- السلام عليكم
- 2)القميص الثاني الرضا بالقدر
- 3)القميص الثالث الصبر والصلاة
- 4)القميص الرابع علاج المصائب
- العاشر : أن يعلم انه مملوك , وليس للمملوك في نفسه شئ .
- 5) القميص الخامس أسباب تعين على الصبر
- 6) القميص السادس الرؤية الإيجابية
- الثانية : أنها لم تكن أعظم مما كانت
- الثالثة : أن الله يعطي عليها الثواب العظيم والأجر الكبير
- 8) القميص الثامن استشعار معية الله
- (9)القميص التاسع: الوقت جزء من العلاج
- وما يحب من مشاعر والتقديرات ؟
- وما يحب من اللمسات ؟
- فقال الخيال : هل تسمح لي أن أقدمه لك ؟
- قال تفضل ..
السلام عليكم
هناك عدة أدوات إذا استفاد منها الزوجان وأحسنا التعامل معها , استطاعا أن يتجاوزا الخلافات والمشاكل الزوجية..
بعض هذه الأدوات تحتاج إلى تدريب نفسي ومجاهدة , لكي يستطيع الزوجان التمكن منها , وهى تعتبر بمثابة ( قميص النجاة ) الذي ينقذ الزوجين من الخلافات الزوجية , ولا يعني ذلك انه إذا لبس الزوجان قميص النجاة فإنه لن تحدث لهما أي مشاكل أسرية !! وإنما فائدة قميص النجاة أنه يريح نفسية الزوجين عند حدوث المشكلة , ويجعلهما يحسنان التعامل مع المشاكل الزوجية , وذلك من خلال النظرات التالية :
- النظرة الصحيحة للمشاكل الزوجية .
- إعطاء المشكلة حجمها الطبيعي .
- عدم تضخيم المشكلة وتعقيدها .
- النظر في الجانب الايجابي في المشكلة الزوجية .
- التعامل مع المشكلة الأسرية بنفسية مطمئنة .
وغير ذلك من الفوائد التي يستطيع كل شخص استنباطها , ونعني بذلك أن قميص النجاة ليس بالضرورة يعالج المشكلة , وإنما المهم أن الزوجين يحسنان التعامل مع المشكلة مع تخفيض آلامها أثناء العلاج , ومثالنا على ذلك , كمثل المريض إذا أراد غرفة العمليات البنج يعطيه إبرة فتخدره لكي تجرى له العملية دون أن يشعر بالألم , ثم يستيقظ بعد انتهاء العملية وزوال أثر المخدر فيشعر ببقايا الألم ثم يتماثل للشفاء , وهذا ما نريده من ( قمصان النجاة ) .
ولنبين الآن ( قمصان النجاة ) التي تساهم في عملية التحضير لحدوث الراحة النفسية عند نزول البلاء الزوجي .
1)القميص الأول أعظم البلاء :إن معرفة الزوجين ما هو أعظم البلاء وتذكره يجعلهما دائماً يحمدان الله تعالى على ما يصيبهما من بلاء أو مشاكل سواء أكانت المشاكل زوجية أم غيرها ..
وعن أعظم الابتلاءات ( قسوة القلب ) كما قال حذيفة بن قتادة رحمه الله عندما قال :
( أعظم المصائب قساوة القلب ) فالإنسان ينبغي أن يحمد الله تعالى دائماً أن قلبه غير قاسي ورطب بالإيمان وبذكر الله تعالى لأن ذلك فيه حفظ للدين في نفسه وعلمه , وهذا ما قرره أحد الصالحين عندما سرق اللص منزله وسمع بالخبر فقال ( الحمد لله ان اللص قد سرق منزلي , ولم يسرق التوحيد من قلبي ) فهذه معاني عظيمة لو عاشها الإنسان لشعر بالراحة والطمأنينة عند نزول المصائب الزوجية , وأن أحداً غيره لم يصب بمثلها , فهذا إنسان يريد أن يحطم نفسيته ونفسه بيده , والنجاة من ذلك بلبس القميص الأول للنجاة وهو تذكر أعظم البلاء عند نزول الابتلاء .
