص نفوسنا حتى يظهره الله أو نهلك دونه .
أخاطبكم مشفقاً ناصحاً، وحزيناً متعجباً أن يتخلف مثلكم عن الركب، ويستأخر بعضكم يستبقي الحياة،
ويثّاقل جمعكم عن النفير،
وقد أتاكم الصليب وأجلب عليكم بخيله ورجله ورماكم عن قوس واحدة .
فأين حديث الماضي، وسمر الليالي، وجراحات الأيام، وآهات المشتاقين إلى الجهاد و الجنان والحور !
أترضون لأنفسكم مثل السوء؟ ! ))
.
.
.
يا إلهي !!!
إنه الغريب ..!!! إنها كلماته إنها حروفه إنها سطوره ..لا أخطئها أبداً !!! ..إنها نفسه الطاهرة
تتجلى أمامي الليلة لا أدري لما ..!!! صوته الندي قد اخترق كياني
مطر كالمطر نداءاته ..بفرح نفتح لها نوافذ قلوبنا وأرواحنا ... كصغار سعدوا وفرحوا بقطرات
المطر بعد صيف حاار .. نستقبلها كحبات من لؤلؤ متساقطة ..حانية
باردة نقية تعاتبنا بلطف ونصح وإشفاق ..لعلها تغسل بقايا أدران من دنيا ما زالت عالقة في
نفوسنا ... كان ينتظرنا !!! .. ويود أن نصل حبال الود المنقطع !!!
ونرمم بناءاً بأمل من العودة .. لجادة الحق والجهاد !!! ... هل أتاه عِلم ؟!! أو
علم خبر النبأ ؟!!! أننا نحن كنا بمرسى الشوق إليهم
كلنا عيون ؟!! وفي بحر الود غارقين حدّ الثمالة !! ومن غيرهم يا ترى له
سكن في القلب وسكنى !!!
لأن عظم اشتياق منك نحوي ... ففي قلبي من الأشواق نار
لعل الله يجمع بعد بين ... لنا شملا أو يقترب المزار
.
.
.
طيف . .. أبا مصعب شيخنا
كم نسجنا خيوط الفجر أماني بقرب لقاكم ... ورسمنا بأنوار الصبح أحلاماً
للحاق بركبكم ... وفي الضحى كم تمنينا أن نتقلد أكاليل العز
معكم . .. لكن ما عسانا أن نفعل بطواغيت أعمى الله بصرهم وبصيرتهم عن نور
الحق ..قد رمونا في تيه قفار اليأس من وصلكم . ونصبوا
بيننا بخبث أجنان من أسوار وجدران . حتى عصبوا شمس الأمل بقربكم . فأطفئوا
كل نجمة تضيء بذكركم وتذكر بكم . قد خنقوا حتى الأنفاس
بصدورنا وراقبوها . وصادروا كل النسمات وبفتيا علماء السوء لوثوها .
وأخرسوا الألسن والأفئدة أرهبوها .فلم يبقوا لنا ولم
يتبقى إلا الأحلام والآمال في زنزانة الخوف .. فلا يسكن من خفقها واضطرابها إلا موعدة
نعدها إياها _ صادقين أم كاذبين _ بأن نخطو الخطوة الأولى .
في مسيرة تحقيقها حين نستيقظ صبحاً .طا مسين للمستحيل متبلدين من صفعة الواقع .منشدين
وبعبرة تكاد تخنقنا ...!!!
أن غدا الصبح \ شمس الحُلم ستشرق !!!
أن غدا الصبح \ قمر الأماني سيبزغ !!!
أن غدا الصبح \ نيران الحسرات ستنطفئ
أن غدا الصبح \ وجه الظلم الكالح سيرحل
أن غدا الصبح \ ربيع الجهاد وحلو الشهادة ستقبل
.
.
.
فيمر الصبح !!!
ويطل من بعده وتأفل شمس أصباح عديدة .. ويظل الوعد هو الوعد والحلم هو الحلم .لم يتحقق
الفرق أنه مر يوم جديد وأضيف إلى أيام الأوهام
والأماني فزادها عددا !!! ..وذاك الحلم البئيس اليتيم في مهده مازال يئن ويئن من شدة وطأة
الألم ومن هول عذابات الوجع .ومن تنكرنا للوعد
والميعاد . وما كان الواجب عليك من نزاع الروح الذي يتملكك لحظتها وأنت تبصر بأنك لم تخطو ولو
خطوة واحدة يتيمة إلى الأمام .مع أفول تلك الأصباح
وذهاب وتلاشي تلك الوعود _ إلا أن تبتسم _ مع إخفاء بحر الدمع الذي ملأ محيط وجهك
واحتل بتجبر مآقي عينيك .!!! لعل دائرة يومك تمر بسلام
ودون عراك أو شماتة أحد أو إستهزاء !!! مع الصبر على طعنة الألم التى قتلتك بطيبة منك .!!!
.
.
.
على وجهه عرس وفي القلب مأتمُ ... له الله كم يشقى وكم يتألم
حوى في ثنايا ضِحكهِ غُصة الأسى ... وأخفى وراء الهزل ما الله يعلم
.
.
.
طيف . .وصوت .. شيخنا أبا مصعب
يمزق أحشاءنا ويهز أوصالنا ويفتت قلوبنا ..إن ظننت أنت وجميع قادة الجهاد ... أن بعدكم
بإختيارنا !!! وأن عقدة الجفوة من ربط حبالنا !!! كم من مرة
مددنا أيدينا بإشتياق فتتخطفنا مخالب القوم فنزداد شوق وننزف شوقا .!!!
فعاتبوه فزاد عشقاً ... فمات شوقا فكان ماذا ؟!!
