الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
سفيرة الغد
18-08-2022 - 07:09 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال
"إن كون الإنسان حي، هو شيء من الغرابة بحيث تظهر الأسئلة من تلقاء نفسها" هكذا كان يقول أحد علماء الإغريق القدماء، وكان يرى أن العلوم والفلسفة ولدت بفضل دهشة البشر.
(وكما لو أننا نحضر جلسة شعوذة، نجدنا لا نفهم ما دار أمام أعيننا، وعندها نسأل: كيف حوّل الساحر بضعة مناديل حريرية إلى أرنب حي؟
كثيرون يعتقدون أن العالم غير قابل للفهم، كخروج الأرنب من القبعة الرسمية التي كان يظن انها فارغة، فيما يخص الأرنب من المعروف أنه خيل لنا أننا نراه ولكن كيف فعل ذلك؟
هنا يكمن كل السؤال، نحن نعرف أن العالم ليس حلقة شعوذة، ذاك أننا نعيش على هذه الأرض ونشكل جزءاً منها، وإنما نحن الأرنب الذي أخرج من القبعة، مع فارق كون الأرنب الأبيض لا يعي أنه يشارك في حلقة شعوذة، أما نحن فأمر مختلف، نحن نشعر أننا نشارك في السر ونحب كثيراً أن نعرف كيف تشابك كل هذا، مع التأكيد أنه فيما يخص الأرنب تكون المقارنة مع الكون أكثر دقة، ولا نصبح نحن إلا دويبات صغيرة ملتصقة في فراء الأرنب، أما العلماء والمفكرون فيحاولون أن يتسلقوا قامة شعرة دقيقة في ظهر الأرنب كي ينظروا في عيني الحقيقة)
حين يجول الفكر في مسارب الحياة والفنون والعلوم، يحس في كل خطوة يقطعها بغموض يكتنفه، غموض مستفز حيناً ومعيق للحركة حيناً آخر، و الغموض الذي يعبر بصدق عن مساحات الجهل البشري بكل ما حوله أثار وما زال يثير الكثير من الأسئلة التي يطرحها عادة المنشغلون باكتساب المعرفة وزيادة رصيد البشرية منها، لقد كانت الأسئلة تثار ولم يزل الباحثون والعلماء يسعون لتقديم اجاباتهم عليها فيظفرون بها حيناً وتغيب عنهم حيناً، ولكنهم في النهاية يصلون للجواب الصحيح بعد عناء رحلة البحث وراء المعرفة.
إن تاريخ الحضارة البشرية عبارة عن مشكلات تصاغ على شكل اسئلة ، ثم يجري البحث لها عن أجوبة، وربما كانت صياغة السؤال مغلوطة بشكل أو بآخر فلا يكتشف الغلط في صياغة السؤال إلا بعد أن يكون العلم قد قطع شوطاً طويلاً في بحثه المضني عن الأجوبة، فتعاد صياغة السؤال بالشكل الصحيح وعندئذ يلتقي بأجوبته المقنعة، فتتقدم البشرية خطوة إلى الأمام.
لقد استخدم القرآن أسلوب الأسئلة والتساؤل سواء للطلب أم للاستنكار أم للإلزام أم لغير ذلك، ولكنه رسخ هذا الأسلوب كمنطلق بديع لتحصيل العلم والمعرفة ومراكمتهما، ولتمحيص الآراء والأفكار عبر اختبارها بالأسئلة.
والمثير أن مجموع النصوص الشرعية كان يحث على التساؤل والتفكير والتدبر، فقد تكررت في القرآن عبارة "يسئلونك" في عدة مواضع، وكان اجاباتها تأتي محكمة مفصلة، (يسئلونك عن الشهر الحرام)، (يسئلونك عن الخمر والميسر)، (يسئلونك عن الأهلة)، (يسئلونك عن المحيض)، (يسئلونك عن الأنفال)، (يسئلونك عن الساعة)
في نماذج متعددة كان الله تعالى يتولى بنفسه الاجابة عنها، وذلك لأهميتها ومدى تأثيرها في بناء المجتمع المسلم ككل أو في بناء الشخصية المسلمة أو في طبيعة العلاقة بالآخر، ولم يقترن مرة بمثل هذه الأسئلة تلميح لذم السؤال أو النهي عنه، بل كانت صياغته الربانية والاجابة المحكمة عليه تحث ضمناً على المزيد من الأسئلة.
وفي الحديث النبوي والسيرة كان أسلوب الأسئلة أسلوباً متبعاً في التربية وتوجيه الوعي للصحابة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من سؤال أصحابه عن أشياء من الدين بغرض تعليمهم كما سأل معاذ بن جبل " أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟" ، وحينما جاء جبريل ليعلم الصحابة دينهم كما في نص الحديث، كان أسلوبه الأثير هو تكرار السؤال وإحسان الإنصات ليثبت ان السؤال من الدين وأن براعم الأسئلة المتولدة في قلوب المستمعين يجب ألا تقمع بل يجب استقبالها والبحث عن اجاباتها.
لقد استخدم القرآن - كذلك - أسلوب السؤال الإنكاري والإلزامي في مجادلته لحجج المشركين وأفكارهم وأقوالهم، (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون، أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون، أم لهم سلّم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين...) إلى آخر الآيات التي تسترسل مطلقة عنان الأسئلة الملزمة لحجج الخصوم بما أنكروه، المبينة عن خطأ أفكارهم وأقوالهم، وما ذلك إلا لتأكيد أن أسلوب التساؤل وصناعة الأسئلة هو أسلوب علمي وقوي في سبيل دفع العقل البشري نحو الترقي والبحث عن الحقيقة.