2)القميص الثاني الرضا بالقدر
على قدر ما يكون لدى الزوجين من الرضا بالقدر بمقدار ما تكون نفسيتهما مطمئنة ومرتاحة عند حدوث المشاكل الزوجية , وكلما قوي الرضا بالقدر عند الزوجين وقويت علاقتهما بربهما , كلما ازداد الاطمئنان والراحة وقد بين لنا ابن القيم – رحمه الله – المشاهد التي تتعلق بالأمر المقدر على الإنسان والتي إن عرفها الزوجان وتفكرا فيها لم يقلقا عند حدوث المشكلة فقال إذا ىعلى العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد :
- مشهد التوحيد : وهو ان الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه .
- مشهد العدل : أنه ماضي في حكمه , عدل فيه قضاءه .
- مشهد الرحمة : أن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه .
- مشهد الحكمة : أي إن حكمته سبحانه اقتضت ذلك , وأنه لم يقدره عبثاً .
- مشهد الحمد : ان له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه .
- مشهد العبودية : أنه عبد فيصرفه الله تعالي تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية .
إن هذه المشاهد الست عظيمة جداً إن درب الزوجان أنفسهما عليها , فإذا نزل البلاء الأسري عليهما كفقر أو خسارة مالية أو وفاة ولد أو حادث سيارة أو غيرها من الابتلاءات فإذا تذكر الزوجان مشهد التوحيد أو العدل أو الرحمة أو الحكمة فإن هذه المعاني ستسلي نفسه ونفسيته , وستخفف عنه حرارة المصيبة , وستجعله يتعامل معها بنفسية مطمئنة .
3)القميص الثالث الصبر والصلاة
إن القميص الثالث والذي يريح النفس عند نزول البلاء الأسري الاستعانة بالصبر والصلاة فهما الدواء الشافي والكافي , وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه إنه نعي إليه أخوه وهو في سفره , فاسترجع ( أي قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ) ثم صلى ركعتين وقال : فعلنا كما أمر الله ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
فالصبر مفتاح الفرج واجر الصابرين عظيم عند الله تعالي والصلاة فيها سكينة وراحة , فإذا حدثت المشكلة الزوجية وصبر واسترجع أحد الزوجين ثم توضأ وصلى ركعتين ودعا فيهما مخاطباً ربه ان يسهل عليه الأمر ويفرج عنه الهم فإنه يشعر بالراحة بعدها , وأنه ليس بمفرده يواجه الصعاب , وإنما معه القوي العزيز الذي لا يعجزه شئ ولا يقهره شئ تبارك وتعالى فتزداد الثقة في نفس المبتلى سواء أكان زوجاً أو زوجة , ويتعامل مع المشكلة بثبات وحكمة , كما تعامل مع حدث الوفاة ابن عباس رضي الله عنه .
4)القميص الرابع علاج المصائب
بعض الأزواج والزوجات يصدمون عند حدوث مشكلة زوجية , ولا يحسنون التعامل معها إلى درجة أنهم يعقدونها أكثر , ويزيدون من حجمها حتى لا يستطيعون التعامل معها بعد ذلك وعلاجها , والذي يريح نفوس الأزواج ويجعلها مستقرة , معرفتهم بطرق ووسائل علاج المصيبة إذا حصلت , وقد ذكر أبو عبدالله الحنبلي صاحب كتاب ( تسلية أهل المصائب ) عن أبي الفرج ابن الجوزي سبع طرق لعلاج المصيبة , ثم أضاف عليها المؤلف ستة طرق أخرى , وهي كالتالي :
- الأول : أن يعلم بأن الدنيا دار ابتلاء , والكرب لا يجي منه راحة .
- الثاني : أن يعلم أن المصيبة ثابتة .
- الثالث : أن يقدر وجود ما هو أكثر من تلك المصيبة .
- الرابع : النظر إلى حال من ابتلي بمثل هذا البلاء .
- الخامس : النظر في حال من ابتلي أكثر من هذا البلاء فيهون عليه .
- السادس : رجاء الخلف إن كان من مضى يصح عنه الخلف كالولد .
- السابع : طلب الأجر بالصبر في فضائله وثواب الصابرين .
