الفصل الاول ...
كنت مو مصدقة إني داخلة مع بوابة الجامعة....عيوني تلفتت بفرح حولي....
رغم أن أبوي قام يلعن ويسب طول الطريق للجامعة بسبة الزحمة....ومن كثر ماعصب وقفني برا...
وتهاوش مع السكيروتي اللي قفل البوابة رقم 4...اصغر بوابات الجامعة...
.بس بالاخير...دخلوني..اول ما دخلت الجامعة....شفت انواع الزحمة....فوقفت عند كرسي..وحطيت شنطتي عليه.
..فصخت عبايتي..الجديدة....اللي شريتها خصوصا للجامعة...كانت اطرافها مطرزة بلون احمر...
واذكر ان ابوي عصب يوم شافني طالعة من غرفتي بها..بس اقنعته امي...وقالت انها بتروح الجامعة فيها ميب رايحة أي مكان ثاني
طالعت شكلي بالشبابيك المضللة للبوابة..وانعكست صورتي عليها...كنت كاشخة على الاخير...تنورة سوداء جديدة.
وقميص ابيض...شاريته من دكني....ههه....ابوي بغا يذبحني يوم شاف سعره..بس بعدين رضا بالامر الواقع..
وقال وهو يدفع الحساب...ناقصات عقل....مشطت شعري بيدي...شعري الاحمر مدرج لحد نص ظهري.... تراه احمر طبيعي.
..من الحنه والله...حطيت من عطري جيوفاني...وطلعت من البوابة....سألت وحدة واقفة بجنب الباب مع خويتها...عن مبنى اللغات والترجمة
فدلتني عليه...طلع مرة قريب من بوابة اربعة...كان قلبي متفرقع من الفرح...
حلم حياتي اكون طالبة بجامعة الملك سعود..ولا....مو أي طالبة...طالبة لغات وترجمة...طالبة ترجمة انجليزي
كنت ابي فرنسي....بس رفض ابوي....وقالي مانت بنتي ولا اعرفك إذا دخلت فرنسي...فاضطريت اني اترك لغة الادب والشعر واروح للغة العلم والسياسة...
اول ما دخلت..ارتجفت بسبب المكيفات الباردة اللي تضرب على الظهر....لقيت الساحة فاضية ما فيها احد...طالعت بساعتي..
.وعرفت اني جيت امبكر... فرحت اديور بالكلية حقتي....ما اعجبتني مرة...صراحة كانت حيل قديمة...ومو كشخة...بس شنسوي.
..لقيت سيب...دخلته وشفت طاولة كبيرة عليها اوراق خضرة....قعدت اطالع بالاوراق...عرفت انها الجداول فقعدت ادور على اسمي.
..يوم سمعت صرخة من وراي" ملكة؟....." التفتت اشوف من قال اسمي....لقيت صديقة عمري سارا..
.فرحت وضميتها بقوة من الفرح وقمنا نصارخ مبسوطين....مو مصدقين...قالت سارا وهي تصفر" وش هالحلا؟؟؟"..
." ضحكت وانا ارد عليها" موب احلى منك..." قالت وهي تطالع بنفسها بالقزاز اللي انعكست عليه صورتنا" يا حلوك يا ملكة...ليتني اجي نصك..."
ثمن اضافت وهي تمزح" بس انا شحليلي...الجمال مو مطلوب هاليومين.." ضحكت من قلب على رد سارا...يا حليلها والله....اني اموت عليها.
..ًصديقة عمري من كنا صغار.... كل احداث حياتي المهمة...شاركتني فيها...الموهيم....اخذنا جداولنا واحنا قاعدين نسولف..
.ومن حلاة حظنا طلعنا بنفس.... الشعبة بالضبط....رحنا ندور على الشعبة حقتنا بالدور الثالث...عرفت ان سارا...سافرت بالعطلة ل جوهانسبرغ.
.. وقالت وهي امعصبة" وانتي؟؟...وعدتيني تجين جوهانسبرغ ولا جيتي...ليش؟؟"...رديت عليها ابحرارة وانا احاول ابرر " والله ما قدرت اغير جدول رحلتنا.
ابوي كان مخطط على مونتريال...عشان آخذ لغة هناك..." ردت سارا موب مقتنعة" اقول سكتي....هالحين ابوك....قال كذا
ليش جوهانسبرغ...مافيها معاهد انتي ووجهك..." رديت عليها وانا عارفة ان سارا امعصبة" يا سوسو...يا حبيبتي...ابوي راسه يابس.
..ماقدرت اقنعه...ماقدرت..اسوي شي...والله..." طالعتني وسكتت....ودخلنا الclass اللي راح ندرس فيه...جلسنا ورا بالركن عند الشبابيك
وعدا اليوم بطوله...ودخلوا علينا الاستاذات من كل الجنسيات...مصرية...سورية..فلسطينية...سعودية..سودان ية...هندية وامريكية
ودعت سارا ابحرارة قبل لا اطلع....وطلعت اراكض لأن ابوي كان يصارخ علي علشان اطلع ابسرعة.
..دخلت الجيب الاندكروزر... وقلت لبوي وانا اعتذر" السلام عليكم...آسفة...كنت بعيدة شوي..." ما قال ابوي شي..
..طلع وهو يسب ويلعن... .فحاولت اطلعه من الجو اللي هو فيها... وسولفتله مبسوطة عن استاذاتي...والجداول والزحمة وكل شي.
..فبدا ينسى الزحمة اللي كنا فيها قبل شوي...وابوي من الناس اللي يعشق العلم...حتى انه سافر امريكا وتحمل الغربة...
عشان ياخذلهم الشهادة اللي يتمنونها...يمكن عشان كذا كان شديد علينا بالدراسه...وكان حالف انه ما يزوجني ليما اخلص ادراستي واتوظف....
رجعنا البيت...فصخت ملابسي... واخذتلي شاور....ولبستلي بيجاما سماوي...ورفعت شعري فووق راسي ذيل حصان......
. ورحت بست امي فوق راسها وقعدت اسولف لها عن الجامعة والبنات وكل شي....طبعا امي حلم حياتها تشوفني بالجامعة عشان كذا كانت مبسووطة على الاخير
ودردشت مع اخواني شوي.. .. واخذت اساعد امي وهي تقشر البطاطا عشان تسويلنا محشي...يا حبيلك يمه والله...ربي اعطاها عيال يموتون عليها.
..حتى ابوي على انه شديد...إلا انه يحترم امي بشكل كبير.... وما اذكر شفتهم يتهاوشون إلا فيما ندر...وصح ان امي ميب متعلمة...وماعندها غير الشهادة الابتدائية
لكن عمري ما سمعت ابوي يستهتر بافكارها...عشان كذا رغم شدة ابوي...وشخصيته المهيبة كانت اعشقه بجنون واتمنى اتزوج واحد مثله.