ماذا؟؟ أنختار أهل الدنيا ونزهد بكم ..كيف نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!!! كيف
لانود أن نصل قِِيّام الليل كسماء حوت أجمل الكواكب ! !!
ويرتلون آيات الرحمن بأندى الأصوات خوفا وترتيلا ؟! كيف لانتمنى أن تتشابك أيدينا بأيدكم ؟
وتصطبغ أجسادنا بالدماء وتخالط دماكم ؟! كيف لا نحلم أن نزاحمكم
بالخنادق وتتلطخ بالطين والتراب الثياب منا وتستطيب أنفونا عثيرها وغبارها كأطيب من العطر
وأفيح من المسك ؟!! ودوي المدافع وأزيز الرصاص ورزيز
الطلقات نشيدكم اليومي فكيف لا نتمنى أن نشارككم الإنشاد بكل حماس .! فترتفع عندها قلوبنا
إيماناً وطهرا وصدقا وأنفسنا عزة ومجد وأنفة .ونمشي بكل
خيلاء ومشية حيدى .!!!
.
.
.
يأنسهم في ليلهم ونهارهم ... وما كان في الرحمن فهو جميل
أرأيت أجمل من جحافلهم إذا ... زحفت لها التكبير والتهليل
أسمعت أندى من أزيز رصاصهم ... كسيوف لهن صهيل ؟!
.
نود اللحاق بكم والظفر بلقاكم ..ويزداد الشوق لكم ويأخذنا كلما تفرسنا بوجوه من حولنا من سحرتهم
أم دفر .!! نستجديهم مرات وبصمت في أحيان نتوسلهم
فدمع العين يشهد ونزف القلب يشهد .!!!
ألا منكم \ من يحدثني عن طيب ذكر الجهاد و الشهادة وأتحدث معه ؟!!
ألا منكم \ من يقوم الليل بالمحراب وأقوم معه ؟!!
ألا منكم \ ينافسني بحفظ آية وطلب علم فيفوز وأفوز معه ؟!!
فما كان منا إلا الهذيان بالأماني في ليلينا وما كان منهم إلأ الضحك والقهقهات وتسفيه الأحلام
وطعنها والتلذذ بقتلها والرقص على أشلاءها بمتعة ودون مبالاة !!!
مالي ولليل يرعاني وأرعاه ... أمسى كلانا يخاف الغمض جفناه
بك يا ليل آهات أرددها ... أواه لو أجدت المحزون أواه
أواه ما أطول الشكوى وعمق ألم أنينها ... ومن بعد إسدال ستار من الشكوى طويل هفا أريج
الصوت من جديد أترقب حروفه بجنون لعلي أجد بينها من تبرر لي
أن حلمي لم أكن قاتلة له وإني بريئة من دمه !!! لم ألحق بقافلة الشهداء إلا بسبب ما ذكرت بتلك
الشكوى التى تقطر كدراً ..!!! أتى الصوت بكل صدق وبدون أي خداع
وزمجر البيان وأنفجر شظايا تخجلني تبكيني تؤلمني إنفجرت بالحقيقة القاتلة ..!!! وبكل إختصار
ألقتها ..!!!
(( إصغي إلي !!! لما أملي عليك من الحجج ، واستمع ما ألقي عليك من البراهين
الساطعة ولتعلم أنه ما يقعدك عن الجهاد ، سوى الحرمان
وليس لتأخرك سبب إلا النفس والشيطان !!! ))
فياليتني وياليتني كنت ضجيعة قبري وما علمت بهذا ، يا وغارت الحور ويا
مجاهدي النت !!! يا من أسلحتكم من ورق وحروف .. ودماءكم
ما هي إلا أحبار ودموع من الحسرات .. يامن أيمانهم وأقدامهم ملّتهم الكيبورد
والكراسي الناعمة المتحركة ..!! إعلموا إني قد إشتقت للرحمن فشتاق إلي
فهل أنتم مشتاقون ؟!! ما الدليل ؟!! قد بعت نفسي لله بتجارة مضمونة الربح لن تبور ولن تكسد ؟ فهل
أنتم بالمقايضة مستعدون ؟!! ها هي هبوب الإيمان هبت ، وأصوات
التكبير بأصقاع الأرض رجت ، ومواسم قوافل الشهداء حلت ، وها هي الحور الحسان تزينت وتجلت
أمام ناظري ، وغطت الدماء جسدي وأتممت جهادي ورفعت روحي
وردد لساني لكم ناصحا مشفقا متعجبا ..!!!
.
.
.
إلحقوا بالقافلة
( فإن القافلة إذا سارت وشدت الرحال ، تخلف العأطل وظهر الحق من الباطل )
قد رحل الصوت وتلاشى الخيال.فكيف يا قافلة الخير ترحلين ؟ ويا ركب النجاة تودعين ؟!!
دون أن تأخذينا ؟ وترحلين بنا معك إلى أطياف عشاق حور
يرسمون بريشة الصدق أجمل رواية حب عرفتها البشرية جمعاء وأطهرها فأمضوها وختموها بدليل
صادق مهر قاني سكبوه بكرم طائي لا مثيل له !!! لما لا
تأخذينا يا رجاء العيون ؟ هناك حيث الشمس بلهيبها تمتهن الإحراق أشعتها أجساد موحدة بكل
لغات هذا العالم العجيب .فلا ترينهم يبالون بها وكأنهم في روضة
ندية خضيلة وبمرح يتسابقون ويترنمون بكل فخر . إليك يا شمس النهار عنا لا راحة . ويا نصال
العدوّ ويا رماح الجراحات لن نتألم .!! ويا تعب الأيام ويا أرق
الليالي إصبري وصابري . أما والله ما هي إلا ساعة في الله ومن ثم ستنقضي . وليس هو إلا جسد
أدمي في سبيل الله وسيرتقي . و