- سيرى الفرق بينهما ويرى الجمال بكل جانب والاكيد كل الفوائد ...
- وهكذا تلتقي الكيمياء بالأدب في هذه الجوانب.
- إذا الكماة تنحوا أن تصيبهم
- حد الرماح وصلناها بأيدينا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات ...
>>>>>>>>>نسمع كثيرا عندما نحاور بعضنا على سبيل المثال تلك الجمل الشهيرة ...
انا اختصاصي علمي اي بمعنى لا افهم شيء بالادبي
او العكس صحيح
فما رأيك في ذلك ؟
بالتأكيد الاختصاص باحدهم لا بد منه ولكن لابد من وجود هوايات في الاختصاص الاخر ...
هل على الانسان ان يتخصص ويفهم في مجال واحد فقط؟
وهل تعتقدي انه لا ينفع التنوع والتوازن بين الاختصاصين ؟
اليس جميلا ان يكون الانسان مهتما باختصاص علمي واخر ادبي ؟
سيرى الفرق بينهما ويرى الجمال بكل جانب والاكيد كل الفوائد ...
بين الأدب بما فيه، والشعر وبين الكيمياء علاقة خاصة، وهذه العلاقة لا أوردها اعتباطاً وإنما هي كذلك.
فالكيمياء بنت نظرياتها العلمية الحديثة المهمة على سبيل المثال نظرية الكم على الفرضيات والخيال، والاحتمالات وبدأت علاقة الكيميائي بما حوله بالفرضيات التي اعتمدت على الخيال بشكل كبير . واستطاع أن يثبتها بالتجريب وبالتفسير العلمي الدقيق وإن كانت جاءت فرضيات في البدء.
وإن بضاعة الأديب سواء اكان شاعراً أم ناقداً أم خلافهما هي تلك التي لدى الكيميائي مثل الفرضيات والخيال الخصب والناقد يغلّب رأيا على آخر فهو في الواقع يستخدم نظرية الاحتمالات الرياضية دون أن يدري.
وهكذا تلتقي الكيمياء بالأدب في هذه الجوانب.
والحقيقة أنّ كل العلوم تحتاج إلى التجريب والخيال والاحتمالات ، ولكن الكيمياء تكاد تقترب من النقد الأدبي اقتراباً شديداً، وليس ببعيد عنّا كتاب الراحل د.علي الوردي كيمياء الكلمات، ووردت عبارة كيمياء الشعر كثيراً لدى النقاد، والمفردة وردت من Chemistry وهي مفردة أخذت من العربية بمعنى الكمي، وهو ما خفي من الأشياء كأن يقال فارس كمي أي يكمن أو يختفي وقديماً قال الشاعر مادحاً:
إذا الكماة تنحوا أن تصيبهم
حد الرماح وصلناها بأيدينا
وهكذا كتب على الكيمياء أن تظل أسيرة المخفي والمستور حين كانت تسمّى خيمياء وهي مفردة عربية بطبيعة الحال، ويقال ان أصل المفردة هو شامان Shaman وهي تعني السحر الأسود في العبرية، وكان اليهود يستخدمون خواص المواد قديماً في تسخير العوام والجهلة، وبما عرف عنهم من وسائل المكر والخداع، ولكن الرأي الأصوب هو الأصل العربي المتجذر من كمأ.
وتطور الفرعان (الكيمياء والأدب) تطوراً كبيراً، فالكيمياء لم تعد سراً لا يعرفه سوى الكيميائيين الذين ضيعوا علينا وعلى أنفسهم الوقت وهم يريدون تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب في العصور الوسطى، فلقد توسعت اليوم وأصبحت تدخل في كل شاردة وواردة من حياة بني الإنسان. وكذلك الأدب تطورت نظرياته وتعددت مكوناته، لكن الطريف في الأمر انتكاسة الأدب في العصور الحديثة واحتلاله مكانة الكيمياء المتأخرة قديماً، فالكيمياء خرجت من لغة الأحاجي والطلاسم إلى علم له أصوله وقواعده والشعر انتكس على سبيل المثال انتكاسة عظيمة حين أوغلت نصوصه الحديثة في الغموض حتى أصبح طلاسم في طلاسم ونحتاج إلى جهد الكيميائي الحصيف ليفك لنا طلاسمه، وحتى النقد ليس بأحسن حالاً من الشعر. أنا شخصياً أخذت على نفسي عهداً بألا أهمل أحدهما، فحين أتعب من الكيمياء التي رميت بالقسوة وبالجفاف، أجد في واحة الشعر والأدب كل حبور. وحين يضيق صدري بتلك الحماقات التي ترتكب باسم الأدب أدس وجهي في كتاب كيميائي، فينقلني إلى أجواء مثل تلك التي أوردها باولو كويلو في روايته الذائعة الصيت "الخيميائي".
وكم جمع حقل الأدب والكيمياء من نابغين نبغوا في الحقلين معاً، بل نجد من يشتغل بالنظريات النقدية الحديثة وقد جاء من حقول أخرى ليست أدبية مثل الكيمياء.
والان انتي ايهما تفضلين ؟
اتريدين ان تكوني فراشة جميلة القد والاخلاق زينتها ...حكيمة الرأي في العلمي والادبي
دمتن بخير
سلمت يداك أختي سفيرة الغد على الموضوع
ودمتي بود