..بعد ما ساعدت امي بالغدا...وتغدينا احلى محشي في الدنيا......روحت لغرفتي.. ودخلت الحمام...فرشت اسناني....ومشطت شعري زين
وتمددت على سريري....والافكار تاخذني وتجيبني من فرحتي بالجامعه....بس بعدها...نمت نوم عميق....
كانت هاذي حياتي باختصار...مثل أي بنت سعودية...حياة عادية...هادية...يتخللها بعض المسموحات والكثير من الممنوعات.
..لكني كنت راضية وما اذكر شكيت بيوم لحد....او اعترضت علي شي....هاذي خلقتي...ارضى باي شي..وكانت امي دايم تقول ملكة طالعه لجدتها
راضيه باللي يجي...ودايم اتحمد ربها وتشكره.....ويمكن عشان كذا...كانت ناس كثير تحبني....وشكلي بعد حبوب.
..الناس تقول كذا موب انا..والله...كنت دايم مبتسمة...واحب الاطفال موت...ولي عدد مهول من الصديقات..وش اقول ان عايلتي بعد
تتكون من امي وابوي...واخواني الاربعة....كلهم عيال...الاحب لقلبي...هو بندر الصغير...وبعده خالد ومحمد وسلمان..
.كل واحد من اخواني فيه مميزاته وعيوبه...لكنهم كانوا يحبوني بشكل كبير ويحترموني ويعزوني...وما اذكر انهم كسروا بخاطري ابد....
.الموهييم.. خلوكم من الماضي البعيد وخلونا نروح للماضي القريب....عدت علي اول سنة بالجامعة...وخذيت معدل عالي..
.رفع راس اهلي فيني...وكانت حياتي بعدها حلوة...تتخلها الكثير من الضحكات والقليل القليل من الدموع والبكاء..
..لكن مافي شيء يتم على حاله بهالدنيا.. انقلبت حياتي فوق حدر....او راسا على عقب زي ما يقولون باللغة الفصحى
كنا طايرين من الفرح تو العطلة الصيفية بدت...وقررنا ننزل المدينة وبعدين جدة...وبعدها نروح بالعبارة لمصر...
.اذكر يوم كنا قاعدين نجهز الشنط....ونسوي الفطاير والقهوة والشاي....عشان الرحلة بررية....مثل ما الوالدة تححب..
لعدة اسباب..منها....ان امي تكره الطيارات...وإذا سافرنا برا تقعد طول الوقت تقرا قرآن وتسبح..
.وإذا نامت تشوف كوابيس...فابوي وعدها ان رحلاتنا داخل المملكة...تكون برية.....طلعنا من الرياض...ومسكنا خط القصيم.
و.كنا مشغلين المسجل حق السيارة باعلى صوت.....على اغنية يا طير لخالد عبدالرحمن...كانت اغنية ابوي المفضلة.
..وكان حالف إلا يفهم كل كلماتها....طبعا الاغنية اماراتية...وكلماتها شوي صعبة...وانا وابوي نحب الاماراتيين موت..
يمكن لأن عمي الكبير...عايش في الامارات من زمان...وتعودنا عليه.....وكنا نصفق انا واخواني الاربعة ونردد ورا ابوي...
وامي كانت تقول بصوت عالي يطغى على صوت المسجل" الرجل واعياله استخفوا...نعنبوداركم بدل ما تسمعون لشي يطمئن القلوب.
..تسمعون لها ال.." كانت بتسب خالد عبدالرحمن ف فزعناله كلنا...ههه...كان شي غبي...بس عاد شنسوي...معجبين فيه الله لا يبلا المسلمين
اذكر اخواني قاموا يحبون راس امي...عشان ما تخلي ابوي يطفي المسجل...وبالاخير وافقت....انا كانت عندي عادة..
..احب اتامل الصحراء...واحب اقرا اسماء القرى والهجر اللي انمر فيها...بنبان...صلبوخ....اسماء عجيبة غريبة..
.وعلى كثر ما مرينا من هالخط إلا اني ما حفظتها...قربنا من القصيم وقمنا نناقز مبسوطين...اخيرا راح ننزل من السيارة ونرتاح ونريح.
..وابوي كان يحب ياخذ راحته بالسفر...عشان كذا بدل الرحلة ما تكون ساعة تصير ساعتين وهكذا.....وصلنا القصيم وريحنا فيها شوي.
وقفنا عبينا بنزين...وشرينالنا عشا من كودو...وواصلنا الرحلة.. بدوا خواني يتسدحون ينامون...
واحد على رجلي اليمين والثاني على رجلي اليسار..تركتهم ونقزت ورا عشان ارتاح...ماكان فيه ورا إلا الشغالة حقتنا
صبرية....وكانت قاعدة تقرا قرآن.... كانت رحلة عادية...مثل أي رحلة..بس الخوف..
.ان الخط كان رايح جاي...وكانت امي تدعي ربي بخوف...وهي تشوف الشاحنات الكبار...والتريلات..
..انا ماكنت خايفة ولا خواني الصغار...اللي كانوا قاعدون يتهاوشون.....لكن ابوي...ٌقفل المسجل...
وحسيت انه متوتر...بزيادة...وقف على جنب...وكان الظلام يغطي المكان...صلينا...المغرب والعشا..
.جمع وقصر.....وقام يقرا اذكار وادعية...ونزلوا خواني يتمغطون برا ويركضون شوية...ثمن رجعنا للجيب.
..وراحوا كلهم في نوم عميق..... وواصلنا الرحلة.... ما ادري شلون اتكلملكم او احكيلكم عن اللي صار..
. كانت امي تسولف مع ابوي...وابوي يمازحها ويقولها انه إذا نزل المدينة بيروح يخطب بنت عمه.
..وكانت معصصبة عليه حيل وتقوله ترى مزحك بايخ... وبعدين سكتت وبلعت ريقها وسالته بخوف" ابو خالد؟؟؟.."
طالعها ابوي قبل ما يرجع ويحط عينه على الطريق" نعم؟؟..."
قالت بتردد وهي تحط ايدها على بطنها المنتفخة" يقولون المرة ما تدخل الجنة إلا إذا زوجها راضي عليها؟؟.
.." وسكتت وكملت وهي تمد له فنجال القهوة" وانت راضي علي يا ابو خالد؟..
." ما مدى ابوي يرد عليها بنعم...إلا وانا احس بشي غريب...لحظات مرت علي بسرعة...صدمة قوية..
