- فلسفة الحياة وتناقضات البشر والوجود
- ما هو الحب.....
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إنّ الفلسفة ما هي إلا نظرة في الوجود والانسان وفي العلاقة القائمة بينهما ... ولذا فهي وثيقة الصلة بعموم الناس ... وعليه لا بدّ أن يكون لكلّ فرد منا فلسفة خاصة في الحياة تنير دربه وتسدّد خطاه ...
وما أروع أن نستقي فلسفتنا من معين ديننا الحنيف الذي لا يجف ولا ينضب ... فها هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم يرشدنا إلى الطريق ويخفف عنا أعباء البحث والنظر إذ يقول : " الدنيا مزرعة الآخرة " .
وإن هذه المقولة الرائعة تؤكد حقيقة الحياة الدنيا ، فالناس لم يخلقوا عبثا ... وكلّ فرد منا في حياته يسعى لتحقيق أهدافه على تفاوتها ... فقد تكون هذه الأهداف سامية فترقى بصاحبها ، وتترك له أثرا طيبا على مدى الحياة ، وتخلّد ذكراه ... وبالمقابل قد تكون أهداف المرء دونيّة فتؤدي به إلى الهلاك ... وصدق من قال : " ثمة وجود وأثر ... وإن الوجود لا يغني عن الأثر ، بينما يغني الأثر عن الوجود " .
والجدير بالذكر أنه ليس للمرء من فرصة لتحقيق أهدافه سوى الحياة الدنيا ... مما يحتّم علينا أن نستثمر هذه الفترة الزمنيّة استثماراً أمثل ولن يكون ذلك إلا بالعلم والمعرفة ، مصداقا لقول نبي الله عيسى عليه السلام : " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم "
فلسفة الحياة وتناقضات البشر والوجود
كنت اجلس يوم امس فى ال
عيادة مع أحد أصدقائي فى انتظار دورنا لرؤية الطبيب كى يكتب له علاجا للبرد الذى كان يعانى منة. كانت ال
عيادة ممتلئة عن اخرها بمرضى اطفال ونساء ورجال من كل الاعمار والاجناس. وعندما طال الانتظار بدأت اشرد بخيالى ورحت اتخيل هذة ال
عيادة وغيرها بلا مرضى..رحت اتخيل الناس وقد اصبحوا لايمرضون ابدا.. اصحاء اقوياء حتى اللحظة التى يدعوهم فيها خالق الكون للعودة الية ثانية. سألت نفسى :
ماذا لو لم يمرض البشر؟؟ طبعا لن تكون هناك عيادات اطباء او اطباء او ممرضات وصيادلة ومصانع انتاج ادوية وعما. واكيد لن تكون هناك حاجة ل
مستشفيات ومصحات نفسية وجسدية ووزارات للصحة او وزراء لها. ولكن المشكلة ماذا سيعمل هؤلاء الاطباء والصيادلة والممرضات والوزراء
والمستشارين والموظفين والفنيين والاداريين وغيرهم الذين يرتزقون ويكسبون لقمة عيشهم من مرض الناس ومعاناتهم؟؟ واذا افترضنا نفس السيناريو مع الافراد الذين يخرجون على القانون وتخيلنا انهم التزموا فجأة بالضبط والربط والحفاظ على القانون وصاروا اشبة بالملائكة والقديسين..
واذا افترضنا انة لم يعد هناك على وجة الارض قتلى اومجرمين اوحرامية اونصابين وغيرهم.. ترى ماالذى سيحدث لرجال القضاء والمحامين ورجال البوليس والشرطة والامن ووزير الداخلية والعدل ومساعديهم؟؟ اين سيذهب كل هؤلاء؟؟ وماذا لو حل السلام بين الدول والبشر ولم يعد هناك حروب ومعارك؟؟ بديهى سوف تتوقف مصانع الذخيرة ويتشرد ملايين العاملين.
ولن يكون هناك حاجة الى جيوش وقواد وخبراء وضباط وعساكر. والاخطر من كل هذا وذاك سوف تنهار دول كثيرة شرقا وغربا يعتمد اقتصادها بالدرجة الاولى على تجارة السلاح والحروب...وربما تحدث ازمة سكانية خطيرة لان الناس سوف يعيشون لسنوات اطول.
ماذا يعنى هذا الكلام؟؟ يعنى ان الوجود يقوم فى الاساس على تواجد الخير بجوار الشر وطالما يوجد الخير والناس الصالحين والطيبين لابد ان يوجد الشر والاشرار والملاعين . وقد جاء الانبياء والرسل والقديسين واولياء اللة الصالحين كل واحد منهم بدينة وتعليمة..حاولوا وبذلوا اقصى ما فى جهودهم ولكنهم جميعا بلا استثاء فشلوا فى القضاء على الشر وازالة الاشرار من الوجود... فشلوا لانة يستحيل الاخلال بالتوازن العجيب الذى يقوم علية الوجود لان الاخلال بهذا التوازن يعنى ببساطة انهيار الكون ونهاية البشرية والعالم كما نعرفة.
