- ومن محتويات أجندة المحاضرات للذين لا يزالون على مقاعد الدراسة ..
- ليس هناك مادة عليمة تقدم في أي تخصص تهتم بهذه العضلة المسكينة
- وشأنه شأن بقية الأعضاء إلا أنه يتميز بأن له سلطاناً على سائر الجسم .
أحبتي ..
أصبحت البعثات من ضمن محتويات حقيبة الطلاب المتخرجين ..
ومن محتويات أجندة المحاضرات للذين لا يزالون على مقاعد الدراسة ..
و بات برنامج خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للابتعاث أملاً لمن لم يحالفه الحظ في الوظيفة أو لمن يريد اشباع نهمته في العلم ودعم تخصصه الذي يبدع فيه ...لكنه يحتاج إلى وقت وطول انتظار و إلخ ..
و هناك برنامج ابتعاث لكنه أقل تكلفة لا يحتاج إلى تقديم ولا انتظار .. وبإمكان أصحاب كل تخصص أن يحصل عليه ، وقد يتكلف شيئاً من المال لكن ثمرة هذا الابتعاث تفوق أي ابتعاث آخر فهو لا شك أقل تكلفة ، وأرضى لربنا سبحانه وتعالى ..
فالطالب ما عليه سوى (دق السلف)
أما الطالبة فلابد من محرم من أجل الابتعاث ..
ولعلي أترككم مع هذا البرنامج الجديد للابتعاث :ألا وهو الابتعاث لبلد الله الحرام أو بلد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ابتعاث للحرمين والتلذذ بالقرب من رب العالمين ، التقرب من أعظم محبوب وهو الله سبحانه وتعالى ، ولعل هذه الإجازة القادمة فرصة للحصول على الابتعاث .
(أختي القارئة إن وصلتي إلى هنا فأكملي بارك الله فيك ولا تنقري إلى الخلف فلعل الله أن يحقق لك الابتعاث الذي تريدينه)
أحبتي .. في خضم هذه الحياة وزحمتها..
وبين الجامعة وأروقتها ..
وبين الدراسة و أوراقها ..
ننسى حال أنفسنا ..وقلوبنا
كلنا مهتم بعقله ، كيف ينميه ، كيف لا وهو في أكبر مؤسسة علمية في مدينته ..وملزم بأن ينهي دراسته في وقت وجيز.
وكلنا منشغل بثقافته ، فبين تحضير لدرس ، أو حل لواجب ، أو مذاكرة ومدارسة ، وتلخيص وتصوير ، أو إطلاع على مواقع النت للاستزادة من المعرفة ، واستعداد لاختبار نصفي أو دوري .
بالإضافة إلى الانشغال بالأمور الأكاديمية الضرورية : حذف وإضافة ، والانتقال من قسم لآخر ، واهتمام بالحضور وعدم الغياب أو التأخر ، تعديل نتيجة ، تحويل من شعبة لأخرى .
و كذلك ننشغل بنقد كل من يقف في طريق التعلم والثقافة : بدءاً من الأنظمة المعقدة أو معاملة سيئة من موظف أو أستاذ أو تعسف من قبل ضابطة أمن ، أو تظلم في مادة وبخس في الدرجة وانتهاءً بعدم وجود بيئة علمية تساعد في البقاء مع التخصص ..فلا وظيفة أكاديمية ولا دراسات عليا تشبع الرغبة في الزيادة من العلم والمعرفة .
وهكذا .. كلنا مشغولون بالمنظومة التعليمية الأكاديمية بمختلف توجهاتنا وأفكارنا و نياتنا ...
وكل ماسبق فهو جيد بحد ذاته .. فالثقافة والاهتمام بها وبتنميتها عنوان حضارة الأمم ..
لكن ما أريد أن أقوله .. أيها الطلاب والطالبات ..
الثقافة والعلم نشاط للعقل وهو زاده وروحه فلو بقيت عقولنا بلا نشاط لأصابها الخمول والبلادة و الخبل ..
لكن أين هو موقع قلوبنا من المنظومة التعليمية .. لا شيء !!
ليس هناك مادة عليمة تقدم في أي تخصص تهتم بهذه العضلة المسكينة
حتى في التخصصات الشرعية .. اللهم إلا إذا كان أستاذ المادة هو من يتكلم ويوجه للاهتمام بالجانب القلبي
نعم في التخصصات الشرعية هناك مواضيع تتكلم عن القلب لكن يبقى الكلام أكاديمياً يعني من أجل الدراسة ! ليس من أجل اصلاح القلب وتنميته ، وإلا فإن القلب لابد له من تنمية ورعاية ، وعلاج في حال مرضه ، وتقويته في حال ضعفه ..
وشأنه شأن بقية الأعضاء إلا أنه يتميز بأن له سلطاناً على سائر الجسم .
فالابتعاث للأماكن الطاهرة والمقدسة : كمكة أو المدينة لمدة يوم أو يومين أو عمل عمرة ، لهي جديرة بأن تحرك قلوبنا وننمي فيها الإيمان ، ونعطيها زاداً وشحنةً ،ونرجع بعدها بصدر منشرح وبهمة عالية وبنفس متفتحة متفائلة بإذن الله .. فالصلاة المضاعفة والعمل المضاعف والانطراح بين يديه سبحانه وبث الشكوى له وطلب المعونة منه في الحياة الدنيوية كل ذلك يجعل الإنسان يعود لوطنه متغير الحال والأحوال ..
كحال المبتعثين .. الذين يرجعون بثقافة غير التي كانوا عليها ، وبحال لا شك أنه غير الحال الذي كان عليه قبل الابتعاث.
تذكروا أن هذا الابتعاث هو خاص بكم فقط وذلك لقربكم من الحرمين ..فاشكرو الله على هذه النعمة .
أرجو أن يعجبكم هذا الابتعاث .
منقول