- و من هذا يتضح
من المفاهيم الغذائية الخاطئة التى تتكرر دائماً ، الدعوة إلى عدم شرب الماء قبل او أثناء الاكل ، أو حتى بعد الأكل مباشرة ، و تؤثر تلك المفاهيم على ضمان توفير الماء الكافى لإتمام عمليات الجسم الحيوية اللازمة لهضم و إمتصاص الطعام و إخراج فضلاتة و مخلفاتة .
و تصحيحاً لهذة المفاهيم الخاطئة ، تجب معرفة انة بعد تناول الوجبة الغذائية مباشرة ، يقوم الجسم بسحب أحجام كبيرة من السوائل إلى الجهاز الهضمى لتوفير إحتياجات عملية بدء الهضم ، مما يتسبب فى نقص الماء فى الجسم ، كما ان عملية إمتصاص مغذيات الطعام تتسبب فى بداية الشعور بالعطش لانها تؤدى إلى إرتفاع ما يعرف بالضغط الإسموزى للدم ، وذلك نتيجة لنقص الماء فى الجسم.
و بالإضافة إلى ذلك ، فإن الكلى بالجسم تحتاج إلى كمية كبيرة من الماء لإفراز و إخراج مخلفات عملية الهضم خارجة ، و تزداد هذة الإحتياجات عند تناول الأغذية البروتينية ، حيث يتطلب إفراز و إخراج مخلفات هضمها من الجسم كميات كبيرة من الماء ، لذلك فإن تناول مثل هذة الأغذية البروتينية يزيد من إستهلاك ماء الجسم ، و هو ما يجب تعويضة بتناول الماء .
و من ذلك يتضح ان تناول الوجبات الغذائية يؤدى إلى زيادة إستهلاك ماء الجسم ، و بالتالى فإن شرب الماء قبل و أثناء تناول الوجبات يساعد على منع حدوث نقص ماء الجسم ، و تفادى الشعور بالعطش ، و التخلص من الإحساس بالرغبة فى شرب الماء ، فضلاً عن التأثير المهم فى المساعدة على هضم و إمتصاص مكونات الوجبة ، و طرد مخلفاتها خارج الجسم .
و لعل ذلك يؤكد خطأ ما يتكرر من مفاهيم غير صحيحة تدعو لعدم شرب الماء قبل او أثناء او حتى بعد الاكل مباشرة ، و يستثنى من ذلك بعض الحالات الطبية التى ينصح لها علاجياً بتناول الوجبات الغذائية فى وجود سوائل قليلة ، تفادياً لخمول المعدة و بطء حركتها ، أو لأسباب مرضية أخرى .
و من المفاهيم الغذائية الخاطئة الاخرى فى هذا المجال ، إعتبار أن شرب الماء أثناء تناول الطعام يقلل من كفاءة عمل العصارات الهاضمة ، و تصحيحاً لذلك ،اوضحت دراسات عديدة ان العصارات التى يفرزها الجسم لهضم الطعام ، تؤدى وظيفتها الحيوية بنفس الكفاءة حتى فى وجود وفرة من الماء .
كما اكدت الدراسات المصححة لهذة المفاهيم الخاطئة ، على أن إفراز نوعية و كمية العصارات الهاضمة فى الجسم يتوقف أساساً على نوعية و كمية ما يتم تناولة من أطعمة فى وجباتة الغذائية اليومية . و هذا يعنى أن إفراز الجسم لعصاراتة الهاضمة يتم بتأثير ما يتناولة من أطعمة ، و ليس للماء الذى يشربة تأثير فى ذلك . بل يعتبر توافر الماء فى الجسم شرطاً أساسياً و ضرورياً لتكوين هذة العصارات ، التى يصل إفرازها اليومى بين 8 إلى 9 لترات ، حيث أن الماء يمثل فيها حوالى 98 إلى 99 % من تركيبها ، و الباقى كميات متفاوتة من مركبات غير عضوية و عضوية .
و إيضاحاً لعدم تأثر إفراز و كفاءة العصارات الهاضمة فى الجسم بشرب الماء ، فإن بعض العصارات المهمة ، يتم إفرازها من خارج الجهاز الهضمى ، كنتيجة مباشرة لنوعية و كمية الطعام المتناولة ، و ليس لشرب الماء تأثير فى ذلك ، فمثلاً يقوم البنكرياس ( و هو خارج الجهاز الهضمى ) بإفراز العصير البنكرياسى الهاضم للنشويات و البروتينات و الدهون ، بكمية حوالى 600 – 800 ملليلتر يومياً ، و يحتوى هذا العصير على إنزيمات هاضمة منها الأميليز ( لهضم النشويات ) ، و التربسين ( لهضم البروتينات ) ، و الليبيز 0 لهضم الدهون ) .
بينما يقوم الكبد و هو أيضاً خارج القناة الهضمية ، بعملية إنفراد لعصارة الصفراء الهاضمة للدهون ، كنتيجة تأثير تناول الأغذية الدهنية ، و تنفرد عصارة الصفراء من الكبد إلى الإثنى عشر بكمية حوالى من نصف لتر إلى 1.1 لتر يومياً ن و هى تحتوى على أملاح الصفراء ، و أحماض الصفراء ، و صبغات الصفراء ، و الكوليسترول و غيرها .
و هكذا يقوم البنكرياس و الكبد من خارج القناة الهضمية ، بإفراز حوالى 1 – 2 لتر يومياً من العصارات الهاضمة ، تبعاً لما تناولة الجسم من نوعيات غذائية دون تأثر بشرب الماء .
ومن بين أعضاء الجهاز الهضمى ، تقوم الغدد اللعابية بإفراز حوالى 1 – 1.5 لتر لعاب يومياً ، و تقوم المعدة بإفراز عصيرها الهاضم بحوالى 1.5 – 2.5 لتر يومياً .
و من هذا يتضح
ان شرب الماء أثناء الاكل لن يؤثر فى كمية او نوعية إفراز العصارات الهاضمة ، التى تعتمد فى كل ذلك أساساً على ما يتناولة الجسم من اغذية ، نوعاً و كماً ، بل ان شرب الماء اثناء الاكل ، قد يكون لة تأثير منشط على زيادة الشهية لتناول الطعام ، إذا كان الفرد يشعر بالسعادة عند شرب الماء مع وجبة طعامة ، و لا شك أن ذلك سوف يعمل على سهولة هضم و إمتصاص الطعام ، و بالتالى زيادة إستفادة الجسم منة .
و قد يكون الضرر الوحيد من شرب الماء أثناء الاكل مرتبطاً بعدم إتمام مضغ الطعام و تعريضة لأنزيمات اللعاب ، و هو بداية عملية الهضم .
ثم يجب ان نسأل انفسنا لماذا نمنع شرب الماء و نسمح بشرب الشوربة و العصائر و المشروبات الطبيعية و الغازية و هى تتكون اساساً من الماء ؟
ألن تؤدى إلى نفس التأثير فى تخفيف العصارات الهاضمة أيضاً ، إذا كان هذا يحدث ؟
م
ن
ق
و
ل
وكنت أدوخ وأحرم نفسي من المويه خ اثاري ضغط الدوم الاسموزي مرتفع عندي
يسلمو : ))