..صرخات عالية اسمعها...احاسيس شتى تتصارع فيني...ما ادري ابكي...ولا افكر...كانت تفكيري..مشلول..
.لقيت نفسي خارج الجيب.....والجيب يحترق قدامي... وسمعت صوت امي وهي تصارخ واخواني.. وصبرية....
صراخها وصال يرج في اذني.....صرخاتهم والنيران قاعدة تشتعل في اجسامهم...انقبض قلبي....مديت ايدي لهم ...ما قدرت اروحلهم.
ما قدرت...كانت التريلا اللي صادمين فيها كبيرة...حيل....قعدت صارخ وانا احاول امشي لهم..الخفو شلني....شلني لاخير.
..حاولت احرك جسمي...لكن ما قدرت....حاولت ..اتسحب على الارض لهم....مرت دقائق...كنها ساعات...
.وانا اسمع الاصوات تختفي من قدامي الصرخات...والنار بدت تخمد...والارواح...ارواحهم....ارواح ابوي وامي واخواني..
اخواني الصغار وهم يموتون قدامي.. لالالالالالالالالالا......لالالالالالا لا تروحون لا تخلوني ...لوحدي
انا احبكم والله...روحت اركض...والنار قاعدة تبلع كل شي قدامي.....يبا سامحني...يبا الله يخليك لا تتركني....
كانت طلباتي ي كثييرة.. يمه....يمه حبيبتي...لا تتركين ملكه للحياه الغدارة....انت سندي يمه...والله انا من بعدك ولا شي.
خالد....يا خالد اطلع...انا افديك بروحي...يا خالد....انت تستاهل تعيش اكثر...مني....انت تحب بنت جيرانا..
..اشواق....واهي قاعدة تنتظر تخرجك عشان تعرسون....محمد....محمد لا تروح دخيلك لا تموت....
.ماكان قصدي اكون قاسية وياك يوم كنا بالرياض...يوم طلبتني الابتوب... والله لعطيك كل شي تبيه....بس لا تروح.
قاعد انتحب وانا مو قادرة اسوي شي...بندر....بندر....اطلع يا بندرر...اختك لوحدها....قعدت اصارخ.
. صبريه.....صبريه...اطلعي يا صبريه..اهلك ينتظرونك لا تموتين......صبريه شيلي سلمان واطلعوا...
..صوتي يقطع الليل ودموعي...كان جسمي كله الآلالام لكني ما كنت احس فيها....نار تضرب بصدري....وقلبي يعتصر بالم...
..يا الله لها الدرجة الحياة غدارة....تونا كنا مبسوطين نسولف ونضحك....ليه يا ربي؟؟.
..ليه انا الحية وهم راحو؟؟؟...هم احق مني بالحياة.....احلامهم اكبر مني....طلباتهم اكثر مني.
.هم اصغر مني.....ليه.؟؟؟ وقعدت انتحب بصوت عالي....وانا لوحدي بالصحراء اطالع من حولي.
..الليل والظلام...عبايتي متقطعة....وماشية حافية....حاولت اوصل للجيب اللي انخمدت الاصوات اللي فيه...
.هالني اللي شفته...جثث منحرقة....اصابع ابوي متمسكة بأمي... وجثث صغيرة متفحمه...سودا
آآآآآآآآآآآآآآآه.....لالالا....ال له يعافيكم لا....رحت اركض على الخط السريع...ادور مساعدة...يمكن يكونون لسه ما ماتوا.
وادعي ربي من كل قلبي...انه ياخذني معهم لو هم راحوا....جت سيارة فيها اربع شباب....يوم شافوني...وقفوا بتردد..
.رحت لهم وانا اصيح.....حاولي يفهمون شي ما قدروا...اشرتلهم على التريلا...فوقفوا على جنب ولحقوني وانا ااشر لهم على السيارة.
..حاطه ايدي على حلقي....انتفض...انتفض بقوة...كل مافيني يتألم...روحي ماتت....والله ماتت مع اهلي..
. قال واحد من الشباب بصوت عالي" لاحول ولا قوة إلا بالله...انا لله واليه راجعون..." صرخت من قلبي....ابوي
ابوي....يبه....انا دونك ولا شي والله....شفت الشباب يقولون كلام وانا مو فاهمة شي...شوي يوم وقفت سيارة ثانية كان فيها عايلة
وبدت السيارات تتجمع....وانا مخنوقة....قاعدة اشوفهم يضربون كف بكف..
.واللي رمى شماغه على الارض وهو يتحسب على سايق التريلا الهندي.. وجا الامن والشرطة....
.وما قلت لهم شي....ما قدرت ارد على اسالتهم...وخفت منهم ومن نظراتهم لي...صدق الدنيا مافيها امان..
حتى وانا محتاسه....وحزينة...في ناس تحاول تحرش فيك...طالعت عباتي المنحررقة...والمتقطعة....
حاولت استر نفسي قد ما اقدر....كل اللي حولي رجال.....جاني رجال كبير بالسن...وجهه ابيض ومنور..
.وقالي يا بنتي...تعالي معي ناخذك لاهلك....رديت وانا ابعد عنه...ماعندي اهلي...هذيلا اهلي..
.واشرت وانا الدنيا تعصف فيني للاندكرورز اللي فححم...شفت بنت صغيرة تقرب منه وتلزق فيه..
.وتقوله" بابا..ليش البنت تبكي..؟؟؟"" بعد عني وتوقعته راح ...لكن بعد دقايق او ساعات او ثواني.
..والله ما ادري....رجع ومعه حرمته اللي اخذت تسحبني وانا اولول واصيح.. اتركوني...
.خلوني معاهم....امي حامل....يمكن تحتاجني.. اخواني يا ناس....اخواني....خالد...لا تموت..
..لا تخليني اقابل الناس لوحدي....بندر....آآآآآآآآآآآآه يبه......ركبت سيارتهم وقعدت اشاهق طول الطريق..
يمه....يمه....يمه...لا....لا تروحين....مديت ايدي اناجيهم...وكانهم قدامي..قمت اهذي...
.ما ادري وش اخربط واقول...الحزن يعصرني بقوة....ورافض يتركني...والله مخنوقة.....والرجال مشغل القرآن..
..صوت الآيات...زادني بكا....وتحول هالبكا لنحيب عالي...والاطفال الصغار يطالعون فيني... والحرمة تحاول تهديني وتقرا علي بصوتها.
. الحنون المنهار....وتضمني علشان اسكت....لكني ما كنت اقدر اسكت...حاولت افتح الباب عشان ارمي نفسي...وقعدت صارخ عليهم...
..اتركوني.....ابي اموت...ابي اموت....يا ربي خذني...خذني عند اهلي....سكروا الباب..