لاشك ان التناقض العجيب الموجود فى هذا الكون هو الاصل والاساس التى تقوم علية فكرة وفلسفة الحياة على وجة الارض فلو لم تكن الظلمة لما كان هناك ضوء النهار..ولو لم تكن هناك سحب قاتمة وعواصف وزعابيب ورعد وبرق ورياح لما كانت هناك امطار واشجار وحيوانات وطيور وبشر وحياة على وجة الارض. ولو لم يكن هناك اولاد اللة من الناس الطيبين لما كان هناك اولاد الشياطين من الناس الاشرار. افقت من تأملاتى وشرودى وتخيلاتى المجنونة على صوت الدكتور وهو يدعونى للدخول الى حجرتة انا وصديقي .. ابتسمت فى وجهة وقلت فى خاطرى : ياترى لو مكنش الناس بتمرض كنت ها تعمل اية دلوقت يادكتور؟؟ سبحان الله ..........................
ما هو الحب.....
في مكان ما في هذا العالم الكبير المليء بالعجائب ، وتحت ظلام الليل الدامس التي تنيره نجوم الليل البيضاء الجميلة ، تهامس اثنان بكلام لم اسمع مثله من قبل … كلام جميل … جميل للغاية …
كلام يجلب الراحة والسعادة للنفس … كلام يبعد الكآبة والهم من نفس الإنسان … كلام يجعلنا نصرخ بأعلى صوت " الحياة جميلة ، فلنعشها بسعادة " … كلام يوحي بأن هذين الشخصين قد انعزلوا عن العالم في تلك البقعة الصغيرة منه ولم يعد يهمهم أي شئ من هذا العالم غير أن ينظر كل واحد منهم إلى عيني الآخر ويتبادلون أحلى وأنقى العبارات التي سجلها الكون عبر التاريخ الطويل …عبارات الحب .
ولكن مهلا ما هو هذا الحب أهو مرض وإدمان أم علاج لمشاكل الإنسان … أهو شئ جميل أم قبيح … هل يجب أن نمشي في طريق الحب ونعطي النفس هواها بحيث ينسى الإنسان نفسه وأهله ولا يفكر إلا في حبيبه أم يجب أن نتوقف عند نقطة معينه ونتراجع بسرعة ونفر من الموقف كله وكأن شئ لم يكن … وهل يجب منا أن نجعل حياتنا حبا أم أن نجعل حبنا حياةً نحياها … وهل الحب مجرد ضيف عابر كسحابة صيف أم أنه ظل يلازمنا أينما ذهبنا وفي كل الأوقات …
الحب مزيج من مرض مزمن يلازم الإنسان طالما ظل يحب وعلاج دائم لكل الأمراض التي تنتج عن الاكتئاب والغم …
الحب جميل وقبيح … جميل عند حدوثه و استمراره وقبيح عند لحظة زواله وابتعاده …
الحب هو عبارة عن مجموعه من الجزر في بحرعجيب ... والخوض في هذا البحر العجيب والغوص فيه والاستمرار في الغوص فيه هو أساس الحب... حتى إذا وصل إلى الجزيرة المنشودة ووجدها تطابق هواه ومغزاه ونفسه قبض عليها بكلتي يديه كما يقبض الغريق على طوق النجاة بكل قوته … وأما إذا كانت مقفرة ومجدبة لا تنبت زرعا ولا تخرج ماء أعطاها ظهره وصرف عنها تفكيره ... وعاد من حيث أتى بحثا عن جزيرة أخرى في هذا البحر العجيب.
وأما حياتنا فهي حب بمعنى الكلمة لأن الذي لم يحب لم يذق طعم الحياة والذي لم يذق طعم الحياة فهو ميت لكن جسده حي لأن مشاعره ميته وقلبه قاسي مع أن الدم والروح تجري في عروقه … وحبنا هو حياة ففي الحب تتجدد الآمال في حياتنا و تبتسم الدنيا لنا فنعيش في حب … نصحو ونحن نحب وننام ونحن نحب .
الحب هو ضيف عابر وظل لازم لا يفارقنا … هو ضيف عابر عندما يأتي فالضيف العابر يأتي بدون موعد مثل الحب تماما يأتي فجأة بدون أي موعد مسبق فعندما يأتي نرحب به حتى يصبح ضيفا عزيزا علينا ويحتل قلبنا احتلالا كاملا ويصبح من أهلنا وعشيرتنا فيلزمنا كالظل تماما في كل الأوقات والأزمنة .
ليس كل الحب حبا لكن الحب هو فقط ذلك الحب الذي نطلق عليه اسم الحب الحقيقي ، فالحب الحقيقي يتمكن من القلب تمكن الخيال من فرسه والفارس من سيفه والكاتب من قلمه والنار من الحطب والسيد من خادمه والمحب من حبيبه .
وكلمة الحب الحقيقي ليست مجرد كلمة تحمل في طياتها أشياء معنوية فقط ولكنها تكون أيضا أشياء مادية فالحب الذي لا ينتهي بالزواج هو حب غير حقيقي … حب وهمي ونستطيع القول عنه أنه حب فاشل بمعنى كل حرف تحمله هذه الكلمة .
إن الذي يحب حبيبه لا يكرهه أبدا والذي يكره حبيبه فإنه لم يكن يحبه أبدا … كاذب من قال " كنت أحبه ثم كرهته " … لا يوجد أبدا إنسان أحب بمعنى الحب ثم كره نفس الحبيب الذي أحبه فلو كرهه فإنه لم يكن يحبه من قلبه و إنما كان يحبه فقط بدون أن يبلغ درجة الحب الحقيقي .