- ترددت في أصْداء نفسِه أصداءُ الخوَرِ والوهن :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
طابَ صباحكنّ / مساؤكنّ يا غوالي ..
من منا لم تُنهكها الدنيا بكثير أرق وقلق ..؟
بل من هيَ تلك التي لم تهبط همتها يوما فتتوانى عن عملٍ أو نُصْرة ؟
لكلِّ من أرادَتْ همّة تناطِحُ السَّحاب ، وتأبى أبدا/مُطلقا أن تلامس التراب ..
لكلِّ من كانت من ذوِي الهمّة فقعد بها الهَمُّ حتى اثاقلَت إلى الأرض ورَضيت بالحياة الدنيا ..
لكلِّ من بحثت ولازالت عن تيكَ الكوَّة التي تقتبسُ منها أرجَ الهمَّة فتحيا في قلبها همَّة وُئدَت ، و عزيمة خمَدَتْ ..
لكلِّ أولئك أعلاه ..
ولي ..
ولكِ يامن تقرئين أسطري هذه ..
هل تعرفين :
؟!
أجزمُ أنكِ لاتعرفينه ..
و إذا فتعالَيْ أحدِّثكِ عنه .. لعلَّكِ / ولعلَّني نكون يوما هو ..
0
0
القصَّة تبدأ من الصِّفر ..
من لا شيء ..
من ضياعٍ غدا في لحظة دربا من نور ..
ومن تيهٍ أصبحَ في وهلة هو النعيم والسرور ..
هوَ تماما كغيره ..
بشر ! إنسان .. لم ينزل من السماء ، ولم يخرج من تحت الأرض ..
له شهواتٌ كغيره تماما .. بل ربما كان إبليس لزيما له يُغريه بقضاء إحداها ..
طالما تلبّس بالمعصية ثمّ تاب ..
ولربّما طالَ به الدّهر فأجّل المتاب ..
لطالما قرأ عن مآسي أمته ..
أبكاه أسْرُ الأقصى ..
وجراح أفغان ..
وضياع شيشان ..
و غفلة المسلمين عن كوسوفو ..
ونسيانهم ل سراييفو ..
و تكالب أمم الكفر على العراق ..
و تآمرهم على الصومال ..
وجُرح الأمة المنسيّ في التركستان ..
و دمُها المُراق علانية في أهواز إيران ..
و هدم المساجد في الهند ..
و ألمُ المسلمين في كشمير ..
و ...... و ....... و ..........................
في لحظة ..
أصبح هذا ال
فارسًا من نوعٍ آخر ..
نهضتْ به الهمّة ..
فأسرَج خيلَ الصحوة في قلبه وعقله ، وعاهد مولاه أن يُغذ السّير
حتى معركة التحرير ..
فجأة ..
كبا به الفرسُ الذي اعتلاه ..
اختلّت رِجلاه فلم تعد تحمِله ، وخانه الطرفُ السكيبُ الذي طالما أجراه ..
مآسي أمته لازالت تصافح عيناه ..
فسحائب الهمِّ لم تنقشع ، و زلازل الألم المتفجرة بالدَّم لم تتوقف ..
حاولَ دوما أن ينهض من كبوته ، ليعود إلى عُلُوِّ همته ..
تكالبَت عليه هموم الدنيا واجتمعتْ .. فسلبَته من همِّه الأكبر الذي عاشه ، و حُلُمه الكبير الذي طالما تمناه ..
ترددت في أصْداء نفسِه أصداءُ الخوَرِ والوهن :
- ستعود كما كُنتَ يوما ، لا شكّ ..
- إنما هي استراحة المُحارب فخذ قسط الرّاحة لتنهض ..
- ألا يُوجد غيرك ؟! لن تصلح الكون فاهدأ وعِش حياتك ..
- ماذا تفعل ؟ لاحيلة سوى أن تصبر بعد أن مات قلمكَ فلم يعد يقوى على الكتابة من جديد ..
وتوَالت الأصداء ..
وتجاوبت بها الأرجاء ..
و أخذ
نفسًا طويلا جدا بغية النهوض ..
فإذا بهذا النّفسِ يكون قاصمة الظهر ..
فلا
عادْ .. ولا الهمّة نهَضتْ من جديد ..!
واستمرّت المناوشات ..
و استمرّت نفسُ
الوادعة تغلبُه وتغريه بمزيد راحة علّ الهمَّة تحيا يوما ..
و يوما ما ..
وبينما
يتصفّحُ صفحة المآسي الملآى كعادته ..
فاجأته أسئلة لم تكن بالحُسبان :
..؟
- حتى متى تنتظركَ أمتكَ لتنهض ؟
والسؤال الذي كادَ يقتلُه :
ترجّلَ مثلكَ يا
ليستريح ، هل كانتِ الأمة اليوم شهدَت قصصا كَقصص
.. ؟؟
- مالذي جعلكَ تختلفُ عن هؤلاء الأشاوس ؟
- مالذي ينقُصُكَ لتكون مثلهم ؟؟
- مالذي قعدَ بكَ فلم تكن في صفوفهم أو على الأقلِّ ظهيرا لهم ؟
هنا انتفض المارد الذي نام طويلا في
..
انتفض باكيًا ..
وفي ذات الوقتِ عازمًا عزمًا يقينيّا :
ألاّ ترَجُّلَ بعد اليوم عن الرّكب ولا تأخر ..
فمصائب الأمة ومآسيها لن يُنهيها
تعوَّد الترَجُّل كلّ حين ..
وكانتِ الصفحات التي خطّها ذلك ال
الذي لا يترجَّل بحروف من نور
عبق عزة لازالت الأمة تتنسَّمه حتى اليوم ..
0
0
تلكَ ياغوالي قصَّة
..
أبى الترَجُّل لمجرّد الراحة لعِلْمه اليقين أنّ الأمة تحتاجُه ، والزمنُ لا ينتظره ..
إنه
الذي سيُزيل الذلّ عن ناصية الأمة ..
و سيُحيي بهمَّته أجيالاً يكشف الله بهم الغمَّة ..
ويبْقى السؤال لي ولك ولها :
(( الفارس الذي لا يترجّل !! )) من منّا ستكون هوَ ؟!!
0
0
:: مسك الختام ::
هديَّة من القلب إلى القلب ..
لنحْيا دوما قصَّة ال
الذي رفع شعار :
..
http://www.shawati.cc/uploads/12562761840.mp3
هي نغمة جوّالي ..
وكم أرجو أن تكوني مثلي ..
.
.
مما آعجبني بشده,
.
.
.
آموله,
الأمة تحتاج إلى فوارس
وليس فارس واحد ..
شكرا لنقلك الثمين ...
وفي إنتظار روائعك المقبلة ...