..وحاولت الحرمة.....تشربني موية...لكن رميت الموية عني..وقعدت اتنافض بقوة وانا حاطه ايدي على راسي..
وبدت الدنيا تدور فعيني..بقوة....وشفت امي تبتسم لي وعيونها مدمعة.... فمدت ايدي لها......واختفى كل شي من قدامي...
حسيت بهزة قوية....بالجيب....وصرخات امي واخواني ارتفعت.....وصوت ابوي...والجيب قاعد يتدحرج كذا مرة على الرمل.
عرفت ان صدمنا بتريلا... شلون..ما ادري...يمكن لحظة ابوي يوم شال عينه عن الطريق علشان يرد على امي...ما ادري من سوء حظي او من حسنه
ان تدحرج الجيب وتقلبه على الرمل....خلاني اطيح لخارج الجيب من خلال القزاز المتكسر...صرخت صرخة قوية...
.وانا اشوف النيران تشتعل قدامي...على بعد مسافة قصيرة مني....ما ادري وين كان عقلي؟؟....ما كنت حاسة لا بالزمان ولا المكان..
..ماني قادرة استوعب وش اللي يصير....بس لمن سمعت الصرخات....اللي ترددت في الصحراء الواسعة المظلمة...
.استوعبت ان هذا صوت امي.....يمه.....آآآآآآآآآآآآآآآآآه....م مديت ايدي....الجروح مالية جسمي.
كانت النار كبيرة موصلة لفوق...جيبنا صار كورة كبيرة من النار....
حطيت ايدي على أذاني بقوة احاول اني ما اسمع هالصرخات اللي قاعدة تقطع قلبي.. وتوقف الدم في جسمي.
..وحسيت بشعر راسي يوقف..يا ويلي.....ياربي لا تعذبهم....لا تعذبهم خلهم يموتون بسلام.
لحظات...وانطفت النار...هي لحظات؟.....لا اكثر اكثر بكثيير...موب لحظات يمكن ساعات..
.حطيت ايدي على فمي بقوة اكتم صيحاتي اللي تخترق صمت الصحراء الممتدة....ياويل قلبي....كلهم ماتوا...امي ابوي..
..سلمان..محمد...خالد...بندر...ً صبرية ... سواق التريلا الهندي...جيبنا صار مجرد قطعة متفححمة سودا..
والتريلا على كبرها منكسه فوق رمال الصحراء ما يصدر منها أي صوت..شفت اشلاء متناثرة وانا اقرب من الجيب...صرخت بجزع.
صرخة لحقتها صرخة ثانية مني....سمعت صياح وبكاء.....وين؟؟..وين هالصوت؟؟؟ طالعت حولي.
وين؟؟؟... وين؟؟؟ .. .... ورحت اركض مجنونة على الخط...
فتحت عيوني بتعب.... احس جسمي متشنج.. عرفت ان اللي شفته حللم...او...يمكن كابوس؟؟..ما كنت مستوعبة انا وين بالضبط؟؟
غرفة صغيرة بيضاء قذرة....وحرمتين لابسين عبايات على الراس ويصيحون....حاولت اتكلم بس حسيت بحلقي جاف...كنت بسأل عن اهلي.
..وليش انا هنا؟؟؟...مرت لحظات ثقيلة على قلبي وانا اقول للنيرس المصرية اللي دخلت" ماء..." سمعتني على طول واسقتني ماء.
..بعد ما شربت كثير وكأن لي سنين ما شربت....سألت بصوت واطي..." وين...انا؟..." قالت وحده من الحريم اللي متغطيات
وهي تمسك يدي بحنان" ملكه...عظم الله اجرك.." طالعتها...باستغراب...عظم الله اجري...وش قاعدة تقول هاذي؟؟؟.
..هزيت راسي مستغربة للنيرس اللي طالعت بقههر للحرمه وقالت بصوت مرتفع" الست...ملكه محتاجه للراحه..."
وش قاعدين يخربطون هاذولي؟؟ ليش انا متمددة هنا؟؟؟.. وين امي؟؟...ابوي؟؟...مين هاذولي؟؟ تصارعت الاسئلة براسي.
..وشفت الحريم يطلعوون وهم يشاهقوون... ..لكن انتهت الاسئلة يوم دخل الدكتور علي....تعلققت عيوني فيه وكأنه شيطاان
كنت مفزوعة...انا من خلقتي اكره الابر واخافها موت...وكان ماسك ابرة كبيرة .. ...
. مسك ذراعي وانا اطالعه بهلعع... قال الدكتور بلهجة عملية باردة" ازايك يا ست ملكة؟..."
فتحت فمي بتكلم ما قدرت... فكمل بلهجة عملية..." ملكه...انت انسانة مؤمنة بقزاء الله وئدره..." شلت ايدي من ايده وارتجففت
وش صاير؟....وش صاير؟؟...ليش الناس تصيح.. مين ذوليك الحريم....ليش الدنيا متشحه بالسوااد..
..والحزن مالي القلوب....انا فيني شي..... عكست عيوني الاسئلة اللي تدور براسي...فكمل وهو يمسح على ذراعي بالمطهر
.." الحادس اللي حصل...كان جامد...واهلك ...." وسكت لحظات ثمن كمل بتردد..." مائدرناش للاسف ننقز اهلك.
.." وكمل وعيوني توسعت على الاخير وشفتي السفلى ترتعش بجنون" من حسن حزك...ان الحادس ما اسر عليكي...لانك كنتي خارج السيارة.
.." حطيت ايدي على فمي....اكتم صيحتي المفزوعه...ياويلي...موب كابوس....كان واقع..الاصوات....
المفزوعه... هالصرخات المتعذبه. ...وقعدت اصارخ...بقوة....فمسكوني النيرسز بقوة....
علشان الدكتور يغرس الابرة فيني...لحظات والكل راح عني..مديت ايدي لوجه امي.....كانت تصيح..
..وشفت ابوي جنبها.....واخواني كلهم....يطالعوني وعيونهم مليانة دموع.....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه....
طلعت من
مستوصف عقلة الصقور المركزي....( عقلة الصقور...قرية تبعد عن القصيم ....حوالي المية او الميتين كيلو)
كان الحزن يعصف فيني...وينهشني مثل ما ينهش الدود الميت....طلعت بعد اسوأ ثلاث ايام قضيتها بحياتي.. ثلاث ايام كلها كوابيس.
وابر مهدئة ومغذيات...كانت مرت ولد عم ابوي نايمة عندي خلال الايام الثلاثة...تضمني.. .وتشغل القرآن بغرفتي..