ولكن بمقابل هذا كله فقد جاء في الحديث النبوي النهي عن الإكثار من الأسئلة في نصوص من مثل: "إنما أهلك من كان قبلكم كثرة أسئلتهم واختلافهم على أنبيائهم، وقد أخذت زمناً وأنا استغرب نهي النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن الإكثار من الأسئلة، وأبحث عن سر ذلك، خصوصاً مع استحضار ما تقدم من منهجية القرآن التي تعتمدها بشكل واضح، فكم سأل الله تعالى المشركين والمؤمنين!، وكم أمر نبيه ان يسألهم! (أفي الله شك) على سبيل المثال، وكم سأل الأنبياء ربهم في مواضع متعددة، ومع الأخذ بالاعتبار - أيضاً - ان الأسئلة هي طريق لاحب للترقي العلمي والمعرفي والعملي، ثم بدا لي بعد أن هذا إنما كان خاصاً بأمور التشريع فقط، وخاص بها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان الشرع ينزل والتكاليف تحدد، ذلك أن الله ورسوله حثّا في نصوص كثيرة وكثيرة جداً على العلم وعلى البحث وجعلا ذلك عبادة وقربة من أعظم العبادات وأجل القربات، واستخدما لذلك أسلوب الأسئلة نفسه وتكرارها وتوليد بعضها من اجابات بعض، ولكن النهي جاء عن الإكثار من الأسئلة مقروناً بالاختلاف على الأنبياء، وجاء لإبقاء مساحة الإباحة أوسع من مساحة التكليف، ولذلك فإن من أعظم الناس جرماً من سأل عن شيء فحرّم لأجل مسألته، ذلك أن الأسئلة في الزمن النبوي حين كان الوحي يتنزل كانت الاجابة عليها تنقل المسألة موضع السؤال من مساحة الإباحة إلى مساحة التكليف حيث الأمر والنهي والثواب والعقاب، فهي بذلك تحيل مسائل العلم والبحث والنظر إلى مسائل ايمان، ولا شيء يقتل العلم والبحث مثل تحوله إلى ايمان وعقيدة، وذلك مشاهد على امتداد الزمان والمكان وكيف أن الأمم والشعوب والمذاهب والجماعات التي تحوّل مسائل عاداتها وتقاليدها وأساطيرها إلى مسائل ايمان مطلق لا تتمكن من الخروج من شرنقة التقليد لأنها حسبت نفسها فيما حسبته ايماناً في مسائل هي بالعلم ألصق، ولو بقيت في مساحة العلم والبحث لأمكن تجاوزها بسهولة ومنذ أمد بعيد. وها نحن حين نمر بتاريخ العلوم الشرعية الإسلامية من فقه وأصول وحديث وتفسير، نجد أن ترك الأسئلة وتجريمها أحياناً هو أكثر ما أدخلها في التقليد والاجترار اختصاراً لمتن أو تلخيصاً لمختصر، أو شرحاً أو حاشية على الشرح، أو شرحاً على الحاشية، في سلسلة لا تكاد تتقطع من اللهاث خلف التكرار والاجترار والشدّ والتمطيط اللذين يقتلان العقل والفكر والتدبر.
لقد غيّبت الأسئلة في الأزمنة المتأخرة تغييباً شبه كامل عن مساحات العل م التي حولتها الصراعات المذهبية والطائفية إلى مقدسات زائفة وايمانيات لا تثبت على محك الأسئلة المتقدة بالبحث عن الحقيقة، والمهمة الملحّة اليوم هي أن نعيد الطبيعة المتسائلة إلى مكانها الطبيعي في حياتنا العادية، وفي مدارسنا ومناهجنا العلمية والشرعية والتربوية، وفي الدروس والمحاضرات والمقالات والندوات، لنزيد من قدرتنا على اكتشاف الخلل والخطأ في جميع المنظومات العلمية والاجتماعية من حولنا، ونقدّم الاجابات تلو الاجابات حتى نسير باتجاه الخروج من سفوح التخلف التي ألفنا الرعي فيها زمناً إلى قمم الجبال التي تتيح للنظر مجالاً أرحب، وللفكر مساحات أوسع يجول فيها باحثاً ومنقباً وساعياً بجد وجهد نحو تقديم اجابات يراد لها أن تكون متماسكة، ولكن لا تلبث الأسئلة التي تورد عليها أن تجبرها على تغيير مواقعها وإعادة ترتيب صفوفها في سلسلة تضمن التجدد في الفكر والعمل والوعي باتجاه بناء مستقبل أكثر إشراقاً، وبقدر ما نبتعد عن انغلاقات الماضي وانسداداته واجترارنا لأخطائه، بقدر ما نقترب من ملامسة أفق المستقبل الجديد وبداية كتابة تاريخ أكثر جدة للأمة عسى أن نصل يوماً لما نرجو ونأمل، وعسى ألا نفقد قدرتنا على السؤال فنفقد بها قدرتنا على الفهم والبناء والتنمية والتطوير، ونردد مع بعض المفكرين ان "الأسئلة الحائرة أجمل من الأجوبة المكابرة
دمتن بخير