- الثامن : أن يعلم العبد أنه كيفما جرى القضاء فهو خير له .
- التاسع : أن يعلم تشديد البلاء يخص الأخيار .
العاشر : أن يعلم انه مملوك , وليس للمملوك في نفسه شئ .
- الحادي عشر : أن هذا الواقع وقع برضا المالك فيجب على العبد أن يرضى بما رضي به السيد .
- الثاني عشر : معاتبة النفس عند الجوع بأن هذا الأمر لابد منه .
- الثالث عشر : إنما هي ساعة فكأن لم تكن .
فمن درب نفسه من الزوجين على هذه العلاجات للمصيبة الزوجية فإنه سيتلقى المشكلة بصدر رحب , ويحسن التعامل معها .
5) القميص الخامس أسباب تعين على الصبر
عندما نقول لأحد الزوجين وهو يعاني من مشكلة زوجية أصبر فإن الزمن جزء من العلاج , فإنه يتضايق ويضجر , ونحن لا نلومه , لأن الصبر دواء مر ومكروه , ولا يستطيع ان يتحمله كل زوج أو زوجة , وقد بين لنا ابن القيم الجوزية هذا المعني وفصل في الأسباب المعينة على الصبر فقال :
( ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء , فالصبر كريه على النفس , فلذلك جعل الله له أسبابا لكي يعين بها على المصيبة .
6) القميص السادس الرؤية الإيجابية
إن من الأمور التي تخفف وقع المشكلة الزوجية رؤية الخير والمنافع في الابتلاءات والمصائب الزوجية ونريد أن نؤكد هذا المعنى الآن من خلال المنهج العمري لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال ( ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم :
الأولى : أنها لم تكن في ديني
الثانية : أنها لم تكن أعظم مما كانت
الثالثة : أن الله يعطي عليها الثواب العظيم والأجر الكبير
وأنا اعرف رجلاً لم يكن لديه هذه النظرة الإيجابية, وقد تزوج أكثر من مرة ودائماً يشتكي من الحياة الزوجية ومشاكلها , وقد تكررت المشاكل معه في كل تجربة زوجية والمشكلة زوجية والمشكلة ليست في زواجه ولا زوجته , ولكن المشكلة تنحصر في نفسه التي تنظر إلى المشاكل والخلافات دائماً على إنها سلبية ومشكلة كبيرة .
7) المشكلة السابعة التصميم لحل المشكلة واحتوائها
إن الإرادة تصنع الأعاجيب فكلما كان للزوجين إرادة وعزم على احتواء المشكلة والتغلب عليها , كلما كانا موفقين في تجاوز أي مشكلة زوجية في علاقتهما الأسرية .
فكم من محاولة حرص الزوجان على القيام بها لعلاج مشكلة معينة وفشلت ؟! ثم ما هي الوسائل التي اتبعها الزوجان لتفادي ذلك الفشل ؟! كل هذه التصرفات والأمور تحتاج إرادة قوية وتصميم على علاج المشاكل .
إذا نظرت إلى حل المشاكل كوسيلة تتعلم منها الأمور فإن ذلك يعني أنه حتى لو لم تحل المشكلة وفقاً لما يرضيك كلياً , فسيكون بإمكانك الاكتساب من الخبرة السابقة , مما يجعلك في وضع أفضل في المرة القادمة , وإذا رغبت فيما يذكر بما اكتسبته من ذلك اسأل نفسك الأسئلة التالية :
- هل تعلمت أي شئ من مواجهة المشكلة والسعي لحلها .
- هل أنا قادر الآن بشكل أفضل على حل مشكلة متشابهة .
- هل أشعر بثقة اقوى في إمكانيتي على معالجة المشاكل بشكل عام .
ولا شك أن هذه النصائح جيدة يمكن للزوجين الاستفادة منها في احتواء المشاكل الزوجية , مع استعانتهم بالله تعالى فهو الميسر والموفق للتصدي بصواب للأحداث الصعبة .