.وتقرالي عن الصبر والايمان بالله وقضاء الله وقدره... وكانت تقولي انهم باذن الله من اهل الجنة...وانهم شهداء...ماكنت ارد عليها
قلبي وعقلي....ماتوا.... والله ماتوا في الحادث....انحرقوا مع ميمتي وابوي...هالحين انا حيه....
لكن روحي ماتت....روحي طارت...طلعت من الارض ولحقت هلي...سبحان الله. .. . كنت اسمع هالجمل كثير
لكني ماكنت افهمها...كيف تموت الروح والانسان حي...كيف القلب ينبض وانا ميتة...لكن هاذي هي حال ملكة..
.هاذي هي حالي...انا...ما تدرون شلون كانت الثلاث ايام الماضية ثقيلة على القلب...تسم البدن...
.لدرجة احس كأن احد ماسك قلبي بقوة لا ينبض....تذكرت وانا اركب الجيب الرمادي....ابوي...فصرخت
ما قدرت اركبه.... خايفة.. وحاولوا الحريم يدخلوني الجيب وانا رففضت....لالالالا..
..وقعدت ابعدهم عني....قد ما اقدرر...رجولي حسيتها مشلولة من الخوف....جيب ابوي....جيب ابوي.
..هذا الجيب اشتراه منصور ولم عم ابوي معه....ياويلي.....لالالا....ما ابي.....روحووا عني.
كانت الناس البعيدة عني تطالعني وهم يضربون كف بكف.... اكيد انجنت البنت.... واللي يقول
يا حرام تذكرت هلها...ماحد يلومها....ركضوا علي النيرسز يحاولون يهدووني...وانا مو قادرة..
..عيوني بارزة قاعدة اطالع الجيب كأنه شبح....شفت ابوي داخل يبتسملي.. .جزعت... لالالا..
.الله يخليكم لالا...لا تسون فيني كذا...نزلت على رجل ولد عم ابوي...ابي ابوسها عشان ما يركبني الجيب..
. كان ولده واقف ومعاه مرته....تكلمت مرته منيرة وقالت بصوت عاقل متزن..." خلوها تجي معنا في السيارة.
." طالع منصور في ولده عبدالعزيز... وقاله..." خذوها...وانتبهوا لها...." وكمل..
. وهو يشووف منيرة تاخذني وتسحبني على سيارتهم" انا بخلص اوراقها والحقكم..." رد عليه عبدالعزيز بثقل وعقل
" ان شاء الله يبه..." ولحق زوجته اللي تزاحل فيني علشان ادخل السيارة...كنت مرعوبة على الاخير.
بس اضطريت ادخل سيارتهم...وانا ارتعش...تمسكت بمقعدها الامامي...وانا ادعي ربي بهلع..
.ابي الحق هلي...لكن ما ابي انحرق...ما ابي انحرق... مشى عبد العزيز...
بسيارتهم ومسك خط وهو مسرع....كان صوت القرآن....سورة البقرة...حسيت نفسي المتحطمة الكسيرة.
..بدت تنتعش شوي....كان صوت الشيخ علي الحذيفي وهو يقرا الآيات...يدخل الطمأنينه على القلووب..
." وإذ سألك عبادي عني...فأني قريب أجيب دعوة ألداع إذا دعان...فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"
صدق الله العظيم...صوت القرآن وتسبيح منيرة
. ولا هي عيت تروح...وتشتريه معنا وقالت ذوق امي يكفيني...كان ضيق لحد الارداف...وبعدين فيه نفششه خفيف مرة من تحت ..
.. وبدون اكمام او اكتاف...وفيه ترصيع بالكريستال الموف الكبير...واو..جاي بطريقة روعه ومخلي جسمها خيالي ...
خصوصا ان ضاغط على جسمها المشد الكورسيه ومبرز لها خصر معتبر...شعرها كان خيالي...لفته لها الكوافيرة بالفير....ورفعته رفعة بسيطة ..
. وحطت لها اكسسوار ورد طبيعية لونها مووف وصغنونة...وخليناها تمسك باقة الورد الكبيرة الليموني مع الموف...والباقة كانت هدية من وحدة من صديقات بدرية .
.... وكانت باقة كبيرة وسمبل بنفس الوقت....فيها كريستال خفيف على الورود فطالع الورد كان عليه قطرات ندى....قبل لا تطلع من غرفتها ...
انا وعفاري لبسنا عبايتنا...لأن فيه تصوير بالكاميرا الفيديو والعادية...وتلثمنا زين عشان ماتطلع شعورنا ...
. وبدرية هددت وتوعدت لو نخلي الثام واسع على عيونا بس طنشناها ولا كأنها تتكلم ...
نزلت بدرية على موسيقى هندية...من ذووق سلطان لأنها تحب الافلام الهندية...وطلعت بدرية صدق عروسة بذاك اليوم .
.. كانت مرة مستحية...وهي تشوف البنات والحريم يطالعون فيها من بعيد وهي نازلة الدرج....وحسينا انها قاعدة ترتجف بقوة .
.. وخفنا انها تدوخ...بس تماسكت وكملت نزول الدرج مثل ما علمتها عفاري بخفة ونعوومة وبطء...بدت الاغاني المنوعة اول ما وصلت الصالة .
.. كان اولها غنية دلوعتي لراشد الماجد....دلوعتي كل الحلا فيها...احترت انا ما ادري شسميها....في حسنها كن البدر ضاوي...اخت القمر ماحدن يساويها
.... وقامت الفليبينيه تصورها وتقولها ابتسمي كذا....واوقفي كذا...ولفي وجهك بهالطريقة...وطالعي تحت...وطالعي فالمعازيم ...
. وطاعتها بدرية رغم انها كانت معصبة وشوي وتقوم تكفخها....وصراحة على بدرية اي شي جايز...اخيرا....جلست على الكرسي اللي بالنص .
.. وبدت الاغاني الخليجية المنوعة والمصرية...وبدوا الحريم يجون يباركون لها...وامتلت الكوشة بالناس من الززحمة؟.....وكانت عمتي نورا متكلفة مرة بالملكة
.... لأن الزواج راح يصير في السعودية وما راح يكون لاكبير ولا فخم...ولا فيه معازيم كثير...ليش ما ادري؟؟....مع ان حالة مساعد المادية ممتازة ...
كنت انا وعفاري ميتين من الضحك على وجه بدرية يوم \خلوا الناس العشا...ودخل علينا سلطان وقال ان مساعد بيدخل هالحين...كان وجهها احممر ..
. وعيونها مدمعة...وشكلها خايفة موت..واشرت على عفاري عشان تجي جنبها...لكن انا وقفت بعيد ..
