• گمر •
21-08-2022 - 06:38 pm
... فدعني معه وشأني ...
الى أروع ماخلق ربي..
الى أرضي..
الى وطني..
الى أمي..
الى روحي وحياتي..
الى نبضي ومماتي..
الى عراقيَ الحبيب..
آهٍ ياعراق كم أشتاق إليك..
فأنت معي في كل نبضٍ,
وفي كل صرخه.
وفي كل آه وكم هي كثيرةٌ آهاتي
انت مني و أنا منك,
فمتى؟؟
متى ياحبيبي أنام في أحضانك,؟
وأروي عطشي من دجلتك وفراتك, متى, متى, متى؟؟؟
قلبي بين أيادي الموت
أضواء باهره تصطدم بعيني..
وجوهٌ تركض هنا وهناك..
أين المشرط..
أين المخدر..
أين الكمامه؟؟
و أين الأوكسجين؟؟
أطباءٌ وممرضاتٌ يتدافعون هنا و هناك, وبعضهم يتحلق حولي أنا, أنا المُسجاتُ في غرفة العمليات.
ممرضةٌ تهمس بصوةٍ يتصنع الثبات:
" لاتخافي.. إنها عمليه بسيطة جداً.. لاتفكري فيما حولك.. حاولي تذكر أحلى أيام عمرك.."
قلت : لها بهدوء: ماذا ستفعلون؟؟
قالت: . سيقومون بتغيير عدة صمامات في قلبك !!
قلت : سيفتحون قلبي ؟؟
قالت: بدهشه طبعاً!!
قلت : وأين أُخبأه الآن؟؟ أين أبعده عن الأعين؟؟
قالت : من هو؟
قلت: أين الطبيب؟؟
نادت عليه فيما هو يرتدي قفازاته الطبيه..
قال: وهو يتصنع إبتسامة غطتها سحب القلق: خيراً عزيزتي؟؟
قلت: أنت ستفتح قلبي .. ستتجول بين أوراقه.. ستطأ أرضه وتقتحم جدرانه وغرفه..
إدخل بصمتٍ أيها الطبيب..
لاتفزعه بمشرطك وأسلحتك..
لا تزعجه بطنين أدواتك, لا تؤلمه بوخز سيوفك وعتادك..
ستجده هناك..
وحيداً..
يتيم..
سامحه أيها الطبيب..
لقد عبث هذا الرجل بقلبي ..
أحالهُ الى ساحة معركة..
الى أشلاء ممزقة..
أتظن ستجد قلباً ؟؟
.. لا.. لاياطبيبي بل ستجد بقايا قلب ..
ستجد بقايا عمر..
ستجد بقايا إنسان..
لقد مارس شتى صنوف العنف والعدوان على هذا الخافق الضعيف بين الخفايا...
ولكن لم أنهرهُ يوماً..
ولم أُعاتبهُ يوماً..
سبحان الله أوَ يُعاتب المرء ذلك الهواء الذي يتنفسه؟
أيعاتب الأنسان ذلك الليل الذي يغفو على نافذته كلما داهمتهُ الهموم؟؟
إتركه ياطبيبي بين أنقاض قلبي ..
دعهُ يعبث كما يشاء..
كيف يشاء..
دعه يرسم حياته هنا..
قل له ان النقش على القلب أحلى وأجمل من الكتابة على الورق أو صفحات المياه..
وقل له أن تلك الصمامات التي دمرها هي أحلى ذكرى لإعتلائه ذلك القلب العليل..
طبيبي لا تزدحم أنت و ممرضاتك على أبواب قلبي فتفزعه..
إنقر الأبواب قبل إقتحامها..
وإستأذنه قبل أن تمد يديك بمشرطٍ أو خيط..
قل له لقد آن أوان هذا القلب أن يُرحم ويعاد بعثه للحياة..
قل له ان تلك الصمامات هوت أخيراً بعد أن عجزت عن إستيعاب هذا الحب
الذي يقوم على زرع القنابل والألغام بين الحنايا و الضلوع..
قال: الطبيب انتِ تهذين..!
إبتسمت له وقلت: إنه أجمل هذيان وأحلى وهم..
قال: سنضطر الى خذ شريان من جسدك لنزرعه في قلبك .
قلت: لن تجد الشريان الذي تنشده..
إبحث عن شريانٍ لم تمزقه اللوعة
ولم ينسفه الحزن
ولم يبليه الهوى
ولن تجد سوى شرايين تنزف من كل إتجاه..
تنزف شكوى وألماً وبكاء..
يا سيدي..
لا أملك لك اي شرايين
و لا أحمل في داخلي أي نبض.
. أنت تُضيعُ وقتك مع عاشقةٍ متهدمةٍ كذلك الجبل الذي زرعوا بين جوانبه, على حين غفلة, قنابل ومفرقعاتٍ فتهاوى فجأة في لمح البصر..
خذ يدي..
هل تجد نبضاً؟
خذ بصري..
هل تجد نوراً؟
خذ عمري..
هل تجد أملاً؟
إنظر الى سمائي
هل تجد شمساً ساطعة؟!
انظر الى بحري
هل تجد روافئ آمنه؟
انظر في أرضي
هل تجد سوى القبور والأشلاء؟؟
ياطبيبي إتركني وشأني..
خذ أسلحتك و أدواتك وإجمع ممرضاتك وأتركني وحيده..
فأنت لن تزيد دقيقه واحده في عمري..
اتركني معه
لقد غدر بصمامات قلبي ..
وغدرَ بإبتسامات عمري..
ولم يبقى على النهاية الكثير..
فهذه الدقات المتهالكة التي يضج بها كياني تقول:
بأن الدرب على آخره..
وإن القمر الى محاق ..
وإن الشمس الى كسوف..
وإن النور الى زوال..
و إن الغد الى القضاء..
و إن العمر الى فناء ..
وإن القبر أصبح أقرب من ذي قبل..
فآهٍ.. آهٍ والف آه عليك يا وطني..
أحببتك فقضى على قلبي المسكين حبك...
تلك آهات وكلمات..
اختي الصغيره زمزم
الله يحفضها..
حقيقة لااعلم ما اذا اقول ؟!!
ولاادري ماذا اكتب او كيف اعبر !!
لقد استمتعت بكل حرف لحد الانتشاء ..
يالروعة الاحساس يالابداع الكلمة والاسلوب والتصوير ..
معاني تسللت بلا استاذان لتستوطن قلبي
حالة من الذهول انتابتني وعيناي تعانق كل حرف كتبتي
وكل آآآآآآآآآه وكل صرخة وكل الم !!
شلال من مشاعر متدفقة نزف من الاحاسيس
لم أقوى احتماله ..
الى متى سيتحمل هذا القلب الصغير كل هذا الجنون ؟؟؟!!
رفقا به فسيموت حبا وهياما وولعا ..
عذرا غاليتي
تخونني العبارات وتخذلني الكلمات ..
دمت ودام قلمك واحساسك بشموخ العراق الابية..
محبتك
شمع نهارة