التعليقات (8)
White_Swan
White_Swan
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سفيرة الغد
ان القران الكريم اتى بجميع التفسيرات الغريبه
والذي دحضها بتفسير علمي لاجدال فيه
شكرا للمقال القيم اختي الغاليه
وفقك الله لكل خير

بيسان1
بيسان1
الله يعطيكي العافيه حبيبتي
موضوع رائع ومعلومات رائعه
بارك الله فيكي
دمتي بكل ود
تحياتي

سماء بغداد
سماء بغداد
مشكورة (( سفيرة الغد )) عن الموضوع
تحياتي
سماء بغداد

مايسة
مايسة
بارك الله بك أختي
شكرا لك علي الموضوع المميز

همس القــلوب
همس القــلوب
الاسئله الواضحه ماتحير

الفراشــــــــــه الأنيقه
الفراشــــــــــه الأنيقه
سلمت اناملك اختي الغاليه
دمتى مبدعه وقلما نابض بمنتدى الفراشه
لكي كل الشكر والتقدير

m!ss moOmoO
m!ss moOmoO
الله يعطيكي العافيه حبيبتي
موضوع رائع ومعلومات رائعه.........

سفيرة الغد
سفيرة الغد
اشكركم اخواتي على التواصل
وفقك الله ورعاكم

اكتشاف جين يقلل من فرص انتشار سرطان القولون
تفتح آفاقا جديدة لعلاج الملايين تطوير صمامات قلوب بشرية من خلايا المنشأ