. اطالع الباب اللي دخل منه سلطان....كان سلطان كاشخ على الاخير...وطالع حليو.....واحلى مافيه براءته ..
. وماسك سبحه كشخة في يده ومسوي فيها شخصية...ودخل علينا محمد بعد ...
.. اللي كان شايف عمره انه رجال العايلة وكان شوي ويصفق عفاري اللي لاصقة عند بدرية اللي ماسكة عبايتها بقوة .
.. وبعدها تخبينا انا وعفاري لمن سمعنا صوت رزه" ادخل يا مساعد...ادخل ...."
وقفنا ورا شجرة زينة كبيرة وشفنا مساعد يدخل....كان لابس مشلح وغترة بيضا...وشفت امه واخته يوم اقبلوا عليه .
.. واخته تزغرط باعلى صوت ..." كلويش.....كللو ووللويش "
حتى حسيت ان سلطان شوي ويقوم يكفخها.....كانه يقول صدق حريم مافيهم حيا....بس والله حرام ...
انا متاكدة انها تعتبر سلطان طفل صغير لا اكثر ولا اقل...خصوصا انها اكبر من عمتي نورا...حسيت فجأة ...
اني مالي داعي اوقف بهالمكان...هم كلهم يقربون لبعض وانا؟؟؟...قلت لعفاري بدخل جوا....لس قالتلي وهي معصبة لا وكملت ..
. وهي تاشر على سلطان بعيونها" هو ناوي يكفخني...بس خليكي معي...ما راح يصير شي ..."
اضطريت اوقف جنبها عشان ما تزعل خصوصا انها غالية عندي...وطارت عيونا على مساعد وهو يبوس بدرية على جبينها ويجلس جنبها ...
بسم الله على مساعد قمر...صراحه كان فرق بين شكله وشكل بدرية...يعني بدرية انسانة عادية بالمرة...ومافيها زود....لكن مساعد...وش الطول؟؟
... وش البياض؟؟؟...وش العيون؟؟؟.....كان حلو ووسيم وطارت عيونا انا وعفاري على مساعد...بس سمعنا صوت سلطان وهو يقولنا ..
." يا مال العما...ان شاء الله....اكلتوا الرجال بعيونكم..."انا استحيت بس عفاري ردت ابصراحة
" اقول...العين بحر...والانسان ما يؤثم على النظرة الاولى..." كملت عنها وانا اضحك" عشان كذا احنا ما رمشنا...بعيونا....فهههمت؟؟؟ ..."
طالع فيني كأنه يبي يخنقني انا واخته .. بس لف وقال" شوفوا وجه بدرية" وهو يضحك...كانت بدرية ماطالع بمساعد ووجها منتفخ من الغيض والقهرر .
... غيض من وشو؟؟ ما ادري...قهر من وشو ما ادري.....؟؟؟ بس خمنت السبب وجود اهل مساعد عند راسها...تحمد ربها ما دخلوا كل خواته وبنات خواته .
.. ما دخل احد غير اخته وامه...اللي كانت مبسوطة وقاعدة تدعي وتسمي على بدرية....قلت جوات قلبي...والله ما تدرون منهي بدرية اللي انتوا مبسوطين فيها ...
. وحسيت لا شعوريا بتعاطف مع مساعد...اللي كان شكله مبسوط وطاير من الفرحه على شوفة بدرية ....
التفت ل سلطان اللي هو وعفراء طايحين تعليقات على اشكالهم..." سلطان..." قال بسرعة" عيونه ..."
حسيت بخجل وطالعت بعفراء اللي غمزت لي بعينها وكأنها تقول" شفتي شلون؟؟؟.." قال سلطان
" عادي...عادي..عيوني ..اختي....يعني انتي مثل خوواتي....وخواتي اقولهم دايم يا عيوني ..."
قالت عفراء وهي تسوي حركات بيديها" مرة مقطع خواته بالدح...والكلام الزين..اسالي ريمووه بس ...."
ضحكت على كلام عفورة" ههه..بعدين كملت وانا اصد عن سلطان اللي اكل عيوني" سلطان....فيه واحد سمعت صوته قبل ما يدخل مساعد .
.." طالعني وقطب حواجبه يفكر وبعدين قال" ايه...هذا وافي..." قالت عفاري بسررعة وهي تمد بوزها" خالي وافي....وش جابه من حايل ...."
قال سلطان وهو يوطي صوته" عفراء....هذا خالنا..." قالت عفاري وهي تطل على بدرية اللي مساعد ماسك يدها يسولف عليها
" حتى...خالنا من الرضاعة...بعدين...ما ادري ليش تحبونه ... انت والاخت اللي هناك..."عصب سلطان على الاخير وقال
" خلاص عفراء.....صح انه غلط بحقك قبل كم سنة...بس اعتذلك كثير...ليش ما تسامحينه؟؟؟" طنشت عفاري سلطان وقالتلي وهي تدزني على خفيف علشان نشوف اكثر" زين ان اهل المعرس راحوا...شوفي الطقم اللي على نحر بدرية يجنن..." قلتلها وانا اشوف لمعة الطقم واصلة لعندنا
" شكله غالي..." قالت وهي تمط شفايفها:" ايه غالي..هذا حبيبتي...هدية..." قالت كلمتها الاخيرة بسخرية...وطالعتها فكملت
" من خالنا وافي..." سكت ولا علقت بس سلطان عصصب وراح درعم عند بدرية ومساعد عشان يكسر حدة الخجل بينهم ...
. قلتلها وانا اشوف المصورة تطلب من مساعد وبدرية يقربون من بعض...ويطالعون ببعض" ليش ما عرضتم الطقم بالصن\دوق؟؟؟
" طالعتني وقالت وهي تزم شفايفها" لأن الاخ وافي...باخر لحظة قرر يجيب الطقم..." وكملت بعصبية وهي تلف عشان ما اشوف وجهها" يقولون انه يعرف ذوق بدرية ..."
قلت لعفاري بعد ساعة تقريبا وانا امسك بطني" انا مرة جوعانة ...." وكملت
" بروح اتعشى مع المعازيم..." قالت وهي تمسك ايدي عشان نروح لغرفة المعيشة اللي حطينا فيها كل الهدايا اللي بنوزعها على الناس بعج العشا
.." صبري نفسك..بكم قطعة معجنات...." وفركت يدينها وهي تفتح الغرفة" عشان بنفضي الليلة هاذي للحش..." ضحكت وقلتلها
" ههه...يقطع ابليسك يا الدبه..." ورحت داخله معها...كانت الهدايا حقت المعازيم.....عرايس صغيرة من الكرستال .
