مؤيدة بنصر الله
18-12-2022 - 05:24 pm
عندما أضعتُ جواز السَّفر
قالوا : أنتِ غريبة ..
لن تعبري حدودا خطَّها بشر
قهقهوا : أنتِ حبيسة ..
انتظري هنا وراء قضبان العمر
أنتِ مُجرَّدةٌ الجنسيَّة ..
على الحدود مرّت سنون ودهر
لاحقتني ظلال رماديَّة ..
ومقعد انتظاري من حجر وصخر
حُتَّ من زفراتٍ ثلجية ..
على الخطى أغلال من نار وجمر
وقيود من ورق مطويَّة ...
وصار الجرح معرضا من صور
لسائح عشق الهوايَّة ...
كغنيمة تصارعت عليها الطيور
متجاهلة فزَّاعة البريَّة ..
أين أيادٍ لوحت لي عند السفر ؟
أين العيون الباكيَّة !
أين بسماتٍ رسمتموها على الثغر ؟
وهمهماتٍ بأمنيات ورديَّة ..
هل ضاعت يا صاح مع جواز السفر !
وكأنها أختام رسميّة ..
كيف لكم أن تُسقِطُوا انتماء قطرة لبحر
أن تُسقِطُوا عني الجنسية ..
أن تمْحُوا التاريخ من عقلي ومن الفكر
بكلماتٍ على ورق تعسفيَّة ..
لن تسقطوا عني انتماء وطن كسير
لن توقفوا النبضة ..
لن تجعلوني بحدودكم لاجئا أسير
لن تقتلوا الفكرة .
من عيوني تنهمرُ كحلمٍ، خيوط المطر
أوديًةً من حنين منسيَّة ...
تكسِّرُ حصى الدُّروب و تسأل النهر
عن أمِّه الحانيَّة ...
من أفق جبهتي ينشقُّ ضوء الفجر
هاتكا للظلمة عُذريَّة . ..
بازغا من حقائب سفري أملٌ كالسَّحَر
أهداني الجنسيَّة ...
فكلُّ بلاد العالم جنسيتي وكلّ البشر
لا جواز سفر أو هويَّة ...
عندما يضيع أو تضيع ، يضيع العمر ..
كورقاتِ خريفٍ نحاسيَّة ...
( بقلم مؤيدة بنصر الله )
مؤيدة بنصر الله
حينما تصفين يسافر الوقت حينما تعزفين على رتم الجمال تصطف الحروف
حين تكتبين تزهو المعاني فنعم تبعثر شعور الضياع ف داخلي وترقبت معك لحظات كأنها دهور
حزينة قصتنا في حقائب وزمن تعبٌ من أسفارنا حتى في وطننا
دام ألقك يا غالية
تحية مع خالص ودي