8) القميص الثامن استشعار معية الله
كلما استشعر الزوجان معية الله تعالى في حركاتهما وقيامتهما وقعودهما كلما شعرا بالطمأنينة والسكينة حتى ولو واجهتها الصعاب,فشعور الإنسان دائما ان الله تعالى معه يقوى عزمه ,ويشد من إرادته, كما قوى عزم موسى عليه السلام عندما خاف أصحابه لما رأوا البحر من أمامهم والعدو من خلفهم, فنطق العقل الخائف وقالوا(إنا لمدركون) الشعراء /62 ولكن موسى علية السلام يعيش بمعية الله كافٍ عبده , ويدافع عن المؤمنين ولن يخذل الله عبده فقال وبثقة راسخة ( إن معي ربي سيهدين ) , كما طالت المشكلة الزوجية على أيوب عليه السلام وزوجته , ولكن صبرهما واستشعارهما بمعية الله الذي ثبتهما وكان سبباً في نجاتهما وسعادتهما فليكن الزوجان مع الله تعالى دائماً , فإنه نعم المولى ونعم النصير .
(9)القميص التاسع: الوقت جزء من العلاج
ان المشاكل الزوجية أو الأسرية ليست كالمشاكل الكهربائية أو الصحية والتي يستطيع الإنسان ان يعالجها في دقائق معدودة ,وإنما تحتاج إلى وقت , والوقت جزء من العلاج فطبيعة النفوس إنها متقلبة وعجولة , ولا تنضبط بقالب واحد كقالب الثلج أو الطين , وإنما طبيعة الإنسان مهما استطعنا ان نضبطها فإنها تتحرك وتتغير , وذلك بسبب ما أودع الله تعالى فيها من الشهوات والاهواء فالذي يتعامل مع النفسية لابد أن يعرف هذه الحقائق , وهي التي تساعده على حسن التعامل مع النفوس وعلاجها لتكون سوية مستقيمة , فإنها تحتاج إلى صبر وحلم , وما لم يكن أحد الزوجين متحلياً بهاتين الصفتين فانه يستعجل قطف الثمرة قبل صلاحها , وهذا يضر الثمرة وآكلها .
ولذلك نؤكد بأنه ليست كل المشاكل الزوجية تعالج بجلسة مصارحة واحدة وفي دقائق محدودة , وإنما بعض المشاكل يحتاج الزوجان فيها إلى وقت والوقت كما قلنا جزء من العلاج .
0- القميص العاشر فهم النفسية
إن فهم نفسية كل طرف ومعرفة مفاتيح النفوس ومغاليقها يساعد على احتواء المشاكل الزوجية , فلابد من معرفة :
ما يحب كل طرف من التصرفات ؟
وما يحب من الكلمات ؟
وما يحب من مشاعر والتقديرات ؟
وما يحب من اللمسات ؟
ونذكر مثلاً توضيحا و هو لو أن شخص حاول أن يدفع الحصان إلى الأمام بضعة أمتار من خلال دفعة من الخلف, والحصان ثابت يرفض أن يتقدم , والشخص يدفعه بكل قوته , ولم يستطع تحريكه خطوة واحدة , و في هذه الحالة رآه خيال ماهر في التعامل مع الخيول , فقال له ماذا تفعل؟ فقال : أريد أن أحرك الحصان إلى الأمام بضعة أمتار , ولقد دفعته من الخلف بكل خطوة ولم يتقدم خطوة
فقال الخيال : هل تسمح لي أن أقدمه لك ؟
قال تفضل ..
فذهب الخيال أمام الحصان ووضع أصابعه الإبهام في فمه , وبدأ الحصان يلحس أصابعه , وبدأ الخيال يتبعه إلى الأمام .. ثم أوقفه عند الهدف المنشود , والرجل ينظر إليه باستغراب شديد .. ثم التفت الخيال قائلاً : إذا أردت أن تحرك الحصان ففيما يحبه هو , لا فيما تريد أنت !!
ونحن نقول إنها قاعدة عظيمة في فهم النفسيات يمكن للزوجين استخدامها , ومعرفة ما يحب كل طرف و ما يكره , واستثمار ذلك في احتواء المشاكل الزوجية..
( من كتاب المشاكل الزوجية )
للأستاذ / جاسم المطوع
واستفدت منه
جزاك الله خير