... ماسكة بيدها سلة فيها حبة هيل وحبة قرنفل....وعلك لامي....وعلك بالنعناع....وحلاو ملون...شلنا سلال الهدايا ..
.. على اساس نوقف على غرفة الاكل....ونوزعها...على الناس الطالعة....ولمنا وصلنا ولقينا اول وحدة...مخلصة ..
. عطيتها من السلة هدية..وبخرتها عفاري....ومشينا على هالطريقة لين ما خلصوا كل المعازيم ...."
انتهت الملكة...على خير....وشفت الشغالات يدهرون ينظفون الصالات اللي تحت....بينما بدرية...دخلت غرفتها وقفلت على نفسها الباب .
.... حتى عمي ماباركلها....عمي وعمتي....هدهم التعب....فدخلوا غرفتهم وناموا....انا اخذت شاور...وتدعكت زين وبالموية الحارة .
... ودلعت نفسي بصابون سايل بالورد....بعد ما خلصت نشفت جسمي...ونشفت شعري....لبست روب ازرق قطن....يوصل لتحت الركبة عليه صورة ميكي ماوس .
... وتركت شعري مثل ماهو عشان ينشف على راحته....طلعت من الغرفة ابي آكل شي....مريت بغرفة بدرية...فسمعت صوتها وصوت عفاري ..
.. كانت عفاري تصيح وتقول بحقد " اكرههه...اكرههه...ليش بيسكن عندنا...؟؟؟؟ ليش ما يروح يدور له سويت باي مكان؟؟ ..
.." وقفت غصبا علي...وسمعت بدرية وهي تدافع " حرام عليك والله...انه طيب..خلاص.....ليش انتي حقودة؟؟؟؟؟ ...
.. ليش ما تنسين اللي سواه لك؟؟؟.." سمعت عفاري تشاهق بقوة وهي تقول" ما ابي انا خايفة مرة...خايفة يذبحني هالمرة ..
." طالعت الباب وانا ابعد...مين هذا؟؟...ليش تكرههه؟؟؟ وليش بدرية تحببههه؟؟؟...وش اللغز اللي قاعد يصير هاليومين؟؟؟؟ وقعدت افكر بهالتساؤلات
. ؟...حتى ان نفسي انسدت عن الاكل فرجعت ونمت وانا تفكيري مشغول بعفراء ...
ابي ردود يالله بنات بليز 000 الفصل الخامس صحيت على اذان الفجر....وكنت تعبانة على الاخير وجسمي متكسر...يمكن لاني ما قدرت انوم كثير..وكان نومي متقلب.. كان تفكيري كل بعفاري المسكينة الحبوبة الطيبة....اللي مثل الملاك...شلون يتجرأ انسان ويقرب منها ويضربها او يهاوشها او حتى يجرحها بنظرة او كلمه....جلست على سريري شوي...وتعوذت من ابليس....وقلت بصوت واطي" اصبحنا واصبح الملك لله...سمي بالرحمن يا ملكه ومالك شغل بالناس".....قمت من السرير...وتمغطت شوي..مديت ايدي اليمين لاقصى حد...وبعدها ايدي اليسار لاقصى حد... ورجلي اليمين رفعتها فوق....ورجلي اليسار نفس الطريقة.....وتثاوبت باعلى صوتي ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.... رحت الحمام بعد مالبست شبشبي الفرو الابيض. وحسيت بدفاه يغطي رجولي المتجمدة....فتحت لمبة الحمام...ورحت دايركت على المغسلة...فتحت الماء الدافي القريب من الحار..... غسلت وجهي.. شطفه شطفتين...وفرشت اسناني.زين مدة ثلاث دقايق...وبعدها ..وتوضيت ..برواقه.....طالعت بوجهي بالمراية...ماكان التعب باين علي...بالعكس...كان وجهي منور ومشرق...ابتسمت لنفسي بالمراية.. ونثرت على صورتي شووية موية....وقلت لنفسي بصوت عالي وانا اكلم عمري بالمرايه" اليوم يوم رائع...لأن بدرية راح تكون مبسووطه وراح تنساني مؤقتا...ههه " .... طلعت من الحمام.....ورحت اخذت سجادتي وفرشتها على الارض.....ولبست شرشف الصلاة....وغطيت شعري زين...وقررت اني بعد ما اصلي اقوم آكل...لقمة وارجع بعدها انوم او اروح اسقي الورد ...
صليت الفجر.. بخشوع....وجلست بعدها اسبح واستغفر واكبر..بعد ما خلصت اذكار الصباح...قريت لي صفحتين من سورة البقرة.. وكنت متعودة اقرا كل يوم كم صفحة من القرآن حتى اختمه...مرات اختمه بالشهر مرات اختمه كل شهرين على حسب قراءتي للقرآن...وهالشيء جا بعد موت اهلي....قوت علاقتي برب العالمين اكثر...وصرت ما افرط بقراءة القرآن باي ثمن ....
قررت اروح اسوي لي فطور معتبر يسد جوعي خصوصا ان عصافير بطني بدت تذابح...ههه... وانا افصخ شرشف الصلاة والشيلة اللي تغطي شعري....كنت افكر باومليت بيض ومشروم وجبن كاسات...يمي....يشهي....اوف يا شين الجوع...الظاهر لو اشوف خروف قدامي اكلته كله في ذيك اللحظة ....
فتحت باب غرفتي.. ببطء...وطلعت راسي اشوف إذا فيه احد...يمين وشمال..لا مافيه احد...المنطقه امان......كان الظلام يعم الدور الثاني كله....عرفت ان كل اللي بالبيت نايمين...اكيد...بعد كانت ملكه بدرية متعبة...رحت سيده للاوفيز..اللي كان بنهاية الدور الثاني قريب من غرفتي مررة....اول ما دخلته توجهت للثلاجة....اول ما فتحتها... انصدمت.....ما لقيت فيها اي شيء.. يعني الكيك والحاجات اللي بقت من امس وجديدة وين حطوها.....حسيت باحباط.....كانت فاضية على الاخير.. تذكرت ان عمتي نورا...اكيد خلتها تحت...لأنها تعبانه هي والشغلات وما فكرت تحط لنا شوي فوق....تنهدت...يعني فيني النزلة والطلعة للمطبخ الخارجي. امري على الله..بس الجو بريد....وانا ما فيني حيل البس شي يدفيني....رجعت غرفتي واخذت شرشف الصلاة الاحمر...حطيته على جسمي...كنت متاكدة ان سلطان نايم....لكن استحيت لو محمد يشوفني كذا...بعد محمد مو صغير...واكيد انه صاحي لان نومه خفيف وقليل....يا بعد عمري يا سلطان ...عمي مانعه يطلع الدور اللي فوق...احس بذنب...ورغم اني كلمت عمي كثير عشان يدخل سلطان عادي البيت...وانا احط شرشف الصلاة طول الوقت على جسمي والبس برقعي...بس عيا...وقال...عشان آخذ راحتي.. باللبس انا والبنات.....المهم..نرجع لسالفتنا...وصلت للصالات اللي تحت...كملت مشيي للباب الرئيسي للفله....فتحته....وتسحبت بهدوء...وببطء....عشان اوصل المطبخ الي بطرف الحووش....اوف...برد...كان الشتاء توه بادي يدخل ويعلن عن تواجده... حسيت باالخوف لحظه وانا واقفه عند الباب.....الله يستر بس ... حطيت فردة شبشب...عشان ما يتسكر الباب....ياالله...المطبخ بعيد عني... تكيسلت شووي....بس تذكرت الوجبه الدسمه اللي راح آكلها اول ما وصل هناك.. وراح اسوي احلى عصير ليمون...مع نعناع واو.....مشيت بسرعه وانا رجولي شوي وتجمد مع اني رافعه اللي ماعليها شبشب........طلع شبشبي صوت على الارض....الحمدالله اني تركت فردة هناك...إذا واحد طلع هالصوت كله...تلفت حولي.... خفت احد يكون تنبه او صحى من السواقين او سلطان او محمد......اوف ... الحمداله... ماحد قام من نومه...والله اني فضيحة...وصلت للمطبخ....و من كثر ماني مبسوطه.. درعمت على الباب...واي صكيت فيه صكة معتبره...آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآح...اي يي....اوه.....نسيت انهم يقفلون باب المطبخ دايم..... حطيت ايدي على قفل الباب...مرة مرتين...عيا لا يفتح...برطمت بقهههر.... وش ذا الحظ؟؟يا ربيه...وش هالورطه...حاولت افتح الباب كيذا ....كذا..هكذا.....ما قدرت ... تنفست بانهزام .... وانا لافة عشان ارجع ادراجي.. وارجع للفله اللي قاعدة تتشمت فيني مع ذا الفجر ...... تذكرت... ان عمي يخلي المفتاح معلق في الملحق...ومن غير تفكير طرت على الملحق ...
ترددت كثير....بس بالاخير...قررت اني اغامر...عشان عصافير بطني...تسسحبت بهدووء..ليما وصلت الملحق...دزيت الباب...وزي ما توقعت انفتح لي على طوول....شديت الشرشف على جسمي وانا احط رجلي داخل الملحق....فكرت للحظة يا ويلي...لو يصحى سلطان ويشوفني هنا....يمه....لالالالا...خلك قوية يا ملكه....ما عليك....باذن الله ماحد راح يحس فيكي...اصلا....سلطان اكيد بسابع نومه...خصوصا انه هو اللي كان منكرف امس في الملكه...هو اللي راح جاب الورد....والاشرطة....وهو اللي راح يدفع عربون الحلويات والمعجنات.....وهو اللي راح يشيك على البوفيه... ووقف يستقبل الضيوف وعمي شغله مزبوط....يعني اكيد..مليون بالميه...هو ميت تعب...هالحين ... وبعدين...اذكر ان عفاري مرة قالت...ان نوم سلطان ثقيل...وانه من النوع اللي لو تنفجر عند راسه قنبله ما قام...ههه...يا حليله ولد عمي....نوام...ولله الحمد !!!!!!!
يا ربي...يعني وين عمي بيخبي المفتاح؟؟؟....ترى يا ناس والله كله مفتاح مطبخ....قعدت افتح ادراج المكتب اللي موجود جوا...اصلا الملحق كبير....فيه غرفتين نوم....وصالة ومكتب...ومجلس كشخه يضيفون فيه معظم الرجال.. واهو كان بكبره للضيوف قبل لا اجي بيتهم...وهالحين صار بيت سلطان...تنهدت...وش ذا؟؟؟...انواع الاوراق اللي نطت بوجهي يوم فتحت الدرج....لالالا...هنا ملفات.. للشركه....لازم اتركها مثل ماهي.....هنا.....مجلات..شعرية....كتب شعر.. حامد زيد...خالد الفيصل...محمد العبدالله...سعد آل سعود....حاولت افتح الدرج اللي بعده...ضربته من القهر....مقفولل....قفلت ادراج المكتب وانا كارهة عمري على الاخير.. بطني مو راضي يرحمني....يعني وين؟؟؟....حطيت ايدي على راسي... وضربت الارض برجلي....بعدين يوه...انا مجنونة اكيد...يا رب ماحد يكون صحى.... شلت نفسي...ويوم جيت اطلع من الباب حق المكتب...وانا اسمع صوت الماء حق الحمام...من الخوف وقفت مكاني مو عارفة وش اسوي...فتحت الباب عشان اطلع بسرعة...بس سمعت باب الغرفة ينفتح...حطيت ايدي على قلبي...وسكرت باب المكتب بشويش...وتسحبت...ووقفت عند المكتب....سمعت صوت خطوات في الصالة....ياويلي....يمه.....لالالا يا ربي لا تفضحني...الله يقطع ابليسي..يعني صدق اني انسانة سخيفة وما اعرف شلون افكر .....
صوت الخطوات كان يقرب من المكتب...ومن غبائي نسيت اقفل نور المكتب...حسيت بشخص واقف ورا الباب....تخبيت تحت طاولة المكتب الخشبية المصنوعة من السنديان الغالي...سحبت الكرسي مثل ماكان...وقعدت اقرا واسبح...وخنقتني عبره...مين راح يصدقني...لو لا قدر الله لقاني احد هنا....مين راح يصدق اني دخلت الملحق اللي فيه سلطان علشان ادور على مفتاح الباب....ضميت نفسي بقوة وقعدت اقرا...بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم....بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم....سمعت صوت باب المكتب ينفتح....بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء....اللهم اني اسالك باني اشهد ان لا اله إلا انت الواحد..الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .. اللهم اسئلك ان تسترني يامجيب الدعاء...اللهم انت اعلم بنيتي....وقفت انفاسي ودقات قلبي...وانا اسمع الخطوات في غرفة المكتب...... يا ويلي....شفت الظل منعكس على الجدار...ظل طويل عريض...خوفني...حسيت ان جسمي زرق...وان الدم وقف عن الجريان في عروقي....مضت لحظات والله ما ادري شلون اوصفها....يمكن خلاص تصورت نفسي ماشية للمذبحة بنفسي...يعني صدق ما راح اقدر اطالع بوجه عمي سعود وعمتي بدرية...وتخيلت اني اشنق نفسي عن